قلعة المعظم هي قلعة أثرية تعد من آثار العصور الإسلامية المتأخرة، وتقع جنوب شرق مدينة تبوك، أنشئت سنة 1031 هـ الموافقة لسنة 1622م في عهد السلطان العثماني عثمان الثاني[1] وهي من منازل الطريق الشامي، وتعد من أكبر القلاع العثمانية التي كانت تستخدم لمراقبة الحجيج وحمايتهم، وتشمل برّكة المعظم ومحطة سكة الحديد، حيث يوجد على واجهة هذه القلعة أربعة نقوش تأسيسية لبنائها.
قلعة المعظم | |
---|---|
أسماء بديلة | قلعة المعظم |
معلومات عامة | |
نوع المبنى | قلعة |
الدولة | السعودية |
تاريخ بدء البناء | 1031 هـ / 1622 |
المالك | الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني |
الاستعمال الحالي | محطة برية لحماية الحجاج والمسافرين |
الوصف العام
يشتمل المعظم على قلعة قديمة يوجد بداخلها بئر مطوية بالحجارة، ويوجد بالقرب منها بركة كبيرة يتميز بناؤها بأنه مربع الشكل، إضافة إلى بئرين مطويتين، كما تشتمل المعظم على ثلاثة مباني للسكة الحديدية شيدت من الحجر المشذب، إلى جانب وجود خزان علوي للماء[2]
سبب بناء القلعة
بنيت لحماية برّكة المعظم ـ التي بنيت قبلها ـ من المفسدين ولتكون واحة امداد في الطريق البري بين تبوك ومدينة العلا.
التسمية
تم تسمية القلعة بـ قلعة المعظم نسبة للمكان الذي تقع فيه هذه القلعة، وهذا المكان كان يسمى قديما بالحاكة ثم تحولت إلى اسم الملك المعظم الأيوبي ابن أخ صلاح الدين فهو أول من بنى البركة المشهورة[3] .
سقوط القلعة
الغريب انه بعد عشر سنوات من بنائها قال الكبريتي 1040هـ: أن القلعة مهملة وأشرفت على الدمار ومرّ بها الخياري سنة 1080هـ, ووصفها وصف خبير معماري بقوله:
وهي قلعة محكمة البناء مبنية بالحجر المنحوت الأصفر المائل للحمرة بحيث يشبه الحجر الشميسي وهي احجار يبني بها أهل مكة دورهم سائر بنائها من ذلك الحجر، وهي (القلعة) مشتملة على خمس أوض سفلية ومثلها فوقها أو أزيد وفي كل أيوان محكم العقد بالحجارة، وللطبقة الثانية درجة من الحجر المنحوت ودرجة أخرى توصل إلى علو الطبقة الثانية. بحيث ان من صعد ذلك رأى الوادي جميعه ومحط الحاج وأحاط بما هنالك.
وكان الخياري شاهداً على مأساة القلعة الجميلة التي لم يمض على بنائها 50 سنة فقال: ولم يكن لباب القلعة ولا للأوض أبواب للغلق وأظنها كانت فأزيلت. وعلى الباب حجران مكتوبان في أحدهما (لا إله إلا الله) وفي الآخر أبيات بالتركية يقال انها تاريخ البناء وعلى جانبي الكتفين صورة أسد من نفس الحجارة.. إلى ان ذكر انه لا ماء في تلك القلعة وما حولها: وبجانب القلعة برّكة مربعة منسقة النواحي والأطراف، لم تر عيني قبلها في الكبر مثلها، وربما يبلغ طولها وعرضها مئة ذراع بذراع العمل تخميناً وحدساً. وهي مبنية بالحجر من جنس مابنيت به القلعة من لونه وكونه منحوتاً وهي في الأرض بحيث إذا سال الوادي امتلأت فانتفع بها الحاج، وإلى جانبها علمان مرتفعان نحو سبعة أذرع مربعان مبنيان بالحجارة بأعلاهما كوة تشبه المشكاة لكونها غير نافذة ليهتدي بها المارون لذلك المورد.
رحالة زاروا القلعة
أول من زار المعظم من المؤرخين المدونين بعد بناء القلعة كان الكبريتي الحسيني سنة 1040 هـ فقد قال المعظم وادٍ فيه قلعة عثمانية عمرت سنة 1031 هـ، وذكر الكبريتي أن بركتها لم يكن بها ماء وذكر أن للبركة 25 درجة، وقال غاضباً على المعظم:
ياذا المعظم ان فيك لقسوةٌ | فلأي معنى قد سميت معظما؟ | |
إن المعظم من يغيث وفوده | وأراك أفنيت الأنام من الظما |
ومر بها أوليا جلبي (أحد وجهاء العثمانيين) في عام ( 1081هـ ) وعلل انها مهجورة بقوله: (وقد تمكن البدو من الدخول إلى القلعة 1035هـ بعد استشهاد كل حراسها وحملوا كل مابها وبقيت على حالتها تلك منذ ذلك التاريخ .. محيطها اربعمئة خطوة …كان يجب وضع جنود في هذه القلعة لتامين سبل الحياة في هذه المنطقة لان الذين سياتون إلى هذه المنطقة مالم يجدوا بها ماء فانهم لم يجدوا له اثر في شق العجوز .. هناك بركة بجوار هذه القلعة وقد قام الملعون بن راشد بغلقها في السنة الماضية واطلق النيران على الحجاج ولم يحظ الحجاج بالماء لدرجة ان هلك وتيبس مئات الحجاج وكانوا يرقدون كانهم من الطين الصلصال الجاف…لذا فان المحافظة على هذه القلعة وتعميرها يعد من الفروض الواجبة، بقينا هنا ساعة وبعدها غصنا ثانية في بحر الرمال الا نهائي وسرنا به 18 ساعة). ثم مر بها المكناسي (1201هـ-1787م) (ولم ينزل الركب بالمعظم كالعادة لأنه لم يكن فيها ماء فمروا بقلعتها عصراً ولم يقفوا خشية العطش وتمادوا يسيرون بقية النهار والليل كله حتى نزلوا بعد طلوع الشمس بساعة على الدار الحمراء) .
وداوتي مر بها بعد 93 سنة من رحلة المكناسي اي عام 1294هـ-1877م كاتباً: (بركة المعظم جانبها قلعة مهجورة كانت القلعة هي الأجمل والأعظم على طول الطريق كانت البركة خربه وليس بها ماء لهذا انطلقنا غير متوقفين حيث كان الأمل الوحيد هو بركة الدار الحمراء هذه المنطقة إلى الحجر قليلة الإمطار وفي مدائن صالح لم تمطر في خلال 3سنوات إلا مرة أو مرتين) [4] .
وزار القلعة ايضاً الرحالة والمستكشف الألماني يوليوس أويتنج عام 1301هـ-1884م برفقة الرحالة الفرنسي هوبر ووثق هذه الرحلة في كتابة رحلة داخل الحزيرة العربية.
عودة النشاط
وبعد سنوات طويلة من الإهمال بدأ النشاط يعود للقلاع وتم وضع محافظين لها من المغاربة الذين جاءوا مع الأمير عبد القادر الجزائري الذي نفاه الفرنسيون إلى دمشق، وعرف عن المغاربة انهم أقدر على التعايش مع البدو من الأتراك ومن الأشوام بل ان بعضهم تزوج من المنطقة واستوطنوا فالمغربي محب للمغامرة ولا يحن إلى بلده حنين التركي وقد كان عرب الحجاز يعتبرونهم من بني هلال اللذين كانوا في جزيرة العرب قديماً وعندما زار القلعة ايضاً الرحالة الألماني يوليوس أويتنج عام 1301هـ-1884 كان بالقلعة حارس مغربي من فاس اسمه سي محمد أبو عمرو الشرقاوي برفقة عائلته كتب عنه قائلاً (رحب بنا قائد القلعة - التي لم يكن بها حامية - المدعو سي محمد أبو عمرو الشرقاوي وهو رجل كهل لطيف من فاس احضره عبد القادر الجيلاني إلى هنا وكانت له زوجان وابنان وبرفقته صهره ورجل آخر بدعى احمد قدم لنا القهوة والتمر وفي المساء قدم لنا الارز) [5]
مقالات ذات صلة
وصلات خارجية
مصادر
- تبوك المعاصرة والآثار حولها، مسعد العطوي، النادي الأدبي، تبوك، 1430هـ، ص168-183.
مراجع
- دليل الآثار لمنطقة تبوك، سليمان الشامان؛ يعرب العلي، وحدة الآثار والمتاحف بإدارة تعليم تبوك، 1421هـ/2001م، ص20
- أثار منطقة تبوك، وكالة الآثار والمتاحف بوزارة المعارف، الرياض، 1423هـ/2003م، ص178
- دليل السياحة السعودية - قلعة المعظم - تصفح: نسخة محفوظة 23 أبريل 2017 على موقع واي باك مشين.
- فريق الصحراء - درب الحج الشامي - قلعة المعظم - تصفح: نسخة محفوظة 22 نوفمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
- كتاب رحلة داخل الجزيرة العربية - تاليف يوليوس أويتنج نشر دارة الملك عبدالعزيز 1999م