الرئيسيةعريقبحث

مرج ابن عامر

منطقة زراعية شمال فلسطين التاريخية المحتلة

☰ جدول المحتويات


؛ إن كنت تبحث عن عناوين مشابهة، فانظر العامرية.
مشهد عام للمرج كما يبدو للناظر من جبال فقوعة.
نظرة على السهول

مرج ابن عامر أو سهل زرعين (بالعبرية: עמק יזרעאל) "عيمق يزراعيل" أو "يزرعئيل" حسب تسميته في التوراة (العهد القديم). هو مرج واسع بين منطقة الجليل وجبال نابلس في شمال فلسطين التاريخيّة وتحديدًا في لواء الشمال حسب التقسيم الإداري الإسرائيليّ. صورته على شكل مثلث أطرافه: حيفا، جنين وطبريا. يبلغ طوله 40 كم وعرضه المتوسط 19 كم ومساحته الكليَّة 351 كم.

يوجد في المرج 39 تجمعًا سُكانيًّا يهوديًّا أكبرها مدينة العفولة (عدد سُكَّانها حوالي 42 ألف نسمة) مُعظم هذه التجمُّعات كيبوتسات تعاونيّة وتجمُّعات أُخرى. وأمَّا عن التجمُّعات العربيَّة فهُناك 16 قرية عربيَّة، هي: صير وإكسال ودبورية ومقيبلة وصندلة وسولم وكفر مصر والدحي ونين والناعورة وطيبة المرج وطمرة المرج وأم الغنم والزرازير وعرب الشبلي ومنشية زبدة.[1]

التسمية

لقد سُميَّ هذا المرج بأسماءٍ كثيرة؛ فالكنعانيون أطلقوا عليه اسم سهل يزراعيل نسبةً إلى قرية زرعين ومنهم من سمّاهُ بالسهل الكبير، وعرَّفهُ الرومان بإسم اللجّون واسم اللجّون كانَ يشمل جميع مرج ابن عامر (للتوضيح: فإذا كان السُلطان يُولِّي واليًا أو أميرًا على اللجّون كان المقصودُ بذلك جميع مرج ابن عامر بما فيه مدينة جنين). وقد أسماهُ العرب مرج ابن عامر نسبةً لقبيلة بني عامر، وبنو عامر هم من قبيلة كلب القحطانيّة، ويُذكر أنَّ بنو كلب وجذام كانتا في الدولة الأمويَّة أولى القبائل العربيَّة التي سكنت فلسطين. ورُوي أنَّ تسمية مرج ابن عامر بهذا الاسم نسبةً إلى عامر الأكبر ابن عوف الكلبي جدُّ الصَّحابيُّ المدفون في قرية الدحي في سهل مرج ابن عامر ويسمى ايضا سهل ارشيد نسبة للشيخ الجليل أحمد أرشيد.[2]

العشائر

من المعروف أن عشائر عرب التركمان لا توجد بينهم روابط قربى وإنما هي عبارة عن حلف عشائري حيث ترجع كل عشيرة من هذه العشائر إلى أصل يختلف عن العشيرة الأخرى.

من شخصيات هذه العشائر قبل الاحتلال: مطلق مصطفى السكران (الشقيري) شيخ عشيرة أبو شوشا، أما قرية أبو زريق ومنهم المشارفة وشيخهم موسى سعيد المشارفة وحفيداه الشيخ محمد والشيخ عقلة المشارفة ومن بعده حفيديه الحاج محمد والحاج تايه (علي) ومن بعدهما شيخ الفواضلة دخنوس الفواضلة، ومن ثم شوباش العربلي الذي استلم الأمر بعده الشيخ عبد الخالف شوباش وكان عضوا في المجلس الوطني الفلسطيني.

من العائلات المشهورة في أبو زريق المشارفة العربلي الجوابرة الغبابشة الشحادات الشواهين الفواضلة والبخيت وغيرهم وترجع عشيرة المشارفة في اصولها إلى قبيلة بني تميم وتعتبر عشيرة العوادين إحدى عشائر مرج بن عامر التي ترجع أصولهم إلى عشيرة الجبور من بني صخر ولا زال هناك روابط قوية بينهم وكان الشيخ قاسم اليعقوب، ومن بعده ابنه الشيخ اسعد القاسم ومن بعده حفيده الشيخ توفيق الأسعد شيوخا لعشيرة العوادين ومن أهم الرجال في مرج بن عامر ولهم احترامهم بين القبائل والقرى المجاورة.

أما عشيرة بني سعيدان فتنتسب إلى قبائل عربية تسكن في الجزيرة العربية، ولا زالت قُراهم حتى الآن في السعودية موجودة (فيضة بني سعيدان وحلة بني سعيدان) و يرجح أن يعود أصل عشيرة بني سعيدان إلى الصحابي الجليل عمرو بن معديكرب. وتتكون عشيرة بني سعيدان من سبع عائلات منها عائلة ابداح والخطيب والجندي و الموسى وبدر التي تسكن في غالبيتها في الأردن وكان لها شيوخ من أمثال الشيخ موسى حسين ابداح والشيخ حسين الخطيب والشيخ الحاج عبد الله ابداح.

بعد الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين لجأ أهالي مرج ابن عامر إلى مدينة جنين (المدينة الأقرب في الضفة الغربية) ثم هاجر أغلبهم إلى الأردن وأقاموا في اربد وسحاب و الاغوار والزرقاء و مناطق مختلفة من عمان وبقي جزء منهم في جنين، حيث كان منهم النائب في المجلس التشريعي ثم الوزير في حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية فخري التركمان وهو من عشيرة بني سعيدان.

التاريخ

كان تاريخ مرج ابن عامر زاخرًا بالأحداث فقد شهد معارك ضاريةً في السنين الغابرة منها موقعة "مجدو" مع تحتمس الثالث الذي غزا مجدو وفتحها والذي يُعد القائد المُخالف الذي خالف مُستشاريه الذين أشاروا عليه أن يقتحمها عن طريق الساحل، ولكنه إقتحمها من أخطر طريق إذ ليس من المألوف أن يُغامر قائد بجيشه كما غامر هو بجيشه.[2] معركةٌ أُخرى وقعت في اللجُّون وتُعتبر من أكبر المعارك تلك التي دارت بين الإنجليز والجيش العُثماني، فقد روى البعضُ من الذين عاصروا هذه المعركة أو شاركوا بها، أنَّهُ قد قُتل من الجيش العُثماني ما يزيد عن 1,000 عسكريٌّ ما بين اللجُّون والعفولة. وقد استبسل الجيش العُثماني في أرض اللجُّون وأخذ ضباطه من الترك والعرب يحضون جندهم على الصُمود والإستشهاد في سبيل الله فكانوا يهتفون: «الله أكبر الله أكبر، يا رب أنصر دين مُحمَّد، وانصر جيش السُلطان.» دافع الجندُ عن هذه البلاد فتلقوا مدافع القوّات الغازية بصدورهم مُقبلين غير مُدبرين.[2]

ضمن نشاط الحركة الصهيونية الإستيطاني، قامت الحركة باقتناء الكثير من الأراضي في مرج بن عامر، حيث كانت أفضل أراضيه ذهبت لملكية أثرياء ملاكي أراضي بعد مزاد أعلنته السلطة العثمانية سنة 1869 لاستيفاء الضرائب من الفلاحين أصحاب الأراضي، فاقتنت الكثير من الأراضي من ملاّكين خارج فلسطين من عائلات لبنانية مثل سرسق، تيان، تويني ومدور وغيرها وكذلك من عائلات فلسطينية مثل كسار، حجار، وروك، ووجهاء من الرملة وصفد، كما شاركت مباشرة في المزادات العلنية التي كانت أراضي الفلاحين العاجزين عن دفع الضرائب تعرض فيها للبيع.[3]

الجغرافيا

جانب من مرج ابن عامر.

يشبه السهل في شكله مُثلثًا يبدأ ضلع قاعدتهُ من سفوح جبال الكرمل غربًا وحتّى مدينة جنين شرقًا، وطوله حوالي 46 كم وضلعاه الآخران يكادان أن يكونا مُتساويين وطولهما حوالي 20 كم لكلّ منهما. الضلع الشرقي يمتد من سفح جبل الطور شمالاً بعد أن يُلامس جبال الدحي وينتهي بجوار مدينة جنين. أَمَّا الضلع الغربي فيمرّ بمُحاذاة سفوح جبال الجليل.[2]

كانَ يُعد مرج ابن عامر حتَّى عام 1947م سلَّة خُبز فلسطين، إنَّ فلسطين بتضاريسها الجبليّة والصحراويّة بالإضافة إلى الغور وقلَّة مساحة سهولها ومروجها مُقارنةً مع مساحة التضاريس الأخرى، جعل من مرج ابن عامر وكما يُقال من أجمل سُهول العالم. يبلغ مُعدَّل الليالي التي يتكوَن فيها الندى في هذا المرج حوالي 200 ليلة ولهذا تأثير كبير على الزراعة في أشهر الصيف الجافّة.

التلال في مرج بن عامر

تكثر التلال في مرج بن عامر وأشهرها:

  1. تل المتسلم (تل مجدو): وهو تل اثري قديم كانت تقوم عليه مدينة مجدو الكنعانية القديمة.
  2. تل أبو زريق.
  3. تل أبو شوشة.
  4. تل الجحاش.
  5. تل المناطير.
  6. تل ميريم.
  7. تل ظهرة الملول.

عيون الماء

عين التينة (بير نبوع) عين ماء تشرب منها القبائل التي تسكن قرية المنسي، عين أبو خرج، عين فخاخيرة، عين الدخيل، عين حنتوشة، عين أم القلايد، عين طريمة، عين الصمطات، عين الباشا، عين الخلة، بير مدينة، عين البير الغربي، عين أم الأساور، عين أم العرايس.

المراجع

  1. مرج ابن عامر «سلة خبز فلسطين». موقع المرج، بقلم الأستاذ: حسين خليل - متخصص في الجغرافيا. ابن عامر «سلة خبز فلسطين» نسخة محفوظة 22 يوليو 2014 على موقع واي باك مشين.
  2. كتاب: أم الفحم جذور وفروع - تأليف: المرحوم الحاج رمزي حسين مصطفى محاميد (أبو فاروق) 2008م 1429هـ.
  3. "العرب الدروز والحركة الوطنية الفلسطينية حتى ال-48..*/ سعيد نفاع". موقع عرب 48 (باللغة الإنجليزية). 2010-10-31. مؤرشف من الأصل في 13 ديسمبر 201923 فبراير 2019.

طالع أيضًا

موسوعات ذات صلة :