أحيقار، كان وزيرا آشوريا ينسب إليه كتاب "حكم أحيقار" المكتوب بحوالي 500 ق.م.[1] بالآرامية والذي عثر عليه في إلفنتين بمصر العليا.
أحيقار الحكيم | |
---|---|
معلومات شخصية | |
الحياة العملية | |
الجنس | ذكر |
وبحسب القصة المذكورة في هذا الكتاب كان أحيقار وزيرا لكل من أسرحدون ووالده سنحاريب من قبله وقد قام بتبني ابن أخيه ناداب لكي يخلفه غير أن الأخير يتهمه أمام أسرحدون فيسجن أحيقار في انتظار إعدامه غير أنه يخبر المسؤول عن عملية الإعدام كيف أنه خلصه من الموت سابقا فيقوم هذا بقتل أحد السجناء بدلا منه، وهنا تنقطع القصة لفقدان بقيتها، غير أن نسخا أخرى تذكر هربه إلى مصر ومن ثم عودته منتصرا إلى منصبه بعد إثبات إخلاصه لأسرحدون كما تذكر نسخ أخرى لقائه بابنه بالتبني الذي يلقى حتفه بعد ذلك.
يحتوي هذا الكتاب على العديد من الأمثال التي يتردد صداها في حكم يشوع بن سيراخ وسفر الأمثال.أحيقار الحكيم رجل علم وحكمة أشوري قديم عاش في القرن السابع قبل الميلاد، وكان مستشاراً للملك سنحاريب ملك آشور وحافظ ختمه وكانت كلمته مسموعة عند الملك. بعد موت سنحاريب ملك أشورية قام ابنه أسرحدون فصار ملكًا في أشور مكان سنحاريب أبيه.
خيانة ابنه له
أن أحيقار الحكيم لم يرزق بولد من صلبه لذلك تبنى أبن أخته ” نادان ” وعلمه ودربه وأغدق عليه الحكمة علّه يخلفه في مهمته ومن ثم عرضه على الملك أسرحدون الذي نال إعجابه وبعد فترة من الزمن وجد أحيقار في نفسه الضعف عن متابعة مهامه كمستشار للملك لذلك توسط لابن أخته ” نادان ” عند الملك ليجعله المستشار الجديد له ووافق الملك على ذلك وخلد أحيقار للراحة، أما ” نادان ” لما وجد نفسه في المنصب الجديد تنكر لمعروف ” أحيقار الحكيم بل وكاد له عند الملك ليقتله وذلك لكي يخلو له الجو وحده دون منافس، ويخبرنا أحيقار عما فعله ” نادان ” به من مكيدة عند الملك فيتحدث عما جال بخاطر نادان قائلا : “أما عن ابني هذا الذي ربّيته وقُدته إلى باب القصر، أمام اسرحدون، ملك أشوريا، ووسط جلسائه، فقلت في نفسي : “يطلبُ لي الخير مقابل ما صنعته له”. ولكن ابن أختي الذي ربّيته، تآمر عليّ للشرّ. فقال في قلبه : “لا شك في أني أقدر أن أقول للملك أقوالاً كهذه :”أحيقار، هذا الشيخ الذي كان حافظ الختم لدى الملك سنحاريب أبيك، قد أفسد الأرض عليك، لأنه كان مستشارًا، وكاتبًا عالمًا، وكانت أشورية كلها تستند إلى نصائحه وأقواله”. أما اسرحدون فحين يسمع مثل هذه الأقوال التي أقولها له، يغضب غضبًا عظيمًا ويقتل احيقار” وفعلا نجحت مكيدة نادان وأمر الملك أسرحدون أحد ضباطه ( نبوسومسكون ) بقتل احيقار الحكيم ولكن الضابط المذكور لم يستطع فعل ذلك إذ سبق لإحيقار أن أنقذ حياة الضابط من القتل عندما أمر سنحريب بقتله فقام أحيقار بإخفائه إلى أن هدأ ت ثورة الملك ثم عاد وطلب له العفو فعفا عنه الملك لذلك أمر الضابط مرافقيه بقتل أحد عبيده بدلا من أحيقار بحيث أن أراد الملك التأكد من قتل أحيقار يتم عرض جثة ” العبد ” على من يوفده الملك باعتبارها جثة ” أحيقار ” نفسه علّ الملك بعد ذلك يعود إلى رشده ويكتشف مؤامرة ” نادان ” فيطيب نفسا بأحيقار ويفتقده ويحزن لفراقه عندها يقدمه الضابط إلى الملك حيا ويخبره الحقيقة وهكذا كتب لأحيقار النجاة.
قصته مع فرعون مصر
وبعد مدة من الزمن أراد ملك مصر محاجة سنحاريب فطلب منه أن يرسل إليه رجلاً حكيماً لكي يبني له قصراً بين السماء والارض فاحتار سنحاريب وندم على قتل احيقار وذكر جسيم خدمته فأعلمه الضابط وقتها أن احيقار حي ففرح سنحاريب فرحاً عظيماً وأرسله إلى مصر ليرد الجواب لفرعون وتقول الروايات انه لما مثل بين يديه طلب منه أن يحضر كلساً وحجارة وطيناً لبناء القصر المطلوب وكان احيقار قد ذهب بنسرين وعلَم ولدين الركوب على ظهرهما . فأطلق النسرين وقد ركبهما الولدان فارتفعا في الجو . وبدأ الولدان يصرخان من فوق : وصلّوا إلينا الأحجار والكلس والطين لنبني قصراً لفرعون فانخذل فرعون واقر بمهارة احيقار وحكمته، وهكذا أعيد أحيقار إلى مكانته وسابق عهده أما ” نادان ” فسلم إلى الجلاد ليقلى جزاء خيانته.
كتابه "حكم أحيقار"
إن أقدم نصوص القَصص والأمثال والحكم الآرامية إطلاقاً، والتي لا مجال للشك في صحتها والتي وصلت إلينا، قصة (أحيقار كاتب الملك سنحاريب وحامل أختامه)، سجلها خطّاط آرامي على إحدى عشرة ورقة من البردي، عثر عليها سنة (1906 – 1908) في جزيرة الفيلة قرب أسوان المصرية وترقى هذه النصوص إلى القرن الخامس ق. م.انه كتاب مكتوب بالآرامية بحوالي 500 ق.م. أي بعد وفاة احيقار بقرن ونصف تقريباً والذي عثر عليه في إلفنتين بمصر العليا.
يعد كتاب (أحيقار) وأحيقار معناه أخي الموقر، من أقدم كتب الأدب والحكمة في العالم، وهو نموذج للأدب المستمد من المفهوم الأخلاقي للحياة، وهو ليس تعاليم دينية بحتة. حكمة أحيقار نشأت في بلاد نينوى وآشور، وترعرعت في بلاد ما بين النهرين، وهي بمثابة مختصر لحضارة وادي الرافدين لتشمل الحضارات السومرية والأكدية والبابلية والآشورية، وهي تعرض الحياة الدينية والأخلاقية والإبداع بفكر عميق ولغة بليغة. وقد حظيت هذه الحكمة باهتمام الأجيال اللاحقة، ونالت شهرة واسعة، فهي خلاصة للحكمة القديمة.
فمن يا ترى هو أحيقار؟ ربما يكون أحيقار المعروف في التراث الأرامي هو لقمان الحكيم الذي وردت حكمه ومواعظه في القرآن الكريم في سورة لقمان ((وإذ قال لقمان لابنه وهو ويعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم)).
لقد وصل أحيقار إلى العرب مع لقمان الحكيم، وإلى الإغريق مع أيسوفوس، وجاءت أخبار أحيقار أيضا في العهد القديم في سفر طوبيا وفي سفر الأمثال.
مراجع
- واحدة أو أكثر من الجمل السابقة تتضمن نصاً من منشور أصبح الآن في الملكية العامة: هيو تشيشولم, المحرر (1911). . موسوعة بريتانيكا. 1 (الطبعة الحادية عشر). مطبعة جامعة كامبريدج. صفحة 143.