السلطان أحمد المنصور الذهبي السعدي الحسني بن محمد الشيخ المهدي بن محمد القائم بأمر الله الزيداني الحسني السعدي، واسطة عقد الملوك السعديين ، وأحد ملوك المغرب العظام وباني قصر البديع. ولد بفاس عام 956/1549، وبويع في ساحة معركة وادي المخازن الظافرة يوم الاثنين متم جمادى الأولى سنة 986/ 4 غشت 1578 بعد وفاة السلطان عبد الملك. يعتبر عهده الذي دام حوالي ست وعشرين سنة أزهى عهود المغرب والدولة السعدية رخاء وعلما وعمرانا وجاها وقوة،
سلطان المغرب | ||
---|---|---|
| ||
سلطان المغرب | ||
الفترة | 1578 - 1603 | |
تاريخ التتويج | 1578 | |
معلومات شخصية | ||
الاسم الكامل | أحمد المنصور بن محمد الشيخ بن محمد القائم بأمر الله الزيداني الحسني السعدي | |
الميلاد | 1549 فاس, المغرب |
|
الوفاة | 1603 نواحي فاس، المغرب |
|
سبب الوفاة | طاعون | |
مكان الدفن | ضريح السعديين | |
مواطنة | السعديون | |
الديانة | الإسلام | |
أبناء | زيدان الناصر بن أحمد، وأبو فارس عبد الله، والشيخ المأمون | |
الأب | محمد الشيخ | |
الأم | مسعودة الوزكيتية | |
أخوة وأخوات | ||
عائلة | السعديون[1] | |
نسل | الشيخ المأمون زيدان بن أحمد أبو فارس عبد الله |
|
سلالة | سلالة السعديين | |
معلومات أخرى | ||
المهنة | عاهل[1] | |
اللغات | الأمازيغية[2] |
مسيرته
ابن محمد الشيخ ومسعودة الوزكيتية.
سيرته السياسية
اضطلع السلطان أحمد المنصور بأعباء دولته بعد معركة وادي المخازن، وفكر وقدر أن قواته في التسعينات من القرن العاشر الهجري لا تستطيع اختراق حاجز الأتراك في الشرق، ولا مصادمة الأسبانيين وراء المضيق، فلم يبق أمامه مجال للعمل إلا من ناحية الجنوب، فاسترد في يسر صحراء تيكورارين وتوات، وأخضع الإمارات السودانية الصغيرة في منطقة حوض السنيغال. سالم مملكة بورنو-كانم في الجهة الشرقية بعد أن خطب وده ملكها وبايعه، ولم تقف في وجهه سوى مملكة سنغاي وريثة الإمبراطوريتين العريقتين مالي وغانا، فجهز لها حملة كبرى انتهت بالاستيلاء عليها عام 999/1591. وبذلك أصبحت رقعة نفوذ الدولة السعدية تمتد جنوبا إلى ما وراء نهر النيجر، وتصل شرقا إلى بلاد النوبة المتاخمة لصعيد مصر.
اعتنى السلطان أحمد المنصور بزراعة السكر وصناعته، ووسع مزارعه التي لم تعد قاصرة على سوس وإنما أصبحت تنتشر في بلاد حاحا وشيشاوة القريبة من مراكش. طور مصانع تصفية السكر، وجهزها بأحدث الآلات بحيث أصبح السكر المغربي مرغوبا فيه من مختلف البلاد الإفريقية والأوربية. ووظف عائدات تجارة السكر والتبر المجلوب من السودان في تشييد منشآت عمرانية دينية وعلمية وعسكرية في مختلف أنحاء البلاد، وأعظمها قصر البديع بمراكش الذي لم يبن قبله مثله في هذه البلاد.
سياسته الخارجية
حظي السلطان أحمد المنصورالذهبي باحترام الدول الأوروبية، وسعت بعضها إلى ربط علاقات ودية معه مثل انكلترا وفرنسا وهولندا. وتمتنت علاقاته بالملكة البريطانية إليزابيت الأولى التي رغبت في التعاون معه على احتلال الهند على أن يتولى المغرب تموين الحملة بالمال وانكلترا بالأسطول والرجال.
رغم انتصار أحمد المنصور في معركة وادي المخازن فإنه ظل مسالما لإسبانيا التي ضمت البرتغال لحكمها نحوا 60 سنة بعد فراغ السلطة فيها جراء الهزيمة في المعركة، فظَلَّ مصير البرتغال يتأرجح بين السياسات الأوربية التي كانت تتجاذبها بهذا الصدد أطماع وأغراض سياسية، فقد وجهت إليزابيث الأولى ملكة إنجلترا إلى أحمد المنصور رسالة تشكره على الوعد بإعانة أنطونيو من كراتو المرشح لعرش البرتغال وتخبره بانهزام أسطول الأرمادا الإسباني في 10 أغسطس 1588. كما توصيه بالأمير كريسطوف (بالبرتغالية: Christovao) الذي وجهه والده انطونيو رهينة إلى سلطان المغرب.[3] مقابل قرض مالي ووصل كريسطوف إلى آسفي مع مبعوث إنجليزي وكانت المراكز البرتغالية بالمغرب ما زالت محتفظة بحامياتها البرتغالية رغم الوحدة بين الدولتين مما حدا المنصور إلى الاعتقاد بأن هذه الحاميات تساند انطونيو وكان حامل جواب المنصور إلى لندن هو سفيره الرايس أحمد بلقاسم الذي اتصل أيضا بأنطونيو وقد وعد المنصور بتوجيه المال والعتاد والرجال بمجرد إعلان وصول أنطونيو إلى البرتغال، [4] ولكن حملة أنطونيو فشلت، وأشيع أن المنصور يرغب في تسليم كريسطوف إلى ملك إسبانيان فسارعت إنجلترا تطلب من الباب العالي التدخل لدى المنصور لتسريح الأمير كريسطوف.[5] وفي هذا الوقت بالذات طلب المنصور من ملك إسبانيا أن يسلمه مولاي الناصر أخ محمد المتوكل وابنه مولاي الشيخ، الفارين إلى البرتغال ثم إسبانيا غداة معركة وادي المخازن. فكانت المساومة بين الطرفين،[6] غير أن إسبانيا اضطرت إلى إرجاع الناصر إلى المغرب لإنه حاول إثارة الموريسكيين بالأندلس فاستقر الناصر بمليلية واستنفر القبائل لمحاربة أحمد المنصور.[7]
عمل السلطان أحمد المنصور كثيرا، وكان يطمح أن يعمل أكثر لولا أن المنية باغثته بفاس بعد مرضه بالطاعون ليلة الاثنين 16 ربيع الأول 1012 هـ / 24 أغسطس 1603. ودفن بإزاء مقصورة الجامع الأعظم بفاس الجديد، ثم نقل إلى مراكش ودفن في قبور الأشراف السعديين قبلي جامع المنصور بالقصبة.
مؤلفاته وسيرته العلمية
ظل الطابع العلمي من أهم مميزات عهده، إذ كان يرعى العلماء والمتعلمين، ويعقد مجالس علمية عامة وخاصة في أوقات معلومة لا تتخلف، يحضرها علماء دولته من الشمال والجنوب، فيغدق عليهم من الصلات والعطايا ما حفلت به كتب التاريخ والتراجم. ومن الثابت أنه كان إلى جانب مشاركته الواسعة في العلوم اللغوية والشرعية، أديبا شاعرا ناثرا، ورياضيا موهوبا مواظبا على دراسة أمهات كتب الحساب والجبر والهندسة لأقليدس وابن البناء المراكشي وأضرابهما. كما كانت حاشيته تكاد تكون كلها من العلماء والأدباء حتى قادة الجيش وولاة الأقاليم. كان مترجم البلاط هو الرحالة الأندلسي أفوقاي صاحب كتاب رحلة الشهاب إلى لقاء الأحباب، وكان محمد بن علي الوجدي هو أديب وموسيقي القصر.
وقد ألف السلطان أحمد المنصور كتابين مهمين، الأول في علم السياسة سماه "كتاب المعارف في كل ما تحتاج إليه الخلائف"، والثاني كتاب "العود أحمد" وجمع في الأدعية المأثورة عن الرسول، والمأخوذة من كتب الحديث الصحاح. وله "فهرس" ذكر فيه شيوخه وما قرأ عليهم، و"ديوان" صغير جمع فيه أشعاره، و"ديوان أشعار العلويين" لم يكمله. وقد ألفت في السلطان أحمد المنصور كتب عديدة، وألفت باسمه كتب تنيف عن المائة. وتعتبر مكتبته ب مراكش أعظم مكتبة في ذلك العصر الزاهر، حوت من نفائس مؤلفات القدماء والمحدثين ما لم تحوه مكتبة أخرى، فقدت أغلبها مع كتب أبناءه في الخزانة الزيدانية الشهيرة.
من الأطباء البارزين الذين خدموا عند أحمد المنصور، الطبيبان الفرنسيان إتيان هوبير (بين 1598 1600م) وأرنولت دي ليسلي (بين 1588 - 1598م).
وفاته
توفي أحمد المنصور بالله بعد مرضه بداء الطاعون الذي انتشر في بلاد المغرب سنة 1603م، وكان ذلك بظهر الزاوية بفاس الجديد، ودفن بعد صلاة العصر من يوم العليا، ُونقل بعد ذلک الإثنين 16 ربيع الأول سنة 1012 هـ / 23 أغسطس 1603م إلى مراكش فدفن بها في ضريح السعديين، وهي رواية الإفراني
وحسب رواية الإخباريين الإسبان المعاصرين لمولاي أحمد الذهبي فإنه تعرض لتسمم من قبل زوجته عائشة بنت أبي بكر الشبانية، بتحريض من ابنها مولاي زيدان.[8][9]
مقالات ذات صلة
- معركة وادي المخازن
- الحرب المغربية السونغية
- الخزانة الزيدانية
- الوليد بن زيدان
- أحمد بن قاسم الحجري
- جودار باشا
مصادر
- محمد حجي، معلمة المغرب، 1: 173 - 175
مراجع
- النص الكامل متوفر في: http://www.oxfordreference.com/view/10.1093/acref/9780195382075.001.0001/acref-9780195382075 — المحرر: Emmanuel K. Akyeampong و هنري لويس غيتس — العنوان : Dictionary on African Biography — الناشر: دار نشر جامعة أكسفورد —
- Identifiants et Référentiels — تاريخ الاطلاع: 11 مايو 2020 — الناشر: Bibliographic Agency for Higher Education
- السعديون - السلسلة الأولى ج 2 ص 151
- السعديون - السلسلة الأولى ج 2 ص 180
- السعديون - السلسلة الأولى ج 2 ص 188
- السعديون - السلسلة الأولى ج 2 ص 205
- السعديون - السلسلة الأولى ج 2 ص 208
- 109. Bennassar Bartolomé et Bennassar Lucile, Les chrétiens d’Allah: L’histoire extraordinaire des renégats, XVIème et XVIIème siècles, collection “Tempus” - 485-6. Paris: Perrin.
- السعدي, عبد الرحمان (1981). تاريخ السودان، وقف على طبعه هوداس - 203. باريس: منشورات المدرسة الباريسية لتدريس الألسنة الشرقية.