فتح الهند
بعد فتح نادر شاه ل قندهار ارسل رسولا يدعى مراد خان إلى محمد شاه ملك الهند يطلب منه عدم السماح للمتمردين الافغان الهاربين امام قواته بالدخول في الاراضي الهندية وقد تعمد محمد شاه تاجيل إرسال جواب رسالته وابقى رسوله عاما واحدا في دلهي فاستشاط نادر غضبا من هذه المعاملة السيئة لرسوله وامر مراد خان بالرجوع سواء كان جواب محمد شاه ايجابيا ام سلبيا وعزم على فتح الهند وكان على علم قبل التوجه إلى الهند بما تعانيه تلك البلاد من الفوضى والاضطرابات والمنافسة الحاده على السلطة والحكم وفساد راي الملك محمد شاه فكان ملكا ضعيفا سخيف الراي كسولا منغمسا بالملذات لا يصبر دون ان تكون في ذراعيه خليله جميله أو في يده كاس شراب وكان على نقيض اجداده العظماء الذين اتصفوا بالحكمة والعدل وسداد الراي سارع نادر على راس جيوشه بفتح المدن المهمة الواحدة تلو الاخرى ففتح كابل وجلال اباد وبعد ذلك عبر مضيق خيبر على الرغم من تكبده خسائر فادحه فقد نجح في اجتيازه وبعد ان اجتاز مضيق خيبر هاجم بقواته على بيشاور وصله خبر محزن مفاده مقتل اخيه إبراهيم خان ظهير الدولة على يد القبائل اللزكية في قفقاس وداغستان ولكنه اوكل محاربتهم والقضاء عليهم بعد فتوحاته في الهند وبعد فتح بيشاور تقدمت القوات الإيرانية لحصار مدينه لاهور احدى المدن الكبيرة في الهند وبرغم مناعة اسوار المدينة ارتاى سكانها التسليم لنادر شاه فسلم حاكم المدينة زكريا خان مفاتيح المدينة إلى نادر شاه ودخلت القوات الإيرانية في شباط سنه 1739 ودفع اهاليها جزيه مقدارها 5 مليون روبيه مع 56 فيل ونظرا لعدم مقاومه زكريا خان ابقاه نادر حاكما على المدينة واعلن الطاعة لنادر سردار فخر الدين حاكم كشمير الذي فر نتيجة عصيان الاهالي عليه فعينه حاكما على كشمير وارسل رسولا إلى اهالي كشمير ومناطقها المختلفة يامرهم بضرورة الرضوخ إلى حاكمهم وإلى القوات الإيرانية ومن يخرج عن الطاعة والانقياد إلى امر الشاه سيكون الحساب معه عسيرا وبعد فتح لاهور وصلت طلائع قوات نادر شاه إلى منطقه كرنال التي تقع على بعد 125 كيلو متر في شمالي دلهي ووقعت معركه شديده بين الطرفين عام 1739 اضطر على اثرها قائد الجيش الهندي خان دوران على التسليم واستسلم كذلك عدد كبير من قادة الجيش الهندي وعلى الرغم من تفوق الجيش الهندي بالعدد والعدة اندحر امام القوات الإيرانية بفضل قياده نادر شاه الفذة وبسالة قواده وجنوده ووقع محمد شاه اسيرا غير ان نادر شاه عفا عنه بعد ان ادان له بالطاعة والانقياد واعاده إلى عرش ابائه وقدم محمد شاه بالمقابل لنادر الكنوز الاسطورية للمغول ومنها عرش الطاووس والماسة المعروفة ب كوه نور التي تزين الان التاج البريطاني والماسة درياي نور وكانت من غنائم نادر شاه في حملته الهندية الكبيرة وهي لا تقدر ب ثمن لندرتها ونفاستها وتعد من الاحجار الكريمة التي لا مثيل لها موجوده الان في متحف الجواهر الوطنية في طهران ب الإضافة إلى الذهب الذي لا حصر لقيمته
وعلى الرغم من تسليم المدينة واستقرار القوات الإيرانية في العاصمة دلهي بدون مشاكل تذكر في بداية الامر الا ان حادثه مروعه ذهب ضحيتها الالاف من الابرياء ومفادها ان بعضا من الهنود الاشقياء اشاعوا خبر مقتل نادر شاه في قصر محمد شاه فاثار كلا من سيد نياز خان وعلي محمد خان الذين كانا مخالفين في تسليم دلهي ل نادر شاه عامه الناس وحرضوهم على قتل جنود وعساكر الإيرانيين وفعلا قتل عدد كبير من الجنود والعساكر في الازقه والشوارع فاستمر الشغب والشقاق والتمرد داخل المدينة وعندما سمع نادر شاه وعلم بالتمرد وقتل اعداد كبيره من جنوده الذين يقدرهم بعض المؤرخين بين 3000 و 7000 قتيل من الجنود و 100 ضابط فهرع إلى ميدان جاند يجوك الذي كان مركزا رئيسا للمتمردين وقد اوصل الثائرون خسارتهم حدا كبيرا كما قد رشقوا نادر شاه بالسهام واصاب أحد مرافقيه واردي قتيلا فاقتنع نادر بان الامر وصل إلى درجه لا يعالج الا بالقسوة والصرامة وامر قواده وجنده ب ابادة كل من يقف في طريقهم ف بدات ا لمذبحه من الساعة 9 صباحا إلى الساعة 2 ظهرا فهلك من سكان المدينة أكثر من 30 الف قتيل فاعدم نادر وقطع رؤوس المتمردين وعلى راسهم نياز خان وعلى محمد خان مع 470 من اتباعهما وانصارهما وقبل انتهاء المجزرة التمس محمد شاه ونظام الملك وقمر الدين خان من نادر شاه اعطاء الامان إلى الاهلين والكف عن قتل المزيد من الابرياء فامر نادر جنوده ب ايقاف المجزرة والمذبحة ورجوع الجميع إلى ثكناتهم وبعد ان رجع الاستقرار والسكينة إلى المدينة اراد نادر ان يتصاهر مع الاسرة المغولية المالكة في الهند فزوج ولده الثاني نصر الله ميرزا من ابنة محمد شاه ويروى ان رجال البلاط الهندي طلبوا من العريس بحسب التقاليد الهندية ان يذكر نسبه الشاهي حتى الجد السابع انطلاقا انطلاقا من مبدا الفخار بالنسب فامر نادر ابنه ان يقول ب انه ابن نادر شاه ابن السيف حفيد السيف وهكذا إلى سبعين جدا بدلا من السبعة ((لان نادر شاه كان ابوه رجل فقير ولا حسب له)) وقبل عودته من الهند ارجع دفة الحكم في الهند إلى محمد شاه وامر الجميع ان يطيعوه فتنازل محمد شاه بدوره ل نادر عن جميع المناطق الواقعة شمالي نهر السند وقد تجمع لدى نادر غنائم واموال كثيره نتيجة ل هذا الفتح وقرر اعفاء اهالي إيران من الضرائب لمدة 3 سنوات
معركة خيبر
هي معركة حدثت بين نادر شاه وحاكم بيشاور انتصر فيها نادر شاه انتصارا حاسما فاتحا الطريق لملاقاة محمد شاه في المعركة الكبرى والحاسمة معركة كرنال كان تعداد جيش حاكم بيشاور 20 الف مقاتل اما نادر شاه 22 الف حيث قام بتقسيم جيشه إلى نصفين 10 الف مقاتل تحت قيادته و 12 الف مقاتل تحت قيادة نصر الله ميرزا حيث هجم على جيش حاكم بيشاور من جهتين معاكستين تم قتل اعداد كبيرة من جنود بيشاور واسر حاكمهم دخل نادر بعد ذلك إلى بيشاور وفرض عليهم الجزية واخذ كميات ضخمه من الذهب والجواهر .
معركة كرنال
هي معركه فاصلة حدثت بين الامبراطورية الفارسية بقيادة نادر شاه وبين امبراطورية مغول الهند بقيادة محمد شاه كان فيها النصر حاسما ل نادر شاه كانت القوة الإيرانية متكونة من 55 الف مقاتل اما الجيش المغولي متكون من 100-300 الف مقاتل و 2000 فيل حربي و 3000 مدفع حدثت المعركة الساعة 1 ظهرا واستمرت ل 3 ساعات عمل نادر على استغلال نقطة القوة في الجيش المغولي وجعلها نقطة ضعف إلى وهي الفيلة حيث عمل على وضع مواد محترقة على ظهور الجمال وجعل الجمال تقترن ب الفيلة مسببة ذعر لدى الفيلة وانطلاقها باتجاه معسكر الجيش المغولي مما ادى إلى نشوب الفوضى في الجيش واعطى اوامره بالهجوم وفعلا تم الهجوم الساحق للجيش الفارسي الذي قتل وجرح من 20-30 الف من المغول واصيب قائد جيش المغول خان دوراني ومات بعد ذلك نتيجة الجرح واسر برهان الملك ومحمد شاه اما خسائر الفرس فانها لا تتعدى 2500 بين قتيل وجريح
العوامل الاساسية التي ادت ل غزو الهند
كون نادر شاه جيشا كبيرا من القوميات المختلفة ل تحرير إيران من القوى المختلفة التي استولت على مناطق عديده منها الافغان والعثمانيون والروس والاوزبك كما وان تجهيز واعاشة هذا الجيش كانت فوق طاقة إيران الاقتصادية ولهذا لا سبيل للاحتفاظ بمثل هذا الجيش الا بالحصول على موارد جديدة عن طريق الفتح والتوسع وضم اراضي الغير بالقوة لاسيما وقد كانت بلاد الهند الغنية لقمه سائغه امامه لتحقيق مطامعه التوسعية من جهة واشغال جيشه الضخم بالحروب المتكررة واقناعهم وارضائهم بالحصول على الغنائم والاسلاب والثروة الطائلة /ادت الفوضى والاضطرابات الداخلية مع غزوات الاجانب ل إيران وكذلك الحروب الخارجية للدولة الصفوية وحروب نادر شاه إلى ايجاد قحط وشح كبير في الموارد الاقتصادية ل إيران وعليه فقد كان فتح بلد غني ك الهند ينقذ الاقتصاد الإيراني من الانهيار التام والمحتوم /اراد نادر ب فتحه الهند ان يتشبه ب القادة العظام ك الاسكندر المقدوني ومحمود الغزنوي وتيمور لنك كان نادر على علم عن طريق جواسيسه ومعتمديه بالفوضى والاضطرابات السياسية التي تمر بها البلاد الهندية في عهد ملكها الضعيف محمد شاه مع ما تعانيه البلاد من ماسي ونكبات بسبب تكالب الاعيان والقواد والوزراء على السلطة وصراعهم الحاد فيما بينهم