مجزرة قانا الأولى في 18 أبريل 1996 تمت في مركز قيادة فيجي التابع ليونيفل في قرية قانا جنوب لبنان، حيث قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بقصف المقر بعد لجوء المدنيين إليه هربا من عملية عناقيد الغضب التي شنتها إسرائيل على لبنان، أدى قصف المقر إلى استشهاد 106 من المدنيين وإصابة الكثير بجروح. وقد اجتمع أعضاء مجلس الأمن للتصويت على قرار يدين إسرائيل ولكن الولايات المتحدة أجهضت القرار باستخدام حق النقض الفيتو. في الثامن عشر من نيسان عام 1996م بعد الثانية ظهراً بقليل أطلقت المدفعية الإسرائيلية نيرانها على مجمع مقر الكتيبة (الفيجية) التابعة لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، في ذلك الوقت كان ما يزيد على 800 مدني لبناني قد لجاؤوا إلى المجمع طلباً للمأوى والحماية فتناثرت أشلاء ما يقرب من 250 قتيلاً وجريحاً، حمل 18 منهم لقب مجهول يوم دفنه.[1]
مجزرة قانا 1996 | |
---|---|
المعلومات | |
الموقع | مجمع اليونيفيل، قانا، لبنان |
التاريخ | 18 أبريل 1996 |
نوع الهجوم | رشق بالقنابل، قتل جماعي |
الخسائر | |
|
106 مدني لبناني |
|
116 مدني لبناني و4 فيجيين من عمال الأمم المتحدة |
المنفذون | جيش الدفاع الإسرائيلي |
خلفية عن المجرزة
- مقالة مفصلة: عملية عناقيد الغضب
في أبريل/نيسانِ 1996،إسرائيل خرقت الاتفاق ايار مايو 1993 ، وبدأت عملية عناقيد الغضب بهدف ضرب المقاومة اللبنانية و محاولة القضاء عليها.في حين كان ينص الاتفاق على ان اي اعتداء على المدنيين لدى اي طرف، يسمح للطرف الاخر بالرد فورا وبالوسائل التي يراها مناسبة.[2]
و قامت إسرائيل بغارات جوية على أهداف تضمنت قاذفات الكاتيوشا وتجهيزات لحزب الله، ومواقع للجيش السوري، وحاصرت موانئ بيروت و صيدا وصور، وهاجمت محطة الطاقة الكهربائيةَ في منطقة الجمهور.و كان تركيز القصف على الجنوب معقل المقاومة مما دفع أهل القرى إلى النزوح شمالاً وأخلي ما يزيد على 100 قرية، وبعض من بقي من أهلها التجأ أيام القصف المكثف إلى مراكز هيئة الأمم المتحدة العاملة في الجوار طلباً للمأوى والحماية.[3] ومع استمرار القصف الإسرائيلي لقرى الجنوب والبقاع الغربي وضواحي بيروت ردت المقاومة الإسلامية لتقصف مواقع الإسرائيلية فيما أعلن الأمين العام لحزب الله أن المقاومة سترد بقوة على الاعتداء.و ردت المقاومة بالمثل وطاولت صواريخها المستوطنات الشمالية، ثم بدأت إسرائيل بقصف المدنيين العزل واستهدافهم، وكذلك البنى التحتية، واقترف المجازر بحق اللبنانيين عامة والجنوبيين خاصة.حيث نفذت الطائرات الإسرائيلية أكثر من 1100 غارة جوية على لبنان وأطلقت أكثر من 25 ألف قذيفة.[4]
أحداث المجزرة
اجبر مجموعة من اهالي المدنيين من بلدات: قانا، جبال البطم، صديقين، رشكنانيه، حاريص، والقليلة اللجوء إلى معسكر للأمم المتحدة في بلدة قانا، وهي إحدى أكبر البلدات الجنوبية في صور، لحماية حياة الاطفال والنساء والشيوخ، ظنا منهم ان القوات الإسرائيلية لا تقصف مراكز قوات الطوارئ الدولية.ان هذا الموقع سيكون بمنأى عن نيران إسرائيل، احتراما لعلم الامم المتحدة.[5]
ولكن في الساعة الثانية بعد ظهر 18 نيسان1996 اطلقت المدفعية الإسرائيلية المتمركزة على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية بعيدة المدى من عيار 155 ملم، 17 قذيفة على القاعدة المترامية الاطراف لقوة حفظ السلام الدولية في قانا الكبيرة، انفجرت بعض القذائف قبل ارتطامه بالأرض وعلى ارتفاع حوالي سبعة أمتار منها، في الجو فوق الهدف. وانفجر الباقي مع ارتطامه بالأرض. وادى ذلك إلى قتل أكثر من 100 من الاطفال والنساء والرجال الذين كانوا لجأوا هناك. واصيب بعض الناجين بجروح فظيعة ووصلوا إلى المستشفيات المحلية باجساد مشوهة ومحروقة ومصابة بشظايا. ويرجع العدد المرتفع للضحايا إلى نوع القذائف التي كانت اكثرها من القذائف التي تنفجر في الجو فوق الهدف.[6]
تحقيق الأمم المتحدة
عبر شمعون بيريز رئيس وزراء الإسرائيلي "ان الجيش الإسرائيلي لم يكن على علم بوجود مدنيين في مقر الامم المتحدة"، إلا أن الجنرال موشيه ايلون رئيس الاستخبارات العسكرية قال"ان ضباط الجيش الإسرائيلي علموا بوجود لاجئين مدنيين في مركز الامم المتحدة ".
جرى الجنرال المستشار العسكري الهولندي في الامم المتحدة تحقيقا رسميا في موقع المجزرة، ورفع تقريره بتاريخ 1 ايار 1996 إلى الامين العام للأمم المتحدة بطرس بطرس غالي وجاء فيه" استحالة ان يكون قصف القاعدة التابعة لليونيفيل في قانا نتيجة خطأ تقني أو اجرائي فادح كما ادعى ذلك مسؤولون في الجيش الإسرائيلي " و "كانت هناك ادلة مهمة على انفجار قذائف مدفعية، مزودة بصواعق تفجير فعند الاقتراب من الهدف، فوق المجمع مباشرة، وتغطيتها لجزء كبير من مساحته. وعلى رغم ان عدد القذائف لا يمكن ان يحدد بالضبط، فان الادلة المتوفرة تشير إلى ان ثماني قذائف من هذا النوع انفجرت فوق المجمع ولم تنفجر سوى قذيفة واحدة خارجه". واشار في تقريره إلى احتمال ان يكون مسؤولون الجيش الإسرائيلي ممن هم في مركز من مستويات القيادة متورطين بإصدار الاوامر بقصف القاعدة التي كانوا يعلمون انها تأوي المئات من المدنيين العزل .
اجرت عدة منظمات عالمية مهتمة بحقوق الانسان تحقيقات حول المجزرة، وكانت النتائج ان القصف كان متعمدا و علي معرفة وعلم بوجود المدنيين في مقر اليونيفيل وليس نتيجة الخطأ التقني الذي ادعته إسرائيل.
ولكن رفضت وزارة الخارجية الإسرائيلية تقرير الأمم المتحدة وتقارير المنظمات الدولية الأخرى حول اتهام إسرائيل بارتكاب المجزرة عن قصد وزعمت كذبا وحملت حزب الله المسؤولية عن المجزرة، وعبرت أن هذا التقرير غير الدقيق والمنحاز هو تقرير مضلل.[7] وعبّر الرئيس الاميركي بيل كلينتون عن دعمه لإسرائيل، واعتبر ان هذه المجزرة كانت خطأ من نوع الاخطاء التي تحدث في الحروب، قائلا :" ان للإسرائيليين الحق في الدفاع عن انفسهم " .
ولكن الجمعية العامة للأمم المتحدة وجهت في 25 نيسان 1996 صفعة قوية للرئيس كلينتون واقرت بان إسرائيل انتهكت القوانين الدولية المتعلقة بحماية المدنيين خلال الحرب .
و في خضم الجدل الدولي، اعترف بيريز مسؤولية الجيش وضباطه عن المجزرة و تحمل علنا المسؤولية عنها.و في الوقت نفسه شن هجوما على الامم المتحدة لنشرها التقرير الذي اظهر بان إسرائيل استهدفت المدنيين بشكل متعمد.
وقد اجتمع أعضاء مجلس الأمن للتصويت على قرار يدين "إسرائيل” ولكن الولايات المتحدة أجهضت القرار باستخدام حق النقض الفيتو.[8] وكان موقف الإدارة الاميركية منحاز تماما لسياسة جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي تمارسها إسرائيل تجاه العرب .[9]
طالع ايضاً
المصادر
- موقع الجزیرة - تصفح: نسخة محفوظة 19 يناير 2018 على موقع واي باك مشين.
- "مجزرة قانا والوحشية الهمجية الإسرائيلية"، من موقع قناة الجزيرة، نشر في 23/4/2005؛ نسخة محفوظة 26 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
- اللبنانيون يحيون ذكرى مجزرة قانا،من موقع عرب 48.
- "العب قاوم" من موقع العهد الإخباري؛ 25-11-2013 نسخة محفوظة 26 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
- "ملحمة نيسان 1996..." امين مصطفى؛ الموقع الرسمي للمقاومة الإسلامية؛ نشر في2007-11-28. نسخة محفوظة 11 أبريل 2017 على موقع واي باك مشين.
- قــانــا، عــروس الشــهـادة والبــطـولــة ؛ من مجلة الجیش اللبناني ، باسكال معوض،نيسان 2006 نسخة محفوظة 26 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
- TO UN SECRETARY-S REPORT ON KANA INCIDENT "RESPONSE TO UN SECRETARY'S REPORT ON KANA INCIDENT". القدس: Israel Ministry of Foreign Affairs. 9 May 1996. مؤرشف من الأصل في 2 يناير 201825 أغسطس 2012.
- شبكة تابناك الاخبارية - تصفح: نسخة محفوظة 17 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
- من موقع جريدة اللواء، د. غازي حسين ،21 نيسان 2015 . نسخة محفوظة 26 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.