كانت الدنمارك رائدة في التطوير التجاري لطاقة الرياح خلال السبعينيات، وتنتج اليوم نسبة كبيرة من عنفات الرياح من قبل شركات دنماركية مثل فيستاس وسيمنز لطاقة الرياح مع العديد من مزودي القطع. وفي قطاع كهرباء الدنمارك، أنتجت طاقة الرياح مايعادل ٤٣.٤% من إجمالي استهلاك الكهرباء في عام ٢٠١٧،[1][2] مرتفعة من ٣٣% عام ٢٠١٣ و٣٩% عام ٢٠١٤.[3][4][5] تبنت الحكومة الدنماركية في عام ٢٠١٢ خطة لرفع نسبة إنتاج الكهرباء من الرياح إلى ٥٠% بحلول عام ٢٠٢٠.[6] و٨٤% بحلول عام ٢٠٣٥.[7] امتلكت الدنمارك سادس أفضل أمن طاقة في العالم عام ٢٠١٤.[8]
تاريخها
اختبر المخترع بول لا كور مواد طاقة الرياح وعلّمها وبناها في بداية القرن العشرين. ومع تزايد القلق حول الاحترار العالمي في الثمانينيات، وجدت الدنمارك أن لديها انبعاثات عالية لثاني أوكسيد الكربون بالنسبة لكل فرد، ويعود هذا بشكل أساسي إلى مصانع الكهرباء التي تعمل على الفحم والتي كانت شائعة بعد عام ١٩٧٣ وأزمة الطاقة ١٩٧٩. أصبحت الطاقة المتجددة الخيار الطبيعي للدنمارك، مقللة الاعتماد على دول أخرى في موضوع الطاقة ومخفضة تلوث الاحترار العالمي.[9][10]
حاولت العديد من الدول دعم التقنيات الصديقة للبيئة كطاقة الرياح، وفشل معظمها في إقامة صناعة قابلة للتطبيق. كان النظام الدنماركي استثناءً، إذ كان يقدم ٣٠% من تكلفة رأس المال الأولية في السنوات الأولى، وتناقص تدريجيا ليصل إلى الصفر، مع الإبقاء على تعريفة التغذية.[11]
انخفض دعم رأس المال إلى ٢٠% في يونيو ١٩٨٥، وتلقت عنفات الرياح ٥٠ مليون كرون دنماركي سنويا؛ تلقت أشكال أخرى من الطاقة المتجددة ٣٧ مليونا. وحددت مؤسسة البحث تيكنولوجيسك إنستيتيوت عدة تحسينات مطلوبة، محولة الحلول من حلول وفق ما تقتضيه الظروف إلى حلول منتظمة.[12]
وفي ٢٩ مارس ١٩٨٥ قبل حادثة تشيرنوبل بعام، أقرت الدنمارك قانونا يحظر بناء معامل الطاقة النووية، وكان للحركة الشعبية الدنماركية دور بارز في هذا. انتشرت الحركة الدنماركية المناهضة للطاقة النووية ذات شعار الشمس المبتسمة (الطاقة النووية؟ لا شكرا) في أرجاء العالم؛ وروجت االمنظمة الدنماركية للطاقة المتجددة بدائل الطاقة المتجددة.
تبنت الدنمارك هدفا بخفض انبعاثات الكربون بنسبة ٢٢% من مستويات عام ١٩٨٨ بحلول عام ٢٠٠٥، وسهلت السلطات قصدا التخطيط لطاقة الرياح لتذليل الصعوبات.[13]
مصادر الرياح
في الدنمارك معدل سرعات رياح متوسطة نسبيا بحدود ٤.٩-٥.٦ متر في الثانية على ارتفاع ١٠ متر. مصادر الرياح على الشاطئ هي الأعلى في الجزء الغربي من البلاد، وفي الجزر الشرقية حيث تواجه الشواطئ الجنوب أو الغرب. تمتلك البلاد مصادر رياح كبيرة أمام الشاطئ وتملك مناطق كبيرة من المياه ذات عمق قليل يتراوح من ٥ إلى ١٥ مترا وهو الموقع الأكثر مناسبة، فهي توفر سرعات رياح أعلى بحدود تقرب ٨.٥-٩.٠ متر في الثانية على ارتفاع ٥٠ مترا.[14] ولم يكن هناك أي مشاكل مهمة ناتجة عن تغيرات الرياح، رغم وجود مشكلة مؤقتة نتجت عن وصل مجموعة كبيرة من طاقة الرياح من مزارع رياح أمام الشاطئ بنقطة واحدة في جزء ضعيف من شبكة نقل الكهرباء. وضعت شركة إي إم دي الدولية ومختبر ريزو خريطة لمصادر الهواء في الدنمارك عام ١٩٩٩؛ وصممت الخارطة باستخدام شبكة بدقة ٢٠٠ متر مستخدمة نماذج برامج ويندبرو وواسب، واستخدمت النتائج على أكثر من ١٢٠٠ عنفة رياح في أنحاء البلاد.[15]
ترتبط الدنمارك بخط نقل بدول أوربية أخرى (مثل منشأة نقل سكاجيراك) على مستوى الترابط الكهربائي (قدرة النقل نسبة إلى قدرة الإنتاج) بمقدار ٤٤%. أبقت الدنمارك على مصانع الكهرباء التقليدية، ولهذا لا تحتاج لإنشاء مصانع إضافية لتغطية ارتفاعات الحمولة مع الطاقة الريحية؛ تعمل بدلا من ذلك على شراء الطاقة من جيرانها عند الضرورة. تخطط الدنمارك بجانب تقوية الشبكة إلى زيادة نسبة طاقة الرياح لتصل إلى ٥٠% من الاستهلاك في عام ٢٠٢٠ و٨٤% عام ٢٠٣٥.[16]
يتوقع محللون أن تكلفة طاقة الرياح ستبلغ ٣٠ إيري للكيلوواط الساعي، وستكون تكلفة التشغيل ١٥ إيري للكيلوواط الساعي، مما يجعله أقل من الفحم والغاز الطبيعي بتكلفة ٥٥ إيري للكيلوواط الساعي بالحد الأدنى. ونظرا لعدم قدرة طاقة الرياح على متابعة الحمل يكون السعر أقل.[17]
الاستهلاك المتعلق بطاقة الرياح
تستخدم معامل توزيع التدفئة ١٠٠ بيتاجول في السنة، ولكن يعود جزء صغير من هذا الاستهلاك إلى المراجل الكهربائية المركبة في معامل الطاقة بمقدار ١٨٠ ميغاواط أو المضخات الحرارية بمقدار ٣٧ ميغاواط. تستخدم المراجل لتستوعب الطاقة الكهربائية لمعمل الطاقة عندما تكون الأسعار سلبية، لتجنب دفع ضريبة؛ تمتاز شبكات توزيع التدفئة المزودة بطاقة الرياح بجدوى اقتصادية مرتفعة دون ضرائب.[18][19][20]
توقف عدد مضخات الحرارة المنزلية عند ٧٠ ألفا عام ٢٠١٥ بسبب وقود كريات الخشب غير الخاضع للضريبة، ومن غير المحتمل أن يتحقق الهدف بالوصول إلى ٣٠٠ ألف مضخة تدفئة صغيرة عام ٢٠٣٥، مقللا هذا قيمة الزيادة في طاقة الرياح ما لم تخفض ضريبة الكهرباء.[21]
القدرات والاستهلاك
في نهاية عام ٢٠١٥، وصلت القدرة في الدنمارك إلى ٥٠٧٠ ميغاواط.
تملك الدنمارك أعلى نسبة من طاقة الرياح في العالم. أنتجت الدنمارك عام ٢٠١٥ نسبة ٤٢% من الكهرباء من الرياح، مرتفعة من ٣٩% من إجمالي استهلاك الطاقة المسجل عام ٢٠١٤. كانت النسبة في يناير ٢٠١٤ تفوق ٦١%، وكان الشهر ذا طاقة الرياح الأقل هو يوليو، وبلغت ٢٣%. لدى الدنمارك ٥٤٨ ميغا واط من الطاقة الشمسية (٧٩٠ ميغا واط في أواخر ٢٠١٥). وحدثت ذروة توليد الطاقة في ٢١ ديسمبر عام ٢٠١٣ عندما كانت نسبة طاقة الرياح ١٠٢% ووصلت لمدة ساعة واحدة إلى ١٣٥%.[22][23]
وفي عام ٢٠٠٥ كان لدى الدنمارك ٣١٢٧ ميغاواط من القدرة الريحية المقررة، والتي أنتجت ٢٣٨١٠ تيراجول من الطاقة، معطية معدل إنتاج فعلي يبلغ ٧٥٥ ميغاواط عند معامل قدرة ٢٤%. وفي عام ٢٠٠٩ ازدادت القدرة في النمارك لتصل إلى ٣٤٨٢ ميغاواط، ومعظم الزيادة جاءت من المزرعة الريحية هورنز ريف ٢ أمام الشاطئ بقدرة ٢٠٩ ميغاواط، والتي دشنها ولي العهد فريدريك في ١٧ سبتمبر ٢٠٠٩. وزادت القدرة في عام ٢٠١٠ لتصل إلى ٣٧٥٢ ميغاواط، ومعظم زيادة هذا العام أتت من مزرعة رودساند ٢ الريحية أمام الشاطئ. حدثت الزيادة الكبيرة عام ٢٠١٤ من مزرعة أنهولت الريحية بقدرة ٤٠٠ ميغا واط، وفي عام ٢٠١٩ من مزرعة هورنز ريف ٣ الريحية بقدرة ٤٠٧ ميغا واط.[24]
المراجع
- "Denmark on track to have 50% renewable energy by 2030". مؤرشف من الأصل في 25 سبتمبر 2019.
- "New record-breaking year for Danish wind power". Energinet.dk. 15 January 2016. مؤرشف من الأصل في 25 يناير 2016.
- Rasmussen, Jesper Nørskov. "Vindmøller slog rekord i 2014 - تصفح: نسخة محفوظة 2015-01-06 على موقع واي باك مشين." (in Danish) Energinet.dk, 6 January 2015. Accessed: 6 January 2015.
- Kjetil Malkenes Hovland (3 September 2014). "Denmark's Wind Power Output Rises to Record in First Half". WSJ. مؤرشف من الأصل في 10 نوفمبر 2014.
- Carsten Vittrup. "2013 was a record-setting year for Danish wind power - تصفح: نسخة محفوظة 2014-10-18 على موقع واي باك مشين." (in Danish) Energinet.dk, 15 January 2014. Accessed: 20 January 2014.
- The Guardian: "Denmark aims to get 50% of all electricity from wind power", 26 March 2012 نسخة محفوظة 13 أكتوبر 2019 على موقع واي باك مشين.
- Lindboe, page 3
- "Global Rankings", Accessed: 24 January 2016. نسخة محفوظة 21 أبريل 2019 على موقع واي باك مشين.
- Lyngsø-Petersen, Erik. "Poul la Cour og hans tid" Ingeniøren, 6 September 1985 نسخة محفوظة 16 يوليو 2018 على موقع واي باك مشين.
- Hansen, Hans Christian (1985): "Poul la Cour, grundtvigianer, opfinder og folkeoplyser." Doctoral thesis in Danish with an English summary. Extract - تصفح: نسخة محفوظة 2016-09-13 على موقع واي باك مشين.
- Opfind noget til en vindmølle, Ingeniøren, 6 September 1985 نسخة محفوظة 16 يوليو 2018 على موقع واي باك مشين.
- Møller løber med støtten, Ingeniøren, 6 September 1985 نسخة محفوظة 16 يوليو 2018 على موقع واي باك مشين.
- Streamline Renewable Energy Policy and make Australia a World Leader Energy Matters, 11 August 2010. Retrieved: 6 November 2010. نسخة محفوظة 2 يوليو 2014 على موقع واي باك مشين.
- Case Study: Wind energy in Denmark - تصفح: نسخة محفوظة 2008-07-25 على موقع واي باك مشين.. Managenergy.net. Retrieved on 2011-06-11.
- Diesendorf, Mark (2007). Greenhouse Solutions with Sustainable Energy, UNSW Press, p. 121.
- Gellert, Bjarne Christian. Electricity interconnections - تصفح: نسخة محفوظة 2013-02-09 على موقع واي باك مشين. Energinet.dk, 22 August 2011. Retrieved: 6 December 2011.
- Lindboe, page 14
- Lindboe, page 7
- Blarke, Morten Boje. "Store eldrevne varmepumper" جامعة آلبورغ, 17 April 2013. Retrieved: January 2015. نسخة محفوظة 7 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
- Wittrup, Sanne. "Varmepumper kunne have øget værdien af vindstrøm med 1,75 mia. på fem måneder" Ingeniøren, 8 June 2015. Retrieved: 29 October 2015. نسخة محفوظة 19 يونيو 2019 على موقع واي باك مشين.
- Sanne Wittrup (25 March 2016). "Sløvt varmepumpemarked truer elektrificering af varmeforsyningen". Ingeniøren. مؤرشف من الأصل في 16 يوليو 201826 مارس 2016.
- Kæmpe solcelleparker slår bunden ud af energiforlig | Ingeniøren - تصفح: نسخة محفوظة 20 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- "Denmark breaks its own world record in wind energy". EurActiv - EU News & policy debates, across languages. مؤرشف من الأصل في 27 يناير 2016.
- "Danish Annual Energy Statistics 2008" ( كتاب إلكتروني PDF ). مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 28 مارس 202031 يوليو 2010.