العبثية (Absurdism) مدرسة أدبية فكرية، وهي عبارة عن حالة الصراع بين ميول الإنسان للبحث عن هدفه من الحياة وعدم مقدرته على فعل ذلك.
معناها
العبثية هي فلسفة تتلخص في أن مجهودات الإنسان لإدراك معنى الكون دائماً ما تنتهي بالفشل الحتمي (وهي لذلك عبثية) وذلك لأن هذا المعنى المنشود غير موجود أساساً، على الأقل فيما يتعلق بالفرد. ومصطلح "عبثي" في هذا السياق لا يعني "غير ممكن منطقياً" وإنَّما هو ما يتنافى مع المنطق، أو بالأحرى لا يحترم قواعده ولا يخضع لها، وهو تلك الصعوبة التي يعانيها المرء في سبيل محاولة فهم العالم الذي يحياه، وبمعنىً آخر هو أحد أرقى مستويات السخرية باعتباره ما ليس متناسقاً ولا منسجماً مع أي شيء.
تاريخها
ارتبطت العبثية بالوجودية والعدمية، وظهرت أول جذورها على يد الفيلسوف الدنماركي سورين كيركغور في القرن التاسع عشر. وقد نشأت العبثية كمذهب فكري انبثاقاً عن الحركة الوجودية، عندما قام الفيلسوف والكاتب ألبير كامو بالانشقاق عن هذا الخط من الفكر الفلسفي ونشَر كتابه الشهير أسطورة سيزيف. ولقد هيَّأت الحرب العالمية الثانية في أعقابها المناخ الاجتماعي المناسب لولادة الآراء العبثية وانتشارها وتطورها، تحديداً في فرنسا المنكوبة آنذاك ومنها انتشرت إلى كافة الأنحاء. من رواد العبثية: صامويل بيكيت (1906 -1989)، ويوجين يونسكو (1909-1994).
معنى الحياة
الإنسان وفقًا للعبثية يبحث منذ الأزل عن معنى للحياة، هذا البحث ينتهي بالوصول إلى نتيجتين هما: إما أن الحياة دون معنى، أو أنها تحتوي على هدف وضعته قوة عليا، وذلك عبر الإيمان بالله أو اتباع ديانة أو مفهوم مجرد آخر.
التملص
الله
عند اعتبار أنَّ قوَّةً روحانِيَّةً هي معنىً للحياة فإنَّ سؤالاً آخراً يطرح نفسه: ما الهدف من الإيمان بالله؟ يؤمن سورين كيركغور بأنَّ هذا الهدف لا يمكن فهمه من قِبَل البشر، أي أنَّ الإيمان بالله شيء عبثي. أما كامو فيقول: أنَّ الإيمان بالله هو رفض أحد شروط التناقض الموجود بين البشر والكون (أي أن الإيمان بالله شيء غير عبثي، لكنَّه يعتبره "انتحاراً فكرياً). يقترح كلٌّ من كامو وكيركغور أنَّ العبثية لا تؤدي إلى الإيمان بالله أو رفضه، حيث يقول: "أنا لم أقل'يُستثنى الله' الشيء الذي سيؤدي إلى التأكيد على أي حال."[1]
معنى شخصي
الحرية
الأمل
النزاهة
اقرأ أيضا
مراجع
- Camus, Myth of Sisyphus, p. 40, note 7