أحداث القامشلي 2004:[1] وقعت هذه الأحداث بتاريخ 12 مارس/آذار عام 2004 م في مدينة القامشلي السوريّة (أقصى شمال شرق سوريا) إثر مباراة كرة قدم بين فريق المدينة نفسها (الجهاد) وفريق المحافظة المجاورة دير الزور (الفتوة).[2] حيث اندلعت مواجهات عنيفة بين الأكراد وبعض العشائر العربية سرعان ما تدخلت فيها قوات الأمن السوريّة، ثم امتدت الاضطرابات إلى بقية المدن التي فيها أكراد واستمرت 6 أيام.[3]
| ||
---|---|---|
المعلومات | ||
الموقع | القامشلي، سوريا | |
التاريخ | 12 مارس 2004 | |
نوع الهجوم | أعمال شغب ومظاهرات | |
الخسائر | ||
الوفيات | 20-39 | |
الإصابات | عشرات | |
المنفذون | سوريون |
تعتبر هذه الأحداث من أسوأ الاضطرابات التي شهدتها مناطق شمال شرق سوريا في تلك الفترة، وكانت حصيلة المواجهات 40 قتيلا وفق مصادر كردية غير حكومية، و25 قتيلا وفق حصيلة رسمية سوريّة، ومئات الجرحى، ونحو 2000 معتقل كردي مع ادعاءات عن تعرضهم للتعذيب من قبل أجهزة الأمن السوري، وما رافقها من هجمة إعلامية موجهة.[4]
الخلفية
القامشلي هي أكبر مدينة في محافظة الحسكة، وتقع في شمال شرق سوريا. تعتبر العاصمة الكردية والآشورية. كما أنها مركز النضال الكردي السوري، خاصة في السنوات الأخيرة.[5]
في عام 1962، قبل أكثر من أربعين عامًا، عندما قامت الحكومة السورية بإعداد إحصاء سكاني واستبعدت منه العديد من الكرد. ما خلّف عنه هو تركهم بدون جنسية والحق في الحصول على وظائف حكومية أو امتلاك عقارات. (؟) هذه الأقلية "الكردية" المتجاهلة الآن تتكون من مئات الآلاف من الكرد، الذين يحملون بطاقات هوية حمراء اللون "أجنبية" مدوّن عليها "مكتومي القيد". ومن بين الخطوات الأخرى التي اتخذتها الحكومة السورية والتي غذت التوترات، إعادة توطين العرب من مناطق أخرى من البلاد على طول الحدود في إيران والعراق وتركيا، تسمى الخطوة بالحزام العربي.[6] والتي عززت الكراهية بين الكرد والعرب.
بعد العنف الذي دام لأيام في المناطق ذات الاغلبية الكردية في 2004، زار بشار الأسد المنطقة ودعا إلى "الوحدة الوطنية". ومن خلال هذا، أعرب عن أمله في تهدئة الخواطر واطلاق سراح ما يقارب 312 كردي الذين اعتقلوا على خلفية خروج المظاهرات واعتصامات آنذاك.[7][8]
الحدث
في 12 مارس "اذار" 2004، أثارت مباراة كرة قدم في القامشلي بين نادي محلي كردي "الجهاد" ونادي "الفتوة" من دير الزور في جنوب شرق سوريا اشتباكات عنيفة بين مشجعي الأطراف المتنازعة التي امتدت إلى شوارع المدينة. وبحسب ما ورد ركب مشجعو الفريق العربي حول المدينة في حافلة، وأهانوا الزعيم الكردي مسعود بارزاني وجلال طالباني ورفعوا صور الرئيس العراقي السابق صدام حسين، الذي ارتكب عدة مجازر بحق الكرد العراقيين في كل من "حملة الانفال" و "حلبجة" بحسب قولهم. وعلى الجانب الآخر رفعوا المشجعين الكرد "مشجعي نادي الجهاد" لافتات مكتوب عليها "سنضحي بحياتنا من أجل بوش"، في إشارة إلى الرئيس الأمريكي جورج بوش، الذي غزا العراق في عام 2003، وأودع صدام وأثار صراعاً دموياً استمر لسنوات وادت بحياة بمئات الآلاف. تصاعدت التوترات بين المجموعتين، مما أجبر قوات الأمن الحكومية لقمع أعمال الشغب، مما أسفر عن مقتل ستة أشخاص، بينهم ثلاثة أطفال - جميعهم من الكرد.[9]
أحرق المتظاهرون الكرد المكتب المحلي لحزب البعث، مما أدى إلى رد فعل قوات الأمن وقتل أكثر من 15 كردياً من مثيري الشغب وإصابة أكثر من 100 شخص.[9] وبلغت الأحداث ذروتها عندما قام الكرد في القامشلي بإسقاط تمثال حافظ الأسد. تدخل الجيش السوري بسرعة، ونشر الآلاف من القوات مدعومة بالدبابات وطائرات الهليكوبتر. قُتل ما لا يقل عن 30 كرديًا عندما استعادت أجهزة الأمن السيطرة على المدينة، واعتقل أكثر من 2000 كردياً في ذلك الوقت. نتج ذلك عن تحرك الكرد في باقي المدن والمناطق السورية إلى ان وصلت المظاهرات الكردية إلى العاصمة السورية دمشق، حيث تظاهر واعتصم الكرد السوريون المقيمون في دمشق رداً على حملات الاعتقالات التي شنتها قوات الامن السوري مما أدى إلى اعتقال المزيد من الكرد في دمشق، اغلبهم طلبة وجامعيين.[10]
مابعد عام 2004
بعد أحداث 2004 في القامشلي، فر الآلاف من الكرد السوريين إلى المنطقة الكردية في العراق. وأنشأت السلطات المحلية هناك ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ووكالات الأمم المتحدة الأخرى مخيم موقبالية في قاعدة عسكرية سابقة بالقرب من دهوك.
وبعد عدة سنوات، نقلت حكومة إقليم كردستان جميع اللاجئين، الذين وصلوا قبل عام 2005، إلى مساكن في مخيم ثانٍ، يُعرف باسم القامشلي. يتكون المخيم من مشروع سكني متواضع مع عشرات المنازل السكنية.
يضم المعسكر الأصلي في قلعة الجيش السابقة الآن حوالي 300 شخص. العديد من المنازل مصنوعة من كتل إسمنتية مغطاة بأقمشة مشمعة من البلاستيك. المراحيض والحمامات في مبانٍ منفصلة أسفل الشارع. توفر السلطات الكهرباء وشاحنات المياه والحصص الغذائية.[11]
مظاهرات عام 2005
في يونيو 2005، تظاهر الآلاف من الكرد في القامشلي احتجاجًا على اغتيال الشيخ خزنوي، وهو رجل دين كردي في سوريا، مما أدى إلى مقتل شرطي وإصابة أربعة كرد.[12][13] في مارس / آذار 2008 ، وفقاً لـ هيومن رايتس ووتش،[14] فتحت قوات الأمن النار على الكرد الذين كانوا يحتفلون بعيد النورو"العيد القومي للكرد-عيد رأس السنة الكردية". مما اسفرت عن مقتل ثلاثة اشخاص كرد.
احتجاجات 2011 في القامشلي
مع اندلاع الثورة السورية، أصبحت مدينة القامشلي واحدة من ساحات الاحتجاج. ففي 12 مارس 2011 (قبيل اندلاع الثورة السورية بأيام) احتج آلاف من الكرد السوريين في القامشلي والحسكة بيوم الشهداء الكردي، وهو حدث سنوي منذ عام 2004 يحتج فيه الكرد السوريون إلى الوقت الحاضر. ومع اندلاع الثورة السورية في 15 مارس 2011 من درعا، أكمل الكرد السوريون تظاهراتهم تلبية لدرعا في وجه النظام السوري.[15]
تمرد 2012
في عام 2012، شنت عناصر كردية مسلحة تمردًا في شمال وشمال غرب سوريا، بهدف استهداف قوات الحكومة السورية.[16] في النصف الثاني من عام 2012، نتج عن التمرد أيضا اشتباكات بين المقاتلين الكرد ومقاتلي الجيش السوري الحر، وكلاهما يسعيان للسيطرة على المنطقة.
انظر أيضاً
المصادر
- "سورية: إقفال الأسواق والمدارس مستمر في القامشلي وتطويق اشتباكات بين عرب وأكراد في رأس العين, أخبــــــار". archive.aawsat.com09 إبريل 2018. نسخة محفوظة 08 يناير 2018 على موقع واي باك مشين.
- kurdistanabinxete - تصفح: نسخة محفوظة 13 مارس 2017 على موقع واي باك مشين.
- ماذا جرى في جامعة دمشق إبان مجزرة القامشلي عام 2004، مشاهدات.. | موقع الرأي - تصفح: نسخة محفوظة 09 أبريل 2018 على موقع واي باك مشين.
- التفاصيل الكاملة لـ"انتفاضة 12 آذار" الكورديَّة في سوريا - تصفح: نسخة محفوظة 16 يونيو 2017 على موقع واي باك مشين.
- "Qantara.de - Dialogue with the Islamic World". Qantara.de - Dialogue with the Islamic World (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل في 24 نوفمبر 201823 نوفمبر 2018.
- "ما هو مشروع الحزام العربي في سوريا؟". آشا نيوز. مؤرشف من الأصل في 17 فبراير 201923 نوفمبر 2018.
- "An Overview of Horrific War Crimes of Iraqi President Saddam Hussein". ThoughtCo. مؤرشف من الأصل في 16 أبريل 201923 نوفمبر 2018.
- "سوريا: عفو رئاسي شامل عن الموقوفين في «أحداث القامشلي»". جريدة الرياض. مؤرشف من الأصل في 24 نوفمبر 201823 نوفمبر 2018.
- "صحيفة الشرق العربي ـ برق الشرق ـ ملف". www.asharqalarabi.org.uk. مؤرشف من الأصل في 05 نوفمبر 201123 نوفمبر 2018.
- "سورية الحرّة ـ قضايا ـ تقرير عن أحداث القامشلي وتداعياتها". www.thefreesyria.org. مؤرشف من الأصل في 24 نوفمبر 201823 نوفمبر 2018.
- "Syrian Kurds Have Long Memories". Pulitzer Center (باللغة الإنجليزية). 2011-10-21. مؤرشف من الأصل في 24 نوفمبر 201823 نوفمبر 2018.
- "USATODAY.com - A murder stirs Kurds in Syria". usatoday30.usatoday.com. مؤرشف من الأصل في 24 مارس 201623 نوفمبر 2018.
- Fattah, Hassan M. "Kurds, Emboldened by Lebanon, Rise Up in Tense Syria" (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل في 24 نوفمبر 201823 نوفمبر 2018.
- "Syria: Investigate Killing of Kurds". Human Rights Watch (باللغة الإنجليزية). 2008-03-23. مؤرشف من الأصل في 19 أكتوبر 201723 نوفمبر 2018.
- "التظاهرات تجتاح سوريا في جمعة الصمود والتضامن… عشرات القتلى والجرحى في درعا وحمص وحرستا وقطع الهواتف المحمولة والأرضية في دوما (New Videos Inside)". Lebanese Forces Official Website (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل في 24 نوفمبر 201823 نوفمبر 2018.
- "Hedging their Syrian bets". The Economist (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل في 24 نوفمبر 201823 نوفمبر 2018.