يرجع تاريخ الأدب التشيكي إلى القرن 11. كان نسيج هذا الأدب، قبل القرن 15، يتألف في معظمه من بعض الوقائع التاريخية المدونة باللغة اللاتينية، إلى جانب عدد من الأناشيد المكتوبة باللغة التشيكية، وكذلك بعض القصص العاطفية المنظومة، التي تتناول موضوعات ذات طابع عالمي، كموضوع (تريستان وايزولدة ). ويدخل في هذا النسيج أيضاً بعض الأقاصيص عن أعمال البطولة والفروسية، المنسوبة إلى الشخصيات الفذة، من أمثال الإسكندر الأكبر، وفي 1394 وضع (سميل فلاسكا) أساس الدب التشيكي الحديث، وهو الأدب الذي يسوده الطابع الواقعي، وذلك في كتابه (النصيحة الجديدة)، وهو مجموعة منظومة من النصائح والإرشادات، وبطريقة شبيهة بتلك التي اتبعها فلاسكا، كتب توماس ستيتنى Tomáš Štítný ze Štítného (1331-1401) مواعظه نثراً، وكذلك مؤلفات الأديب الريفي المتصوف بيترتسشيلسكى. ولقد أصبحت اللغة التشيكية أداة أدبية فعالة، بفضل الإصلاحات اللغوية التي أدخلها جون هس، وهو الأمر الذي تكفل به في ميدان التربية الرائد الكبير: جان أموس كومنسكى.وترتب على انحدار التشيك في موقعة (الجبل الأبيض) (1620) الدمار الشامل لجميع الأعمال الأدبية التي وضعت بالغة التشيكية، حتى أصبحت تلك اللغة لا تعدو أن تكون مجرد لهجة محلية يستخدمها أهالي الريف. إلا أن الجهود التي بذلها دوبروفسكى، وسافاريك، وبالاكى، وغيرهم، كان من شأنها أن بعثت الروح في جسد الأدب التشيكى، كما أحيت الكتابة بالغة التشيكية. وساعد فاكلاف هانكا (1791-1861) في حركة الإحياء مساعدة كبيرة، إذ ادعى (1817) أنه عثر على بعض المخطوطات التي تشتمل على أشعار البطولة والمغامرة، المكتوبة باللغة التشيكية والتي يرجع تاريخها على القرن 13. ولقد أصبحت القصص المنظومة جزءاً من نسيج التراث الأدبي التشيكي. وسواء كانت هذه القصص تشيكية الأصل، أو غير تشيكية، فلا يمكن الغض من قيمتها كما يقول توماس ماساريك.
أما في القرن 19 فقد أصبح الشعر التشيكي على جانب كبير من الأهمية، على يد كولار، ونيرودا، وغيرهما. وكذلك الحال بالنسبة إلى فن القصة في الأدب التشيكي، الذي ازدهر على أيدي بوزينا نمكوفا، والوا جيراسك. وبينما نجد بعض الأدباء التشيك يحتلون مكانة أدبية مرموقة داخل بلادهم – ومن هؤلاء: جارسولاف فرتشليكي، وج. ف سلاديك، وبيتر بزروك- نجد أن كاريل كابك يخرج بالأدب التشيكي إلى صعيد الأدب العالمي، بفضل مسرحياته التي ترجمت ولاقت انتشاراً كبيراً.
وفي الفترة ( 1918 – 1938 ) كان الأدب التشيكي وحده – دون الآداب السلافية – أكثرها التصاقاً بالآداب العالمية. وكان الاهتمام بالموضوعات القومية يزداد في هذه الأيام، ولا سيما في مجال القصة والمسرحية. وبدأ الأدب التشيكي في التدهور والانحلال بعد الاحتلال الألماني، كما صحب هذا الاحتلال موت عدد كبير من أبرز الشخصيات الأدبية، أما بعد الحرب العالمية 2، فقد عادت الروح إلى الأدب التشيكي ثانية، لكنه اتجه صوب الاتحاد السوفيتي، ليندرج تحت لوائه.
المراجع
- الموسوعة العربية الميسرة، 1965