عبد يغوث بن الحارث، شاعر جاهلي ومن سادة الجاهلية وله قصيدة شهيرة بدواوين العرب. كان عبد يغوث فارس وسيد لقومه بنو الحارث بن كعب وكان قائدهم في يوم الكلاب الثاني على بني تميم، وفي ذلك اليوم أسر وقتل. وهو من أهل بيت معرق في الشعر في الجاهلية والإسلام، منهم اللجلاج الحارثي وهو طفيل بن يزيد بن عبد يغوث، ومسهر بن يزيد بن عبد يغوث، وهو الذي طعن فارس بني عامر بن صعصعة عامر بن الطفيل فأذهب عينه .
عبد يغوث الحارثي | |
---|---|
معلومات شخصية | |
اسم الولادة | عبد يغوث بن الحارث الحارثي |
مكان الميلاد | نجران |
مكان الوفاة | نجد |
الإقامة | نجران |
اللقب | سيد بنو الحارث بن كعب |
عائلة | بنو الحارث بن كعب |
الحياة العملية | |
المهنة | شاعر |
سبب الشهرة | رثاء |
نسبه
عبد يغوث بن الحارث بن وقاص بن صلاءة بن المعقل بن كعب الأرت بن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كعب بن عمرو بن علة بن جلد بن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب بن يعرب بن زيد بن كهلان بن سبأ.
قصيدتة الشهيرة وقصة اسره
جمعت مذحج، من أهل اليمن، جموعها وأحلافها في جيش عظيم، وساروا يريدون بني تميم، فوقعت بينهم وقعة يوم الكلاب الثاني ، فانهزمت مذحج ، وقتل من الفريقين. وقتل من بني تميم النعمان بن مالك بن الحارث بن جساس، وأسر عبد يغوث، وكان قائد قومه مذحج، وأراد أن يفدي نفسه، فأبت بنو تميم إلا أن تقتله بالنعمان بن جساس، ولم يكن عبد يغوث قاتله، ولكن قالت تميم: قتل فارسنا ولم يقتل لكم فارس مذكور. وكانوا قد شدوا لسانه لئلا يهجوهم، فلما لم يجد من القتل بدا طلب إليهم أن يطلقوا عن لسانه، ليذم أصحابه وينوح على نفسه، وأن يقتلوه قتلة كريمة، فأجابوه، وسقوه الخمر وقطعوا له عرقا يقال له الأكحل ، وتركوه ينزف حتى مات. فقال هذه القصيدة حين جهز للقتل، نهى فيها صاحبيه عن لومه. إذ اللوم قليل نفعه، ورجا من يأتي العروض أن يبلغ أصحابه أن لا لقاء، ثم أنحى على قومه باللوم إذ انهزموا، وأنه لو شاء هرب، ولكنه ثبت ليحمي الذمار ومؤخرة قومه . ثم قص قصة أسره وشد لسانه، وما لقي من هزء نساء تميم به. ثم فخر بشجاعته وكرمه، وبراعته في الطعن والقتال . وقصة أسره عجيبة حيث بعد أسره رأته أم العبشمي الذي أسره وعبشم بطن من تميم اسمهم عبد شمس وقالت أم الفتى الذي أسره من أنت ؟ وقد شاهدت عبد يغوث عظيما جميلا جسيما ؟ فقال: أنا سيد القوم. فضحكت وقالت : قبحك الله من سيد قوم حين أسرك هذا الأهوج ، تقصد ولدها الفتى . فرد عليها عبد يغوث ببيت شعر :
وتضحك مني شيخة عبشــــمية | كأن لم تري قبلي أسيراً يمانيا |
ثم قال لها : أيتها الحرة ، هل لك إلى خير؟ قالت : وما ذاك ؟ قال : أُعطي ابنك مئة من الإبل وينطلق بي إلى الأهتم ( الأهتم من سادات تميم ) فإني أتخوف أن تنتزعني سعد والرباب منه وسعد والرباب قبائل من تميم فأضمن له مئة من الإبل ، فقبضها العبشمي وانطلق إلى الأهتم فقال عبد يغوث :
أأهــــتم يا خير البريــة والداً | ورهطا إذا ما الناس عدُّوا المساعيا | |
تدارك أسيراً عانيــــــاً في بلادكم | ولا تثقفني التـيم ألقى الدواهيــا |
ولكنهم خدعوه فأخذوا الإبل ولم يطلقوا سراحه ، فطلب منهم أن يقتلوه
وقال في قصيدتة :
أَلاَ لا تَلُومَانِي كَفي اللَّوْمَ ما بِيَـا | وما لَكُما في اللَّوْم خَيْـرٌ ولا لِيَـا | |
أَلَمْ تَعْلَمَا أَنَّ المَلاَمَةَ نَفْعُها قليـلٌ | وما لَوْمِـي أَخِـي مِـن شِمَالِيَـا | |
فَيَا راكِباً إِمَّا عَرَضْـتَ فَبَلِّغَـنْ | نَدامَايَ مِن نَجْـرَانَ أَنْ لا تَلاَقِيَـا | |
أَبَا كَـرِبٍ والأَْيْهَمَيْـنِ كِلَيْهِمَـا | وقَيْساً بِأَعْلَي حَضْرَمَوْتَ اليمَانِيَـا | |
جَزَى اللهُ قَوْمِي بالكُلاَبِ مَلاَمَـةً | صَرِيحَهُـمُ والآخَرِيـنَ المَوَالـيَـا | |
ولو شِئْتُ نَجَّتْنِي مِن الْخَيْلِ نَهْدَةٌ | تَرَى خَلْفَها الحُـوَّ الْجِيَـادَ تَوَالِيَـا | |
ولكِنَّنِـي أَحْمِـي ذِمـارَ أَبِيكُـمُ | وكانَ الرِّماحُ يَخْتَطِفْـنَ المُحَامِيَـا | |
أَقُولُ وقد شَدُّوا لسانِـي بِنِسْعَـةٍ | أَمَعْشَرَ تَيْمٍ أَطْلِقُـوا عـن لِسَانِيَـا | |
أَمَعْشَرَ تَيْمٍ قَدْ مَلَكْتُهُمْ فأَسْجِحُـوا | فإِنَّ أَخاكمْ لـم يَكُـنْ مِـن بَوَائِيَـا | |
فإِنْ تَقْتُلُونِي تَقْتُلُـوا بِـيَ سَيِّـداً | وإِنْ تُطْلِقُونِـي تَحْرُبُونِـي بِمَالِيَـا | |
أَحَقًّا عِبَادَ اللهِ أَنْ لَسْـتُ سامِعـاً | نَشِيدَ الرُّعَـاءِ المُعْزِبيـنَ المَتَاليَـا | |
وتَضْحَكُ مِنِّي شَيْخَـةٌ عبْشَمِيَّـةٌ | كأَنْ لَمْ تَرَى قبْلِـي أَسِيـراً يمَانِيَـا | |
وقد عَلِمَتْ عِرْسِي مُلَيْكَـةُ أَنَّنِـي | أَنَا اللَّيْـثُ مَعْـدُوًّا علـيَّ وعادِيـا | |
وقد كُنْتُ نَحَّارَ الجَزُورِ ومُعْمِـلَ | الْمَطِيِّ وأَمْضِي حَيْثُ لا حَيَّ مَاضِيَا | |
وأَنْحَرُ لِلشَّرْبِ الكِـرَامِ مَطِيَّتِـي | وأَصْـدَعُ بَيْـن القَيْنَتَيْـنِ رِدَائِيَـا | |
فيا راكباً - إمّا عرضتَ – فَبَلِّغَن | نداماي من نجـران أن لا تَلاقيـا | |
وكنْتُ إِذا ما الْخَيْلُ شَمَّصَهَا القَنَا | لَبِيقـاً بتَصْرِيـفِ القَنَـاةِ بَنَانِيَـا | |
وعادِيَةٍ سَوْمَ الجَـرَادِ وَزَعْتُهـا | بِكَفِّي وقـد أَنْحَـوْا إِلـيَّ العَوَالِيَـا | |
كأَنِّيَ لم أَرْكَبْ جَوَاداً ولـم أَقُـلْ | لِخَيْلِيَ كُرِّي نَفِّسِـي عـن رِجَالِيَـا | |
ولم أَسْبَاِء الزِّقَّ الرَّوِيَّ ولم أَقُـلْ | لأَيْسَارِ صِدْقٍ: أَعْظِمُوا ضَوْءَ نَارِيَا |
" | ليس في الأرض أعجب من طرفة بن العبد وعبد يغوث فإن قسنا جودة أشعارهما في وقت إحاطة الموت بهما فلم تكن دون سائر أشعارهما في حال الأمن والرفاهية | " |