الرئيسيةعريقبحث

ميليسندا


☰ جدول المحتويات


الملكة ميليسندا (1105 - 1161) كانت ملكة مملكة بيت المقدس بين عامي 1131 إلى 1153 ووصية على عرش ابنها بين 1153 و1161 عندما كان يقوم بحملة عسكرية. كانت الابنة الأكبر لبالدوين الثاني. كانت الابنة الكبرى للملك بلدوين الثاني وابنة أمير من أرمنيا الأميرة مورفيا اوف ميلتين . سُميت على اسم جدتها لأبيها، ميلسيند أوف مونتلهيري زوجة هيو الأول، كونت ريثل. كان لميليسند ثلاث أخوات يصغرنها وهن: أليس، أميرة أنطاكية و هوديرنا أميرة كونتية طرابلس ولوفيتا أبس القديس لازاروس في بيتاني. ابنة لوفيتا ميليسند طرابلس سٌميت على اسم الملكة.[2]

ميليسندا
Melisende and Fulk of Jerusalem.jpg

معلومات شخصية
الميلاد 1 يناير 1105
القدس
الوفاة 11 سبتمبر 1161 (56 سنة)
القدس
مواطنة Flag of Kingdom of Jerusalem.svg مملكة بيت المقدس 
الديانة مسيحية
الزوج فولك ملك بيت المقدس 
أبناء بالدوين الثالث،  وعموري الأول،  وبالدوين الثالث[1] 
الأب بلدوين الثاني 
الأم مورفيا دي ميليتين 
أخوة وأخوات
لوفيتا دي بيثاني،  وهودرنا من أورشليم،  وأليس من أورشليم 
الحياة العملية
المهنة سياسية 
الخدمة العسكرية

الوريث الإفتراضي

غزا المسيحيون الفرنجة مملكة بيت المقدس مؤخرَا في 1099 خلال الحملة الصليبية الأولى. وعائلة ميليسند من جهة الأب أصلها من مقاطعة ريثل بفرنسا. كان أبيها بلدوين فارسًا صليبيًا الذي استولى على كونتية الرها وتزوج مورفيا، ابنة الأمير الأرماني غابيريل ميليتن، وكان زواجًا دبلوماسيًا لتحصين التحالفات في المنطقة.[3][4]ترعرعت ميليسندا في كونتية الرها حتى سن الثالثة عشر، عندما أٌنتخب والدها كملك من ملوك مملكة بيت المقدس خليفة لابن عمة بلدوين الأول.وفي وقت انتخاب بلدوين الثاني كملك لمملكة البيت المقدس كان بالفعل لدية ثلاثة فتيات هو زوجته مورفيا[3] وكملك جديد، تم تشجيعه على ترك مورفيا والزواج من واحدة أصغر وبعلاقات سياسية أفضل، واحدة تستطيع انجاب ولد يكون وريثًا للعرش. كتب ماتيو الرها والذي كان مؤرخ أرماني أن بلدوين الثاني كاتن يحب زوجته ومتيم بها،[3] ورفض فكرة طلاقه منها. وكعلامة على حبه لزوجته، أجل بلدوين الثاني مراسم حفل تتويجه إلى عيد الميلاد 1199 حتى يتثنى لزوجته مورفيا وبناته السفر إلى مملكة بيت المقدس وتتويج زوجته معه.[3] ومن جهتها، فمورفيا لم تتدخل في سياسة مملكة بيت المقدس، ولكنها أثبت قدرتها على تولى شئوون الحكم عندما يستدعى ذلك.[3] عندما اُسر والد ميليسندا في حملة عام 11223، قامت مورفيا بتأجير فرقة مرتزقة من الأرمن لمعرفة أين تم احتجاز اباها.[3] وفي 1224 قامت مورفيا بدور القائد في المفاوضات مع خاطفي بالدوين ليقوموا بإطلاق سراحه، ومن ضمن تلك المفاوضات سفرها إلى سوريا وتسليم ابنتها الصغرى ايفيتا كرهينة وكضمان لدفع فدية الملك.[3] والدها الأثنين كانوا بمثابة القدوة للميليسندا الصغيرة، نصف فرنجة ونصف أرمنية حيث نشأت في شرق الدول الصليبية وقي حالة حرب مستمرة.
وكابنة كبرى نشأت كوريث مفترض[3][5] كان متوسط العمر المتوقع للمرأة الفرنجية في أوتريمر ( اسم يطلق على ولاية رصليبية) أعلى من الرجال بسبب حالة الحرب المستمرة في المنطقة، وكنتيجة لذلك أثؤت المرأة الفرنجية بشكل كبير وأمدت الرجال بشعور كبير بالرغبة في الأستمرار في مجنمع الفرنجة الشرقية.[3] كانت النساء هن الاتي في الأغلب يرثن المقاطعات بسبب أن الحرب والعنف يسبب الموت المحقق للرجال. اما النساء اللاتي كان يتم تعينهن كملكات كانوا نادرًا ما يستخدمن سلطتهن بشكل مباشر. حيث كان يقوم أزواجهن بممارسة السلطة من خلال سلطتهن.[3] معاصرات ميليسندا هن الاتي حكمن، وعلى الرغم من ذلك شملن أوراكا ملكة قشتالة (1080–1129) وماتيلدا ملكة إنجلترا (1102–1169) إليانور آكيتيان (1122–1204). وفي وقت حكم أباها كانت ميليسندا معروفة كابنة الملك ووريثة العرش وحصلت على أسبقية فوق رجال الدين النبلاء والمسيحيين الآخرين في المناسبات الاحتفالية.[3] والأكثر من ذلك كانت توقع مع ابيها الوثائق الرسمية بما في ذلك صرف الأموال، وإعطاء الإقطاعيات وغيرها من أشكال الرعاية، وفي المراسلات الدبلوماسية.[3] أنشئ بالدوين ميليسندا كي تكون له خليفة له، حظت ميليسندا بتأييد المحكمة العليا، وهو نوع من المجلس الملكي يتكون من النبلاء ورجال الدين في العالم.
لكن بالرغم من ذلك، رأى بالدوين أنه من الأأفضل أن يزوج ابنته إلى حليف قوي، شخص قادر على حماية وصون ميراث ميليسندا وريثها في المستقبل. ترك بالدوين مسألة أن يتقدم تابع فرنجي إلى ابنته للويس السادس ملك فرنسا.[3][4][6] فالعلاقات الفرنجية ظلت من الاعتبارات الهامة للقدس الصلبية حيث أن المملكة الوليدة تعتمد اعتمادًا كبيرا على القوى العاملة والتواصل من فرنسا وألمانيا وإيطاليا.من خلال التأجيل إلى فرنسا، لم يقدم بالدوين الثاني القدس إلى سلطان فرنسا، بل كان يضع الوصاية الأخلاقية على أوتريمر مع الغرب لبقائها، مذكرًا لويس السادس بأن أوتريمر، إلى حد ما، الأراضي الفرنجة.[5]
اختار لويس السادس فولك ملك بيت المقدس وهو قائد صليبي غني شهير وقائد عسكري، وإلى حد ما تهديدًا متزايدًا للويس السادس نفسه.[3] نجل فولك من زواج سابق، كان جيفري الخامس كونت أنجو متزوجًا من الإمبراطورة ماتيلدا، هنري الأول من وريث إنجلترا المعين كملكة إنجلترا المقبلة.فولك قد يكون الجد المحتمل لحاكم إنجلترا المستقبلي. وهي علاقة من شأنها أن تجعل لويس السادس يستولى على ثروة قولك وعلاقاته وتأثيره وتجعله ملكًا قويُا كملك فرنسا، وذلك طبقًا للمؤرخ زوي أولدنبورغ.[4] وطوال المحادثات، أصر فولك على أن يكون الحاكم الوحيد للقدس، تردد بلدوين الثاني لهذا المطلب على الرغم أنه سيقوم بإعادة النظر فيه.[3][7] أدرك بلدوين الثاني أن فولك رجل طموح ولديه أبناء ليورثهم، وكان أيضَا تهديدُا لعائلة بالدوين الثاني، وعلى وجه التحديد كان تهديدًا لابنته ميليسندا. حيث أنه شك أنه أذا مات سوف يقوم فولك بإنكار ميليسندا ويبعدها هي واطفالها لصالح الياس؛ ابنه الاصغر من زواجة السابق ويجعله وريثًا لمملكة بيت المقدس.[3]

عندما حملت ميليسند ابن وريث في 1130، بالدوين الثالث في المستقبل، اخذ بالدوين خطوة للتأكد أن ميليسندا سوف تحكم من بعده كمكلة مملكة بيت المقدس.أقام بالدوين الثاني حفل تتويج أستغل فيه حكمة لمملكة بيت المقدس للربط بين ابنته ميليسندا وحفيده بالدوين الثالث وفولك. ولتقويه ميليسندا، قام بالدوين بتعيين ميليسندا الوصي الوحيد لبالدوين الصغير، مستبعدًا فولك. وعندما توفي بالدوين الثاني بعد عام في 1131، صعد ميليسندا وفولك إلى العرش كحكمين مشتركين. بعد ذلك، كتب وليم الصوري عن حق ميلسندا في الحكم خلفًا لأبيها حيث أن قانون المملكة يجعل قوة الحكم في يد الملكة ميليسندا، الملكة المحبوبة من الإله، والتي إليها يذهب حق الحكم[3][8] ولكن بمساعدة جنوده، قام فولك بمنع ميليسندا من منح الألقاب، وتقديم الرعاية وإصدار المنح والدبلومات والمواثيق. وبذلك قام فولك برفض سلطتها علنًا وبشكل كامل. وبذلك تحققت مخاوف بالدوين الثاني، كذلك استمرار سوء معاملة الملكة أغضب أعضاء محكمة هوت، والتي سيضمحل موقفها إذا استمر فولكفبالهيمنة على المملكة.كان سلوك فولك متماشيًا مع فلسفته الحاكمة، جيث غي انجو قام بتحطيم أية محاولة للمدن المحلية للإدارة أنفسها وقام بتسليح تابعينه ليقوم بإخضاع المدن.[4][9]

مؤمرات القصر

وكان التباعد بين الزوج والزوجة أداة سياسية سهلة استخدمها فولك في عام 1134 عندما اتهم هيو الثاني من لو بويزيت، كونت يافا، بوجود علاقة مع ميليسندا. كان هيو هو أقوى بارون في المملكة، ومخلص جدًا لذكرى بالدوين الثاني. والتي امتدت بالتيعية إلى ميليسندا. على الرغم أن هيو بالخلافة الذكورية الصارمة يحمل إدعاء أفضل للعرش. هيو كان ابن عم ميليسندا، وعضو في الأسرة الملكية. بعض المصادر المعاصرة مثل وليم الصوري أغفل الخيانة المزعومة لميلسندا وبدلًا من أن يٌشير إلى أن فولك فضل بشكل واضح الصلبيين الذين أتوا من فرنسا عن النبلاء من الأصليين للمملكة، كتب أن ميليسندا هي المذنبة، حيث أن الكنيسة والنبلاء لن يقوموا بالأحتشاد من أجل قضيتها.
تحالف هيو مع المدينة الإسلامية عسقلان، وكان قادرَا على صد الجيش. ولكنه لم يستطع الحفاظ على منصبه. ولكن تحالفه مع عسقلان كلفه خسارة الدعم من المحكمة. كنيسة اللاتين تفاوضت على شروط من أجل السلام، وتم نفي هيو لمدة ثلاث سنوات. وبعد ذلك بوقت قصير، نٌسبت محاولة اغتيال فاشلة ضدد هيو من فولك وأنصاره. وكان ذلك سببًا كافيًا ليعلم حزب المناصر للملكة تحديه لفولك. كانت ادعاءات فولك التي ليس لها أساس من الصحة اهانة كبيرة لميليسندا والتي من الممكن أن تطيح بمنصبها بأكمله.
ومن خلال ما بلغ عن الانقلاب الذي يمكن أن يحدث في القصر، استطاع حزب الملكة التغلب على فولك، ومن عام 1135 فصاعدًا تدهورت نفوذ فولك بسرعة. كتب أحد المؤرخين أن حلفاء فولك كانوا "في رعب على حياتهم" في القصر. وليم الصوري كتب أن فولك " لم يحاول حتى أن يأخذ زمام الأمور ولو حتى في المسائل التافهه دون علم ميليسندا." تم التصالح بينهم كزوج وزوجة في 1136 وتمت ولادة ابنهم الثاني عموري الأول. وعندما قُتل فولك في حادثة صيد عام 1143، حزنت عليه ميليسندا بشكل عام وخاص.
وبذلك اكتمل انتصار ميلسندا، ومرة أخرى ينظر إليه التاريخ كمانحة للألقاب، والتعيينات والمكاتب، ومنح العفو الملكي، وعقد المحكمة. لم تكن ميليسندا مجرد حاكمة حتى يأني ابنها بالدوين الثالث ويحل محلة لا بل كانت الملكة الباقية، التي يحكمها الحق في القانون الوراثي والقانون المدني.

رعية الكنيسة

تمتعت ميليسندا بدعم الكنيسة طوال حياتها، من كونها خليفة لبالدوين الثاني، وفي صراعها مع فولك، وعندما بلغ بالدوين الثالث السن المناسب للحكم.في 1138 تأسست الدير الكبير القديس لازاروس في بيتاني حيث شقيقتها الصغرى لوفيتا ستحكم كأبس. وتماشيًا مع الدير الملكي، منحت ميليسندا السهول الخصبة في أريحا للدير. بالإضافة إلى أنها منحت الدير المفروشات الثمينة والسفن الليتورجية، بحيث أنها لا تكون أقل بأي حال من الأحوال عن البيوت الدينية للرجال. وطبقًا للمؤرخ برناد هيمبتلون:

"

الأوقاف إلى القبر المقدس، سيدة جوزفات، تيمبلوم دوميني، النظام الكاثوليكي للمستشفى (فرسان مالطا)، مستشفى ليبر سانت لازاروس، وبرايمونستراتنسيانز القديس صموئيل." في وقتًا ما بين 1131 و 1143 تلقت المكلة المخطوطة المضيئة مليسندا. وقيل أن هذه المخطوطة هدية من فولك بعد الحرب والخيانة المزعومة الني احاطت بهيو. والسبب في هذه الهدية هو أن الفالكون المحفور في الغطاء الخلفي العاجي، عبارة عن كلنة فولك لكن مُتلاعب بها.على الرغم من تأثره بالتقاليد البيزنطية والإيطالية في الإضاءات، فإن الفنانين الذين ساهموا في ذلك كان لديهم حس فريد لأورشليم. المؤرخ هوجو بشتال كتب

"كانت القدس خلال الربع الثاني من القرن الثاني عشر تمتلك كتابا مزدهرا وراسخا يمكن أن يؤدي، بدون صعوبة إلى المخطوطة الملكية دي جراند لوكس"

الحملة الصليبة الثانية

في 1144 الإمارة الصليبية كونتية الرها كانت محاصرة في حرب حدودية تهدد بقاء تلك الإمارة. ردت الملكة بأنها أرسلت ظباط من مملكة بيت المقدس بقيادة مانسيس هيرج وفيليب ميلى وإليناند بوريس. . ريمون أنطاكية لم يساجب لنداء المساعدة، حيث كان جيشه محتلا بالفعل ضد الإمبراطورية البيزنطية في كيليكيا. وعلى الرغم من وجود جيش ميلسنا سقطتت امارة الرها.
أرسلت ميليسندا خطاب إلى لبابا في روما، وطلب الغرب بعمل حملة صليبية ثانية. قاد الحملة الصلبية الثاني لويس السابع ملك فرنسا والأمبراطور الألماني كونراد الثالث. كان برفقة لويس السابع زوجته إليانور آكيتيان. تم تعيين أليانور من قِبل أبيهاوليام العاشر، دوق اكيتين لتكون خليفة له، مثلما فعل بالدوين الثاني مع ابتنه ميليسندا.
خلال الحملة تم عقد مجلس عكا عام 1148، حيث وضُعت فيها استراتجية الحرب. نصح لويس وكونوراد بالدوين الثالت ذي الثمانية عشر عامًا أن يهاجم المدينة المسلمة دمشق لأن ميليسندا وإليانور أرادوا غزو حلب والتي من شأنها أن تساعدهم في استراداد امارة الرها. واتنهى المجلس على أن دمشق هي الهدف. دمشق ومملكة بيت المقدس كانوا على وفاق دبلومسي وتوجد معاهدة سلام بينهم. نتيجة خرق هذة المعاهدة أن دمشق لم تثق في أيه معاهدة مع مملكة بيت المقدس. وكان خسران مدينة مسلمة متحالفة خسارة كبيرة لم يستطع الملوك الصلبيين التعافي منها بسرعة. وبعد 11 شهر غادر لويس السابع وزوجته إليانور إلى فرنسا، وبذلك انتهت الحملة الصليبه

لأم والابن

كنت علاقة ميليسندا وابنها معقدة للغاية. فهي كأم تعرف ابنها وقدراته، وكانت معروفه أنها قريبة جدًا من أطفالها. ولكن كحاكمة كانت مترددة أن تسلم شباب ليس لدية خبرة زمام الأمور.في كلتا الحالتين لم يكن هناك أي ضغط سياسي أو اجتماعي لمنح بالدوين أي سلطة قبل 1152، على الرغم أنه قد بلغ في عام 1145. ميليسندا وبالدوين الثالث تم تتوجيهم كحاكمين مشتركين في حفل عيد الميلاد المجيد في 1143. التتويج المشترك كان مماثلًا للتويج الذي فعله بالدوين الثاني وابنته ميليسندا في 1128،وربما تعكس اتجاهًا متزايدًا لتتويج وريث في حياة الملك الحالي، كما هو مبين في الممالك الأخرى.
نشأ بالدوين ليكون قائد عسكري، إن لم يكن رائعًا ولكنه قادرَا على ذلك. وبسن الرابعة والعشرين شعر بالدوين أنه قادًرا على أخذ زمام حكم. ولم تكن ميليسندا حتى هذه اللحظة لم تقم بعمل شئ سوى أنها ربطت بالدوين بحكمها. ظهر التوتر بين الأم وابنها بين 1150 و1152. مع قيام بالدوين بإلقاء اللوم على مانسيس لإبعاد أمه عنه. وصل التوتر أقصاه في بداية 1152 عندما طلب بالدوين من البطريرك فولك في مملكة بيت المقدس أن يتم تتويجه في القبر المقدس دون وجود ميليسندا. رفض البطريرك، وكنوع من أنواع الأحتجاج نظم موكب في شوارع المدينة يرتدي اكاليل الغار، كنوع من التتويج الذاتي.
اتفق ميليسندا وبالدوين على أن يضعوا القرار في يد المحكمة.وقررت المحكمة أن بالدوين يحكم شمال المملكة وميليسندا تحكم المناطق الأغنى يهودا و السامرة ومملكة بيت المقدس نفسها. واقفت ميليسندا على الحكم بالرغم من مخاوفها. حيث أن الحكم منع حربًا أهلية كانت من الممكن أن تحدث ولكن ذلك الحكم قسم موارد المملكة. على الرغم أن المؤرخين أنتقدوا ميليسندا على أنها لم تتنازل عن العرش لأبنها، حيث انه لم يكن هنام شئ يدفعها للقيام بذلك. فقد كانت معروفة عالميًا أنها حاكم متميز للمملكة. ووُصف حكمها بالحكم الرشيد من قًبل قادة الكنيسة. أما بالدوين فلم يظهر أية أهتمام بالحكم قبل 1152. ورفض أية مسؤلية في هذا المجال. أيدت الكنيسة حكم ميليسند بكل وضوح، كذلك فعل نبلاء مدن يهودا وسامرا.
على الرغم من وضع المسألة أمام المحكمة، لم يكن بالدوين سعيدًا بالتقسيم كما هو الحال مع ميليسندا. ولكن بدلَا من أن يحاول الوصول إلى مزيد من التسوية، خلال أسابيع قام بشن حملة على الإمارات التي تحكمها والدته. وبذلك أظهر بالدوين أنه ابن فولك باقتحام الميدان بسرعة؛ حيث سرغان ما سقطت نابلس ويهودا. اتخذت ميليسندا وابنها أرميلك من برج القلعة مخبأ لهم. وتوسطت الكنيسة بين ميليسندا وابنها واسفرت المفاوضات عن منح ميليسندا حكم نابلس والأراضي الجاورة مدى حياتها، وقسم رسمي من قبل بالدوين الثالث ألا يخل بسلامها.أثبت هذه المعاخدة أن ميليسندا خسرت "الحرب الأهلية" لصالح ابنها ولكنها لازلت تحتفظ بتاثير كبير في المنطقة.

التقاعد

بحلول 1153، تم التصالح بين الأم وابنها، فمن بعد الحرب الأهلية أظهر بالدوين احترام كبير لأمه.كانت علاقات ميليسند، وخاصة إلى شقيقتها هوديرنا، ولأختها كونستانس أنطاكية، تعني أن لها تأثيرا مباشرا في شمال سوريا، وهي علاقة لا تقدر بثمن منذ أن قام بالدوين بكسر المعاهدة مع دمشق في 1147.
بلجوين الثالث كان دائمًا في حملات، لكنه أدرك أن ليس لديه عجج كبير من المستشارين الموثوق بهم. لذلك فمن 1154 وصاعدًا، تعاونت ميليسندا مع ابنها مرة اخرى في عديد من تحركاته الرسمية. في 1156، أبرمت معاهدة مع تجار بيزا. وقي 1157، شنت حملة على أنطاكية مع ابنها. وبموت البطريرك فولشر عام 1157، أختها الغير شقيقة سيبلا فلاندر ولوفيتا أيس بثاني، عينوا أرماليك كطريرك أورشليم. بالإضافة إلى أنها شهدت زواج ابنها من أغنس كورتيناي.في 1160، واقفت على هدية قدمها ابنها أمالريك إلى القبر المقدس، من المككن أن تكون بمناسبة ولادة حفيدتها سيبيلا لأغنيس وأملريك.

وفاتها

في 1161، مرضا ميليسندا بمرض بشبة السكتة الدماغية.ضعفت ذاكرتها للغاية ولم تعد قادرة على إدارة شؤون الدولة. جاءت أخواتها، كونتيسة طرابلس وبيت بيثاني، ليقوما بالاعتناء بها قبل وفاتها في 11 سبتمبر 1161. دُفنت ميليسندا بجانت أمها مورفيا في دير سانت ماري من وادي يهوشافات. ميلسندا مثل والدتها، جميع ممتلكاتها ذهبت إلى دير الأرثوذكس دير مار سابا.
كتب وليام صوري عن حكم ميليسندا لمدة ثلاثين عامًا " كانت سيدة حكيمة جدا، من ذوي الخبرة الكاملة في جميع الشؤون تقريبا من الأعمال التجارية للدولة، الذي انتصر تمامًا على عائق جنسها حتى أنها يمكن أن تتولى شؤون هامة..." وأضاف سعيًا لعمل مجد أفضل الأمراء، حكمت ميليسند المملكة بهذه المقدر ليتم اعتبارها أنها يحق لها أن تتساوي بأسلافها في هذا الصدد.كتب البروفيسور برنارد هاميلتون من جامعة نوتنغهام أن تعليقات ويليام صوري ترعى جمهور العصر الحديث ومع ذلك، كان هذا عرضًا كبيرًا من الاحترام من المجتمع والثقافة التي تعتبر المرأة أقل حقوقًا وأقل سلطة من الإخوة، والآباء، وحتى الأبناء.

أسلاف

مراجع

  1. المؤلف: Darryl Roger Lundy — المخترع: Darryl Roger Lundy
  2. Hamilton, Bernard, Queens of Jerusalem, Ecclesiastical History Society, 1978, Frankish women in the Outremer, pg 143, Melisende's youth pgs 147, 148, Recognized as successor pg 148, 149, Offers patronage and issues diplomas, Marriage with Fulk, Birth of Baldwin III, Second Crowing with father, husband, and son, pg 149,
  3. Hamilton, Bernard, Queens of Jerusalem, Ecclesiastical History Society, 1978, Frankish women in the Outremer, pg 143, Melisende's youth pgs 147, 148, Recognized as successor pg 148, 149, Offers patronage and issues diplomas, Marriage with Fulk, Birth of Baldwin III, Second Crowing with father, husband, and son, pg 149,
  4. Oldenbourg, Zoe, The Crusades, Pantheon Books, 1966, Baldwin II searches for a husband for Melisende, feudal relatiolnship between France and Jerusalem, Fulk V of Anjou, pg 264,
  5. Oldenbourg, Zoe, The Crusades, Pantheon Books, 1966, Baldwin II searches for a husband for Melisende, feudal relatiolnship between France and Jerusalem, Fulk V of Anjou, pg 264, 'Jump up ^ 'filia regis et regni Jerosolimitani haeres Jump up ^
  6. Baldwin II's embassy to France was headed by his constable, William I of Bures and with Hugues de Payens.
  7. Historian Hans E. Mayer argued that Baldwin II had promised sole rulership of Jerusalem after his death to Fulk, however historian Bernard Hamilton points out that there is no evidence to support Mayer's conclusion that Baldwin ever intended to prevent Melisende from ruling, rather the opposite, that Baldwin II purposefully associated Melisende, and then Fulk, with his rule up until the time of his death. Medieval Women; Queens of Jerusalem, page 151
  8. reseditque reginam regni potestas penes dominam Melisendem, Deo amabilem reginam, cui jure hereditario competebat
  9. Oldenbourg wrote that Fulk had "broken the resistance of his principal vassals on his own domains and paralyzed all attempts at emancipation by the townspeople. Page 264

مقالات ذات صلة

موسوعات ذات صلة :