المورفين (الاسم الدولي غير مسجّل الملكية)، يُسوّق تحت العديد من الأسماء التجارية، هو مسكّن ألم قوي من فئة الأفيونيات. يعمل المورفين بشكل مباشر على الجهاز العصبي المركزي لتقليل الشعور بالألم. يمكن استخدامه لكل من الألم الحاد والألم المزمن. كثيرًا ما يستخدم المورفين كذلك لتخفيف الألم الناجم عن انسداد العضلة القلبية وكذلك خلال الولادة. يمكن إعطاؤه عن طريق الفم، أو العضل، أو تحت الجلد، أو عن طريق الوريد، أو إلى الفراغ حول النخاع الشوكي، أو عن طريق المستقيم.[3] عند إعطاء المورفين عن طريق الوريد يكون التأثير الأقصى بعد 20 دقيقة، أما عند تناوله عن طريق الفم فيكون التأثير الأقصى بعد 60 دقيقة ويبقى مفعوله ما بين 3 و7 ساعات.[3][4] هناك أيضًا تركيبات مورفين مديدة المفعول.[3]
تشمل الآثار الجانبية الخطيرة التي قد تنجم من المورفين انخفاض التنفس وانخفاض ضغط الدم. للمورفين احتمال مرتفع أن يؤدي للإدمان عليه وإساءة الاستعمال. إذا تم تخفيض الجرعة بعد فترة طويلة من الاستخدام قد تظهر عوارض الانسحاب من المواد الأفيونية. وتشمل الآثار الجانبية الشائعة النعاس، والتقيؤ، والإمساك. وينصح الحذر عند استخدام المورفين أثناء الحمل أو الإرضاع حيث يؤثر المورفين على الأطفال.[3]
استُخلص المورفين للمرة الأولى بين عام 1803 وعام 1805 على يد الصيدلي الألماني فريدريك سيرتونر.[5][6] وعمومًا يُعتقد أنها كانت المرة الأولى التي تُعزل بها مادة فعالة من النبات.[7] بدأت شركة ميرك تسويقه تجاريًا في عام 1827.[5] وقد استُخدم المورفين على نطاق واسع بعد اختراع محقنة تحت الجلد في 1853-1855.[5][8] أطلق سيرتونر بداية الاسم مورفيوم وفقًا للإله الأحلام الإغريقي، مورفيوس، بسبب الميل للنوم عند تناوله.[8][9]
المصدر الرئيسي للمورفين هو عزل نبات الخشخاش المنوم من قش الخشخاش.[10] في عام 2013 تم إنتاج ما يقارب الـ 523,000 كيلوغرام من المورفين.[11] استُخدم منها حوالي 45,000 كيلوغرام لعلاج مباشر للألم، مما يشكّل ارتفاع الكمية بأربعة أضعاف خلال عقدين من الزمن.[11] معظم استهلاك المورفين لهذا الغرض كان في دول العالم المتقدّم.[11] يُستخدم 70% من المورفين لصناعة مواد أفيونية أخرى مثل الهيدرومورفين، والأوكسيكودون، والهيروين، والميثادون.[11][12][13] إن المورفين دواء في الجدول الثاني في الولايات المتحدة،[12] في الفئة (أ) في المملكة المتحدة،[14] والجدول الأول في كندا.[15] يتواجد كذلك المورفين في قائمة منظمة الصحة العالمية للأدوية الأساسية، قائمة بأهم الأدوية الضرورية في نظام رعاية صحية أساسي.[16]
استخداماته الطبية
يُستخدم المورفين في المقام الأول لعلاج كل من الألم الشديد الحاد والمزمن. كما ويستخدم لعلاج الألم الناتج عن انسداد العضلة القلبية وآلام الولادة.[17] ومع ذلك، توجد مخاوف من أن المورفين قد يزيد معدّل الوفيات في انسداد عضلة القلب غير المرتبط بمقطع ST.[18] يُستخدم المورفين كذلك بشكل تقليدي في علاج وذمة الرئة الحادة.[17] مع ذلك، في مراجعة أُجريت عام 2006 وجدوا أدلة قليلة فقط تدعم هذه الممارسة.[19]
أستخدم المورفين في البداية كمادة مسكنة لكن ثبت بعد ذلك أنه يمكن أن يسبب الإدمان. وهو له أيضًا العديد من الآثار الجانبية مثل احتباس البول، قيء، انخفاض في ضغط الدم، زيادة الهيستامين مما يؤدي إلى حساسية، وطمس المركز التنفسي مما يؤدي إلى الوفاة [20]، وتقليل حركة الأمعاء مما يؤدي إلى الإمساك.
لا يجب استخدام المورفين كمسكن في حالات الولادة حيث أنه يعبر المشيمة مما يؤدي إلى اختناق الجنين Neonatal Asphyxia، الأزمات الصدرية، إصابات الدماغ، في حالة المغص المراري يجب دمجه مع الاتروبين Atropine.
في حالة التسمم بالمورفين يتم عمل غسيل معدة أو أعطاء محثات قيء. يمكن أيضًا إعطاء نالوكسون
موانع الاستعمال
تشمل موانع الاستعمال النسبية للمورفين:
- هبوط في التنفس عندما لا تتواجد المعدات الملائمة.[3]
- على الرغم من أنه قد اعتُقد سابقًا أن استعمال المورفين ممنوعًا في التهاب البنكرياس الحاد، إلا أن مراجعة للأبحاث لم تظهر أي دليل لذلك.[21]
أعراض جانبية
إمساك
يعمل المورفين، مثل اللوبيراميد وغيره من المواد الأفيونية، على الضفيرة العضليّة المعويّة في الأمعاء، فيحدّ من حركة الأمعاء، مما يسبّب الإمساك. إن آثار المورفين على الجهاز الهضمي هي بالمقام الأول عن طريق مستقبلات μ-الأفيونية في الأمعاء. يقلل المورفين نسبة العبور المعوي عن طريق تثبيط إفراغ المعدة وتقليل التمعّج الدافع للأمعاء. كذلك الانخفاض في الإفرازات المعوية وزيادة امتصاص السوائل المعوية تساهم في أثر الإمساك. قد تعمل المواد الأفيونية أيضًا بشكل غير مباشر من خلال تشنجات معوية توترية بعد تثبيط توليد أكسيد النتريك.[22] وأظهرت الدراسات أن هذا التأثير في الحيوانات حيث عكس نظير أكسيد النتريك، ل-أرجنين، التغييرات التي يسببها المورفين لحركة الأمعاء.[23]
اختلال التوازن الهرموني
تشير الدراسات السريرية باستمرار أن المورفين، مثل المواد الأفيونية الأخرى، غالبًا ما يسبب قصور الغدد التناسلية واختلال التوازن الهرموني في المستخدمين المزمنين من كلا الجنسين.
تأثيرات على الأداء البشري
تستخلص معظم الدراسات أن المواد الإفيونية تؤدي إلى تأثير منخفض جدًا على أداء الإنسان في الاختبارات الحسية، والحركية، والقدرة على الانتباه.
تأثيره على الإنسان
تأثير المورفين يكون بصفة أساسية على الجهاز العصبي المركزي فيؤدي إلى الهدوء والنوم وتسكين الألم وهو مثبط (يقلل النشاط) لمركز التنفس والسعال ولمركز وتنظيم الحرارة مما يؤدي إلى الهدوء والنوم وتسكين الألم وخفض حرارة الجسم، وكلها أعراض مباشرة للتثبيط الذي يصيب الجهاز العصبي. وللمورفين بعض التأثيرات المنشطة لبعض مناطق الجهاز العصبي ويظهر ذلك في صورة غثيان وقيء وضيق حدقة العين وهبوط في سرعة نبض القلب. ولكن الكميات المفرطة منه تسبب كبحا لوظائف الجهاز العصبي مما يسبب ضيق تنفس وسعال شديد.
استخلاصه
هو مجرد مادة من أشباه القلويات من عشرين مادة يمكن استخراجها من الخشخاش وقد تم بعد ذلك تركيبه صناعيا في صورة نقية.
التسمم الحاد بالمورفين
يحدث نتيجة تعاطي جرعات زائدة، سواءً أثناء العلاج أو بغرض الانتحار أو أثناء تعاطيه كعقار للإدمان. الأعراض: تظهر بعد نصف ساعة إذا تم تناول العقار عن طريق الفم، وبعد دقائق إذا تم تناول العقار عن طريق الحقن، وهي تتجلى في صورة سبات (غيبوبة) مع ضعف في التنفس كما ينخفض ضغط الدم ويبطأ النبض مع قوته ويشحب الجلد مع زيادة إفراز العرق وتضيق حدقة العين بدرجة كبيرة فتصبح في حجم رأس الدبوس وينتهي الأمر بالوفاة نتيجة شلل المراكز العصبية وخاصة مركز التنفس.
مقالات ذات صلة
مراجع
- معرف المصطلحات المرجعية بملف المخدرات الوطني: https://bioportal.bioontology.org/ontologies/NDFRT?p=classes&conceptid=N0000145914 — تاريخ الاطلاع: 13 ديسمبر 2016
- Jonsson T, Christensen CB, Jordening H, Frølund C (April 1988). "The bioavailability of rectally administered morphine". Pharmacol. Toxicol. 62 (4): 203–5. doi:10.1111/j.1600-0773.1988.tb01872.x. PMID 3387374.
- "Morphine sulfate". The American Society of Health-System Pharmacists. مؤرشف من الأصل في 12 يونيو 201801 يونيو 2015.
- Rockwood, Charles A. (2009). Rockwood and Wilkins' fractures in children (الطبعة 7th). Philadelphia, Pa.: Lippincott Williams & Wilkins. صفحة 54. . مؤرشف من الأصل في 12 يونيو 2018.
- Courtwright, David T. (2009). Forces of habit drugs and the making of the modern world (الطبعة 1). Cambridge, Mass.: Harvard University Press. صفحات 36–37. . مؤرشف من الأصل في 17 ديسمبر 2019.
- http://www.alshabab.gov.eg/DRUGS/pages/pages/drugs_classification/nobza%20morphin%20sound.htm
- Luch A, المحرر (2009). Molecular, clinical and environmental toxicology. Springer. صفحة 20. . مؤرشف من الأصل في 08 مارس 2020.
- Clayton J. Mosher (2013). Drugs and Drug Policy: The Control of Consciousness Alteration. SAGE Publications. صفحة 123. . مؤرشف من الأصل في 12 يونيو 2019.
- Fisher, Gary L. (2009). Encyclopedia of substance abuse prevention, treatment, & recovery. Los Angeles: SAGE. صفحة 564. . مؤرشف من الأصل في 9 يونيو 2019.
- Narcotic Drugs Estimated World Requirements for 2008, Statistics for 2006. New York: United Nations Pubns. 2008. صفحة 77. . مؤرشف من الأصل في 4 يونيو 2019.
- Narcotic Drugs 2014 ( كتاب إلكتروني PDF ). INTERNATIONAL NARCOTICS CONTROL BOARD. 2015. صفحات 21, 30. . مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 16 سبتمبر 2018.
- Triggle, David J. (2006). Morphine. New York: Chelsea House Publishers. صفحات 20–21. . مؤرشف من الأصل في 9 يونيو 2019.
- Karch, Steven B. (2006). Drug abuse handbook (الطبعة 2nd). Boca Raton: CRC/Taylor & Francis. صفحات 7–8. . مؤرشف من الأصل في 13 يونيو 2019.
- Macpherson, edited by Gordon (2002). Black's medical dictionary (الطبعة 40th). London: A & C Black. صفحة 162. . مؤرشف من الأصل في 17 ديسمبر 2019.
- Davis's Canadian Drug Guide for Nurses. F.A. Davis. 2014. صفحة 1409. . مؤرشف من الأصل في 17 ديسمبر 2019.
- "WHO Model List of Essential Medicines" ( كتاب إلكتروني PDF ). World Health Organization. October 2013. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 28 أغسطس 201722 أبريل 2014.
- "Morphine Sulfate". The American Society of Health-System Pharmacists. مؤرشف من الأصل في 12 يونيو 201803 أبريل 2011.
- Meine TJ, Roe MT, Chen AY, Patel MR, Washam JB, Ohman EM, Peacock WF, Pollack CV, Gibler WB, Peterson ED (June 2005). "Association of intravenous morphine use and outcomes in acute coronary syndromes: results from the CRUSADE Quality Improvement Initiative". Am. Heart J. 149 (6): 1043–9. doi:10.1016/j.ahj.2005.02.010. PMID 15976786.
- Sosnowski MA. "BestBets: Does the application of opiates, during an attack of Acute Cardiogenic Pulmonary Oedma, reduce patients' mortality and morbidity?". BestBets. Best Evidence Topics. مؤرشف من الأصل في 8 سبتمبر 201806 ديسمبر 2008.
- http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=14&article=297771&issueno=9657
- Thompson DR (April 2001). "Narcotic analgesic effects on the sphincter of Oddi: a review of the data and therapeutic implications in treating pancreatitis". Am. J. Gastroenterol. 96 (4): 1266–72. doi:10.1111/j.1572-0241.2001.03536.x. PMID 11316181.
- Stefano GB, Zhu W, Cadet P, Bilfinger TV, Mantione K (March 2004). "Morphine enhances nitric oxide release in the mammalian gastrointestinal tract via the micro(3) opiate receptor subtype: a hormonal role for endogenous morphine". J. Physiol. Pharmacol. 55 (1 Pt 2): 279–88. PMID 15082884.
- Calignano A, Moncada S, Di Rosa M (December 1991). "Endogenous nitric oxide modulates morphine-induced constipation". Biochem. Biophys. Res. Commun. 181 (2): 889–93. doi:10.1016/0006-291X(91)91274-G. PMID 1755865.