الغِيبَة هي ذكر الشخص بما يكره من العيوب التي فيه في غَيْبَته[1] بلفظٍ، أو إشارةٍ، أو محاكاةٍ[2]،وهي خُلق نهي عنه الإسلام.
لغويًا
الغِيبة: الوَقيعة في النَّاس؛ لأنَّها لا تقال إلا في غَيْبَة، يقال: اغتابه اغتيابًا إذا وقع فيه وذكره بما يكره من العيوب وهو حق، والاسم الغيبة، وهي ذكر العيب بظهر الغيب، وغابَه: عابه، وذكره بما فيه من السُّوء، كاغتابه .[3]
الفرق بين الغيبة والبهتان والنميمة
- الغِيبة : هي ذكر المسلم في غَيْبَته بما فيه مما يكره نشره وذِكر .[4]
- البهتان : ذِكر المسلم بما ليس فيه وهو الكذب في القول عليه .[4]
- النميمة : هي نقل الكلام من طرف لآخر للإيقاع بينهما .[4]
الغيبة في الإسلام
في القرآن الكريم
نهي القرآن عن الغيبة
لقوله تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ﴾ —قرآن كريم - سورة الحجرات:12 |
في السنة النبوية
عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال :«أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم؛ قال: ذكرك أخاك بما يكره؛ قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته[5]».
|
والقائل والمستمع للغيبة سواء، قال عتبة بن أبي سفيان لابنه عمرو: "يا بني نزِّه نفسك عن الخنا، كما تنزه لسانك عن البذا، فإن المستمع شريك القائل".
كفارتها
الغيبة من الكبائر في الإسلام ، وكفارتها التوبة والندم، والاعتذار لمن حدثت في حقه الغيبة إن كانت الغيبة قد بلغت الرجل .[9] ،قال ابن تيمية : «ومَن ظلم إنساناً فقذفه أو اغتابه أو شتمه ثم تاب قبِل الله توبته ، لكن إن عرف المظلومُ مكَّنه من أخذ حقه ، وإن قذفه أو اغتابه ولم يبلغه ففيه قولان للعلماء هما روايتان عن أحمد : أصحهما أنه لا يعلمه أني اغتبتك ، وقد قيل : بل يحسن إليه في غيبته كما أساء إليه في غيبته ؛ كما قال الحسن البصري : كفارة الغيبة أن تستغفر لمن اغتبته .» [10]
ما لا يُعد من الغيبة
" | اعلم أنَّ الغِيبة تباح لغرض صحيح شرعي لا يمكن الوصول إليه إلا بها وهو ستة أبواب:
|
" |
وقد جمعها ابن الأمير الصنعاني في بيتين[12] :
الذم ليـس بغيبـة في ستـة | متظلـم ومعـرف ومحـذر | |
ولمظهر فسقا ًومستفت ومن | طلب الإعانة في إزالة منكر |
السامع للغيبة
يدعو الإسلام من سمع الغيبة أن يُنكرها :
- عن النبي قال :«من ذب عن عرض أخيه بالغيبة كان حقا على الله أن يعتقه من النار»
- قال النووي في الأذكار :«اعلم أن الغيبة كما يحرمُ على المغتابِ ذكرها، يَحرمُ على السامعِ استماعُها وإقرارُها، فيجبُ على من سمع إنساناً يبتدئُ بغيبةٍ محرمةٍ أن ينهاهُ إن لم يَخَفْ ضرراً ظاهراً، فإن خافهُ وجب عليه الإنكارُ بقلبه، ومفارقةُ ذلك المجلس إن تمكن من مفارقته، فإن قدرَ على الإِنكار بلسانه، أو على قطع الغيبة بكلامٍ آخر لزمهُ ذلك، فإن لم يفعل عصى»
انظر أيضاً
مراجع
- معنى الغِيبة لغةً واصطلاحًا - موقع الدرر السنية - تصفح: نسخة محفوظة 10 يونيو 2017 على موقع واي باك مشين.
- فتح القدير (3/166)
- القاموس المحيط للفيروزآبادي ص:121
- الغيبة وكفارتها - تصفح: نسخة محفوظة 10 أبريل 2017 على موقع واي باك مشين.
- رواه مسلم (2589)
- مجمع الزوائد (8/96)
- سنن أبي داود (4875)
- رواه أحمد وأبو داود بإسناد صحيح
- الغيبة - مقاللات إسلام ويب - تصفح: نسخة محفوظة 23 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- مجموع الفتاوى(3/291)
- رياض الصالحين (2/182)
- سبل السلام لابن الأمير الصنعاني (4/194)