الرئيسيةعريقبحث

زينون الرواقي

فيلسوف فينيقي

☰ جدول المحتويات


زينون ( 334 ق.[1][2][3]م. – 262 ق.م ) فيلسوف فينيقي من مواليد مستوطنة كيتيوم الفينيقية في قبرص. هاجر إلى أثينا في شبابه ومع انه رفض أن يصبح من رعاياها إلا انه بقي مقيما فيها حتى وفاته، وبعد دراسته على كريتيس الساخر وستيلبو الميجاري وفي الأكاديمية القديمة، راح يعلم في الرواق المعمد "من هنا كانت تسمية مذهبه الفلسفي بالرواقيه "، وقد أنشأها سنة 300 ق.م وقال فيها بأن الرجل الحكيم يجب أن يتحرر من الانفعال، ولايتأثر بالفرح أو الترح، وأن يخضع من غير تذمر لحكم الضرورة القاهرة.

زينون الرواقي
(بالإغريقية: Ζήνων ὁ Κιτιεύς)‏ 
Zeno of Citium pushkin.jpg

معلومات شخصية
الميلاد 334 BCE
قبرص
الوفاة سنة 263 ق م 
أثينا
الجنسية يوناني
الحياة العملية
التلامذة المشهورون إراتوستينس،  وكليانثس 
المهنة فيلسوف،  وكاتب 
اللغات الإغريقية 
مجال العمل منطق،  وأخلاقيات 
تأثر بـ كلبيون، هرقليطس
أثر في كليانثس، خريسيبوس، بوسيدونيوس، سنكا، ابكتيتوس، ماركوس أوريليوس
التيار رواقية 

وتشتمل سيرته التي وضعها ديوجنيس اللايرسي على خلاصة لتعاليمه التي كانت دوغماتيه "أي مؤكدة من غير بينة ودليل" وتنبؤية ومتناقضة ظاهريا، بدلا من أن تكون فلسفية على غرار الفلاسفة الإغريق الذين سبقوه، وقد قسم الفلسفة إلى منطق وفيزياء واخلاق، واتخذ مقياسا للحقيقة الانطباع الثابت الذي لاسبيل للشك فيه فجعل الأخلاق رئيسية، وقال بأن السعادة تكمن في ملائمة الإرادة مع العقل الإلهي الذي يحكم الكون، غير انه لم يبقى من رسائله في المنطق، والفيزياء، والأخلاق، والبلاغة الموضوعة بلغة يونانية جافة ولكن فعالة إلا استشهادات متناثرة.

وتدليلا على مكانة زينون الرواقي ومعلم الأخلاق الفينيقي السامية في مجال الفكر ان الملك المقدوني انتيغون دعاه في رسالة وجهها إليه للإقامة عنده ليكون تلميذا له، فيصبح كل شعبه من تلاميذه نظرًا لتفوقه العقلي والعلمي، فكان جواب زينون له، وكان قد بلغ آنذاك الرابعة والثمانين من عمره: "إني سعيد بكونك تريد تعلم ماهو حقيقي ومفيد، وليس فقط فن قيادة الشعب والعبث بالأخلاق الطيبة، وان أي إنسان تجذبه الفلسفة ويحتقر الرغبات الدنيوية إنما لايكون وحسب ذو نبل طبيعي، بل ذا نبل خلقي عظيم، ولو لم اكن كهلا ويعيقني هرم جسدي لكنت جئت إليك، ولكنني سأرسل إليك بعض تلامذتي الذين يماثلونني بروحهم وهم أكثر فائدة مني".

وعندما شاهد انتيباتروس الصيدوني قبر زينون رثاه بقوله: "هنا يرقد زينون الكيتومي الحكيم الذي اتجه إلى السماء، انه لم يضع جبل فوق جبل، كما لم ينجز أعمال هرق ليصل إلى النجوم، فإن طريق الفضيلة كانت تكفيه".

سيرته

زينون الرواقي (334 ق.م. – 262 ق.م)، فينيقي من قبرص، ابن منسى التاجر الكنعاني مؤسس المدرسة الرواقية في الفلسفة، التي درّسها في أثينا منذ 300 ق.م مرتكزة على الأفكار الأخلاقية للفضيلة، الرواقية قامت على تأكيد شديد على الخير والسلام الفكري الناتج عن حياة الفضيلة بانسجام مع الطبيعة. أثبتت نجاحها وازدهرت كفلسفة مسيطرة في العصر الهيليني عبر الحقبة الرومانية.

حياته

ولد زينون في 334 قبل الميلاد في قبرص. كل مايُعرف عن حياته يأتي من حكايات منقولة عن ديوجنيس لارتيوس في عمله حياة وأفكار فلاسفة بارزون. زينون هو ابن تاجر فينيقي، عندما أتى إلى أثينا ليعلم الفلسفة في سن 22. القصة تعود إلى أحد رحلاته إلى أثينا حيث جذبته كتابات سقراط فسأل صاحب المكتبة عن شخص مماثل، فأخبره صاحب المكتبة عن أحد فلاسفة في اليونان. وصف زينون بأنه شخص جامح وصبور، ويعيش حياة زاهدة ووافرة، هذه الأمور أثرت في تعاليمه وفي فلسفته الرواقية. رفض زينون المواطنة الأثينية عندما عرضت عليه، حيث تخوف من أن يظهر كشخص غير مخلص لأرضه الأم فينيقيا. وكذلك فضل زينون صداقة البعض على الكثير، أنه كان مولعا في دفن نفسه في الاكتشافات، أنه لم يحب يسهب أو يفصل في خطاباته. توفي زينون في 262 قبل الميلاد، ذكر لارتيوس عن وفاته: عندما كان مغادراً للمدرسة تعثر ووقع فكسر أصبع قدمه، ضاربا للأرض بقبضته، اقتبس سطرا من نيوبيه: "أتيت، أتيت، لماذا تنادينني؟" ومات فورا بعد أن توقفت أنفاسه.

فلسفته

قسم زينون الفلسفة إلى ثلاثة أجزاء:

  • المنطق: وهو موضوع واسع يضم البلاغة، القواعد، والنظريات المتعلقة بالإدراك والفكر، وقد قسم زينون المفاهيم الصحيحة إلى ما يمكن فهمه وما لا يمكن. مؤكدا على الإرادة الحرة لقوة الإثبات في التفرقة بين الانطباعات الحسية، وقال إن هناك أربعة مراحل في عملية الوصول للمعرفة هي: الملاحظة، الإثبات، الإدراك، ثم المعرفة.
  • الفيزياء: وهي لا تضم فقط العلوم بل الطبيعة المقدسة للكون. يرى زينون أن الكون هو الإله، كيان عاقل مقدس، وتنتمي كل الأجزاء إلى الكل. في رؤيته هذه الموحدة للوجود يرى أن الطبيعة رؤية فنية تقدم قواعد ثابتة للخلق.
  • الأخلاق: حيث أن الهدف النهائي كما يرى زينون هو الوصول للسعادة فإنه لا يكون إلا عبر الطريقة الصحيحة في العيش وفقا للطبيعة.

أعماله

الجمهورية

في هذا العمل يقدم زينون صورة مجتمع مثالي يكون فيه الإنسان الحكيم هو المواطن بغض النظر عن وطنه، هذا المجتمع تحكمه قوانين مشتركة تتماشى مع قانون الطبيعة. مجتمع شرطه هو التوافق مع الطبيعة، يمتثل فيه المواطنون لرغباتهم الطبيعية. وما جمع من عمل زينون هو قليل وغير مكتمل، ولكن ماعرف عن هذا العمل هو مايلي، فانتفذ زينون نظام التعليم في عصره ووصفه بالعقم لأنه قام على ثلاث فقط الكتابة، الموسيقى، والرياضة، ثم ينتقل إلى مفهوم الصداقة ويرى أن الأصدقاء فقط هم من يملكون الحكمة أما غيرهم فهم في حالة عداء وصراع سواء بين الأخوة أو بين الأهل والأبناء، ولا يمكنهم التحول إلى أصدقاء إلا في حال أصبحوا حكماء. ويرى أن جمهوريته لابد أن تقوم على الصداقة، والحكمة في وجهة نظره ليس لها شروط بل يمكن لكل إنسان أن يحظى بها. ويرفض زينون فكرة العبودية ويرى أن العبودية هي مابين السيد والعبد، ويرفض حتى تلك العبودية القائمة على عقود العمل، وتلك العبودية التي تعني تملك إنسان لآخر. ينتقل زينون لاحقا إلى موضوع النساء، ويؤكد على ضرورة زواج الحكيم والإنجاب ولا يضع شروطا للزواج حيث أن جميع مواطني الجمهورية هم الحكماء والممتازين، ويرى إن الزواج والإنجاب ضرورة لحفظ الجنس البشري. كما رفض زينون في جمهوريته بناء المعابد مايعتبر إساءة للديانة اليونانية الرسمية، ورأى أن العبادة هي حاجة العابد وليست حاجة الآلهة، حيث يحتاج العابد إلى تذكير نفسه بوجود الآلهة، ويرى أن العبادات لا تؤثر بالآلهة ولكنها تلفت نظر العابد إلى وجود العنصر الإلهي داخله. ورفض زينون أيضا تعبد الأوثان، فالآلهة ليست على صورة بشرية، وأن من يفعل هذا هو جعل بالحقيقة الإلهية، لذا فإنه يدعو إلى إزالة الأوثان من الجمهورية، كما دعا إلى إلغاء دور القضاء، حيث قال إن المواطنين نفسهم من يحققون العدالة دون الحاجة للقوانين، وهذه العدالة تعني تطبيق القانون الطبيعي على أساس الفهم الصحيح له، حيث لا يوجد مذنب يستحق العقاب، كما لا حاجة للعملات المالية فجميع الأشياء ملك للجميع ويكون التبادل للأشياء مباشرة بين المواطنين، فهو يرى أن المال سبب كل الشرور، ويرى زينون أيضا أن النساء لا يختلفن بشيء عن الرجال، وقال بتوحيد الزي بين الرجال والنساء، لأن الزي كان تعبيرا عن التمايز بين الغني والفقير، أما في جمهوريته لابد أن يكون الجميع سواء يعيشون وفقا للطبيعة.

الأعمال الأخرى لزينون

  • الأخلاق
  • الحياة وفقا للطبيعة
  • عن الحافز أو عن طبيعة البشر
  • عن العواطف
  • عن الواجب
  • عن القانون
  • عن التعليم اليوناني
  • فن الحب
  • عن الكون
  • عن الكائن
  • عن العلامات
  • عن البصيرة
  • عن الشعارات

زينون واللاسلطوية

يعتبر زينون الرواقي أول لا سلطوي في العالم وممهدا هاما لأفكارها، فقد رأى زينون أن البشر حكماء لا حاجة للسيطرة عليهم، وبالتالي لا حاجة لهم لا للدولة ولا النقود ولا المحاكم والمؤسسات المنظمة. في رؤيته نرى المساواة الكاملة بين الرجال والنساء إضافة إلى الطبيعة الاشتراكية.

من أقواله

  • قوي مشاعرك، كي تؤلمك الحياة أقل مايمكن.
  • اتبع المنطق حيثما يقودك.
  • من الأفضل أن تزل بقدميك على أن تزل بلسانك.
  • لنا أذنان وفم واحد، لكي نستمع أكثر مما نتكلم.
  • وعندما توفي أبنه ولم يبدي كثير الحزن سؤل عن سبب عدم شجونه فأجاب مؤكدًا فلسفته الطبيعية: لم ألد ابنًا لكي لايموت.

مصادر

  1. "معلومات عن زينون الرواقي على موقع viaf.org". viaf.org. مؤرشف من الأصل في 4 سبتمبر 2016.
  2. "معلومات عن زينون الرواقي على موقع ark.frantiq.fr". ark.frantiq.fr. مؤرشف من الأصل في 31 ديسمبر 2019.
  3. "معلومات عن زينون الرواقي على موقع inphoproject.org". inphoproject.org. مؤرشف من الأصل في 31 ديسمبر 2019.
  • موسوعة المعرفة 2000
  • ويكيبيديا الإنكليزية
  • جمهورية الفيلسوف زينون الرواقي تأليف د.هدى الخولي
  • صانعو التاريخ - سمير شيخاني .
سبقه
الأول
زعيم المدرسة الرواقية

300 - 262 ق م

تبعه
كليانثس

موسوعات ذات صلة :