الرئيسيةعريقبحث

علم الأدب


☰ جدول المحتويات


علم الأدب هو علم يحترز به عن الخطأ في كلام العرب لفظا وخطا.[1]

أصل

مع دخول الفساد على اللسان العربي وضع علماء اللغة العلوم السابقة كقوانين للغة العرب يقاس عليها الكلام ليعلم موافقته للغة العرب من عدمه. وقد وجد العلماء أن مجرد علم الإنسان بقوانين اللسان العربي لايمكنه من التكلم بكلام العرب الصحيح ما لم يخالطهم ويتلقى هذا عنهم بالسماع على التدرج حتى تحصل له هذه الملكة. ولهذا تجد الصبي الناشئ بين أعراب البادية يتكلم بكلام العرب وأساليبهم مع جهله بقوانين اللسان العربي التي وضعها العلماء، إذ حصلت له الملكة بالمخالطة والسماع لا بتعلم القوانين. وكان بعض السلف يحرصون على العيش مع الأعراب لتلقي اللغة الصحيحة كما صنع الشافعي - - وكان من عادة الخلفاء - وهم من سكان الأمصار كدمشق وبغداد - أن يرسلوا أبناءهم إلى بادية جزيرة العرب لتحصيل لغة العرب وفنونهم في الفروسية والقتال. وإذا كانت مخالطة العرب الذين لم تفسد ملكتهم وكثرة الاستماع إليهم ضرورية لتحصيل ملكة التكلم بكلامهم الصحيح، فإن هذه المخالطة بالرحلة إلى البادية والمكث بها طويلا لا تتيسر لكل من أراد تحصيل هذه الملكة، فاستعاض العلماء عن ذلك بجمع الجيد من كلام العرب المنظوم (الشعر) والمنثور (النثر) وتدوين ذلك في كتب إذا أكثر الإنسان من قراءتها وحفظها يصبح بمنزلة من خالط العرب واستمع إليهم كثيرا فتحصل له هذه الملكة. وسميت الكتب التي تجمع كلام العرب المنظوم والمنثور بكتب الأدب، وهذا هو العلم الرابع من علوم اللغة العربية. ونذكر فيما يلي ما قاله ابن خلدون في موضوعه وثمرته وأهم كتبه:

موضوع علم الأدب

هو جمع الجيد من كلام العرب المنظوم والمنثور. قال ابن خلدون - – في " المقدمة " ص 553: " فيجمعون لذلك من كلام العرب ما عساه تحصل به الملكة، من شعر عالي الطبقة، وسجع متساو في الإجادة، ومسائل من اللغة والنحو مبثوثة أثناء ذلك متفرقة يستقري منها الناظر في الغالب معظم قوانين العربية، مع ذكر بعض من أيام العرب يفهم به ما يقع في أشعارهم منها، وكذلك ذكر المهم من الأنساب الشهيرة والأخبار العامة، والمقصود بذلك كله أن لا يخفى على الناظر فيه شيء من كلام العرب وأساليبهم ومناحي بلاغتهم إذا تصفحه، لأنه لا تحصل الملكة من حفظه إلا بعد فهمه، فيحتاج إلى تقديم جميع ما يتوقف عليه فهمه " اه.

ثمرة علم الأدب

هي في الأداء فقط لا التحمل. أي في القدرة على التكلم بكلام عربي صحيح بليغ لا في فهم كلام الغير إذ الفهم يعتمد على قوانين اللسان العربي سالفة الذكر. قال ابن خلدون في " المقدمة " ص 553: " وإنما المقصود منه عند أهل اللسان ثمرته: وهى الإجادة في فني المنظوم والمنثور على أساليب العرب ومناحيهم ".

أهم كتب علم الأدب

قال ابن خلدون في " المقدمة " ص 553 - 554: " وسمعنا من شيوخنا في مجالس التعليم أن أصول هذا الفن وأركانه أربعة دواوين وهى « أدب الكاتب » لابن قتيبة، وكتاب « الكامل » للمبرد، وكتاب « البيان والتبيين » للجاحظ، وكتاب « النوادر » لأبي علي القالي البغدادي، وما سوى هذه الأربعة فتبع لها وفروع عنها ". ثم أضاف ابن خلدون لهذه كتابا خامسا وهو « الأغاني » لأبي الفرج الأصفهاني، والذي وصفه ابن خلدون بقوله (ولعمري إنه ديوان العرب وجامع أشتات المحاسن التي سلفت لهم في كل فن من فنون الشعر والتأريخ والغناء وسائر الأحوال ولا يعدل به كتاب في ذلك فيما نعلمه، وهو الغاية التي يسمو إليها الأديب ويقف عندها وأنى له بها) اه.

أهم كتب علم الأدب

كتاب (البيان والتبيين) للجاحظ (أبو عثمان عمرو بن بحر) 255 ه، وله أيضا كتاب (الحيوان)، وكتابه (البيان والتبيين) مطبوع في 4 أربعة اجزاء. كتاب (أدب الكاتب) لابن قتيبة (أبو محمد عبد الله بن مسلم) 276 ه، وهو صاحب كتاب (تأويل مختلف الحديث)، ولابن قتيبة كتاب آخر في الأدب وهو (عيون الأخبار)، وكتابه (أدب الكاتب) مطبوع في مجلد. كتاب (الكامل في اللغة والأدب) للمبرد (أبو العباس محمد بن يزيد) 285 ه، وهو مطبوع في أربعة أجزاء، الرابع منها للفهارس. كتاب (النوادر) لأبي علي القالي (أبو علي إسماعيل بن القاسم البغدادي القالي الأندلسي 356 ه، وهو تتمة كتاب (الأمالي) له أيضا، والحق أن كتاب الأمالي وكتاب النوادر كتاب واحد، وأن اسم كتاب أبي علي على التحقيق هو: (الأمالي وذيل الأمالي والنوادر)، وكان الأقدمون يسمون هذا الكتاب اختصارا (الأمالي) أو (النوادر) ومرادهم بذلك المجموع كله. طبع الكتاب في 3 ثلاثة اجزاء والرابع تصحيحات وتعليقات على الكتاب. كتاب (الأغاني) لأبي الفرج الأصفهاني (علي بن الحسين بن محمد) 356 ه. كتاب (العقد الفريد) لابن عبد ربه الأندلسي (أبو عمر أحمد بن محمد) 327 ه، له طبعة في 7 أجزاء متوسطة، وأخرى في 8 أجزاء. كتاب (زهر الآداب وثمر الألباب) لإبراهيم الحصري القيرواني 453ه، مطبوع في جزأين. كتاب (نهاية الأرب في فنون الأدب) لشهاب الدين النويري 732ه، اختصر فيه الكثير من كتب الأدب في شطره الأول، والشطر الثاني من الكتاب خصصه للتاريخ، وهو كتاب ضخم حوى الكثير من الفنون، طبع في 33 ثلاثة وثلاثين جزءا. كتاب (صبح الأعشى في صناعة الإنشا) للقلقشندي (أبو العباس أحمد بن علي) 821 ه، نسبة إلى قلقشندة قرية بمحافظة القليوبية بمصر، وهو أكبر كتب علم الأدب، جمع فوائد كتب السابقين، وهو مطبوع في أربعة عشر مجلدا كبيرا، تكلم في الأدب واللغة والتاريخ والتفسير والحديث والفقه وغيرها من الفنون. كتاب (تاريخ آداب العرب) لمصطفى صادق الرافعي 1356ه، وهو كتاب مكمل للكتب السابقة. إذ يتناول تطور علم الأدب عبر التاريخ وأهم رجاله وكتبه. وكتاب (الموجز في الشعرالعربي)للشاعر فالح الحجية الكيلاني وهو دراسة للشعرالعربي في مختلف العصور بدءا من العصرالجاهلي حتى المعاصر

علم العروض والقوافي

ويعتبر (علم العروض والقوافي) أحد العلوم الخادمة لعلم الأدب، والعروض هو علم موازين الشعر، وقد وضعه الخليل بن أحمد وهو أول من جمع أشعار العرب وحصر موازينها (تفاعيلاتها) في خمسة عشر بحرا، ثم استدرك عليه تلميذه الأخفش بحرا آخر - وهو المتدارك - فصارت بحور الشعر ستة عشر.

وبعد، فقد كان هذا عرضا لعلوم اللغة العربية الأربعة، ومنها ثلاثة علوم خاصة بقوانين اللسان العربي وهى: (النحو والصرف، واللغة، والبيان)، وثمرتها في تحمل اللغة وأدائها، وعلم رابع خاص بتحصيل ملكة التكلم بكلام العرب وأساليبهم البلاغية، وهو علم الأدب، وثمرته في الأداء.

مقالات ذات صلة

مراجع

موسوعات ذات صلة :