الرئيسيةعريقبحث

عرش لعجالات


☰ جدول المحتويات


هذه المقالة عن عرش لعجالات. لتصفح عناوين مشابهة، انظر عرش (توضيح).

عرش لعجالات، أولاد محمد اعجال بن سليمان السباعي الإدريسي الحسني المحمدي

تعريف عام

عرش لعجالات وهو الاسم الغالب على أولاد محمد اعجال بن سليمان بن محمد بن عبد الله السبعي الإدريسي، وقبيلتهم من قبائل جبل العمور من الأطلس الصحراوي وتقطن بدائرة قلتة سيدي سعد شمال ولاية الأغواط وسط الدولة الجزائرية. وأغلبهم متوزعون على بلديتين: قلتة سيدي سعد والبيضاء. وقد ذاع صيتهم في تلك المناطق على شرفهم وكرمهم ومعاملاتهم وأخلاقهم [1].

الجد الجامع محمد بن سليمان بن محمد بن عبد الله

هو الجد الجامع لفروع لعجالات وأصل مُشجرتهم محمد الملقب "اعجال" بن سليمان بن محمد بن عبد الله بن مبارك بن بوحسين بن عمران بن عامر الهامل المكنى بأبي السباع أصل فروع السباعيين في أقطار العالم العربي. قدم محمد بن سليمان من المغرب على ماتواترت به الأخبار وتناقلته الأخيار وأنبأت به المخطوطات التي على رأسها المخطوط الموجود بخط الشيخ عبد القادر بن بلقاسم مرجاني نقلا عن الفقيه الشيخ بولفعة بن بن ڤلولة أمينٌ دار الضمان الذي نقل بدوره عن مخطوطة منسوخة بخط الفقيه الشيخ بلقاسم بن أحمد بن اعجال وهو حفيد الجد الجامع كما هو ظاهر، وشهد الاثنان بالنقل الصادق الأمينٌ:

  • قال الشيخ عبد القادر بن بلقاسم مرجاني في آخر المخطوطة:
" أعترف على نفسي نحن عبد القادر بن بلقاسم نقلت هذه المآثر متاع أسلافنا حرفا بحرف وجدتها منسوخة بخط سيدي محمد بن محمد مقدم دار الضمان لعجالي كان الله لنا و لو وليا و رفعنا وإياه مكانا عليا ، والسلام. "
  • قال الفقيه بولفعة بن بن ڤلولة في المخطوطة:
" ... وكالكتاب الذي نسخه الغوث الأعظم و العارف بالله الأفخم سيدي بلقاسم بن احمد بن اعجال وربما عرف عند تمامه بنسبته و نحن العبد الفقير لم نجد إلا رسما قديما غلب عليه التمزق من الأطراف و تغير الحروف وما استفدت منه إلا ألفاظ قلائل قال فيه... "

ومما جاء في المخطوطة التي سماها المتأخرون بـ"الرحلة":

" وأما سيدي اعجال تربى في حجر والده سيدي سليمان بن محمد بن عبد الله ولما حفظ القرآن بالروايات السبع وتفقه في العلوم اللغوية والشرعية التي يصلح بها الدين والعبادة خرج للسياحة في وفد على الأشراف أولاد سيدي الحاج بن عامر فأكرموه ولحّو عليه أن يمكث عندهم يقرئ صبيانهم القرآن ويعلمهم أصول الدين فأجابهم لذلك حتى تزوج بشريفة منهم ثم بعد إقامته طلقها وتركها حاملا ولدا وضعت حملها بولد سماه جده لأمه محمد على ما قيل المكنى "امرابط" وغلبت النكوة على الاسم ، قيل سبب ذلك ظهرت منه كرامات أكرمه الله بها في حال صبوته ، وذلك فضل الله يوتيه من يشاء من عباده ثم إن أمه تزوجت بالسيد عبد الله جد سيدي محمد بن يوسف المدفون بتاجرونة فولدت معه صبيين وهما يوسف وأحمد فهما أخوي امرابط من الأم فقط وأما الأب فأبوه سيدي اعجال. ثم بعد ذهابه من عند أولاد سيدي الحاج بن عامر وفد على رجل من الاعمور قاسم بن عيسى من ذرية اعمر بن امحيا وزوجه ببنته سعيدة فولدت لو ثلاثة أغصان وهم عبد الله والناصر واعمر وأدركها الأجل رحمة الله عليها ، ثم تزوج أختها عربية بعد انقضاء عدتها من وفاة زوجها من اولاد اشعيب أهل عين طاقين وتركت أولادا عند أهلهم وأتى بها أبوها بنيته الخالصة مع سيدي اعجال على ماظهر له من كرامته وبركاته وفضله ورسوخه في فنون العلم الظاهرة والباطنة والعبادة والزهد واليقين ومتانة الدين فزوجه بها فولدت معه ثلاثة أغصان وهم: احمد وإبراهيم ويحي فكلهم له أعقاب ثم بعد مدة رجع سيدي اعجال إلى وطنه وما أخذ معه إلا ابنه يحي وهو أصغر أنجاله ، ولما وفد على قبيلة بني يحي بواد سوس فرحو به وأكرموه ولحواْ عليه أن يمكث عندهم. ولما وصل طرف أهله وقرابته وقابلوه بني يحي بالإحسان همّت نفسه وطلبت الراحة والإحسان كما جاء في نص التنزيل "هل جزاء الإحسان إلا الإحسان". قابلوه بالإحسان فقابلهم بالموافقة و قال سيدنا علي كرم الله وجهه "من لانت كلماته وجبت محبته" ، وقال أيضا "أعط لمن شئت تكن أميره" [2]. "

فروع عرش لعجالات

وغلبت عليها تسمية "الدواوير" ، ولكن الأصح أن "فروع العرش" متعلقة استلزاما بشجرة النسب واتصاله من الأخلاف إلى الأسلاف، وأما "الدواوير" في أقرب إلى تقسيم إداري بمفهوم قديم منه إلى غيره.

  • فإذا قسمنا العرش على حسب اتصالهم بالجد الجامع، نجد ما يلي:
  1. بنو محمد امرابط
  2. بنو عبد الله
  3. بنو الناصر
  4. بنو اعمر
  5. بنو أحمد (بن سعيد)
  6. بنو إبراهيم
  7. بنو يحي

وهم جميعا أنجاله وبنو علات كما سبق ذكره.

  • وإذا قسمنا العرش حسب "الدواوير" فإنه سينقسم إلى بطنين رئيسين ثم إلى دواوير:

أولاد سيدي احمد بن سعيد (لعجالات الشراقة)

وتنضوي تحته الدواوير التالية:

  1. أولاد سيدي لحدب
  2. أولاد سيدي يحي
  3. أولاد الناصر: وسينقسم هذا الدوار إلى أقسام أخرى هم: العبيدات واولاد العيد والدرقاوة
  4. أولاد عبد الله
  5. أولاد الطاهر
  6. أولاد بوحلوفة
  7. أولاد قلولة
  8. أولاد بن قلولة

أولاد سيدي إبراهيم بن اعجال (لعجالات الغرابة أو البراهمية)

وتنضوي تحته الدواوير الآتية:

  1. أولاد امرابط: وينقسمون إلى قسمين: اولاد امرابط واولاد سيدي بن عدة
  2. أولاد سيدي عبد القادر
  3. أولاد سعيد
  4. أولاد مُزيان
  5. أولاد بوشريط (البراهمية الشراقة): وينقسمون إلى: اولاد بوشريط والزريكات.

الجانب العلمي

تعارف عند لعجالات منذ أوائلهم الاعتناء بالقرآن الكريم دراسة وحفظا إلى يومنا هذا وذاع صيتهم به، فكان فيهم العلماء والصالحون والزهاد، ومنهم الشيخ الجد الجامع وأولاده المباشرين ، والشيخ بن عدة وولداه وحفيداه ، ومنهم الشيخ امحمد بولفعة بن الطيب دفين جبل سيدي عقبة (آفلو) والشيخ اكريم بن الحاج المرابطي والشيخ بولفعة بن بعيط شيخ الطريقة الطيبية بالقطر الجزائري وخيلفته فيها عبد القادر بن محمد ، والشيخ عبد القادر بن بلقاسم مرجاني ومن الزهاد الشيخ التريكي بن دومة والشيخ بودعاس التوهامي.
ثم إن الشيخ بولفعة بن بن قلولة بعيط هو أكثر أولئك إنتاجا فكريا فكثرت كتاباته وإن ضاع بعضها فتراه يكتب في الفنون الفقهية والتواريخ، وله رسالة في نازلة "الأوراق النقدية فيها الزكاة كغيرها من القطع النقدية" يرد فيها على من رأى عكس ذلك وهي رسالة لطيفة قوية الحجة.

الجانب الأدبي

على غرار جميع الجزائريين، للعجالات تشكيلة أدبية شفهية مركبة من أمثال وحكم وأشعار واقوال مأثورة وقصص متوارثة. ونجد بعضها عاما متقاسما بين أغلب الجزائريين ومشهورا والبعض الآخر يتميز بخصوصية متفاوتة سيما الأشعار والأقوال والقصص وحتى بعض الأمثال.
وهذا الجانب عزيز في بابه لجليل ما ورد فيه لو أن الباحثين والعاملين في حقل التراث من أبناء العرش يتقدمون لجمعه وتحقيقه.
ونورد ههنا مقتطفات عامة لبعض هذه التركيبات:

  • الأمثال:
  1. الحَافِرْ لَوَّلْ يْهَشَّشْ لِتَّالِي
  2. الحَرْثْ بِالثْرَى، وَالزْوَاجْ بِالرْضَى، وْهَاتْ يَارَبِّي.
  3. الذْرَاعْ الوَافِي مَا يْحَافِي
  4. الطَّيْرْ الحُرْ يَشْكُرْ مْبَاتُو
  5. اللِّي يْخَلِّي مِنْ عْشَاهْ لقْدَاهْ، مَا يَشَّشْفَا فِيهْ عْدَاهْ
  6. المَاء مَا يَتْلَڤَّمْ، وَالاَعْوَجْ مَا يَسَّڤَمْ
  7. النَّعْمَه مَا تَدَّسْ دْڤيْقْ، وَالعْدُوْ مَا يَرْجَعْ اصْدِيڤْ
  • الأشعار:

يقول الشيخ اكريم بن الحاج:

رَڤَّبْ عَنِّي يَابِن لَالَة السّنِّيهيَاكْ اَنْتَ بِنْ خَيرَه رَايسْ المِيعَادْ
وَكْوَانِي بِذْكِيرَه ڤَاطْعَه مِرْحِيَههَذَا شَاوْ النَّطْحَه وَينْ عَادْ و عَادْ
اَرْحَمْ مُولْ الْكَلْمَه يَا عَالِ الْعَلْيَهوَاُكْرَيَّمْ تَعْرَفْ نَسْبُو شْرِيفْ اَجْدَادْ
اَرْحَمْ ڤَاعْ اَوْلَادْ اَعْجَالْ فَيَّا فَيَّاذُرِّيَةْ عْلِي حَيْدَرْ رَاكِبْ الهَدَّادْ
وَاَعْطِيهُمْ سَاعَه زَيْنَا عْلَى عِزِّيَاتِتْبَاشِرْ بِيهُمْ عُرْبَانْ كُلْ بْلَادْ
كَانُوا مَڤْسُومِينْ بَين اَثْنَايَاظَلْوَكْ رَاهُمْ حَطُّوا ڤَاعْ ڤُرْبَ الْوَادْ
مَنْزَلْهُمْ مِنْ رَاسْ الْعَينْ لِتَّوْمِيَاوْ عَ الشَّرَّاكْ الْمْوَالِي تْجِي وُرَّادْ
وَ يْحَطُّو شَبْكَةْ زَيَّانَه لْطَرْفْ الظَّايَاشُورْ زْنِينَه نَاسْهُمْ تِنْزَادْ


ومن شعر الشيخ محمد بن سرّية لدرع في وصف لعجالات:

أَهلْ البَيضَا وَاَهلْ الوَادْنَاسْ اَجْوَاد و زُخْمِيَّه
اللِّي يُضْرُبْ مَا يِخْطِيشْدَاعِيلْهُم سِيدْ رْقَيَّه
دَاعِيلْهُم دَعْوَة الخَيرْيَومْ العِيدْ وْجَمْعِيَّه
ڤَالِلْهُم رُوحُو يَالُولاَدْلَوَّلْ وِالتَّالِي لَيَّا
وِاللِّي يُظْلُمْكُم نُوتِيهْمَا تَصْدَقْلُوشِ حَيَّا


الجانب الثقافي

وربما نعرج فيه على ذكر عاداتهم وتقاليدهم التي تعكس وجها من وجوه الهوية والأصالة، واشتركوا في بعضها مع جيرانهم من قبائل جبل العمور وتفردوا بالبعض الآخر.

  • الفروسية: وهي سمة غالبة على قبائل المغربين الأوسط والأقصى، وللعجالات حظ وافر فيها بتربية الخيول وتدريبها وحضور المحافل المحلية محافظة على هذا التقليد ومداومة عليه واشتهر منهم الكثير من الفرسان على غرار بلقاسم بن محمد هيلامي وغيره.
  • النسيج: لفرش جبل لعمور صيت ذائع لبديع صنعتها وجذابة ألوانها، وعرش لعجالات من المتصدرين منذ القديم في هذه الصنعة [3]. ومن منسوجاتهم القديمة: البرنوس، الحايك، المقرون، الصدرية، الطاق، الوسادة، المطرح، القطيفة، الزربية، الكساء، الجلابية، الفليج، الحنبل، الطريقة ...

مع التوجه الثوري التحرري الجزائري

لم يتوانى لعجالات عن مساندة الأمير عبد القادر وجيشه طيلة مدة كفاحه وكان يتررد على أرضهم بين الفينة والأخرى لقربهم من طاقين مركز الزمالة، وثبتت مشاركة بعضهم في ثورة الشيخ بوعمامة. وحتى اندلاع الثورة المباركة كان لهذا العرش رصيد كبير من العمل الثوري ما جعل الكثيرين يلتحقون بالجبال بعد 1954م، والقائمة طويلة لأسماء أولئك الشهداء والمجاهدين وهذي أسماء بعضهم:

العربي خالدي عبد القادر قدوري مروان لشلح قويدر لشلح عبد الله العرباوي عبد القادر بن المواز لحيسي محمد عمر ميلود منصور لشلح خالد عماري
محمد مصنوع الحاج معروفي العربي عويسي إبراهيم عزوزي محمد بن عبد الله أحمد تربي امحمد ثامري ناصر مصنوع منصور لشلح بلقاسم لشلح
محمد بن المواز علي بن رابعة الغالي بن رابعة محمد بوعبد الله مولاي علي بن حسين أحمد بلقاسمي عبد الله طاهري دهصة لحيسي مولاي أحمد خالدي كريكب خالدي
مسعودة بولربعة بن عزوز بن جلول عبد السلام بلقاسمي بلعباس جابري المشري فقاري جيلالي فقاري المواز رحماني العربي العرباوي جيلالي هيلامي أحمد هراو

وتميزوا بأنهم أول من امتنع عن التصويت يوم 8 جانفي 1961م بأمر من الجبهة وتصاعد الأمر إلى عصيان مدني قوبل بوحشية كبيرة من السلطات الفرنسية راح ضحيتها 11 شهيدا وكثيراً من المصابين.

المراجع

  1. Le Djebel Amour، Jean Despois.
  2. "المواكب النورانية في لطائف الرحلات السباعية، الشريف صالح بن بكار السباعي و الشريف عبد الله الحافظي.
  3. Les Tapis et Tissages du Djebel-Amour, R. P. Giacobetti.

موسوعات ذات صلة :