أتيلا الهوني ملك هوني عاش بين عامي (395-453 م) كان آخر حكام الهون وأقواهم وأسس في إقليم روسيا وأوروبا إمبراطورية كبيرة الاتساع، عاصمتها في ما يسمى هنغاريا اليوم. امتدت إمبراطوريته من نهر الفولغا شرقا وحتى غرب ألمانيا غربا. فرض الجزية على الإمبراطورية الرومانية الشرقية (البيزنطية) بعد أن غزا مدن البلقان مرتين، وحاصر القسطنطينية في اجتياحه الثاني لبيزنطة وفشل الحصار. وفي عهده زحف الهون إلى فرنسا حتى مدينة أورلينز وحاصرت جيوشه مدينة باريس. نتيجة لكل ذلك، أسرع الإمبراطور الروماني الغربي فالنتينيان الثالث بجيش من عاصمته في عام 452 م وشكل ضد أتيلا تحالفاً عسكرياً عظيماً من الرومان وكثير من القبائل الجرمانية وخاصة القوط الغربيين أملاً في إيقاف زحف جيوشه نحو جنوب فرنسا، وفعلاً وقعت معركة شرسة بين أتيلا والتحالف الروماني-الجرماني ضده في معركة من أعظم معارك التأريخ القديم وهي معركة شالون خسر فيها أتيلا وانسحب هو وقواته من المعركة.
حاكم الإمبراطورية الهونيون | ||
---|---|---|
| ||
عصر النهضة medal with the legend, "Atila, Flagelum Dei"
(Latin for "Attila, Scourge of God") | ||
حاكم الإمبراطورية الهونيون | ||
الفترة | 434–453 | |
مرافق | كريكا | |
معلومات شخصية | ||
الميلاد | غير معروف القوقاز |
|
الوفاة | 453 بانونيا |
|
سبب الوفاة | اختناق | |
مكان الدفن | غير معروف | |
مواطنة | إمبراطورية الهون | |
العرق | الهون | |
الديانة | غير معروف | |
الزوجة | كريكا | |
الأب | Mundzuk | |
معلومات أخرى | ||
المهنة | زعيم قبيلة |
بعد شهور من حملته هذه سارع الموت إلى أتيلا في ليلة زفافه على عروسه الجرمانية هيلديكو، وأصبح ميتا بعد إصابته بنزيف حاد، مما أثار اعتقادات في عروسه الجرمانية أن تكون قد دست له سماً في شرابه ولا سيما أنها كانت سبية من إحدى حملاته على الجرمان في الشمال.
بعد عام على وفاة أتيلا، هزم الهون أمام القبائل الجرمانية في معركة نيداو في عام 469 وبعد هذه المعركة انهارت الإمبراطورية الهونية بشكل كامل.
حاكم أوحد
"عندما بدأت مراسم الدخول، أضيئت المشاعل، وجاء اثنان من البرابرة إلى الأمام أمام أتيلا وغنوا الأغاني التي كانت تتألف، من التسبيح له ولانتصاراته وأعماله العظيمة في الحرب. وحدق المضيفون، وكان الفرح في بعض الأغاني، وأصبح البعض الآخر متحمس في القلب . وعندما ذكرت الحروب، إنخرط الآخرون في البكاء، لمرأى تلك الجثث التي أضعفتها الأيام والتي اضطرت أرواحها أن تخلد في راحة .
كان أتيلا جباراً متغطرساً في قوله، يقلب عينيه ذات اليمين وذات الشمال، يظهر في حركات جسمه ما تنطوي عليه نفسه من قوة وكبرياء. وكان في الحق أخاً غمرات محباً للقتال، ولكنه يتمهل فيما يقدم عليه من أعمال، وكان عظيماً فيما يسدي من نصح، غفوراً لمن يرجو منه الرحمة، رؤوفاً بمن يضع نفسه تحت حمايته. وكان قصير القامة، عريض الصدر، كبير الرأس، صغير العينين، رقيق شعر اللحية قد وخطه الشيب. وكان أفطس الأنف، أدكن اللون، تنم ملامحه على أصله.[1]
وكان يختلف عن غيره من البرابرة في أنه يعتمد على الختل أكثر من اعتماده على القوة. وكان يحكم شعبه باستخدامه خرافاته لتقديس ذاته العليا، وكان يمهد لانتصاراته بما يذيعه من القصص المبالغ فيها عن قسوته، ولعله هو الذي كان ينشئ هذه القصص إنشاء، حتى لقد سماه أعداؤه المسيحيون آخر الأمر "بسوط الله"، وارتاعوا من ختله ارتياعاً لم ينجهم منه إلا القوط. وكان أمياً لا يستطيع القراءة أو الكتابة، ولكن هذا لم ينقص من ذكائه الفطري. ولم تكن أخلاقه كأخلاق المتوحشين، فقد كان ذا شرف، وكان عادلاً، وكثيراً ما أظهر أنه أعظم كرماً وشهامة من الرومان. وكان بسيطاً في ملبسه ومعيشته، معتدلاً في مأكله ومشربه، يترك الترف لمن هم دونه ممن يحبون التظاهر بما عندهم من آنية فضية وذهبية، وسروج، وسيوف وأثواب مزركشة تشهد بمهارة أصابع أزواجهم، وكان لأتيلا عدد كبير من أولئك الأزواج ولكنه كان يحتقر ذلك الخليط من وحدة الزواج والدعارة الذي كان منتشراً عند بعض الطوائف في رافنا وروما. وكان قصره بيتاً خشبياً ضخماً أرضه وجدرانه من الخشب المسوى بالمسحج، ولكنه يزدان بالخشب الجميل الصقل والنحت، فرشت فيه الطنافس والجلود ليتقي بها البرد، وكانت عاصمة ملكه قرية كبيرة أغلب الظن أنها كانت في مكان بودابست الحالية؛ وقد ظل بعض المجريين حتى هذا القرن يطلقون على هذه المدينة إتزلنبرج Etzelnburg أي مدينة أتلا.
يعده البعض أقوى رجل في أوروبا في عصره فكان ثيودوسيوس الثاني إمبراطور الدولة الشرقية، وفلنتنيان إمبراطور الغرب يعطيانه الجزية يشتريان بها السلام، ويتظاهرون أمام شعوبهما بأنها ثمن لخدمات يؤديها أحد أقيالها. ولم يكن أتيلا، وهو قادر على أن ينزل إلى الميدان جيشاً خمس مئة ألف مقاتل، يرى ما يحول بينه وبين السيادة على أوروبا كلها وبلاد الشرق بأجمعها. ففي عام 441 عبر قواده وجنوده نهر الدانوب، واستولوا على سرميوم Sirmium، وسنجديونوم Singidiunum (بلغراد حاليا) ونيسوس Naissus (نيش حاليا) وسرديكا Sardica (صوفيا حاليا)، وهددوا القسطنطينية نفسها. وأرسل ثيودوسيوس الثاني جيشاً لملاقاتهم، ولكنه هزم، ولم تجد الإمبراطورية الشرقية بداً من أن تشتري السلم برفع الجزية السنوية من سبع مئة رطل من الذهب إلى ألفي رطل ومائة. وفي عام 447 دخل الهون تراقية، وتساليا، وسكوذيا (في جنوبي روسيا) ونهبوا سبعين مدينة وساقوا آلافاً من أهلها أرقاء. وأضيفت السبايا إلى أزواج المنتصرين، ونشأ من ذلك جيل اختلطت فيه دماء الفاتحين والمغلوبين ترك آثاراً من الملامح المغولية في الأقاليم الممتدة من الشرق حتى بافاريا، وخلفت غارات الهون بلاد البلقان تخريباً دام أربعة قرون، وأتى على نهر الدانوب حين من الدهر لم يعد فيه كما كان طريق التجارة الرئيسي بين الشرق والغرب، واضمحلت لهذا السبب المدن القائمة على شاطئيه.
ولما أن استنزف أتيلا دماء الشرق بالقدر الذي ارتضاه ولى وجهه نحو الغرب وتذرع لغزوه بحجة غير عادلة. وخلاصة تلك الحجة أن هونوريا Honoria أخت فلنتنيان الثالث كانت قد نفيت إلى القسطنطينية بعد أن اعتدى على عفافها أحد رجال التشريفات في قصرها. وتلمست هونوريا أية وسيلة للخلاص من النفي فلم تر أمامها إلا أن تبعث بخاتمها إلى أتيلا وتستجيره ليساعدها في محنتها، واختار الملك الداهية، الذي كانت له أساليبه الخاصة في الفكاهة، أن يفسر إرسال الخاتم بأنه عرض منها للزواج بها، فطالب من فوره بهونوريا وبنصف الإمبراطورية الغربية بائنة لها، ولما احتج وزراء فلنتنيان على الطلب أعلن أتيلا الحرب. هذا هو السبب الظاهري، أما السبب الحقيقي فهو ان مرسيان الإمبراطور الجديد في الشرق أبى أن يستمر على أداء الجزية وان فلنتنيان قد حذا حذوه.
وفي عام 450 زحف أتيلا ومعه نصف مليون رجل على نهر الراين، ونهبوا تريير ومتز وأحرقوها وقتلوا أهلها. فقذف ذلك الرعب في قلوب غالة كلها فقد علموا أن الغزاة ليس على رأسهم جندي متمدين كقيصر، أو مسيحي -ولو كان من أتباع أريوس- مثل ألريك أو جيسريك، بل كان الزاحف عليهم هو الهوني الرهيب، سوط الله المبعوث لعذاب المسيحيين والوثنيين على السواء لما هنالك من فرق شاسع بين أقوالهم وأعمالهم. وجاء ثيودريك الأول ملك القوط المعمر لينقذ الإمبراطورية من محنتها وانضم إلى الرومان بقيادة إيتيوس، والتقت الجيوش الضخمة في حقول كاتالونيا بالقرب من ترويس، ودارت بينها معركة من أشد معارك التاريخ هولاً، جرت فيها الدماء انهاراً، حتى ليقال إن 162.000 رجل قد قتلوا فيها من بينهم ملك القوط؛ وانتصر الغرب في هذه المعركة نصراً غير حاسم، فقد تقهقر أتيلا بانتظام، وأنهكت الحرب الظافرين، أو لعلهم كانوا منقسمين على أنفسهم في خططهم، فلم يتعقبوا أتيلا وجنوده ولهذا غزا إيطاليا في العام التالي.
غزو إيطاليا ووفاته
ليس مؤكداً كيف مات اتيلا لكن البعض يقولون انه مات وهو يقاتل والاخرون يقولون انه مات من ممارسة الجنس العنيف مع زوجته
أتيلا الهوني في الثقافة الشعبية
كان أتيلا الهوني قد تم تصويره كثيرا في الثقافة الشعبية. العديد من تلك الأعمال صورته إما باعتباره حاكم عظيم أو فاتحا لا يرحم. وقد ظهرت أيضا في أتيلا الملاحم الألمانية والإسكندنافية العديدة، تحت أسماء الايتسل وAtli، على حد سواء مع اشخاصا مختلفين تماما.
لعب أنتوني كوين دور البطولة في أتيلا فيلم 1954 إنتاج فرنسي -إيطالي شارك في بطولتة صوفيا لورين ك هونوريا. وقد صور جاك بالانس من قبل أتيلا في تسجيل دوغلاس Sirk (1954).
[ http://www.imdb.com/title/tt0047490/ Sign of the Pagan] هو فيلم 1954 من بطولة جيف شاندلر عن أتيلا الهوني (جاك بالانس)، وغزو روما .
حلقة واحدة من أبطال دراما وثائقية بي بي سي في والأوغاد تصور حياة أتيلا.
لعب باتريك غالاغر أتيلا في الفيلم عام 2006 ليلة في متحف، كرجل يساء فهمه وسوء المعاملة تبحث عن شخص ما للوصول إلى تفسير شخصية أتيلا بطل الفيلم كان على ما يبدو من أصل آسيوي، وكان وجود أكثر القواسم المشتركة قربه من المغول أكثر من الهون فعليا. كرر غالاغر دوره في تكملة ليلة في المتحف 2009: معركة سميثسونيان.
مونتي بيثون في حلقة واحدة، قدمت محاكاة ساخرة من المسرحية الهزلية بعنوان عرض الهون the Hun Show.
معرض صور
مقالات ذات صلة
مراجع
قبله: بليدا |
الحكام الهونيون 445 - 453 |
بعده: إرناخ |