شرطة الخميس هم المجموعة التي تأسست من المحاربين في عهد علي بن أبي طالب رضي الله عنه الذين كانوا مستعدين علي التضحية والفداء للإمام في كل مكان. وهم المقداد بن الأسود، عمار بن ياسر، أبو سنان الأنصاري، أبو عمرو الأنصاري، سهل بن حنيف، عثمان بن حنيف الأنصاري، الأصبغ بن نباتة و قيس بن سعد بن عبادة.
المعنى اللغوي
الشَّرَطُ بفتحتين العلامة، وأشْراطُ الساعة علاماتها، وأشْرَط فلان نفسه لأمر كذا أي أعلمها له وأعدها؛ قال الأصمعي: "ومنه سُمي الشَّرَط لأنهم جعلوا لأنفسهم علامة يُعرفون بها. والواحد شُرْطةٌ و شُرْطيٌ بسكون الراء فيهما. وقال أبو عبيدة: سموا شرطاً: لأنهم أعدوا.[1] والخميس: الجيش؛ لأنهم خمس فرق: المقدمة، والقلب، والميمنة، والميسرة، والساق.
المعنى الاصطلاحي
هم جماعة من أصحاب الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)، وكانوا ستة آلاف رجل.[2] قال البرقي: ... وقال علي بن الحكم: أصحاب أمير المؤمنين الذين قال لهم: تشرّطوا إنما أشارطكم على الجنة، ولست أشارطكم على ذهب ولا فضة. وقيل: إنمّا سمّوا بشرطة الخميس لأنهم يشترطون على الإمام، كما روي عن الأصبغ بن نباتة أنه قال: ضَمِنّا له - أي: لأمير المؤمنين عليه السلام - الذبح، وضَمِن لنا الفتح.[3]
منزلتهم ومقامهم
عن إسماعيل بن بزيع عن أبي الجارود قال: قلت: للأصبغ بن نباتة: ما كان منزلة هذا الرجل فيكم؟ قال: ما أدري ما تقول؟ إلا أن سيوفنا كانت على عواتقنا، فمن أومأ إليه ضربناه بها، وكان يقول لنا: تشرطوا، فوالله ما أشتراطُكم لذهب، ولا فضة، وما اشتراطُكم إلا للموت، إن قوماً من قبلكم من بني إسرائيل، تشارطوا بينهم، فما مات أحد منهم، حتى كان نبي قومّه أو نبي قريتة، أو نبي نفسه، وإنكم بمنزلتهم غير أنكم لستم بأنبياء".[4]
صفاتهم وخواصهم
كانت شرطة الخميس من الرجال الذين وضعوا سلاحهم على كاهلهم تحت قيادة أمير المؤمنين عليه السلام مستعدين للتضحية والفداء في كل حين، وهم الروّاد في المواجهة والسباقون إلى خوض غمار الحرب والدخول في لهواتها، وقد بايعوه عليه السلام على التضحية بالغالي والنفيس، وكانوا من العبّاد والزهّاد والأتقياء، حملوا دماءهم على راحتهم، ووضعوا أنفهسم في خدمة إمامهم في الحرب والسلم وإقامة الحدود، وكانوا من قبائل شتّى.[5]
رجال شرطة الخميس
ذكر بعض الباحثين إن رجال شرطة الخميس كانوا خمسة أو ستة آلاف مقاتل، منهم: سلمان الفارسي،[6] أبو ذر الغفاري، والمقداد، وعمّار بن ياسر، وأبو ساسان الأنصاري، وأبو عمرو الأنصاري، وسهل بن حنيف، وعثمان بن حنيف، وعمرو بن الحمق الخزاعي، وميثم التمّار، ورشيد الهجري، وحبيب بن مظاهر الأسدي، ومحمد بن أبي بكر، ومالك الأشتر، وسويد بن غفلة الجعفي، وحارث بن عبد الله الهمداني، وقنبر، وأويس القرني، وكميل بن زياد النخعي، والأصبع بن نباتة، ووهب بن عبد الله.[7]
مقالات ذات صلة
المراجع
- الجوهري، الصحاح، ج3، ص1163
- المفيد، ص 2.
- بحر العلوم، السيد مهدي، الفوائد الرجالية، ج3، ص36.
- علياري تبريزي، ج2، ص 350
- الكليني، ج 1، ص 346؛ الصدوق، ج 3، ص 25؛ الطوسي، ج 6، ص 316؛ ابن مزاحم، ص 385
- المفيد، ص 2
- المجلسي، ج 25؛ كشي، ج 1؛ الخوئي، ج 5 و ج 6.