أبو عمرو عثمان أو أبو عمرو عثمان بن محمد المنصور ولد في 27 رمضان 821 هـ[1]/28 أكتوبر 1418 م، هو سلطان حفصي، حكم إفريقية لمدة تفوق نصف قرن، أي منذ عام 839 هـ/1435 م إلى وفاته في أواخر رمضان 893 هـ/أوائل سبتمبر 1488 م [1].
أبو عمرو عثمان بن محمد المنصور | |
---|---|
دينار مسكوك في مدينة طرابلس في عهد أبي عمر عثمان الحفصي
| |
معلومات شخصية | |
تاريخ الميلاد | القرن 15 |
تاريخ الوفاة | 1488 |
عائلة | الدولة الحفصية |
الحياة العملية | |
المهنة | ملك |
أوصافه
يقول الرحالة أدورن (Adorne) أصيل مدينة بروج واصفا السلطان أبي عمرو عثمان بأنه طويل القامة، قليل الكلام، معتدل، على غاية من الورع، عادل، يعطف على الجميع ويحظى بمحبة شعبه" [2],
فترة حكمه
خَلَفَ أبو عمرو عثمان أخاه أبا عبد الله محمد المنتصر. وقد واصل عمل جده أبي فارس. ويرى المؤرخ روبار برانشفيك أنه يمكن تقسيم عهده إلى ثلاث فترات [1] هي :
- الأولى: تمتد فيما بين عامي 1435 م و1452 م: وقد تميزت هذه الفترة بطول التمردات على حكمه، إذ ثار عليه كل من عمّ أبيه أبي عبد الله محمد الحسين بن السلطان أبي العباس، وعمّه أبي الحسن بن السلطان أبي فارس الذي قاوم جنود السلطان لمدة سبعة عشر عاما [1]. وفي نفس الوقت قام السلطان أبو عمرو عثمان فيما بين عامي 1441 م و1451 م بإخضاع المناطق الجنوبية لإفريقية وصولا إلى تقرت، من جهة والأراضي الطرابلسية من جهة أخرى [1].
- الثانية: تمتد فيما بين عامي 1453 م و1470 م: وبصفة عامة كانت هذه الفترة حسب برانشفيك أقل ازدهارا وأمنا بالمقارنة مع الفترة السابقة [1] وقد ظهر خلالها الوباء أكثر من مرة أعوام 1443م و1453م و1458م، كما ظهرت المجاعة حتى أن الحكومة كانت توزع الخبر على الناس وأضف إلى ذلك شهدت هذه الفترة ثورة بعض القبائل، وقد ذكرت لأول مرة قبائل أولاد مسكين وأولاد يعقوب والشنانفة وأولاد سلطان وأولاد عون [1]، وقد واجه أبو عمرو عثمان تلك القبائل في مضاربها، وطاف عدة مرات في جميع أرجاء بلاده إلى أن وصل الأراضي الطرابلسية جنوبا [1]، يقول ابن الشماع: "ومن مآثره –نصره الله- ملازمته للسفر في كل عام لردع المفسدين في الأرض، وكفهم عن إذاية العباد، وقد نصره الله عليهم في مواطن كثيرة بنيته الصادقة" [3].
- الثالثة: تمتد بين عامي 1470 م و1488 م: وهي فترة ازدهار، وقد وصف أحد الرحالة الأوربيين أبا عمرو عثمان قائلا إنه "أعظم وأقدر وأثرى ملك من الملوك المغاربة" [1]، وإن كانت المعلومات شحيحة حول هذه الفترة من عهد أبي عمرو عثمان، فإنه قد استقبل خلالها عددا من شيوخ القبائل [1].
صلح بجاية
قام المفتي منصور المنجلاتي خلال عام 843هـ بإبرام صلح في مسجد عين البربر ببجاية ما بين سلطان الدولة الحفصية "أبو عمرو عثمان بن محمد المنصور" مع عمه والي بجاية آنذاك "أبو الحسن علي بن أبي فارس".
ذكر تقي الدين المقريزي (764هـ-845هـ) هذه الواقعة في الصفحتين 453 و454 ضمن المجلد السابع من كتابه السلوك لمعرفة دول الملوك[4]:
سياسته الخارجية
تميزت فترة حكم أبي عمرو عثمان بعلاقاته الودية مع كل من مماليك مصر والسلاطين الأتراك-العثمانيين وكذا مع غرناطة الإسلامية التي كانت تعيش آنذاك آخر عهدها الإسلامي قبل سقوطها عام 1492، فقد أرسل بعض الإعانات المالية لملوكها في سبيل الجهاد[1]، وفي هذا المعنى يقول ابن الشماع إن من مآثره "صدقته الجارية في كل عام على أهل جزيرة الأندلس إعانة لهم على ما هم بصدده من جهاد عدو الدين" [7] كما تواصلت العلاقات الدبلوماسية والتجارية في عهده مع الدول النصرانية بإيطاليا وتم عقد اتفاقيات مع كل من البندقية عام 1456م وجنوة عام 1465م وفلورانس عام 1460م [1] نابولي عام 1478م[1]. وقد كان يوجد بتونس قناصل بندقيون وجنويون، وكانت الخط البحري منتظما بين إفريقية والدول الإيطالية [1].
من إنجازاته
لقد قام أبو عمرو عثمان بعدد من الإنجازات في عهده، منها:
- الاهتمام بالجانب التعليمي والعلمي والثقافي من خلال بناء المدارس وأهمها تلك التي تقع إزاء زاوية سيدي محرز بن خلف، وجعل فيها درسا لقراءة العلم وسكنى للطلبة وجعل بها سقاية، وكان بناؤها عام 840 هـ/1480 م [8]/ كما استكمل الدرسة المنتصرية التي شرع في بنائها سلفه أبو عبد الله محمد المنتصر بالله، يقول ابن الشماع: "ومن مآثره تكملته بناء مدرسة سوق الفلقة التي شرع في بنائها السيد المولى أبو عبد الله المنتصر –- فأكملها على أكمل بناء وأتقنه، وأوقف عليها وقفا مؤبدا كافيا لها ولمن بها من الطلبة والقومة. فعمرت عمارة قوية، وحصل ثوابها، في ميزان حسناته... وفي فعله هذا –نصره الله- صلة لذوي الأرحام فإن في ذلك إحياء لذكرهم وتجديدا للرحمة عليهم." [9][10]. وفي نفس الإطار اهتم بالكتاتيب، إذ : "ومن مآثره –نصره الله- بناء ثلاثة مكاتب لقراءة القرآن، واحد قبليّ الجامع الأعظم واثنان بباب المنارة" [11].
- وفي نفس الإطار أسس مكتبة بجامع الزيتونة وجعلها مفتوحة أمام المستفيدين وجعل عليها موظفين للاعتناء بهم، وفي هذا المعنى يقول ابن الشماع: "من مآثره –نصره الله- إخراجه لخزانة الكتب التي بقصره المشتملة على أمهات الدواوين والمعدومة المثال، وجعل لها خزانة بالمقصورة الشرقية من الجامع الأعظم، وجعل لها قومة يقومون بها وقت الانتفاع بها وقتا محدودا، وأوقف عليها وقفا مؤبدا كافيا. فعم نفعها وعظم ثوابها" [12]
- اهتمامه بالمنشآت المائية من أسبلة وميضات ومن بينها بناء ميضة للوضوء والطهارة شمالي جامع الزيتونة [7] وسبيل بزاوية سيجوم
إشارات مرجعية
- روبار برنشفيك، تاريخ إفريقية في العهد الحفصي، تعريب حمادي الساحلي، دار الغرب الإسلامي، بيروت، 1988، ج1، ص 272-306
- Deux récits de voyage en Afrique du Nord au XVe siècle, R. Brunschvig, Paris 2001
- ابن الشماع، الأدلة البينة النورانية في مفاخر الدولة الحفصية، تحقيق الطاهر المعموري، الدار العربي للكتاب، تونس 1984، ص 132-133
- كتاب : السلوك لمعرفة دول الملوك 21 - تصفح: نسخة محفوظة 22 يونيو 2019 على موقع واي باك مشين.
- ص184 - كتاب الموسوعة التاريخية الدرر السنية - - المكتبة الشاملة الحديثة - تصفح: نسخة محفوظة 22 يونيو 2019 على موقع واي باك مشين.
- السلوك لمعرفة دول الملوك (الجزء السابع) : أحمد بن علي بن عبد القادر العبيد المقريزي : Free Download, Borrow, and Streaming : Internet Archive - تصفح: نسخة محفوظة 16 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
- ابن الشماع، الأدلة، المصدر نفسه، ص 126
- ابن الشماع، الأدلة، المصدر نفسه، ص 122
- ابن الشماع، الأدلة، المصدر نفسه، ص 127-128
- Abdelaziz Daoulatli, Tunis sous les Hafsides, INAA, Tunis 1976, p. 165
- ابن الشماع، الأدلة، المصدر نفسه، ص 125
- ابن الشماع، الأدلة، المصدر نفسه، ص 124
سبقه أبو عبد الله محمد المنتصر |
سلطان حفصي (تونس) | تبعه أبو زكرياء يحيى الثالث |