وادي عارة (بالعبرية: נחל עירון استمع) هي منطقة عربيّة تقع شماليّ مركز إسرائيل في منطقةِ المُثلّث الشّمالي، يمرُّ بها "شارع 65" ليربُطَ بين السهل الساحلي والجليل الأسفل. يقع على امتدادِ شارع وادي عارة بلداتٌ عربيّة أشهرُها مدينة أُمّ الفحم وغيرها العديد من القُرى، مثل: كفر قرع، عارة، عرعرة، مُصمُص، مشيرفة والبيّاضة.[1]
التسمية
سُمّي الواد على اسمِ " تلّ عارة" الكنعانيّ الّتي تقع عليهِ قرية عارة اليوم،[2] وقد ذُكر إسمهُ في رسائلِ تلّ العمارنة الفرعُونيّة بكونهِ الممرّ الّذي عبر فيهِ تحوتمس الثاني خلال الحُروب الّتي قام بها في بلادِ الشّام.
التاريخ
منذ فجر التاريخ البشري كان يستخدم طريق وادي عارة كممر عبور رئيسي بين السهل الساحلي والجليل. حيث كان متصلاً بطريق البحر إلى داخل فلسطين، نحو سوريا وبلاد ما بين النهرين. لوادي عارة أهميّة تاريخيّة بكونهِ ممرًا إستراتيجيًّا مُنذ الفترة الكنعانيّة وحتّى يومنا هذا.
في سنواتِ الثمانينات أُقيمت العديد من المُستوطناتِ اليهوديّة على امتدادِ الوادي من أجلِ منع التتابع الجُغرافي للسُكّانِ العرب. وبسببِ قُربه من الضّفّةِ الغربيّة ناشد الكثير من السياسيّين الإسرائيليّين مُنذ مُنتصف التسعينات بضمِّ منطقة وادي عارة إلى نُفوذِ السُلطة الوطنيّة الفلسطينيّة مُقابلِ إقرار بعض المُستوطنات اليهوديّة في الضّفّةِ الغربيّة كمُستوطناتٍ تابعة للسيادةِ الإسرائيليّة.[1]
الجغرافيا
تتسم منطقة وادي عارة بجغرافية مميزة، فهي عبارة عن سلسلة من الجبال والهضاب تمتد على الجانبين على طول ما يقارب 10 كيلومترات، حيث جبال عرعرة والخطاف وجبال أم الفحم من الجنوب والشرق، وهضبة الروحة تحاذي وادي عارة من الشمال عند كفر قرع وعارة، ومن الغرب عند مصمص ومشيرفة. ويتكون بين هاتين السلسلتين وادٍ طويل بنفس المسافة مع سهل ضيّق على جانبي الوادي، يصبح أكثر ضيقًا كلما اتجهنا من الجنوب إلى الشمال، حيث ينغلق وادي عارة عند طلعة البياضة. وعادة ما يمتلئ هذا الوادي بالمياه لكثرة الأمطار الغزيرة وعيون الماء الجارية من ينابيع الروحة.
يتكون خط توزيع المياه في الوادي مقابل عين إبراهيم، حيث هناك ينفصل جريان المياه في الوادي جنوبًا في وادي عارة باتجاه السهل الساحلي، وهناك أيضًا تجري المياه شمالاً في الوادي مارًا في زلفة باتجاه مرج بن عامر. يكوّن الوادي على جانبية منطقة خصبة بالأشجار والخضار، كما أنّ هذه المنطقة تحوي العشرات من عيون الماء والآبار التي تتوزع على جانبي الوادي تبدأ من عيون الأساور الغزيرة عند منفذ الوادي الجنوب غربي وبير الدوادار وتنتهي عند عيون اللجون وواديها في منفذ وادي عارة الشمالي، مثل عين الحجّة وعين إمّ الرزّ وعين الستّ وغيرها، والتي كانت تشكل مصدر حياة للحيوانات والبشر، وممرًا تجاريًا وعسكريًا هامًا عبر العصور. لذا ليس غريبًا أن هذه المنطقة كانت مقرًا هاماً للسكنى في العصور المختلفة، حيث تنتشر الكثير من المغر والكهوف في هذه الجبال المحاذية، والتي تم حفرها منذ عصور قديمة وسكنها الإنسان.[3]
السكان
يُعتبر وادي عارة من التجمعات الأساسية داخل الخط الأخضر، حيث يسكنه جزء من المُواطنين العرب الّذين يحملون الجنسيّة الإسرائيليّة.[1] ويبلغُ تعدادهم ما يزيد عن 100,000 نسمة. وأكبر تجمّع سُكّاني فيها هي مدينة أُمّ الفحم، حيث يبلغ عدد سُكّانها حوالي 52,000 نسمة.
طالع أيضًا
المراجع
- "قرى وادي عارة". موقع أرشيف أم الفحم ووادي عارة. نسخة محفوظة 20 سبتمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
- "قرية عارة". موقع أرشيف أم الفحم ووادي عارة. نسخة محفوظة 09 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- "جغرافيا وادي عارة". موقع أرشيف أم الفحم ووادي عارة. نسخة محفوظة 01 يونيو 2016 على موقع واي باك مشين.
وصلات خارجيّة
- مقطع ڤيديو على موقعِ إحناTV: يُصوّر طريق وادي عارة من البيّاضة وحتّى كُفر قرع مُرورًا بمشيرفة، مُصمُص، أُمّ الفحم، عرعرة وعارة.