علم الاجتماع الثقافي هو علم اجتماع يدرس الثقافة لأنها سمة هذا العلم، والثقافة مصطلح متشعب فكل علم واختصاص يعرف الثقافة بما يلاءم حاجته إليها فقد ورد فيها ما يزيد عن 160 تعريفا غير أن أحد أشهر التعاريف هي تلك التي وضعها إدوارد تايلور في كتابه الثقافة البدائية أين قرنها بالحضارة، في قوله:" الثقافة أو الحضارة بالمعنى الإثنوغرافي الواسع هي كلٌ مركب يشتمل على المعارف والمعتقدات والفن والقانون والأخلاق والتقاليد وكل القابليات والعادات الأخرى التي يكتسبها الإنسان كعضو في مجتمع معين ".[1] ثم قدم غي روشيه تعريفا أكثر شمولا لها في كتابه مقدمة علم الاجتماع العام فقال: " الثقافة هي مجموعة من العناصر لها علاقة بطرق التفكير والشعور والفعل، وهي طرقٌ صيغت تقريبا في قواعد واضحة، والتي اكتسبها وتعلمها وشارك فيها جمع الأشخاص بصورة موضوعية ورمزية في آنٍ معًا، من أجل تكوين هؤلاء الأشخاص في جماعة خاصة ومميزة".
وهذا العلم حقل خصب لدراسة الثقافة البشرية كفرع من فروح علم الاجتماع كغيره من العلوم التي اتصلت بعلم الاجتماع واتخذت منه علما قائما لذاته، الثقافة حقل دراسة واسع باتساع جغرافيات وحضارات الشعوب وتعدد موروثاتها الثقافية، فالثقافات في العالم لا حصر لها. يعد هذا العلم رفقة العلوم الأحرى التي اهتمت بالثقافة بدراسته واماطة اللثام عن عناصره المختلفة وتعايشها واستمرارها.
عنه
علم الاجتماع الثقافي هو أحد أهم فروع علم الاجتماع، والذي يُعنى بدراسة الثقافة كـخاصية انسانية خالصة، بكل ما تحمله من سمات وخصائص ومكونات وبكل ما يرتبط بها من مفاهيم كالحضارة ومواريث المجتمعات والمفاهيم الثقافية المختلفة كالتغير والتطور والغزو الثقافي والصراع... الخ ويدرس المتغيرات الثقافية في المجتمعات ومؤشراتها.أما جورج سبيلمان فذهب إلى تعريفه على أنه " علم يدرس كيف تحدث عملية إنشاء المعنى، ولماذا تختلف المعاني وكيف تؤثر المعاني على السلوك البشري الفردي والجماعي وكيف أن طرق إنشاء المعاني أمر مهم بالنسبة للتلاحم الاجتماعي وللهيمنة والمقاومة في المجتمعات ".
نشأة وظهور علم الاجتماع الثقافي
أما عن نشأة وظهور هذا العلم فقد اتفق كثير من علماء الاجتماع على أن دراسة الثقافة من منظور علم الاجتماع وخلق علم اجتماع ثقافي قد جاء متأخرا عن نشأة ومسار علم الاجتماع وميادينه الأخرى، فقد اقترن ظهوره بتسعينات القرن 19 بعد موجة التحولات الثقافية ومظاهر التغير الثقافي التي غزت العالم. غير أن البحث في البوادر الأولى لهذا العلم قادت دون مارتينال للقول بأن أهم سمة من سمات التفكير السوسيولوجي في القرن التاسع عشر في الاتجاه الوضعي في دراسة الظاهرة الاجتماعية هي " معالجة التجمع الإنساني على أنه السبب الأساسي لتفسير كل ما يحدث داخله، ولهذا ليس هناك فضل واضح بين الثقافة والمجتمع أو بين الصفة الشخصية والأشكال الاجتماعية المتطلبة أو بين الأدوات والأفكار ".[2]
غير أن فضل انشاء علم الاجتماع الثقافي ينسب إلى ألفريد فيبر والذي سعيا منه في ضبط هذا المصطلح حاول التمييز بين الثقافة والحضارة كون أن المصطلحين مترادفين لدى كثير من العلماء والمنظرين، ففصل بينهما قائلا بأن " الحضارة تشتمل على المعرفة الوضعية والعلم والتكنولوجيا، والتي تتكون من معلومات يُمكن تمريرها من جيل إلى آخر، وتتمتع بدرجة عالية من الدقة والضبط، أما الثقافة فتتعلق بدراسة الأشكال الروحية للإنسان وما تتضمنهُ من قيم ومقاييس وعادات وأفكار وانطباعات، لا يمكن القول أنها صحيحة أو غير صحيحة، وذلك لمرونتها ونسبيتها واختلافها من مجتمع إلى آخر ومن فرد لآخر ومن فترة زمنية لأخرى ".[3]
موضوع علم الاجتماع الثقافي
أما عن موضوع علم الاجتماع الثقافي فهو دراسة حقل السلوك الإنساني الملاحظ، وما ينتجه هذا السلوك من فكر وصناعة ووسائل استثمار الطاقة وتطويع الطبيعة...، والتي تميز في مجموعها كل مجتمع إنساني عن آخر، كما يهتم في مجال دراسته بالدراسة العلمية لعناصر الثقافة في صبغتها الحسية من لغة بصفتها وعاء ثقافة الأمم، وقيم ومعايير وأخلاق ومعتقدات وتقاليد وقوانين...الخ وعناصر الثقافة في صبغتها المادية كالصناعة والآلات والأدوات والعمران... الخ أي كل ما يؤثر في السلوك الإنساني والعلاقات الإنسانية التي تكون النظم الاجتماعية. ومجاله بصفة عامة هو دراسة الإنسان من حيث كونه فردا - فاعلا ومتفاعلا - وسلوكاته وتعاملاته ومعايشته للآخر ودراسة ثقافات المجتمعات. أما منهج الدراسة فهو كغيره يعتمد على منهج البحث العلمي في علوم الاجتماع، التاريخي الذي يدرس من خلاله أهم محطات سيرورة المجتمعات وتغيراتها السلوكية والرمزية، والمنهج المقارن الذي استخدمه كثيرا ألفريد فيبر في خلق مقارنة بين حال المجتمع الآنية والسابقة وبين المجتمعات التي نشأت بالتوازي ونهجها في دفع عجلة التطور والسيرورة.
علاقة علم الاجتماع الثقافي بالعلوم الأخرى
أما عن علاقة علم الاجتماع الثقافي بالعلوم الأخرى، فقد ارتبط علم الاجتماع الثقافي ارتباطا وثيقا ببعض العلوم وعلى رأسها الأنثروبولوجيا الثقافية بما أن كلاهما تدرسان ثقافات الشعوب وصور الثقافة سواء لدى الشعوب الحية أو تلك المنقرضة، وأشكال الحياة الاجتماعية الثقافية فيها. كما يرتبط بعلم النفس الثقافي وهو العلم الذي يختص بدراسة الظاهرة السلوكية للأفراد باعتماد أن السلوك خاصية متفردة بين كل فرد وآخر وفعل لا يمكن توقع ردود أفعاله والسمات الثقافية المؤثرة في السلوك المتفرد والمتأثرة به، ويرتبط كذلك بـالتاريخ بصفته حاملا ناقلا لذاكرة الشعوب فهو يهتم بتدوين تاريخ الشعوب ومحطاتها وتفاصيل الحياة الاجتماعية والثقافية ومجموع الانجازات.كما يرتبط أيضا ارتباطا وثيقا بميادين علم الاجتماع الأخرى كعلم اجتماع المسرح كون المسرح روح الشعوب والحضارات والمسرح سمة ثقافية تدخل في عنصر الموروث الفكري والإبداعي الفني، وعلم اجتماع الفن الذي ينزوي في عنصر الفنون، علم الاجتماع الحضري وعلاقة الحضارات بـالإنتاج الثقافي النهضوي فالمجتمعات التي عرفت نهضة فكرية دائما استطاعت تحقيق نهضة علمية حضارية لاحقة...الخ، والعكس أيضا فالمجتمعات التي حققت نهضة علمية صناعية شهدت حالا من الاستقرار أسست لظهور نهضات فكرية فنية ثقافية...الخ.
علاقة الثقافة بالمجتمعات وظواهرها
علاقة الثقافة بالمجتمعات
جاء في معجم مصطلحات العولمة أن " الثقافة هي البيئة التي يحيا فيها الإنسان، والتي تنتقل من جيل إلى جيل، تتضمن الأنماط الظاهرة والباطنة من السلوك المكتسب عن طريق الرموز، وتتكون ثقافة أي مجتمع من إيديولوجياته وأفكاره ومعتقداته ودياناته ولغاته وفنونه وقيمه وعاداته وتقاليده وقوانينه وسلوكيات أفراده وغير ذلك من وسائل حياته ونشاطه وأفكاره " عندما نحلل هذا التعريف فإننا نذهب للقول أن الثقافة هي حياة وروح المجتمعات، فهي كل ما يملك ويصنع وينتج ويستهلك المجتمع، هي سمة وجوده الحسي والمادي، فهي تزود الأفراد بطرق اشباع حاجياتهم البيولوجية وتطور طرق الاستفادة من خبرات السابقين والمعاصرين في تغطية الحاجات البيولوجية والفكرية والاجتماعية والنفسية والروحية... ـ تنظم الوظائف وبها تنتظم بنى المجتمع فمتى ما أدرك الأفراد وظائفهم في المجامع تراصت بناه، تهب الأفراد مدركات ومكتسبات ومعلومات حول محيطهم ومعايير التعامل التفاعل والتصرف، والقدرة على اجتياز المواقف بالتعلم حينا وبالاكتساب حينا آخر وتضع القوانين والقيم التي تضمن تعايش الأفراد فيما بيتهم بسلام، وتعاقب المعتدين والمتجاوزين... وما إلى غير ذلك، إذن كل قوالب الثقافة ووظائفها تصبُ في صالح تهيئة المجتمعات وضمان بقاءها، بما أنها تحمل صفة التراكمية الزماكانية بين وعبر المجتمعات، وتنتقل عناصرها عن طريق التكيف واعادة التشكل وبهذا إما أن تصمد وتتجدد وتتخذ أشكالا عصرية أو تتجمد وتستبعد بمرور الزمن واختلاف المكان. ويكون ذلك في ظواهر ترتبط ارتباطا وثيقا بظاهرة الثقافة والمجتمعات.
ظاهرة التغير الثقافي في المجتمعات
ما من ثقافة حية تظل جامدة وساكنة، فالتغير ظاهرة تطال جميع المجتمعات البشرية، مهما تمسك أفرادها بثقافتهم وحافظوا على كينونتها إلا أن الأفكار الجديدة ومظاهر التجديد والحداثة دائما ما تجد طريقها للتغلغل داخل الثقافات التقليدية المحافظة، فالمجتمعات البشرية في تغير مستمر ودائم متواتر يضمن بقاءها وديمومتها ويدعم تكيفها مع العوامل الطارئة بفعل الطبيعة والزمن والتغيرات الجيولوجية والسوسيولوجية والسيكولوجية والتكنولوجية الخ وتتخلص من المستهلك الذي يعرقل تطورها، فحتى ما تمسكت به شدها إلى ركب التخلف. يرتبط التغير الثقافي بوظيفة إشباع الحاجات الأساسية والثانوية لأعضاء الثقافة الواحدة، فالعادات والقيم والسلوكات والوسائل المادية التي تمنحها ثقافة ما تتوقف على مدى صلاحها للبقاء وقدرتها على إنتاج وإشباع حاجات أفراد مجتمعها.
و يرى ألفريد فيبر أن كل مجتمع يطور خاصية ثقافية، بفعل عدة عوامل كالغريزة البشرية والإرادة والمصير التاريخي والظروف الجغرافية والمناخ، فليس هناك قوانين ثابتة وصحيحة في الثقافة لأنها تنشأ من قوة الإنسان الإبداعية التلقائية وبهذا يبدو التغير حتمية لا مفر منها. [4]و أشار سوروكين إلى هذه الفكرة بقوله أن التحولات التي تطرأ على الثقافة ترجع إلى طبيعة داخلية فيها، فالتغير ملازم وهو عبارة عن تاريخ نسق اجتماعي ثقافي، وهكذا تتطور الثقافات وتنمو عبر امتصاص أجزاء ثقافات أخرى عبر الصراع، الاستعمار، التعايش، التفاعل، الغزو، التثاقف أو الحداثة وما بعدها... الخ لتأخذ مكانها فـالثقافة لا تموت وفقط بل تندثر عندما تأخذ أخرى مكانها على أن تتمتع بصفاتها وتوفر خصائصها ووظائفها.بفضل عدة عوامل مساهمة فيه وهي كالآتي:
- العلم: فبفضل العلم تحرر الإنسان من المعرفة الحسية والفلسفية التي أعاقت تقدمه لقرون عدة واستطاع أن ينتج معرفة علمية أحدثت ثورة صناعية غيرت العالم وطوعت الطبيعة في يد الإنسان.
- التكنولوجيا: وهي تطبيقات ما توصل إليه العلم من اختراعات تسهل حياة البشر وتختصر الجهد والوقت.
- الديموقراطيات: التي نادت بتشارك السلطة والحكم وعلاقة الأفراد مع الأنظمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وظهور أنظمة حكم جديدة حتى إنها غيرت علاقات الشعوب فيما بينها.
- القومية: تعبر عن ارتباط الفرد إلى جماعته وشعوره بالانتماء والامتنان لذاك الانتماء ورغبته في الحفاظ على روح جماعته والصراع دفاعا عنها ضد الثقافات التي تدس له في أشكال كالاستعمار والتعايش والتضييق على ثقافته.
- الثورة: وهي أحد أهم عوامل التغير الاجتماعي وأشهرها الثورة الفرنسية التي انطلق منها أهم محطات التغير الاجتماعي والثقافي والسياسي والثورات الموالية كـالثورة الصناعية وثورة التكنولوجيات، فالثورة دائما ما تُحدث الفرق.
- العامل الإيكولوجي: عن تفاعل الإنسان مع بيئته الجغرافية وما توفره له من موارد غذائية وصناعية تئثر على نشاطه الثقافي وحياته ككل.
- العامل الإيديولوجي: هو عامل حركي فكري هادف وفاعل ايجابي في البيئة الاجتماعية وفي العلاقات الاجتماعية الثقافية.[4]
الغزو الثقافي والصراع الثقافي
قال ابن خلدون " إنما تبدأ الأمم بالهزيمة من داخلها عندما تستريح لتقليد عدوها " فالغزو الثقافي يستمد قوته من آليات الإخضاع الداخلي أي عندما يقولب في شكل المثاقفة، ويرى على أنه شكل من أشكال التفتح والتحضر، وهو جمع الأفكار والبرامج والمناهج والتيارات والمذاهب الثقافية والفكرية التي تنتمي لمجتمعات متطورة ومتقدمة ـ تحمل في طياتها رغبة غير مصرح عنها في سيطرة الثقافة الأجنبية الدخيلة على تلك المحلية.
و يهدف الغزو الثقافي إلى محو التراث وزعزعة الشخصية الوطنية و تدمير الهوية القومية للشعوب والأمم التي تستضعف ثقافيا كما تستضعف عسكريا وسياسيا واقتصاديا، فالغزو الثقافي يتسبب بحياد الأمم والشعوب ذات الحضارات العريقة عن ثقافتها وتخدر العقول لتتقبل فكرة وحدة الثقافة ويتم الغزو الثقافي إما عن طريق الاستعمار السياسي العسكري، فتتأثر الشعوب بعادات مستعمرها، كما يتم عن طريق الغزو المبطن من خلال وسائل الإعلام والتي تستطيع تمرير رسائلها وأفكارها دون أن تلقى معارضة مثلما يتعلق الأمر بالغزو الذي يصاحب الاستعمار العسكري. وكمحاولة لحماية الثقافات المحلية والحفاظ عليها وعلى القيم والمعايير الاجتماعية لمجتمع ما ينشأ الصراع بين الثقافات. [3]
و الصراع بين الثقافات هو شكل من أشكال المعارضة، حيث تقاوم ثقافة ثقافة أخرى من أجل البقاء والحفاظ على استمراريتها ويكون عدم الاتفاق على عناصر ثقافة ما سببا فيه، كبعض القيم والعادات والمعايير والديانات كالصراع بين الجماعات الدينية التي تنتمي لمجتمع واحد والعادات القديمة والمستحدثة والتعارض بين تمسك الجيل كبار السن بعادات متوارثة عن الأجداد وسعي الشباب لاستخدام روح الموضة وتوطين العولمة وأفكارها كثقافة بديلة معاصرة، ويحدث بين أفكار المجموعات وسياساتها في القيادة والاستقلالية كصراع الأقليات، ويظهر الصراع حتى بين عناصر الثقافة الواحدة كالصراع بين عنصر العادات والديانات والصراع والصراع بين التكنولوجيات والتقاليد ومامن ثقافة استطاعت التمسك بكل عناصرها دون أن يطالها التغيير والتجديد ويرتبط عنصر الغزو الثقافي بعنصر الصراع ارتباطا وثقيا، فالاستعمار الثقافي يلجأ عادة إلى خلق نزاعات بين جماعات الثقافة الواحدة فيشير إلى حقوق وملكيات مسلوبة ويدعو جماعتها إلى التحرر باستردادها والمناداة بها فتظهر الحروب الطائفية والأهلية بين أفراد الأمة الواحدة.[5]
مراجع
- "مركز دراسات الوحدة العربية: محطة علمية جديدة". المستقبل العربي. 38 (435): 7–11. 2015-05. doi:10.12816/0021087. ISSN 1024-9834. مؤرشف من الأصل في 25 يناير 2020.
- بلعيور, الطاهر (2013-01). "واقع علم الاجتماع في الجزائر". دراسات اجتماعية (11): 19–28. doi:10.12816/0013264. ISSN 2170-0478. مؤرشف من الأصل في 14 أبريل 2020.
- بلعباس, عبد الله (2013-12-31). "ظاهرة الهجرة عند عبد المالك صياد : من السياق التاريخي إلى النموذج السوسيولوجي". Insaniyat / إنسانيات (62): 25–38. doi:10.4000/insaniyat.14325. ISSN 1111-2050. مؤرشف من الأصل في 10 ديسمبر 2019.
- حافظ وعزیز / باهتمام محمد نعیم کریمی ( كتاب إلكتروني PDF ). University of Arizona Libraries. 1960. مؤرشف من الأصل في 14 أبريل 2020.
- نادية, آيت عبد المالك (2015-08). "مدى إمكانية متابعة مجرمي العدوان على غزة أمام المحكمة الجنائية الدولية". مجلة الفقه والقانون (34): 91–103. doi:10.12816/0014602. ISSN 2336-0615. مؤرشف من الأصل في 14 أبريل 2020.