تدقيق...
عبدالرحمن بن حمد بن فوزان الفوزان | |
---|---|
معلومات شخصية | |
الميلاد | 1340هـ عنيزة |
الوفاة | 1413هـ جدة |
الجنسية | السعودية |
الكنية | أبو محمد |
الديانة | مسلم |
منصب | |
رئيس ديوان المظالم في المنطقة الشرقية | |
الحياة العملية | |
المهنة | قاضي شرعي |
مولده ونشأته
الشيخ عبد الرحمن بن حمد بن فوزان الفوزان، . وُلد في مدينة عنيزة بمنطقة القصيم عام 1340هـ ونشأ فيها، وكان أبوه صاحب دكان للتجارة، فساعد أباه في صباه مع دراسته في الكتاتيب، ثم التحق بمدرسة الأستاذ صالح بن صالح، فتعلم فيها القراءة الصحيحة والخط الجميل، وقواعد الإملاء والحساب.
ثم استمر مع والده في عمله التجاري، ولشغفه بالعلم شد رحاله للبيت الحرام حيث توجه إلى مكة المكرمة هو ووالدته نوره حمد العميريني وأختاه حصة ولولوة رحمهم الله، وافتتح له دكاناً بسوق الليل القريب من المسعى من جهة المروة وصار من طلبة العلم في المسجد الحرام، فحصل طرفًا من العلم جيداً.
حياته العلمية
التحق بدار التوحيد بالطائف والتي تهتم بعلوم اللغة العربية والعلوم الشرعية، وتتبع وزارة المعارف فلما تخرج منها عام 1374هـ أراد الالتحاق بكلية الشريعة بمكة المكرمة فلم يوافق الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله المشرف آنذاك على الكلية على قبوله فيها قائلاً له : بأنك لم تتخرج ياشيخ عبد الرحمن من المعهد العلمي فقال لقد درست بدار التوحيد ومناهجها أقوى من مناهج المعهد العلمي! فقال لابد فقال الشيخ عبد الرحمن إذن اختبروني وتأكدوا من قدرتي فاختبروه رحمه الله في ثلاثة أسابيع؛ كل أسبوع يُختبر في مواد سنة كاملة وهكذا حتى نجح وكان ترتيبه الرابع على الدفعة الدارسة بالمعهد وتخرج رحمه الله كما يظهر في الشهادة المرفقة عام 1374هـ، ثم دخل كلية الشريعة وتخرج منها في العام 1378هـ .
وكان ذكيًا فطنًا لماحاً، عُرف بذلك أثناء طلبه العلم، فما إن تخرج حتى عُين مستشاراً قضائياً ثم أصبح قاضيًا ومحققًا في ديوان المظالم , فأظهر من الكفاءة والنشاط والقوة في العمل والقدرة الدقيقة في معالجة القضايا وفي عام 1402هـ انتدبه الشيخ محمد بن جبير رحمه الله رئيس ديوان المظالم بالمملكة العربية السعودية إلى المنطقة الشرقية فأسس فرع الديوان في الدمام وكان رئيسه حتى وفاته رحمه الله عام 1413هـ .
شخصيته
كان قويًا جدًا في الحق يقوله ولو على نفسه ولذا كان هو الذي يقوم بالتحقيقات في عمله .
عائلته
زوجته مضاوي بنت محمد العيدي
تزوجها والدي في سن صغيره واصطحبها معه من القصيم ( عنيزة ) إلى الحجاز (مكة)، فاصطحبت معها اخلاقها التي جبلها الله عليها والتي تميزت بها عن قريناتها في ذلك الزمن، كان الحياء هو ثوبها الذي لاتخلعه ابداً لأنه يزداد تألقا عليها يوم بعد يوم بدعم ماحباها الله من صفات جميله دامت معها طيلة حياتها. كانت رحمها الله مدرسة للصبر والتصبر والاصطبار، لو دخلت أصعب اختبار للصبر لنجحت بتفوق ونالت اعلى الدرجات لأن صبرها كان على كل شي وفي كل شي، تفاصيل صبرها لايمكن ان يحتويه مجلد أو يشرحه كتاب، هو قاموس لاحدود له.
هي صبرت وتصبرت وإصطبرت لأنها على يقين تام بأن عاقبة الصبر حميده، تلك مقولتها التي كانت ترددها أمامنا طيلة حياتنا معها. كان والدي رحمه الله محظوظ بزوجة هي منبع للطيبة والطهارة والبراءة لاتبتعد بتفكيرها إلى مناطق التعقيد والصعوبة والمستحيل، كل شئ عندها سهل ميسر وحلولها لكل قضية ( يأتي بها الله ). وحين تزور جنبات قلبها ترى الرحمة تغلف غرفاته، نعم رحمتها ترسم دائرة حولها لاتستطيع ان تخرج منها، كل شئ لديها اساسه عندها الرحمة والعطف والتحنان سبحان من جبلها على ذلك.
في بيتها تقضي جل وقتها، وجل وقتها تقضيه في رعاية من حولها وفي ترتيب ونظافة ذلك البيت الذي تقطنه مع الكثير من أفراد عائلتها : زوجها ووالدته وشقيقاته بالإضافة إلى ذريتها، نظافتها ظاهرة للعيان بشكل ملحوظ حيث تبدأ بنفسها اولاً ثم كل من تعتبر نفسها مسئولة عن نظافتهم، كانت لاتغفل عن نظافة كل ركن من اركان بيتها حتى لو كان ركن متواري عن الانظار، لأن النظافة شعارها ظاهرياً وباطنياً، كانت هي النظافة بعينها.
وحين استرجع امومتها اجدها متميزة عن غيرها من الامهات، لأنها بذلت قصارى جهدها في اعطاء كل ابناءها وبناتها حقوقهم دون ملل أو كلل، عطاءها لهم لاحدود له، أهم مايشغلها بالها هو راحتهم وسعادتهم دون ان تنتظر اي مقابل منهم.
الغيرة والحقد والحسد والبغض والكره والضغينة صفات لم تعرف إلى روحها الطاهره وقلبها الطيب وكيانها المتميز طريق ابداً كانت كل الطرق امام تلك الصفات المقيته مغلقة امامها بابواب من فولاذ، هي اصلاً لاتعرفها ولاتعترف بأن يتحلى احد بها من احبتها وذويها، يالها من امرأة جملها الله بكل مايحب.
اما البذخ والإسراف والتبذير فقد تعاونت مع والدي رحمهما الله على نزعه من قاموس مدرستهما ومن برامجهما التعليمية لنا، كانت تشكر النعمة دائماً وتنبذ الإسراف والبذخ وتضع لكل شئ مقداراً موزوناً بحيث لايتبقى منه مايوضع في سلة المهملات، كانت مدرستك أيتها الأم العظيمه ربانيه لأنني على يقين تام بأنك لم ترتادي اي مدرسة دنيويه.
وحين يأتي دورها كمضيفة لمن يستضيفونهم في بيتنا تجد بشاشتها وترحيبها يتقدمانها بإسلوب بسيط وأريحية لاحدود لها، فمنذ دخولهم إلى رحيلهم وهي تخدمهم بتفاني وإخلاص لامثيل لهما.
وحين كانت تعد الطعام لنا كانت تمزجه بحبها لنا واخلاصها ورغبتها ان يحوز على رضانا، وعندما نبدأ في تناوله كانت تمثل امامنا انها تأكل بينما هي تلتهي بأي شي أمامها لكي نشبع نحن،
اي قلب ام تحمل بين اضلاعها!!
وكيف اشرح مدى طهارتها البدنية حين تؤدي فروض الصلاة المكتوبه، كانت تخصص ثوب جميل كجمال روحها تلفه مع سجادتها وقبل كل صلاة لاتكتفي بالوضوء كانت تجعل الماء ينسكب على كل جسدها الطاهر ثم تتوضأ الوضوء المعهود، كيف اهتممت ياماه بكل هذه التفاصيل وأنت المسئولة الأولى والأخيرة في شئون بيتك؟ كيف وجدت الوقت الكافي لهذا التصرف مع ازدحام اعمالك الكثيره؟ طهارتك الفطرية الربانية هي التي أعانتك بعد الله على ذلك.
كانت رحمها لاتظهر تعبها ولا تحب الكسل أو التكاسل، تكره التمارض وعيادة المراكز الصحيه لأي سبب، كانت تتحامل على آلامها وتصبر على اي وعكة صحية تزورها، لذا اكرمها الله تعالى حين اختارها إلى جوارها بوعكة خفيفة جعل المرض يتوارى خلفها دون ان يُعلمها به فلم تمكث في المشفى ايام عديده، هي ليلة واحدة فقط بعدها رفرفت روحها الطاهره إلى خالقها بسهولة ويسر رحمة وكرم منه لتلك الإنسانة التي نرجوها من الصالحين.
لم نسمع من قريب أو بعيد إلا الثناء منهم عليها وإفرادها بتلك الصفات التي ذكرتها والتأكيد على تميزها عن كثير من النساء حولها، واللاتي من المؤكد أنهن يحظين بصفات كصفاتها لكن حين تأتي المقارنة معها ترتفع وتعلو درجاتها.
رفعها الله إلى درجة العليين في الجنه وجعل كل فعلها وقولها في ميزان حسناتها لأنها لم تعمل ولم تقل إلا الخير والإحسان طيلة حياتها.
مواقفها الإنسانية والمؤثرة في حياتنا كثيره
لايسعني ان استعرضها كلها، لكنني سأذكر بعض منها :-
- كانت تترقب في كل شهر ان يأتيها خبر من احدى بناتها التي تأخر حملها بأن الله اكرمها بالحمل، لكن الأشهر والسنون مرت دون ان يفرحها ذلك الخبر، ولشدة لهفتها بأن يحقق الله ذلك قالت لإبنتها نذراً عليّ أن ابيع اساوري تلك وهي تشير بيدها الطاهرة إلى تلك الاساور التي تلف معصمها واشتري بقيمتها سريراً لمولودكِ.
- لن ننسى جميعنا كيف تنغص عيشها وكيف لازمها الحزن حين سقط حفيدها من ابنتها في المسبح وإرادة الله ابقته عائشاً داخل إعاقة قطعت أنياط قلبها وقلب امه وقلوبنا جميعاً، كانت واثقة با الله انه سيشفيه ويعيده الينا كما كان
- لكن حكمة الله بالغه حيث سبقته عند ربها ثم لحقها ليكون طيراً يحوم حولها في الجنة بإذن الله تعالى.
- حين يتراكض احفادها اليها ويتربعون في حجرها كانت دون استئذان تخلع احذيتهم لتريحهم وتجعلهم يتحررون من ذلك القيد.
- كان لها موقف مع حفيدها من ابنها حين مات بعد ولادته مباشرة، وقد استلمه والده من المشفى واحضره إلى البيت استعدادً لدفنه، اخذته من ابنها واحتضنته كما لو انه حي يرزق ودموعها تبلل جسده الصغير، وضعته في سريرها وفتحت جهاز التبريد واقفلت باب الحجرة، تصرفها ذلك لم يكن مدروساً ابداً كان نابع من مخزون الرحمة الذي تملكه بين جنباتها.
- ويسطر لها هذا الموقف قمة عطفها وعمق المها على ابنها الذي سقط من الدور الرابع في بئر سلالم العمارة التي كانت تقطن في احدى ادوارها شقيقة والدنا رحمهم الله جميعاً، حيث كنا مجتمعين لتناول طعام الغداء عندها، وعند سقوط شقيقي كان والدي في المسجد لأداء صلاة الجمعة، حملته امي بقلبها لم تأبه حين خرجت به تحمله مذعورة للخارج ليتسنى لها الوصول به إلى المشفى أنها لم ترتدي العباءة أو الحذاء حيث مكثت فترة طويلة تعالج قدميها التي آذتهما شمس الظهيرة الحارقة.
- تذكر شقيقتين لي انها حتى في يوم رقادها في المشفى وهي تودع الدنيا كانت مستمرة في عطاءها الأمومي المميز الذي لاحدود له حيث منعت شقيقتي ان تطعم حفيدها بذات الملعقة التي اكلت بها، ولاطفت حفيدتها من شقيقتي الاخرى حين رأت وخز الإبرة في يدها بعد تحليل طبي أُجري لها بقولها وهي تُريها يدها انا وانتي نتشابه في ذلك.
- والموقف الذي يسطر بماء الذهب حين ذهبت شقيقتي إلى بيتنا الذي احتواها لتلملم ثيابها وحاجاتها بعد وفاتها رحمها الله تعالى لتجد النظافة والترتيب والبساطة في كل ماكانت تملكه، حتى فراشها الذي كانت تنام فوقه وجدته نظيف ومطوي وكأنها كانت تعلم أنها لن ترجع إليه، كان هذا هو ديدنها في كل مرة تسافر عن بيتها لأن يقينها وإيمانها بالموت هو المحرك الرئيسي لمثل هذا التصرف الإيماني الفريد.
- كانت رحمها الله تحزن وتتكدر حين يأتي موعد ولادة شقيقاتي اللاتي كُن يلدن في مستشفى ارامكو في المنطقة الشرقيه حيث كانوا يمنعون دخول اي مرافق عدا الزوج لأنها تريد مرافقتهن بحنانها وعطفها ومتابعة اتمام ولادتهن، إلى اي مدى وصلتي معنا بعطاءك ياأمي الغاليه؟!!.
رحمك الله رحمة واسعه وغفر لك واسكنك ووالدي الفردوس الاعلى وجمعنا بكم على سرر متقابلين يارب العالمين.
*مقال جميل كُتب وكانك تعيش معهما وهو عباره آله تصوير لها قلم ينقل ويصف مناقب ليعبر عن الحالة الاسرية لزوجة الشيخ عبد الرحمن المرحوم مضاوي بنت محمد العيدي رحمها الله تعالى، وفيه وصف موجز لحياتها، توفيت في عام1409 هجريه قبل الشيخ عبد الرحمن بن حمد الفوزان رحمه الله تعالى.
بقلم :هدى بنت عبد الرحمن الفوزان.
______________________________________________________________________________________________
يظهر في الصورة المرفقة تعليق الشيخ عبد الرحمن على إحدى المقالات والذي كان بعنوان ( أحبها رغم أنها زوجتي ), وقد عبر عن مشاعره بعد قرأته لهذا المقال بهذة العبارات : أقدمها مع التحية والتقدير لأم محمد فما وصفه الكاتب يقل ويقصر كثيراً عما أشعر به نجو الأنسانه الفاضلة الكريمة الوفية المخلصة الجميلة والتي تعلم أن صورتها دائماً امامي إذا غبت عنها ولو قليلاً وأعتقد أنها سر نجاحي في كل عمل ناجح فجزاها عني أوفر الجزاء. أبو محمد 22/9/1403هـ.
قصص ومواقف
قصص ومواقف مع الاقارب
هدى بنت عبد الرحمن الفوزان
ذلك الشخص الذي أخذ قلمي ينساب على الورقة ليحكي لكم عنه هو عدد كثير من إنسان في كيان واحد في شخص واحد، كان في حياته اسطورة عجيبه، قد تتبلور في بدايات حياته حين قاده حبه للعلم والتعلم في أن يترك بلدته عنيزه ويتجه إلى مكة المكرمة لينهل من مناهل العلم، مثابرته واجتهاده جعل ترتيبه السابع في تخرجه من كلية الشريعة عام 1378 ، وذلك ليس غريب لأي طالب متفرغ لكن الغرابة في أن يكون كذلك وهو المسئول الأول عن رعاية إسرة ليست بالصغيره والتي كانت تتكون من والدته وزوجته وشقيقتاه وابناءه الذين كانوا جميعاً يقطنون معه في بيت واحد حيث هو المعيل الأول والأخير لهم بعد الله.
شغفه بالعلم والتعلم لم يحتكره لنفسه فقط بل انه أعان شقيقتيه— حصه ولولوه —رحمهما الله لينهلا من التعليم الذي كان في بداياته بالنسبة للمرأة آنذاك إلى أن اوصلهما معلمات في تعليم البنات في مكة المكرمة حيث نالا شرف الاولوية في التعليم، ومما ذُكر عنه أنه لم يغفل عن رغبته في تعليم زوجته— مضاوي العيدي —ايضاً لكنها رحمها الله آثرت الأمومة ورعاية اطفالها وقد كان لها ما أرادت حيث ضربت المثل الأعلى في حُسن الرعاية والاهتمام بأدق التفاصيل والتربية لجميع ابناءهما، حتى إخوته غير الأشقاء (( الذين لم يعتبرهم الا اشقاء له)) — عبد الله ونوره ومنيره — لم يبخل عليهم بتوجيههم ومتابعة تعليمهم لأنهم كانوا يصغرونه كثيرا هذا طموحه في العلم والتعلم، وقد يطول حديثي عن تلك الشخصية الفريده فقد اتخذ رحمه الله من التواضع تاج زين به رأسه طيلة حياته، كانت حياته بسيطه تلمس فيها التواضع اللامحدود لايتأفف من نقص الكماليات لديه ولا يتعالى عن مجالسة الناس البسطاء والتعايش معهم والدخول في عالمهم دون تكبر أوتباهي بعلمه وماله ومركزه الاجتماعي لدرجة أنه جعل جل وقته رحمه الله في خدمة الضعفاء ومن لايملكون مال أو سلطه حيث كان يُضفي عليه ذلك سعادة غامره وراحة ضمير لا محدوده.
في عمله كان الإخلاص شعاره ( وبكل صدق اضع تحت كلمة الإخلاص خطوط عريضه ) لأنه رحمه الله كان يتدثر به عند آداء كل عمل يُناط إليه وفي جميع المناصب الحكومية التي تولاها بداية في امارة مكة مروراً بوزارة التجارة في جده ثم أمارة المنطقة الغربية إلى ان وصل إلى منصب ريئس ديوان المظالم في المنطقة الشرقيه، لم يرضى أبداً بالغش أو الرشوة أو التزوير أن تطل ولو من بعيد على كل المعاملات التي أنهاها بكل أمانة وإخلاص ومراقبة لمبادئه التي استقاها رحمه الله من تعاليم ديننا الحنيف، شهد له كل من كانوا تحت إمرته والحمدلله، وبين هذا وذاك لم يغفل ابداً عن إنصاف مظلوم أو الوقوف بكل مايملك من تبرئة متهم بالباطل، أو إحقاق الحق لأي احد سواء كان كبيرا أو صغير، غنياً أو فقيرا، وحين تُحال له قضية ما في عمله تصبح تلك القضية شغله الشاغل إلى أن يُنهيها ويضع بصمته عليها وهي إحقاق الحق وإبطال الباطل المزعوم فيها، لايهمه إن كان الغريم فيها من كبار المسئولين حيث لايخشى عاقبة غضبهم عليه فقد شهد له كل من عرفه بقوته في الحق .
وحين أنتقلُ به كأب ستجدونه يجد وقت كافي لمراعاة أبناءه صحياً وعلمياً واجتماعياً فهو يتابع جميع امور حياتهم بنفسه ويشرف على متطلباتهم ويسعى جاهداًلتلبية كل احتياجاتهم لكي يصل بهم إلى الدروب التي فيها سيحيون حياة كريمه، لم يخيب الله مسعاه فقد تحقق له ذلك والحمدلله فجميع أبناءه وصلوا في العلم والعمل إلى مناصب جعلته فخوراً بهم .
كان باراً بوالديه محباً لزوجته عضيداً لجميع اخوته الأشقاء وغير الأشقاء لافرق بينهما لديه، وأب عطوفاً حنوناً لذريته.
ولو جُعل ( الوصل ) رجل لكان رحمه الله هو الوصل ذاته وبكل التفاصيل، لأنه طوال حياته لم يغفل عن صلة أي قريب له سواء كانت قرابة قريبه أو بعيده، كان حريصاً في التواصل معهم والاتصال الدائم بهم وزيارتهم ومساعدتهم معنويا ومادياً، ومن شدة اهتمامه بالصلة لم يغفل عن الوقوف مع زوجته—ام محمد — في صلتها لأقرباءها ومساعدتها في التواصل معهم، وكان يغرس في جميع أفراد عائلته لاسيما أبناءه وبناته الحرص والعمل على صلة الأرحام ليس بالقول أو بالأمر بل!! بل بالفعل والقدوة وهذا والحمدلله ماجعله متوارث لديهم جميعاً حفظهم الله وسدد طريقهم وثبتهم على ذلك.
لم يكن ذا طمع في الدنيا حيث لاتعني له امور الحياة وممتلكاتها من قريب أو بعيد، ماله الذي يكتسبه يصرفه في اعمال الخير المختلفه، التي قد يُعرف القليل منها بينما كان يُخفي أكثرها، كانت سعادته وراحته في إعانة شاب ليتزوج أو تمليك عائلة فقيرة لبيت يؤيهم أو تعليم من صعب عليه الوصول لأدراج العلم، أو كُتب علم يوصلها لمن يفتقدونها أو حفر بئر أو بناء مسجداً والخافي أكثر من كل اعمال البر والخير التي كان يرجو منها رضا الله تعالى.
تضحياته تفوق الوصف، وكل من حوله يدركون البعد الحقيقي لتضحياته، كان رحمه الله يغلف تلك التضحيات بقناعاته لأي عمل يقوم به أو أي دور يمثله، لذلك لم يُظهر في يوم من الأيام أو يُسمع من حوله أنه ضحى من أجل كذا أو كذا، لأنه كان يعيش لذة انعكاس نتائجها الإيجابية على محيطه.
الأمانة وما أدراك ما الأمانة كانت الصفة التي لازمته طيلة حياته رحمه الله، كان اميناً في بيته وفي كسب ماله وفي علمه وعمله وفي كل قضية حكم فيها أو قولاً كان الفصل في إنهاء شكوى أو مظلمه، كانت الأمانة هي التي تُخيفه من ربه .
كانت هوايته رحمه الله ( القراءة ) التي احبها وكرس اوقات فراغه لها كما كان شغوفاً بالإطلاع على جميع العلوم الدينيه والعلمية والأدبية لدرجة أن أبناءه وبناته كانوا ينبهرون بمدى معرفته والمامه بكل تلك العلوم فحين كانوا يسألونه عن اي شئ يخفى عليهم كان يجيبهم بثقة عاليه ليس ذلك فقط بل كان يبحث معهم ويشرح لهم ويساعدهم في حل كل مسألة يحتاجونها سواء كانت في الفقه أو الأدب (نثراً وشعرا) وفي التاريخ والرياضيات، باختصار كان رحمه الله قاموس معرفة.
حاول جاهداً رحمه الله أن يغرس جميع القيم في نفوس ذريته الذين يعتزون بأبوته لهم ويفخرون بعظمة اخلاقه وجميل صفاته رحمه الله رحمة واسعه وغفر له واسكنه الفردوس الاعلى من الجنة يارب العالمين
______________________________________________________________________________________________
ياسر بن عبد الرحمن الفوزان
ابني العزيز الحبيب ياسر وفقه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
ورد بالحديث الصحيح أن الإنسان إذا أصابه مرض يضع يده على موضع الألم ثم يقول: أعوذ بعزّة الله وقدرته مما أجد وأحاذر اللهم إني أسأل بعزتك وقدرتك وأنت على كل شيء قدير أن ترفع هذا الألم/ أو ما في معناه، ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويسأل الله بما يحضر لديه من دعاء فإن دعاء الله لاشك مستجاب وقد جربت بنفسي استجابة الله في كثيرٍ مما سألته ولله الحمد والشكر، وأسأل الله التوفيق والهداية لما يحبه ويرضاه ولما ينفعنا في أمور ديننا ودنيانا.. أما فهم الدروس ففيه حديث صحيح بدعاء مأثور مجرب أيضا: لا إله إلا أنت سبحانك استغفرك وأتوب إليك اللهم علمني ماينفعني وانفعني بما علمتني إنك على كل شيءٍ قدير ويذكر الله ويحمده ويسبحه
والله خليفتي عليك.
والدك 1409/6/6 هـ
______________________________________________________________________________________________
عبد الله بن محمد بن عبد الله الفوزان
العم عبد الرحمن له مكانة في قلوب الجميع، فليس كل انسان يستطيع ان يجد لقلوب الناس طريقا لولا توفيق الله ثم مايتحلى به هذا الانسان من مكارم ومحامد..
العم عبد الرحمن له في قلبي مكانة مثلي مثل كثير من الناس الذين يكنون له المحبة والتقدير.
وهذه بعض المواقف البسيطة والتي يظنها غيري انها ليست ذي بال ولكنهاعندي تعني الكثير، ومنها :
- انه كان يخصني بنوع اهتمام وخاصة في المجالس في وقت كنا نعاني بعض التهميش.
-في صباي عانيت من داء الثآليل، فجاء طبيب من مصر يقال له الظواهري وكان هذا في حدود عام 1402هـ، والطبيب جاء إلى جدة ولم يخبر العم الوالد عن هذا الطبيب فسافرت انا والأخ فوزان حيث كان يعاني من حساسيه في الجلد، فكان من العم عبد الرحمن ان استقبلنا في المطار، ثم من الغد ذهب بنا للعيادة، ولما خرجنا فإذا هو قد نسي مفتاح السيارة في الداخل وهل تشتغل والباب مقفل، واذكر انه سجل هذه الرحلة والمواقف التي حصلت في رسالة للوالد.
-ايضا من المواقف : وكلني ابن العمة الأخ محمد بن عبد العزيز الخلف بإستخراج شهادة وفاة لواحد من معارفه توفي بحادث في الطريق إلى الطائف، وكانا في الصيفية المعتادة في الطائف، وكان العم عبد الرحمن مصيف في الطائف فعلم بالامر فطلب ان يذهب معي فذهبنا إلى المحكمة ثم إلى المرور وكان هو المتحدث الرسمي.
-عندما علم بقرب زواجي كتب لي شيك.
-ذهبت معه للشيخ ابن باز في الطائف وللشيخ ناصر الراشد رئيس ديوان المظالم.
-من المواقف انه اتصل على ام عبد الرحمن وهي في المستشفى يهنيها بالمولودة الاولى (لمى) ويتحمد لها بالسلامة.
اعلم ان هذه المواقف بسيطة لكنها بالنسبة لي تعني الكثير. رحمه الله وحمه واسعة واسكنه فسيح جناته.
_____________________________________________________
علي بن محمد العميريني
أختي العزيزة أم خالد هل اعزيكِ ام اعزي نفسي بأخينا الفقيد الغالي أبو محمد رحمه الله رحمه واسعة واسكنه فسيح جناته بل أجدني أولى منك بالعزاء لأنني فقدت والد واخ وصديق حميم نعم كان يرحمه الله الوالد والأخ والصديق المخلص الحميم الوافي رحمه الله واسكنه فسيح جناته فمواقفه النبيلة لاتعد ولا تحصى ولعل من أهمها موقفين نبيلين نابعين من قلب مؤمن بالله يحب الخير لكل الناس ولا سيما اقاربه,
الموقف الأول حينما كان عمري عشر سنوات وكنت اعيش مع والدي بالمنجبس عيشة البادية لم ادخل المدرسة ولم احلم بها ولا اعرف عنها حتى الاسم، فيأتي أبو محمد رحمه الله الينا يطلب من والدي ان يأخذني معه إلى مكة المكرمة ليعلمني ويدخلني المدرسة فأرفض بشدة، ويتفق مع والدي رحمهما الله أن يذهب معنا لمكة ويوهماني انها زيارة ثم اعود معه ونذهب معاً وهناك يتركني والدي ويرتحل وحده دون علمي لأجد بلداً خيرا من بلدي هي مكة المكرمة وأهلاً أحسن من أهلي هم والدتي الثانية ام عبد الرحمن واختاي الغاليتين حصه ولولوة اللتان كانتا يعاملانني معاملة الأخ المدلل حيث لم أشعر بالغربة ولا بفقد الاهل بل وجدت الحنان والحب ودخلت المدرسة وبدأت أعيش حياة جديدة فقد انتقلت من الظلام إلى النور بجوار بيت الله الحرام الذي نقضي فيه جزءا من يومنا كل يوم حيث نذهب معظم الايام قبل صلاة العصر ولا نعود إلا بعد صلاة العشاء فاصبح حب الله وعبادته ومن هم سببا بذلك مفروضاً في نفسي، وتمر السنين اسرع من البرق فقضيتها في جو مليء بالحب والعطاء والحنان والبهجة والعبادة وعدت إلى اهلي وقد عرفت الطريق الذي اسير عليه وواصلت دراستي وتخرجت من الابتدائية والتحقت بمعهد المعلمين ونجحت من الصف الأول بتفوق وفي الشهر الأول من بداية الصف الثاني يأتي اليوم الأسود الذي سقطت فيه من النخلة لتبدأ فترة المرض والعذاب وتمر خمس سنوات وكأنها خمسون سنه فقد قضيتها سجين الالم والبيت وكان خلالها يبتعد عني الاصدقاء شيئا فشيئا حتى أصبحت اسير الحزن والياس القاتل، وعشت في عزلة تامة اصارع آلام المرض والحرمان والوحدة حتى اتى اليوم الذي أراد الله سبحانه انقاذي من أن اعيش بقية عمري في سجنين هما المرض والبيت وهو الموقف القاني الذي وقف معي أبا محمد رحمة الله عليه، فقد دخل علي ذات يوم ووجدني في قمة اليأس والحزن وعزم رحمه الله أن يخرجني من جو اليأس إلى جو التفاؤل وعرض علي أن اواصل دراستي والتحق بالمعهد العلمي وكنت لأول وهله احسبه مازحا يريد التخفيف عني فقط، ولكن تبين انه جاد قلت له لا استطيع وهذا رابع المستحيلات ولكنه قوى عزمي وقال هل ترغب أن تعيش طول عمرك عالة على والدك واخواتك وانت تستطيع أن تبني حياتك بنفسك، ودام نقاش طويل بيننا انتهى بإقناعه لي وانه سوف يذلل جميع الصعوبات التي اتوقعها وبتصميمه وتشجيعه بدأت الطريق ثانية وبمساعدته دخلت المعهد العلمي وواصلت دراستي بتفوق وخرجت من ظلام البيت والعزلة إلى طريق النور والعلم والمعرفة وذلك بفضل الله سبحانه ثم بفضل ابي محمد رحمه الله واسكنه فسيح جناته، وقد ذكرت هذين الموقفين كمثل لمواقفه العديدة معي ومع غيري فقد عرف عنه حبه لعمل الخير بدون رياء ولا سمعه وإنما يبتغي وجه الله عز وجل كما عرف عنه حرصه الشديد على صله الرحم فكان رحمه الله عندما يأتي إلى عنيزة يزور جميع الأقارب وكل من تربطه به معرفة أو صداقة وكان يعطف على الصغير ويحترم الكبير ويقدر الجميع. وهذه الإعمال هي الباقية للإنسان بعد وفاته فالمال والجاه والأملاك كلها تذهب ويبقى العمل الصالح والذكر الحسن فرحمك الله يا ابي محمد واسكنك فسيح جناته وجمعنا معك بالجنة إن شاء الله والهمنا بفقدانك الصبر والسلوان ولا نملك إلا الدعاء لك بظهر الغيب أن يبدلك الله داراً خيراً من دارك وأهلا خيراً من أهلك في اعلى عليين من الجنة مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصدقين والشهداء والصالحين. والكلام عن ابي محمد يطول ويطول ولسن هنا أريد بهذا الكلام أن احصر مواقفة النبيلة معي ولكن ما ذكرته كمثال على نبل وشهامة هذا الرجل الفريد الذي يندر وجود مثله في هذا العصر العادي الذي كلٍ فيه يعيش حياته وحده، وبعد هذه المشاعر والذكريات التي حركتها لوعة فقده وأنه رحل عنا ولن يعود وكل حي إلى هذه النهاية ولكننا نؤمن بالله العلي القدير ولا نقول إلا إنا لله وإنا إليه راجعون. والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته. 18/1/1413هـ
_____________________________________________________
نهى بنت محمد العبد الله الفوزان
عندما أتذكر أني عاصرت أسطورة وحظيت باهتمامها وأنا طفلة وتقدير و أنا شابة أشعر بالغبطة فقليل من كنا بسني راعهن بمثل هذا الاهتمام. كنت أناديه بعمي لم أعلم بأنه ليس عمي الحقيقي لكن لم يتغير شيء بالنسبة لي عندما كبرت فأهتمامه يكبر مع مضي الأيام. كان له لفتة خاصة به أعتبرها ذكري أخبئها خلسة حتى لا نصاب بالحسد فقد كان الوحيد الذي يفاجئنا بعيديات ليلة العيد لنطير فرحين بها ونشتري بها ألعابا واحتفظ بواحدة منهن إلى وقتنا الحاضر وأتباها على أبني بأن لدي عم كان يخصنا بالهدايا مما يلفت انتباهه وتسائله وكأنه شخصية خيالية. كان يشجعني على الدراسة ويسألني عن أحوالي ولم يعلم بأن لها تأثير السحر وبث التفاؤل بروحي واعطائي الثقة بنفسي وهو لا يعلم. كان وقع الصاقعة خبر مرضه بكيت كثيرا ودعيت له ليلا ونهارا ولم يكن خبر وفاته أحل صدمته لم نستوعبه بسهوله فرحمة الله الواسعه عليه. ربي أسكنه فسيح جناته وارزقه الجنة من غير حساب. أعتبر نفسي ومن حولي مقصرين باحياء ذكره فمن مثله يجب أن لا تموت ذكراه. 5\2\ 1437هـ
_____________________________________________________
محمد العبد الله الفوزان
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله / مع ابن عمي أبو محمد عبد الرحمن بن حمد بن فوزان الفوزان رحمه الله وغفر له وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة
أول رؤية لي له كانت في عصر أحد الأيام عام 1375 من الهجرة وعمري قرابة العشر سنوات كان موليني ظهره وهو يلم بدخول قهوة والده رحمه الله التي في الدور الأول (في البيت المستأجر في حي الجديدة بين عوائل العواهله والذكران)
مع ثلة من رفقاء والده اللذين جاؤوا يعودونه بعد أصبح طريح الفراش في مرضه الذي توفي به وكانت أم أخيه عبد الله قد أبرقت له وهو نزيل مكة تخبره بمرض والده الشديد فجاء على عجل وقطع امتحاناته التي كان يؤديها بدار التوحيد في الطائف وهذا الصنيع النادر من أم عبد الله رحمها الله يقول عنه رحمه الله أنه لم ينسه ولن ينساه طول حياته ولا يمل أن يذكره في كل مناسبة، أقول هذه أول رؤية لي له وقد كان رحمه الله ينوي نقل والده إلى احد مستشفيات جدة أو الرياض وحاول أن يقنعه ولكن عمي رفض تماماً رغم استعانة أبي محمد بالشيخ ابن سعدي رحم الله الجميع الذي قال له ان العلاج مشروع وانه هو شخصياً ذهب إلى العلاج في بيروت ولكنه لم يقتنع وتوفي بعد أيام رحمه الله ولما رتب بعض الأمور واطمأن إلى وضع أخيه وأخواته رجع إلى الطائف واكمل اختباراته حيث اجتازها بتفوق وبقيت صلتي به من خلال الرسائل التي يرسلها إلى أبي رحمه الله والتي أقرأها عليه في الغالب حتى عام 1378 العام الذي توفي فيه والدي رحمه الله وانتقلنا بعده إلى الرياض في النصف العام الدراسي وانا في الصف السادس ولم أوفق في اجتياز المرحلة فوافق مجيئه رحمه الله إلى الرياض ( وهذه أول بركاته ) فبحث عنا وزارنا وأخبرته أمي رحمها الله بوضعي الدراسي فاقترح عليها الحاقي بالقسم التمهيدي النهائي في معهد الرياض العلمي ووعدها بان يبذل جهده لتسهيل ذلك لان الالتحاق بهذا القسم ليس بالسهل للإقبال الشديد عليه بسبب الراتب الشهري المخصص لطلابه وفعلاً بذل جهداً عظيماً شهدت معظمه حيث استعان يعد توفيق الله بشخصيات فاعله مثل الشيخ الصالحي وعفيفي رحمها الله وهكذا كان له الفضل بعد الله في دخول بوابة حياتي الدراسية التي أوصلتني إلى حياتي العملية التي حققت فيها وظيفياً مالم يحققه أصحاب الشهادات العليا رغم انني لم اتم في هذا المشوار الدراسي إلا المرحلة الثانوية والتي نصفها انتساب وانا على رأس العمل وكان ذلك بسبب برك هذا الرجل العظيم اضافه إلى ما حققه لي هذا المعهد من دخل ثابت وأنا اليتيم الذي لم أرث من والدي الا السمعة الطيبة وعدم وجود الديون على والدي ولله الحمد. فكان هذا اللقاء الأول في الرياض هو الغرس الذي تأصلت جذوره في القلب وفرعه في السماء إلى أن نلتقي بفضل الله ورحمته وعفوه
قصص ومواقف مع العامة
إبراهيم بن محمد بن حمود النجيدي
إلى الأخ العزيز حمد عبد الرحمن الفوزان
أهدي لك هذه الأبيات ولو أنها ليست على مستوى جيد أرجو من الله العزيز القدير أن يقر عيوننا برؤية الشيخ معافً بإذن الله.
يا حمد الدار ذا ثالث شهرها ... ما دخلها الشيخ عل الله يعينه
آه لو جده تبشرنا خبرها ... يا حمد علم الشف اللي محترينه
كان حالي ينفرج عنها قهرها ... و يرجع أبو محمد اللي فاقدينه
وتسعد عيوني عقب هلت عبرها ... و يسعدون اللي معاه امرافقينه
يا حمد لي عين ووالوالد نظرها ... يا عسى ربي يطول في سنينه
يا عسى للديرة يعود سفرها ... وتفرح قلوبٍ من الفرقا حزينة
شيخنا اللي كل حاجة ما ذخرها ... في فعول الخير جزل في يمينه
واصل رحمه يجيها في دورها ... والجماعة بالمواصل خابرينه
والنفوس اللي من الرحمة غمرها ... ومنصف نوفس عقب ماهي سجينه
يا ديار قد ذبل فيها زهرها ... يا عساه يهود يزهر ياسمينه
يا عسى قلوبٍ ضمت يرجع نهرها ... برجاء ربي ما حنا قاطعينه
16 / 7 / 1413هـ.
قصص ومواقف في المحكمة
وفاته
أُصيب باحتشاء في عضلة القلب تسببت في توقف قلبه مؤقتا لكن سبّب ذلك له غيبوبة توفي منها آخر ليلة الثلاثاء في (16\9\1413 هـ) رحمه الله تعالى.
قصائد في رثائه
عبق الذكرى للشاعر الأستاذ إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الله الفوزان
ظللتني طيوف ذكرى جميلة في إحدى الليالي لرجل نقش ذكراه في قلوبنا بشمائله وأفعاله الحميدة، إنه العم الشيخ عبد الرحمن بن حمد الفوزان رئيس ديوان المظالم في المنطقة الشرقية رحمه الله. ولقد حلقت في تلك الظلل سابحا بخيالي فكانت هذه المشاعر المرتدية ثوب الشعر.
1- ألق السرور وعبق ذكرك حلقا بي بين أشجان وليل أشرقا
2- وظننت أنك في الحقيقة زائري فسعى فؤادي للطيوف محلقا
3- أبحرت في الذكرى، يهز مراكبي ألم بقلبي لا يزال مصفقا
4- بين الأسى والأنس أفتل ليلتي حتى ظللت بطيف ذكرك موثقا
5- عماه.. بل أبتي فأنت لأهلنا نبع الحنان وكم جرى وتدفقا
6- لم أنس رؤياك التي في رقدتي جعلت فؤادي بالأماني مورقا
7- فطفقت بالأمال أطفئ في دمي حزنا، لما بك حين كنت معوقا
8- وتلهفي أن تنتشي بمسامعي نفحات صوتك بعد صمت أطبقا
9- صوت يسل من النفوس عنائها ينساب في نغماته مترفقا
10- لكن ما اختار الاله بعدله خير، وظني قاصر قد أخفقا
11- لو نملأ الكون الترحيب تعطفا ونمد للأحباب حسا ريقا
12- لن نمنع الأجل الذي في وقته يأتي، وموعده يكون محققا
13- ولقد رضينا بالقضاء وحكمه لكن حبك في القلوب تعلقا
14- يا نسمة البشر التي أنداؤها فتقت عن الأكمام حبا مغلقا
15- يا رائح الجود الهتون من الوفا للممحلين بأرضنا كم أغدقا
16- كم جاد للفوزان من نفحاته وحبا العمارين انوداد مروقا
17- كل من العد الزلال شفاهه رشفت رضابا بالحنان معتقا
18- لك في النفوس أبا الشمائل منزل قد خالط الأمشاج ثم تخلقا
19- تبقى المكارم للرجال مآثرا والذكر يكسبه الزمان تألقا
20- ذكراك في القلب المحب تماوجت وشعوري المكنون منه تدفقا
21- شجن همى بحروف شعر أرعفت من خافق لولا الرضا لتحرقا
22- ليست حروف الشعر بل هي نبضة بشعور حب لن يزول ويخلقا
23- سأظل في ظلل الطيوف محلقا حرفي يعانق لونها المترقرقا
24- وتظل ذكراك الجميلة في دمي ترفو فؤادا بالأسى متمزقا
______________________________________________________________________________________________
عبيد الله بن محمد الصومالي
عبيد الله بن محمد الصومالي طالب علم تعرف عليه الشيخ عبد الرحمن بن حمد الفوزان رحمه الله تعالى في الحرم المكي.
وقد كتب في رثاء الشيخ :
المكرم الأخ الأكبر / محمد بن عبد الرحمن الفوزان . وإخوانه وعائلتهم جميعًا السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
نشاطركم الأحزان في وفاة والدكم ووالدنا ونسأل الله أن يلهمنا وإياكم الصبر والسلوان . وإنا لله وإنا إليه راجعون 19/9/1413 هـ
ادعوك ربي خالق الأكوان ترحم أبًا موته أبكاني
أرسلت عزرائيل يقبض روحه في السادس عشر من رمضاني
وبكيت وسالت عين كل مودع لما تغطى الجسم بالأكفاني
رباه قد رحل الأب وأصبحت كل القلوب تكهل بالأحزاني
عبد الرحمن ملك القلوب بحبه بالطيب والأخلاق والإحساني
عبد الرحمن هز القلوب مماته وذكراه خالدة مدى الأزماني
عبد الرحمن من ذا الذي ينسى له فض لًا وكان عطاؤه مجاني
عبد الرحمن للخير كان معلمًا يشهد له بالخير كل انساني
الموت حق لا نزاع ولا جدل فيه وهذا حكمة الرحماني
والصبر مفتاح السعادة والفرج فتجملوا بالصبر آل فوزاني
والله لن أوفي الفقير حقوقه مهما تكرر ذكره بلساني
ادعوك ربي في الختام وابتهل أن تسكن الغالي فسيح جناني