الرئيسيةعريقبحث

سد مأرب

سد مائي قديم يعود تاريخه إلى بدايات الألفية الأولى ق.م يعتبر سد مأرب معجزة تاريخ اليمن

☰ جدول المحتويات


سد مأرب قبل و بعد الدمار و الهدم .
إعادة تصميم لما كان عليه سد مأرب القديم من تصميم جامعة كالغيري والمؤسسة الأمريكية لدراسة الإنسان

سد مأرب هو سد مائي قديم يعود تاريخه إلى بدايات الألفية الأولى ق.م، ويعتبر سد مأرب أحد أقدم السدود في العالم وكان يروي ما يقارب 24,000 آكر (قرابة 98,000 كم مربع) [1] وعده الباحثون معجزة تاريخ شبه الجزيرة العربية، [2] ولكنه ليس الوحيد الذي بناه السبئيون وليس الأقدم إذ أظهرت الآثار أن السبئيين حاولوا حصر المياه والاستفادة من الأمطار منذ الألفية الرابعة ق.م، [3] إلا أن السد الشهير نفسه يعود إلى القرن الثامن ق.م.[4]

وهو واحد من أهم السدود اليمنية القديمة التاريخية، بالإضافة إلى سد جفينة وسد الخانق وسد أضرعة وسد مرخة وسد شاحك.

بني السد من حجارة أقتطعت من صخور الجبال، حيث نحتت بدقة، ووضعت فوق بعضها البعض واستخدم الجبس لربط الحجارة المنحوتة ببعضها البعض، واستخدام قضبان إسطوانية من النحاس والرصاص يبلغ طول الواحدة منها ستة عشر متراً، وقطرها حوالي أربع سنتمرات توضع في ثقوب الحجارة فتصبح كالمسمار فيتم دمجها بصخرة مطابقة لها وذلك ليتمكن من الثبات أمام خطر الزلازل والسيول العنيفة.[5] حسب التنقيبات الأثرية، فإن السد تعرض لأربع انهيارات على الأقل [4] آخرها كان في العام 575 ولم تبذل جهود لترميمه من ذلك الحين بعد لغياب حكومة مركزية واضطراب الأمن في البلاد وتدخل القوى الأجنبية (الفرس) واستقلال زعماء القبائل بإقطاعياتهم [6]

بناء السد القديم

هناك اختلاف بين الباحثين حول مرحلة بناء "سد مأرب العظيم"، فقد مر بعدة أطوار وأبحاث أثرية حديثة قام بها المعهد الألماني للآثار تشير إلى نظم زراعية قرب مأرب تعود إلى الألفية الرابعة ق.م، إلا أن السد الشهير نفسه يعود إلى القرن الثامن ق.م وبقي صامدا يؤدي عمله حتى عام 575م، [4] بعض الباحثين أعاده إلى القرن العاشر ق.م.[7] تعرض السد لعدة تصدعات ولكن نهايته كانت في العام 575 بعد الميلاد لغياب حكومة مركزية واضطراب الأمن في البلاد وتدخل القوى الأجنبية (الفرس) واستقلال زعماء القبائل بإقطاعياتهم.[6]

في القرن الثامن، وردت نصوص لمكاربة تشير إلى تعلية وإصلاحات على السد فبلغ طوله 577 متراً وعرضه 915 متر وهو ضعف سد هوفر الأمريكي، [8] وبني في الجهة التي تسيل منها السيول فتمكن السد من حصر الماء وزود بثقوب أو أبواب لتسمح بقدر أكبر من التحكم بجهة المياه عقب استقرارها في الحوض.[9] وتم اقتطاع حجارة السد من صخور الجبال ونحتت بدقة ووضعت فوق بعضها البعض واستخدم الجبس لربط الحجارة المنحوتة ببعضها البعض واستخدام قضبان إسطوانية من النحاس والرصاص يبلغ طول الواحدة منها ستة عشر مترا وقطرها حوالي أربع سنتمرات توضع في ثقوب الحجارة فتصبح كالمسمار فيتم دمجها بصخرة مطابقة لها وذلك ليتمكن من الثبات أمام خطر الزلازل والسيول العنيفة [5] كان يروي ما يقارب 24,000 آكر (قرابة 98 كم مربع) [1] وهو ماعنى أن سكان اليمن حققوا الاكتفاء الذاتي من ناحية احتياجهم للماء والغذاء، فالماء الناتج عن السد القديم كان يكفيهم للزراعة وإطعام مواشيهم.

ويعتبر سد مأرب من أرقى السدود من الناحية الهندسية. وقد قام المهندسون بمعاينة طبيعة الأرض قبل إنشاء السد، ثم بنوا عليها المخطط الهندسي الذي هو عبارة عن حائط حجري ضخم أقيم في مربط الدم عند مخرج السيل من الوادي، وبني على زاوية منفرجة، ممتدًا من الجنوب إلى الشمال مسافة ستمائة وخمسين مترًا، وله فتحات وأبواب تُفتح وتُغلق حسب الحاجة لمرور الماء منها المسايل المتصلة بها لإرواء الحقول والبساتين والمزارع.[10]

تهدم السد

تدمير سد مأرب حدثا تاريخيا، وذكر في القرآن الكريم:[11]

لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ ۖ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ ۖ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ ۚ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ، فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ

ترتب على ذلك فشل نظام الري، ما أدى لهجرة ما يصل إلى 50,000 شخصاُ من اليمن إلى مناطق أخرى من شبه الجزيرة العربية.

السد الحديث

صورة لسد مأرب الحديث في 1986

في أواخر 1986م أعلن رئيس دولة الإمارات الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان تبرعه بإعادة بناء وتأهيل وتوسيع سد مأرب، لتبلغ مساحة بحيرته 30 كيلومتر مربع، ويسع 400 مليون متر مكعب من الماء، ويروي حوالي 16000 هكتار من الأراضي.

وفي عام 2003م بدأ العمل في المرحلة الثانية من مشروع قنوات إعادة تأهيل سد مأرب بطول 69 كيلو متراً بتكلفة بلغت 23 مليون و910 آلاف دولار أمريكي بتمويل من صندوق أبو ظبي للتنمية.

الحرب الأهلية 2015

صورة لأجزاء من سد مأرب قبل وبعد الدمار الناتج عن الغارات الجوية في مايو 2015 لتحالف العمليات العسكرية ضد الحوثيين

قالت اليونسكو أنها تلقت معلومات عن أضرار لحقت بجدران "سد مأرب القديم" في 31 مايو 2015، إثر غارة جوية لطيران التحالف الذي ينفذ العمليات العسكرية ضد الحوثيين،[12] لكن مصادر قبلية أكدت لبي بي سي عدم صحة الأنباء التي تحدثت عن تعرض سد مأرب للقصف وتحدثت عن تعمد الحوثيين والقوات الموالية لعلي عبد الله صالح نصب منصة صواريخ كاتيوشا في أعلى السد لقصف مدينة مأرب ومواقع المقاومة إلا أن السد لم يتعرض لغارات جوية.[13]

مقالات ذات صلة

المراجع

  1. Queen of Sheba Behind the Myth Docmentary على يوتيوب
  2. Werner Daum.Yemen: 3000 Years of Art and Civilisation in Arabia Felix.Innsbruck : Pinguin-Verlag ; Frankfurt/Main : Umschau-Verlag 1987 p.10
  3. Yusuf Abdallah, Die Vergangenheit lebt: Mensch, Landschaft und Geschichte im Jemen S. 481
  4. Adolf Grohmann,Süd-arabien als Wirtschaftsgebiet, Band 1, In: Band 7 von Schriften der philosophischen fakultät der deutschen Universität in Prag, Rohrer, 1930.p.23
  5. Adolf Grohmann.Kulturgeschichte des alten Orients .Beck, 1963 p.152-153
  6. Adolf Grohmann.Kulturgeschichte des alten Orients .Beck, 1963 p.151
  7. محمود جلال العلامات، السبئيون وسد مأرب ط 1 ص 124 و125
  8. Queen of Sheba documentary على يوتيوب
  9. Adolf Grohmann.Kulturgeschichte des alten Orients .Beck, 1963 p.152
  10. تاريخ العرب قبل الإسلام، أ.د. محمد سهيل طقوش، دار النفائس، 2009، الطبعة الأولى
  11. القرآن الكريم، سورة سبأ، الآيات 15-16.
  12. "المديرة العامة لليونسكو تدين الضربات الجوية التي تستهدف التراث الثقافي في اليمن - منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة". مؤرشف من الأصل في 29 مارس 202005 يونيو 2015.
  13. "طائرات التحالف بقيادة السعودية تواصل قصف مواقع الحوثيين - BBC Arabic". مؤرشف من الأصل في 1 مارس 201929 يونيو 2015.

موسوعات ذات صلة :