أحمد بن موسى هو أحد أبناء الإمام موسى الكاظم ، الإمام السابع عند الشيعة ، وهو شقيق الإمام علي الرضا. هاجر من المدينة إلی خراسان لزيارة أخيه الرضا، ولكن قُتل في طريقه في مدينة شيراز في إيران ودفن هناك. يعدّ مرقده المعروف بمسجد شاه چراغ من المعالم والمزارات المهمة عند الشيعة.
أحمد بن موسى الكاظم | |
---|---|
معلومات شخصية | |
اسم الولادة | أحمد بن موسى الكاظم |
مكان الميلاد | المدينة المنورة |
مكان الوفاة | شيرازجنوب بلاد فارس |
مكان الدفن | مسجد شاه جراغ في شيراز |
الديانة | مسلم، شيعي |
نسبه
هو: أحمد بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب .
أمه: هي أم أحمد وهي كانت من فواضل نساء موسي الكاظم. يقول العلامة المجلسي في کتاب مرآة العقول:«إنّ أمّ أحمد کانت أمّ بعض أولاد الإمام موسى و کانت من فواضل النساء بین زوجاته، في العلم والتقوی والکرامة، وکان یودعها أسراره وودائعه.»[1]
مكانته وشأنه
ورد أنّه كان كريماً، وأنّ الإمام الكاظم (ع) كان يحبّه كثيراً.[2]
يقول الشيخ المفيد عن شأنه ومكانته: كان أحمد بن موسى كريماً جليلاً ورعاً، وكان أبو الحسن موسى عليه السلام يحبه ويقدمه، ووهب له ضيعته المعروفة باليسيرة. ويقال: إنّ أحمد بن موسى أعتق ألف مملوك.[3]
وفي رواية أخرى أوردها الشيخ المفيد نقلاً عن إسماعيل بن موسى بن جعفر، وهو يتحدث عن بعض رحلات أبيه موسى بن جعفر حيث كان أحمد معه، فيقول: كان مع أحمد بن موسى عشرون من خدم أبي وحشمه، إن قام أحمد قاموا معه، وإن جلس جلسوا معه، وأبي بعد ذلك يرعاه ببصره ما يغفل عنه.[3]
الإمامة بعد استشهاد الإمام الكاظم
ورد أن أهل المدينة أتوا إلى بيت أم أحمد بعد استشهاد الإمام الكاظم يريدون مبايعة ابنها أحمد بالإمامة، فخرج معهم إلى المسجد، وصعد المنبر، وخطب فيهم، وقال:
- أيها الناس كما أنكم جميعاً في بيعتي فإني في بيعة أخي علي بن موسى الرضا، واعلموا أنه الإمام والخليفة من بعد أبي، وهو ولي الله والفرض علي وعليكم من الله ورسوله طاعته، بكل ما يأمرنا.
فكل من كان حاضراً خضع لكلامه، وخرجوا من المسجد، يقدمهم أحمد ابن موسى عليه السلام، وحضروا باب دار الرضا عليه السلام، فجددوا معه البيعة، فدعا له الرضا عليه السلام.[4] ومع هذا فقد ورد فرقة باسم الأحمدية، وهم أتباع أحمد بن موسى يعتقدون بإمامته بعد استشهاد أبيه الإمام الكاظم (ع).[5]
ثورة أحمد بن موسى (ع)
روي أن أحمد بن موسى (ع) قام على الخلافة العباسية، دون الإشارة إلى كيفية وتفاصيل هذا الحدث، كما أنّ هذه الأخبار التاريخية تتحدث عن مشاركة أحمد في قيام ابن طباطبا.[6]
هجرته إلی إيران
حين انتقل الامام علي بن موسى الرضا من المدينة إلى خراسان بضغط من المأمون عزم أخيه أحمد بن موسى مع جماعة من بني هاشم للاتحاق به. فخرجوا من المدينة – نحو سنة 198 إلی 203ه.ق – قاصدين خراسان عن طريق البصرة. كان قوام هذا الركب ثلاثة آلاف شخص، فحين مرورهم بالمدن والدیار کانت اعدادهم تزداد، وقد التحق بهم أعداد كبيرة من الشيعة في مسيرهم حتى بلغوا قريباً من خمسة عشر ألف شخص. وكان في طليعة هذا الركب أحمد ومحمد والحسين أبناء الإمام الكاظم.[7]
فلمّا وصلوا إلى مدينة شيراز في جنوب بلاد فارس، منعهم حاكم مدينة شيراز من السفر بأمر من المأمون. فدارت بينهم معارك انتهت إلى مقتل عدد من بني هاشم والباقين قد تشتتوا في مناطق مختلفة، والسيد احمد بن موسى وأخيه محمد لجئا إلى منزل بعض مواليهم في شيراز وبقيا مختفين هناك حتی تمكن الحاكم من معرفة مكانهم من خلال جواسيسه، فهجم على الدار وأمر بقتلهما ثم هدم الدار عليهما. [8]
استشهاد أحمد بن موسى (ع) وأصحابه
الأخبار الواردة تتحدث أنّ قتلغ خان الذي كان حاكماً على شيراز من قبل المأمون في منطقة خان زينان التي تبعد عن شيراز بثمانية فراسخ التقى بأحمد بن موسى وقافلته وأخبره باستشهاد الإمام الرضا (ع)، الأمر الذي تسبب بهبوط معنوياتهم، وتشتت من جاء مع أحمد بن موسى، فتوّجه أحمد ومن صحبه من أقاربه إلى شيراز، واستشهد هناك إثر معركة حدثت آنذاك.[9]
العثور على قبره
هناك أخبار متعددة وردت حول العثور على قبره، فمنها:
فخبر يقول: ليس هناك أي معلومة عن محل دفن أحمد بن موسى حتى نهاية القرن الرابع وبداية القرن الخامس للهجرة،[10] ومن المصادر كرياض الأنساب لملك الكتّاب الشيرازي، وبحر الأنساب لتيموري تتحدث عن كشف قبره في القرن الرابع في عهد عضد الدولة الديلمي، كما ورد في خبر آخر أن قبر أحمد بن موسى كان متخفياً لثلاثمئة سنة، وتم العثور عليه في فترة حكم عضد الدولة الديلمي (372 – 338هـ).[11]
وبناء على ما ورد في أنوار النعمانية نقلاً عن لباب الأنساب للبيهقي، وأيضاً ما ذكره السيد محسن الأمين عن لب الأنساب للموسوي النيشابوري أنّه تم العثور على قبر أحمد بن موسى بشيراز في بداية القرن الخامس للهجرة.
وهناك مصادر أخرى كـ"شدّ الآزار"، ورحلة ابن بطوطة، ونزهة القلوب التي تم تأليفها في القرن الثامن يتحدثون عن العثور على قبره في القرن السابع والثامن،[12] وقد ورد في بعض الكتب أن قبر أحمد بن موسى تم العثور عليه في عهد الأمير مقرب الدين من وزراء وأقرباء الأتابك أبو بكر (658 ـ 653)، [13] وعرف جنازته من خاتمه المنقوش عليه "العزة لله أحمد بن موسى".[14]
لقب شاهجراغ
لقد اشتهر أحمد بن موسى بين أهالي مدينة شيراز ب:شاهجراغ (بالفارسي: شاهچراغ) ومعناه:ملك الضياء، لكن لا يوجد أي معلومة في الكتب المتقدمة حول هذا اللقب وقد تم انتساب هذا اللقب إليه في القصص والكتب المتأخرة.[4]
مزاره
- مقالة مفصلة: شاه جراغ
دفن أحمد بن الإمام الكاظم في مدينة شيراز، وقبره بقي مخفياً لفترة طويلة من الزمن حتی في عهد الامير مقرب الدين مسعود بن بدر(623-658هـ) أكتشف قبره عن طريق العثور علی خاتمه في قبره، المنقوش عليه "العزة لله احمد بن موسى بن جعفر" فعرفوه. فبنى عليه مقرب الدين بناءاً، ثم بنى عليه الأتابك أبو بكر بناء أرفع منه، ثم إن تاج خاتون ام السلطان ابي اسحق اینجو بنت عليه قبة رفيعة في سنة 745هـ. ثم توالت عليه الإضافات والبنايات بمرور الزمن، حتى وصل لشكله الحالي.
يعد مرقد أحمد بن موسى المعروف بمسجد شاه چراغ من المعالم والعتبات المقدسة البارزة في إيران.[15]
أولاده
إن أغلب علماء النسب لم يذكروا لأحمد بن موسى أولاداً فهو لم يعقب،[16] ولكن هناك من ذكر له أولاد كضامن بن شدقم حيث أورد أن له أربعة أولاد هم: محمد، وعلي، وعبد الله، وداود،[17] وورد أيضاً أن إبراهيم المعروف بفيض القمي المدفون بمدينة قم هو من أولاد أحمد بن موسى.[18]
طالع أيضا
المراجع
- نبذة عن سیرة و فضائله حضرة أحمد بن موسى الکاظم ، من موقع العتبة الاحمدیة والمحمدیة المقدسة علیهما السلام. نسخة محفوظة 13 سبتمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
- الأربلي، كشف الغمة في معرفة الأئمة، ج2، ص: 236؛ ابن صباغ المالكي، الفصول المهمة، ج 2، ص961.
- المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 244.
- المجلسي، بحار الأنوار، ج 48، ص 308.
- الشهرستاني، الملل والنحل، ج 1، ص 169؛ الأشعري، مقالات الإسلاميين، ص 30؛ النوبختي، فرق الشيعة، ص 85.
- الكشي، الرجال، ص 472.
- محمد علي المعلم، فاطمة المعصومة قبس من أشعة الزهراء ، دار الهادي، ط1، بيروت/لبنان، 1421هـ/2000م، ص132-150.. نسخة محفوظة 23 مارس 2018 على موقع واي باك مشين.
- الشيخ صالح الكرباسي ، " السيد احمد بن موسى المعروف به ( شاه جراغ ) بشيراز " ، مركز الإشعاع الإسلامي. نسخة محفوظة 02 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
- الشوشتري، تحفة العالم، ص 28.
- زاهدي، احمد بن موسي(ع)، فصلنامه سخن تاريخ (مجلة فصلية فارسية، كلام التاريخ)، ص 98.
- مجد الأشرف، آثار الأحمدية، ص 2 – 8.
- زاهدي، أحمد بن موسى (ع)، فصلنامه سخن تاريخ (كلام التاريخ، مجلة فصلية فارسية)، ص 98.
- الشيرازي، آثار العجم، ص 445.
- زركوب شيرازي، شيراز نامه، ص 59؛ مجد الأشرف، آثار الأحمدية، ص 2-8؛ جنيد شيرازي، شدّ الازار في حظ الأوزار عن زوار المزار، ص 289.
- احمد بن الامام موسى بن جعفر ، من موقع اذاعة طهران العربية ، 2006-11-07 نسخة محفوظة 26 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- المعقبين، ص 43؛ سر السلسلة العلوية، ص 43؛ تهذيب الأنساب، ص 147.
- تحفة الأزهار، ج 3، ص 296.
- كنجنه آثار قم (كنز التراث القمي)، ج 2 ص 364-371.