عصر التنوير (المعروف أيضًا باسم «عصر المنطق» أو التنوير) هو حركة فكرية وفلسفية هيمنت على عالم الأفكار في القارة الأوروبية خلال القرن الثامن عشر.[2][3]
انبثق عصر التنوير عن حركة أوروبية فكرية علمية معروفة باسم حركة «النهضة الإنسانية». يعتبر البعض كتاب الأصول الرياضية للفلسفة الطبيعية -الذي ألفه نيوتن عام 1687- أول الأعمال التنويرية الرئيسية. يحدد المؤرخون الفرنسيون بداية عصر التنوير بالفترة ما بين وفاة لويس الرابع عشر في فرنسا في عام 1715 واندلاع الثورة الفرنسية -في عام 1789- التي أنهت نظام الحكم القديم، بينما يحددون نهاية هذا العصر مع بداية القرن التاسع عشر. نشر الفلاسفة والعلماء في تلك الفترة أفكارهم على نطاق واسع من خلال إجراء اللقاءات العلمية في الأكاديميّات والمحافل الماسونية، والصالونات الأدبية، والمقاهي، ومن خلال الكتب المطبوعة والصحف والمنشورات. قوضت أفكار عصر التنوير السلطة الملكية وسلطة الكنيسة، ومهدت الطريق أمام الثورات السياسية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. تعود مجموعة متنوعة من الحركات الفكرية في القرن التاسع عشر، بما في ذلك الليبرالية والحركة الكلاسيكية الحديثة، بأصولها الفكرية إلى عصر التنوير. [4]
اشتمل التنوير على مجموعة من الأفكار التي تركز على سيادة العقل والأدلة على الحواس باعتبارها مصدرًا أساسيًا للمعرفة، وعلى المثل العليا كالحرية والرقي والتسامح والإخاء والحكومة الدستورية وفصل الكنيسة عن الدولة. تضمنت المبادئ الأساسية لفلاسفة التنوير في فرنسا الحرية الفردية والتسامح الديني، مقابل الملكية المطلقة والعقائد الثابتة للكنيسة الكاثوليكية الرومانية. يتميز التنوير بالتركيز على المنهج العلمي وعلى الاختزالية فضلًا عن التشكيك المتزايد بالعقائد الدينية، وهو الموقف التي سلط عليه الفيلسوف كانت الضوء في مقالته «تجرأ على المعرفة».[5][6][7]
لمحة عامة
أجاب إيمانويل كانت عن سؤال ما هو التنوير؟ بقوله:" إنه خروج الإنسان عن مرحلة القصور العقلي وبلوغه سن النضج أو سن الرشد." كما عرَّف القصور العقلي على أنه "التبعية للآخرين وعدم القدرة على التفكير الشخصي أو السلوك في الحياة أو اتخاذ أي قرار بدون استشارة الشخص الوصي علينا." ومن هذا المنظور جاءت صرخته التنويرية لتقول: "اعملوا عقولكم أيها البشر! لتكن لكم الجرأة على استخدام عقولكم! فلا تتواكلوا بعد اليوم ولا تستسلموا للكسل والمقدور والمكتوب. تحركوا وانشطوا وانخرطوا في الحياة بشكل إيجابي متبصر. كما حذر من الطاعة العمياء للقادة أو لرجال الدين كما حصل في دولة بروسيا لاحقاً.[9].
عصر التنوير ونقد العقل
يذكر المؤرخون حقبة العصر اليوناني القديم وبالأخص وقت انتشار أفكار المؤلفين السفسطائيين وذلك لنقد القوانين ذات الأصول الإلهية والتجسيم الديني. ويمكن حصر التنوريين في الفيلسوف ديموقريطوس، الفلاسفة الذرييون، الفلاسفة الرواقيون والمتشككين، لا سيما أبيقور الذي يريد تحرير الناس من الخوف، الناجم عن الدين والآلهة والموت.[10] قد أدرك لوك أن التنوير يرغب في التوفيق بين الفلسفة والفيزياء النيوتونية، مسندا للعقل تحديد إمكانياته والتي تفوق حدوده، بغض النظر عن كل الحقائق التي وجدت بطريقة بديهية أو فطرية.
ويبدو أن الإيمان بالعقل، جنبا إلى جنب مع النموذج التجريبي للعلوم النيوتونية، تجعل من الممكن اكتشاف قوانين ليس فقط للعالم الطبيعي، ولكن أيضا قوانين التطور الاجتماعي. أن الاستخدام الصحيح للعقل، يمكن أن يكون أحد وسائل التقدم غير المحدود للمعرفة والتقنيات والأخلاق: هذا الاعتقاد سوف تتناوله وتعززه المذاهب الوضعية لاحقا.
منذ البداية يعتقد التنويرين أن جزءا كبيرا من البشر، رغم أنهم أحرار، سعداء ببقائهم قصّر مدى حياة. وبهذة الحالة يعيش الإنسان في خمول وجبن، لعدم وجود الشجاعة للبحث عن الحقيقة. وفي أي حال، نتيجة للهذة الحالة من عدم الاختيار من السهل لمعظم المكرة واصحاب السلطة بناء على هذا الدليل: إذا كنت أمتلك كتاب يفكر لي، ومدير روحي يفكر لي... إذن لم أعد بحاجة للتفكير لي. لست في حاجة للتفكير، إذا كان من الممكن أن أدفع فقط...»[11]
يهتم المعلمون بسجن الجبناء والكسالى في عربة صغير للأطفال» خوفاً من المخاطر التي قد تحدث لهم إذا حاولوا المشي وحدهم، فلن يتعلم الإنسان المشي دون أن يسقط، ولكن هذا الخوف من السقوط، يبقيهم أطفال طوال حياتهم.[12]
يجب على التنويرين حماية الإنسان وتعليمه ان يصبح ناضج وقادر على الاعتماد على نفسه، وأن يستخدم عقله للتحرر من المعتقدات الغريزية في الحقائق المعطاة، سواء تلك الفطرية التي تشكلت في ميدان المعرفة، أو تلك المستوحاة من الأديان .
يرفض العقل كل شيء لا تنبع منه بهدف إنشاء الحدود الخاصة به: فالعقل يستطيع أن يدرك كل اشكال المعرفة.
هذا سوف يحدث بتطبيق نقد العقل، من خلال التحليل، والنقاش، والجدل في مواجهة تلك التجربة التي ليست فقط وقائع مادية ولكن أيضا اجتماعية وتاريخية: «من مبادئ العلوم لأساسيات الوحي، من الميتافيزيقيا للقضايا الأساسية للذوق، من الموسيقى إلى الأخلاق، من النزاعات اللاهوتيين الدراسية للقضايا الاقتصادية، من القانون الطبيعي لتلك الوضعي، وباختصار للمشاكل التي تؤثر علينا عن كثب أكثر إلى تلك التي تمسنا مباشرة، كل شيء يناقش، يمكن تحليله.[13]
المهمة التربوية للمفكر
يجب أن تكون مهمة التنويرين المثقفين، الذين يطلقون على أنفسهم فلاسفة، التشجيع على إعمال العقل:
هذة مسئولية المفكر أمام المجتمع الذي يعيش فيه: مهمة تربوية للتحرر من الميتافيزيقيا، والظلامية الدينية، من طغيان النظام الملكي المطلق. هذا البرنامج التعليمي حسب جان-جاك روسو سوف يعني إعادة الإنسان إلى حالته الأولية للطبيعة عن طريق تحويل الخير العفوي للحالة الطبيعية لانتصار واعي ونهائي لعقلانيته. حيث أن
العقل التنويري
إن التعريف التنويري للعقل بعيد كل البعد عن التعريف التقليدي الذي يغلبه التأملية:هو الآن تصور توظيفي وفني:وأثبت صلاحيته بالنتائج العملية التي يحققها: العقلانية صالحة إذا كانت قادرة على شرح وترتيب الأحداث استناداً إلى قوانين النظام العقلاني.
العقل، والطبيعة، والعفوية يتوافقوا في الرؤية التنويرية مع الاعتقاد أن الطبيعة قد وهبت كل إنسان قدرة غريزية على الفهم، مما يجعله مساوياً لجميع الآخرين بشرط أن يتم تحريره من فساد الخرافات والجهل.
الإنسان، المتحرر من قاذورات السلطة، يستخدم عقله بشكل صحيح وتلقائي (وفقا للتنويرين يظهر السلوك الطبيعي فيما يسمى "الهمجي النبيل") في المضي قدما في بناء الدولة حيث القوانين، غير مستبدة، التي تستند إلى الحقوق الطبيعية.
أسطورة الهمجي النبيل
وكان "الهمجي النبيل" أسطورة استناداً إلى الاعتقاد بأن الأنسان كان أصله حيوان طيب ومسالم، ولكن فسد بمرور الوقت بسبب المجتمع والتقدم. في الثقافة التهذيبية في القرن الثامن عشر اعتبرت "الهمجي النبيل" جدير بالأحترام، أكثر نبلا في التعليم المتحضر. وعلى الرغم من أن مصطلح "الهمجي النبيل" قد ظهر بالفعل في 1672 بعد الاستيلاء على غرناطة من قبل جون درايدن (1672)،. أعيد أحياء التمثيل المثالي "لسيد الطبيعة" في المذهب الحسي في القرن اللاحق. ويجسد مفهوم "الهمجي النبيل" الاعتقاد بأن قبل الحضارة كان البشر أساسا خيرون، والاسس التي قامت عليها البشرية تعتمد على مذهب خيرية البشرية، والتي عبر عنها انطوني سافتسبوري في العقد الأول من القرن الثامن عشر :"البحث في بساطة الخلق، وهذا السلوك البرئ، الذي يظهر جليا في الهمجيين؛ قبل أن تتلفه تجارتنا".[17] تغذت أسطورة الهمجي النبيل من البعثات التبشيرية اليسوعية،[18] التي بدأت في القرن السابع عشر في أمريكا الجنوبية، لا سيما في باراغواي، وتمثلت في إنشاء مراكز (تبشيرية هندية) لتبشير الشعوب الأصلية بهدف خلق مجتمع بالسمات الخيرية للمجتمع المسيحي الأوروبي، وتخلو من الرذائل والجوانب السلبية. كان الهنود الأكثر ملائمة بصفة لهذا المشروع حيث طبيعتهم تتقبل التعاليم اليسوعية. وما جعلهم يجسدوا الخيرية الأولية للإنسان البدائي ميولهم الفنية للطبيعة وخاصة الموسيقى.
في عصر التنوير عمل روسو على نشر فكرة الهمجي النبيل، مؤكدا في العقد الاجتماعي: ولد الإنسان حرا ولكن قيد بعد ذلك بالقيود. أجابه ڤولتير بنوع من السخرية: «عندما قرأت الكتاب شعرت برغبة في المشي على أربع، ولكن للأسف فقدت هذه العادة لأكثر من ستين عاماً ولا يمكنني أن أستأنفها الآن».[19]
عصر التنوير
عصر التنوير: بهذا المفهوم، الذي يسلط الضوء على الأصالة ومميزات الانفصال عن الماضي، انتشرت في أوربا الحركة الفكرية للتنويريين الفرنسيين الذين تعمقت جذورهم في الثقافة الإنجليزية. وعرف فولتير ومونتسكيو وفونتانيلي كمبشريين لهذه الفلسفة الإنجليزية ألتى تقوم على العقل التجريبي والمعرفة العلمية، العناصر الأساسية لفكر لوك ونيوتن وديفيد هيوم والذين يرجعوا بدورهم لأفكار فرانسس بيكون.[20]
إذا كان التنوير قد يغلب عليه الطابع الفرنسي فذلك يرجع للظروف التاريخية خاصة في فرنسا في القرن الثامن عشر. أن تطور الطبقة البرجوازية خلال عهد الملك لويس الرابع عشر كان مكفولاً بالاستبداد الملكي، ويقوم على التمييز بين الحاشية والعامة. حيث أعطى حرية العمل وحرية الفكر ولكن بما لا يتعارض مع السلطة. تطورت البرجوازية، بالإضافة لحركة فروندا الارستقراطية وحركة هوغونوتيون، اللاتي تمارسن نقدها سراً، وانضم لها الممولين الجديدة، ودائني الدولة ولكن دون سلطة سياسية والذين عبروا عن معارضتهم في جمعيات سرية مثل الماسونية، وبقدر ما هو مكبوت احتجاجتهم السياسية بقدر ما ستبرز الافكار التنوير الفرنسية، والتي مقارنتا بالإنكليزية، أقل تقيدا من السلطة السياسية، وسوف تصبح الممثلة للتنوير بشكل عام.
الصالونات الأدبية
وظيفة اجتماعية وسياسية في عصر التنوير كانت تعقد في الصالونات الأدبية. وهو تقليدي ثقافي وجد في فرنسا منذ عهد الملك لويس الرابع عشر عندما كان يجتمع بشكل دوري لدى سيدة العالم على منضدة الحكماء.[21]
نُظمت اللقاءات الثقفية بين النبلاء والإصلاحيين الأرستقراط الفرنسيين الذين كانوا يدعون دائمًا لمنازلهم المفكرين المعروفين أو غير المعروفين لمناقشة قضايا أو مواضيع خاصة، كما كان الحال في صالون مدام جيوفرين، الت كانت تدعوا كبار الشخصيات الأدبية والفلسفية مثل ماريفوكس، ديدرو، جريم، هلفتيوس أو في صالون البارون هولباتش، أول رئيس لفندق الفلسفة،[22] الذي التقى في بيتة ديدرو وكوت دالمبرت وهلفتيوس ومارمونتيل وراينال وجريم والقس غالين وفلاسفة آخرين. وفي العموم كان يقرأ في الصالونات أعمال قضائية سياسيًا هرطقية عن الإستبداد الملكي أو مناقشة كل ما يدور خارج عالم الصالونات. في هذا المناخ الثقافي كان للمرأة دور بارز، إذ أضحت صاحبة الصالون، واستطاعت ان تسهم في نشر الفكر التنويري، وأثبتت أن للمرأة قدرات فكرية للمرأة توازي ما للرجل، وأنها ليست حكرًا على الرجل دون المرأة.[23]
الموسوعية ونشر المعرفة
كان رمز التنوير الفرنسي، فضلا عن أفكار فولتير، هو الموسوعة والقاموس للعلوم والفنون والحرف اليدوية، حيث صدر 11 مجلد 60,000 صوت.
الثورات
كان عصر التنوير وما أنتجه من أفكار وضعية وعقلانية ملهماً لعدد من الثورات الاجتماعية والسياسية شهدتها أوروبا في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر أسفرت عن قيام الدولة الحديثة. وقد ارتكز قيام هذه الدولة على وجود بيروقراطية، وقيام جيش كمؤسسة قوية ومتمتعة باستقلال نسبي، وسيادة جو من العقلنة في التنظيم. وقد سادت في هذه الدولة أنظمة سياسية بديلة من أنظمة القرون الوسطى، بحيث قامت هذه الأنظمة بانتزاع الصفة الإلهية عن سلطة الملوك فاصلة الدين عن الدولة.[24]
شكلت هذه الحركة أساسا وإطارا للثورة الفرنسية ومن ثم للثورة الأمريكية وحركات التحرر في أمريكا اللاتينية واتفاقية 3 مايو في كومونولث بولوني-ليثواني. كما مهدت هذه الحركة بالتالي لنشوء الرأسمالية ومن ثم ظهور الاشتراكية. بالمقابل تقارن هذه الفترة بالباروكية المتأخرة والعهود الكلاسيكية في الموسيقى، والعهد الكلاسيكي الجديد في الفنون كما شهدت بروز حركة توحيد العلوم التي تضمنت الإيجابية المنطقية.
أعلام
أهم الفلاسفة والمفكرين في عصر التنوير كان: فولتير وجان جاك روسو وديفيد هيوم وجميعهم قاموا بمهاجمة مؤسسات الكنيسة والدولة القائمة.
ختم إيمانويل كانت عصر التنوير وجسده خير تجسيد بتوازنه الصارم وحسه الأخلاقي العالي المستوى [25]
شهد القرن الثامن عشر أيضا صعود نجم الأفكار الفلسفية التجريبية، وتطبيقها على الاقتصاد السياسي والعلوم والحكومات كما كانت تطبق في الفيزياء والكيمياء وعلم الأحياء.
من أهم أعلام التنوير في بريطانيا، فرانسيس بيكون، المحامي الإنجليزي الذي طالب بالاعتماد على منهج علمي جديد يقوم على أساس من التجربة. وبشّر بيكون بحالة جديدة تتحقق في المستقبل، عندما تصبح المعرفة مصدر القوة التي تمكن الإنسان من السيطرة على الطبيعة. كذلك اسحاق نيوتن، عالم الفيزياء، الذي قال بأن العالم يسير حسب مجموعة من القواعد الطبيعية تحكمها قوى عوامل الجاذبية. وأكد نيوتن أن في استطاعة الإنسان إذا اعتمد على نور العقل تفسير الظواهر الطبيعية وإدراك دوره في العالم المجهول.[26]
الفن
ما يميز عصر التنوير الأوروبي أنه اعتمد على الفن الروماني، لا الإغريقي القديم الذي كان أكثر حرية؛ وكان النموذج المثالي للتقليد هو إنياذة فرجيل (70-19 ق م). من هنا أعطى كورناي الأفضلية للموضوعات المستوحاة من ثقافة الإمبراطورية الرومانية وبيزنطة. وقد صبَّ التنويريون اهتمامهم الرئيسي على مسائل الجمال والتناغم والتناسب والتناسق التي هي الجوهر الحقيقي للعالم والإنسان.
إذا اعتبرنا أن عصر التنوير عصرا قصيرا، عندها يجب أن نعتبره مسبوقا بعصر العقلانية وقبله بالنهضة والإصلاح. تلا عصر التنوير الرومانسية.
أهم الشخصيات والمنشورات
كان للثورة العلمية التي سبقت عصر التنوير تأثير كبير على فلاسفته ومفكريه. كان كل من بيكون وديكارت من بين أهم الفلاسفة السابقين الذين كان لهم تأثير كبير على انطلاق عصر التنوير، ومن بين أهم الشخصيات التنويرية: بيكاريا وسبينوزا وكانت وديدرو وهيوم وروسو وآدم سميث. حاول بعض الحكام الأوروبيين –بمن فيهم كاترين الثانية وجوزيف الثاني وفريدرش العظيم- تطبيق أفكار التنوير على التسامح الديني والسياسي، وهو ما أصبح يعرف فيما بعد باسم الحكم المطلق المستنير. ربطت العديد من الشخصيات السياسية والفكرية الرئيسية في الثورة الأمريكية نفسها بشكل وثيق مع التنوير، إذ زار بنيامين فرانكلين أوروبا مرارًا وتكرارًا، وشارك بنشاطٍ في المناقشات العلمية والسياسية فيها، وعاد بأحدث الأفكار السياسية والفكرية إلى فيلادلفيا، بينما تابع توماس جيفرسون الأفكار الأوروبية عن كثب وأدمج فيما بعد بعض مُثُل التنوير في إعلان الاستقلال، فيما ضم جيمس ماديسون هذه المثل العليا إلى دستور الولايات المتحدة أثناء صياغته في عام 1787. [27][28][29]
تعتبر الموسوعة التي حملت اسم (إنسيكلوبيدي) -التي نُشرت في الفترة ما بين 1751 و1772 في خمس وثلاثين مجلدًا، وقام بعملية تجميعها فريق مكون من 150 عالم وفيسلوف من ضمنهم ديدرو وديلمبيرت- المنشور الأكثر تأثيرًا في عصر التنوير، وساعدت هذه الموسوعة في نشر أفكار التنوير في جميع أنحاء أوروبا وخارجها. وكان كتاب فولتير «قاموس فولتير الفلسفي» -الذي نشر في عام 1764- أيضًا واحدًا من أشهر المنشورات في عصر التنوير، إضافة إلى كتابه رسائل عن الأمة الإنجليزية الذي نشر عام 1733، وكتابي جان جاك روسو «بحث في منشأ وأسس عدم المساواة»، و «العقد الاجتماعي»، إضافة إلى كتابي آدم سميث «نظرية المشاعر الأخلاقية» الذي نشره عام 1759 وثروة الأمم المنشور عام 1776، وكتاب مونتيسكو الذي حمل عنوان «روح القوانين» والذي نُشر عام 1748. لعبت أفكار التنوير دورًا رئيسيًا في إلهام الثورة الفرنسية التي انطلقت عام 1789، وتلى الثورة -بعد عصر التنوير- ظهور حركة فكرية جديدة عرفت باسم الحركة الرومانسية.[30][31]
انظر أيضاً
مراجع
- Gli altri ospiti raffigurati nel dipinto sono Gresset, Marivaux, Marmontel, Vien, La Condamine, Raynal, Rameau, mademoiselle Clairon, Hènault, Choiseul, Bouchardon, Soufflot, Saint-Lambert, il conte di Caylus, Felice, il barone di Aulne, Malesherbes, Maupertis, Mairan, d'Aguesseau, Clairault, la contessa di Houdetot, Vernet, Fontenelle, il duca di Nivernais, Crèbillon, Duclos, Helvètius, Vanloo, Lekain, Lespinasse, Boccage, Réaumur, Graffigny, Jussieu e Daubenton.
- "The Age of Enlightenment: A History From Beginning to End: Chapter 3". publishinghau5.com. مؤرشف من الأصل في 03 مارس 201703 أبريل 2017.
- Roberson, Rusty (2016), "Enlightened Piety during the Age of Benevolence: The Christian Knowledge Movement in the British Atlantic World", Church History, 85 (2): 246, doi:10.1017/S0009640716000391
- Eugen Weber, Movements, Currents, Trends: Aspects of European Thought in the Nineteenth and Twentieth Centuries (1992).
- Outram, Dorinda (2006), Panorama of the Enlightenment, Getty Publications, صفحة 29, , مؤرشف من الأصل في 25 يناير 2020
- Zafirovski, Milan (2010), The Enlightenment and Its Effects on Modern Society, صفحة 144
- Gay, Peter (1996), The Enlightenment: An Interpretation, W. W. Norton & Company, , مؤرشف من في 10 يناير 2020
- Enciclopedia Garzanti di Filosofia, alla voce corrispondente.
- dw-world - تصفح: نسخة محفوظة 12 أبريل 2009 على موقع واي باك مشين.
- Mauro Nervi, La chimica dell`anima: Illuminismo e consolazione nel III libro del"De rerum natura", ed. GRIN Verlag, 2010
- Immanuel Kant, Risposta alla domanda: che cos'è l'Illuminismo?, 1784
- I. Kant, Risposta alla domanda: che cos'è l'Illuminismo? in Scritti politici e di filosofia della storia e del diritto di Immanuel Kant, a cura di N. Bobbio, L. Firpo e V. Mathieu, Torino, UTET, 1965, passim.
- D'Alembert, Elementi di filosofia, I
- I. Kant, Op. cit.
- Jürgen Habermas, studioso della formazione della ragione pubblica, ha osservato che per l'illuminista borghese Kant questa diffusione della critica tramite, ad esempio, la stampa, avesse poca importanza poiché il filosofo prussiano quando parla di pubblico non si riferisce alla formazione di una generica e inconsulta opinione pubblica, di cui non gli interessa il giudizio, ma a un pubblico scelto, esperto, un pubblico illuminato di dotti lettori, cittadini del mondo, accomunati dalla ragione universale garanzia di progresso. Quindi per questo l'uso pubblico della ragione sarà libero, in quanto la razionalità dell'uomo, nonostante le censure e i limiti della diffusione delle sue idee tramite i libri, è e sarà sempre libera. (Cfr. J. Habermas, Storia e critica dell’opinione pubblica trad. it., Bari, Laterza
- J.J. Rousseau, Émile
- A.Ashley Cooper,Advice to an Author, Part III
- Giuseppe Cocchiara, Il mito del buon selvaggio: introduzione alla storia delle teorie etnologiche, ed. G. d'Anna, 1948, p.12 e sgg.
- Da una lettera a Rousseau del 1755
- Andrea Tagliapietra, Silvia Manzoni, Che cos'è l'Illuminismo: i testi e la genealogia del concetto, Milano, Bruno Mondadori, 2000, pag. 186.
- Il termine "salotto letterario" apparirà soltanto nel XIX secolo ad opera della duchessa Laure Junot d'Abrantès (Cfr. Albert Tornezy, Un bureau d'esprit au 18e siècle: le salon de Madame Geoffrin (1895), Biblio Bazaar, 2009)
- In una lettera dell'abate Galiani a lui inviata da Napoli il 7 aprile 1770: «La philosophie, dont vous êtes le premier maître d'hôtel, mange-t-elle toujours de bon appétit?» (La filosofia, di cui voi siete il primo direttore d'albergo, mangia sempre con buon appetito?)
- Maria Luisa Betri ed Elena Brambilla, a cura di, Salotti e ruolo femminile in Italia. Tra fine del Seicento e i primi del Novecento, Marsilio, 2004.
- LCPS - تصفح: نسخة محفوظة 27 فبراير 2009 على موقع واي باك مشين.
- assuaal - تصفح: نسخة محفوظة 02 يونيو 2008 على موقع واي باك مشين.
- asharqawsat - تصفح: نسخة محفوظة 27 فبراير 2009 على موقع واي باك مشين.
- Jeremy Black, "Ancien Regime and Enlightenment. Some Recent Writing on Seventeenth-and Eighteenth-Century Europe," European History Quarterly 22.2 (1992): 247–55.
- Sootin, Harry. Isaac Newton. New York, Messner (1955)
- I. Bernard Cohen, "Scientific Revolution and Creativity in the Enlightenment." Eighteenth-Century Life 7.2 (1982): 41–54.
- Robert A. Ferguson, The American Enlightenment, 1750–1820 (1994).
- Robert Darnton, The Business of Enlightenment: a publishing history of the Encyclopédie, 1775–1800 (2009).
وصلات خارجية
- عصر التنوير على موسوعة ستانفورد للفلسفة (بالإنجليزية)
- عصر التنوير على موقع فيلبابيرس
- عصر التنوير على موقع مشروع إنديانا لعلم الوجود الفلسفي