الرئيسيةعريقبحث

أزمة المشرق


نشأت أزمة المشرق، وتسمى أحياناً أزمة المشرق الثانية أو الأزمة المشرقية، بين عامي 1839-41 نتيجة تدخل القوى الأوروبية في الصراع الدائر وقتئذ بين الإمبراطورية العثمانية ومصر التي كانت تابعة صورياً لها.[1]

المقدمات التاريخية للأزمة

أدت كل من حرب الاستقلال اليونانية والحرب الروسية التركية (1829-1828) إلى انهاك القوة العسكرية العثمانية. في ذلك الوقت كانت المسالة الشرقية وسبل الحفاظ على أراضي السلطنة، تلك التي ستوصف فيما بعد برجل أوروبا المريض، مثار نقاش دبلوماسي دائم بين القوى الأوروبية. بعد رفض السلطان محمود الثاني تنصيب والي مصر محمد علي باشا حاكماً على سوريا أيضاً، قامت القوات المصرية في العام 1831 باحتلال كل من فلسطين وسوريا وتقدمت في العام 1832 نحو الأناضول. دعماً للسلطان العثماني أرسل قيصر روسيا قوات عسكرية، ما أدى بدوره إلى ارتياب بريطانيا العظمى. في العام 1833 تم الاعتراف عبر صلح كوتاهية بسلطة محمد علي على سوريا. هذه الأحداث بمجملها تُعرف أحياناً في المصادر التاريخية بأزمة المشرق الأولى.

من جانبها، استغلت فرنسا هزيمة الأتراك في حرب الاستقلال اليونانية، وقامت في العام 1830 باحتلال الجزائر. وبدءاً من العام 1840 بذل رئيس الوزراء الفرنسي أدولف تيير قصار جهده في تعويض غياب نجاحاته في السياسية الداخلية عبر إشغال بلده في السياسية الخارجية. لقد رأت فرنسا في محمد علي حليفاً مثالياً لها ودعمت، لذلك، مسعاه في التخلص نهائياً من سطوة السلطان التركي. أما هدف السياسية الفرنسية من كل ذاك فكان جعل الساحل الأفريقي للبحر الأبيض المتوسط وإلى ما بعد السويس منطقة نفوذ فرنسية.

مجريات الأزمة

بدأت القوات التركية في سنة 1838 بمحاولة طرد محمد علي من سوريا، إلا أنها هُزمت على يد ابنه إبراهيم باشا بعد عام واحد. هذا الضعف الذي أصاب تركيا استفز القوى الكبرى، بريطانيا العظمى، روسيا، بروسيا والنمسا – أرادت هذه القوى الحفاظ على السلطنة العثمانية، فمن المحتمل أن يتبع انهيار الحكم التركي مخاطر لم تكن في الحسبان. رداً على هذا الموقف ساندت فرنسا بقيادة تيير القاهرة. بهذا أعيد الائتلاف القديم بين دول الحلف المقدس وبريطانيا العظمى ضد فرنسا إلى الحياة من جديد. 

'

مراجع

موسوعات ذات صلة :

  1. "معلومات عن أزمة المشرق على موقع d-nb.info". d-nb.info. مؤرشف من الأصل في 08 ديسمبر 2019.