الرئيسيةعريقبحث

حرب الاستقلال اليونانية


☰ جدول المحتويات


هذه المقالة عن حرب الاستقلال اليونانية. لتصفح عناوين مشابهة، انظر الحرب اليونانية التركية (توضيح).

حرب الاستقلال اليونانية (باليونانية:Ελληνική Επανάσταση، إللينكي إباناستاسي أي الثورة اليونانية ، بالعثمانية:يونان عصياني) هي حرب استقلال شنها الثوار اليونانيون ضد الإمبراطورية العثمانية بين عامي 1821 و1832م وقد أفضت تلك الحرب لتأسيس المملكة اليونانية. تلقى اليونانيون العون لاحقا من قبل الإمبراطورية الروسية وبريطانيا العظمى ومملكة فرنسا والعديد من الدول الأوروبية الأخرى، في حين تمت نصرة العثمانيين من الأيالات التابعة لها، مثل مصر والجزائر وطرابلس وبايلك تونس.

حرب الاستقلال اليونانية
جزء من الثورة اليونانية ضد الحكم العثماني
Epanastasi.jpg
المطران الأرثوذكسي جيرمانوس
يبارك علم الثورة اليونانية في دير آيا لافرا،
لوحة زيتية للرسام اليوناني ثيودوروس فرايزاكيس 1865
معلومات عامة
التاريخ 18211832
الموقع البلقان وعلى الأخص في اليونان.
بحر إيجة
النتيجة انتصار اليونانيون
وتأسيس المملكة اليونانية
المتحاربون
Greek Revolution flag.svg اليونانيون
Flag of the United Kingdom.svg المملكة المتحدة
Pavillon royal de France.svg مملكة فرنسا
Flag of Russia.svg الإمبراطورية الروسية
Fictitious Ottoman flag 2.png الإمبراطورية العثمانية
Flag of Egypt (1882-1922).svg مصر
القادة
Greek Revolution flag.svg ثيودوروس كولوكوترونيس
Greek Revolution flag.svg أليكسندر إبسيلنتي
Greek Revolution flag.svg قسطنطين كاناريس
Greek Revolution flag.svg جيورجيوس كاريسكاكيس
Fictitious Ottoman flag 2.png عمر فريونيس
Fictitious Ottoman flag 2.png محمد درامالي باشا
Fictitious Ottoman flag 2.png رشيد محمد باشا
Flag of Egypt (1882-1922).svg إبراهيم باشا.

كانت أكثر أراضي اليونان قد وقعت تحت الحكم العثماني حتى قبل عدة عقود من سقوط القسطنطينية عام 1453.[1] خلال هذا الوقت، تمرد اليونانيون عدة مرات لنيل استقلالهم من الحكم العثماني.[2] في عام 1814، تأسست منظمة سرية تدعى فيليكي إيتيرا أو جمعية الأصدقاء (باليونانية: Φιλική Εταιρεία)‏ بهدف تحرير اليونان. خططت هذه المنظمة لإطلاق الثورات في بيلوبونيز والإمارات الدانوبية، وكذلك في القسطنطينية والمناطق المحيطة بها. بدأت أولى هذه الثورات يوم 6 مارس 1821 في إمارات الدانوب، ولكن العثمانيين أخمدوها بسرعة. حثت الأحداث في الشمال اليونانيين في البيلوبونيز على حمل السلاح وأعلن المانيوت الحرب على العثمانيين في 17 مارس 1821. وكان هذا الإعلان بداية سلسلة من المعارك الثورية في المناطق الأخرى ضد الإمبراطورية العثمانية.

وبحلول نهاية الشهر، دخل إقليم بيلوبونيز في ثورة ضد الأتراك، واحتل اليونانيون بقيادة ثيودوروس كولوكوترونيس مدينة تريبوليتسا بحلول أكتوبر من العام. ولم يمض وقت حتى أعقبت ثورة البيلوبونيز عدة ثورات في كريت ومقدونيا واليونان الوسطى، وسرعان ما تم قمعها. وفي الوقت نفسه، كانت البحرية اليونانية المؤقتة تحقق الانتصارات ضد البحرية العثمانية في بحر إيجة وتمنع التعزيزات العثمانية من الوصول عن طريق البحر.

تطور التوتر بين الفصائل اليونانية المختلفة، مما أدى إلى قيام حربين أهليتين متتاليتين. في هذه الأثناء، كان السلطان العثماني يتفاوض مع محمد علي باشا والي مصر، والذي وافق على إرسال ابنه إبراهيم باشا إلى اليونان مع الجيش لقمع التمرد مقابل مكاسب إقليمية. حطّ إبراهيم في البيلوبونيز في فبراير 1825، وحقق انتصارات فورية: بحلول نهاية العام 1825، أصبح معظم البيلوبونيز تحت السيطرة المصرية، وسقطت مدينة ميسولونغي في أبريل 1826 بعد حصار تركي استمر لعام كامل. ورغم أن إبراهيم تعرض للهزيمة في ماني، فقد قد نجح في قمع الثورة في أغلب البيلوبونيز، وتمت استعادة أثينا.

بعد سنوات من المفاوضات، قررت القوى العظمى الثلاثة، روسيا وبريطانيا وفرنسا، التدخل في الصراع وأرسلت كل أمة قوتها البحرية إلى اليونان. وما إن وصلت الأنباء أن الأساطيل العثمانية المصرية المشتركة كانت في طريقها لمهاجمة جزيرة هيدرا اليونانية، قام أسطول التحالف باعتراض الأسطول العثماني المصري في نافارين. بدأت المعركة بعد أن ظل الطرفين متواجهين دون قتال لمدة أسبوع، وانتهت بتدمير الأسطول العثماني المصري. بحلول العام 1828 انسحب الجيش المصري تحت ضغط من قوة التدخل السريع الفرنسية التي استسلم أمامها الحاميات العثمانية في بيلوبونيز، بينما هاجم اليونانيون إلى الجزء الذي يسيطر عليه العثمانيون من وسط اليونان. وبعد سنوات من المفاوضات، تم الاعتراف باليونان كدولة مستقلة في معاهدة القسطنطينية في مايو 1832.

يحتفل الثورة من قبل الدولة اليونانية الحديثة كيوم وطني يوم 25 مارس.

الخلفية التاريخية

عام 1821 كانت اليونان جزءٌا من الإمبراطورية العثمانية عدا الجزر الأيونية والتي كانت تحت سيطرة الفينيسيين وبعدها الفرنسيين وفي عام 1815 وقعت بيد البريطانيين.

بدأت بذور الثورة اليونانية بالظهور من خلال نشاطات "أخوية الصداقة" (باليونانية: Φιλική Εταιρεία، وتلفظ فيليكي إتيريا)، وهي منظمة يونانية وطنية سرية تأسست عام 1814 م في أوديسا الواقعة اليوم في أوكرانيا. وفي تلك الفترة كانت رغبة الاستقلال متفشية بين اليونانيين بجميع طبقاتهم وفئاتهم، بعد أن تم شحن مشاعرهم الوطنية لفترة طويلة من الزمن بفضل جهود الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية التي كانت تعمل على تعزيز روح القومية الهيلينية أو اليونانية في نفوس أتباعها، وقد كانت الكنيسة حينها الحصن الأخير للغة اليونانية والمسؤول الإداري عن اليونانيين أمام السلطان العثماني.

ومن العوامل التي ساعدت أيضاً على اندلاع الحرب، النمو الاقتصادي في اليونان والتأثر بالأفكار الثورية الغربية التي ألهبت في نفوس اليونانيين الغيرة على قوميتهم ووطنهم.

بداية الحرب

اندلعت شرارة الحرب في شهر آذار/مارس عام 1821 عندما قام أليكساندروس إبسيلانتيس زعيم الفيليكي إتيريا بعبور نهر بروت اتجاه مولدوفا الرومانية والتي كانت حينها مقاطعة عثمانية، وكانت برفقته فرقة صغيرة من 4.500 محارب يوناني. وكان أليكساندروس يأمل بأن تحض تحركاته الريفيين الرومانيين للتمرد على الأتراك، ولكن بدلا من ذلك قام الرومانيون بمهاجمة الأثرياء من بني جلدتهم فاضطر ألكسندروس ورجاله للفرار سريعاً من أمام وجه العثمانيين.

العلم الأول الذي تبنته الثورة والمرتبط بعائلة كولوكوترونيس

ولكن في نفس تلك الفترة انتفض اليونانيين ضد الحكم التركي في شبه جزيرة بيلوبونيز والتي تشكل جزء كبير من مساحة البلاد، كذلك امتدت الثورة إلى عدة جزر يونانية، وعندما وصلت أنباء الثورة إلى السلطان أمر بشنق بطريرك القسطنطينية الأرثوذكسي غريغوريوس الخامس المقيم في أسطنبول بعد أن اتهمه بالفشل بضبط المسيحيين اليونانيين في طاعة السلطات العثمانية، وذلك بحسب المهمة التي كان من المفترض أن ينفذها، وتم ذلك مباشرة بعد احتفال البطريرك بقداس عيد الفصح عام 1821 وأعدم وهو مرتدٍ كمال زيه الديني، وإكراماً لذكراه تم إغلاق بوابة المجمع البطريركي منذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا.

لاسكارينا بوبولينا المرأة التي غيرت مجرى الحرب

التفّت بعدها مجموعة من يونانيي إسطنبول حول البطريرك الجديد في إدانة التمرد، وفي تاريخ 25 آذار/مارس 1821 (يوم عيد الاستقلال في اليونان)، قام جيرمانوس مطران باتراس برفع علم الثورة في دير آيا لافرا بالقرب من كالافريتا هاتفاً "الحرية أو الموت"، لتصبح كلماته تلك الشعار الذي تبناه الثوار في السنين اللاحقة.

بدأت حدة المعارك تتصاعد شيئاً فشيئاً متسببةً بمجازر من قبل الطرفين، ففي جزيرة شيوس قتل العثمانيون 25.000 يوناني، بينما قتل اليونانيون 15.000 من الأربعين ألف تركي المقيمين في شبه جزير بيلوبونيس.

بطلة قومية

وفي 13 آذار/مارس عام 1821 بعد اثنا عشر يوماً من بدء حرب الاستقلال، رفع أول علم رسمي للثورة فوق جزيرة سبيتسيس بيد لاسكارينا بوبولينا المترملة مرتين وأم لسبع أولاد والتي كانت فائقة الثراء واشتملت أملاكها على الكثير من السفن، وفي 3 نيسان/أبريل من نفس العام أعلنت جزيرة سيبتسيس ثورتها تبعتها جزيرة هيدرا وجزيرة بسارا لتجمع الجزر الثلاث قوةً اشتملت على 300 سفينة.

بعد ذلك قامت بوبولينا بأخذ ثمان من سفنها لتنضم إلى القوى اليونانية الأخرى في حصار نافبليو المدينة الساحلية الحصينة في شبه جزيرة بيلوبونيس، ولكنها عادت فهاجمت مونيمفاسيا وساهمت في حصار بيلوس وتمكنت بعدها من توفير وجلب المؤن للثوار عبر البحر لإكمال حصارهم لنافبليو حتى سقوطها. تعتبر لاسكارينا بوبولينا بسبب إسهاماتها تلك في الثورة بطلة قومية في اليونان فهي واحدة من أوائل النساء التي لعبن دوراً محورياً في مسيرة ثورة الاستقلال، وبحسب رأي العديد من المؤرخين فأنه لولا بوبولينا ولولا سفنها لما تمكنت اليونان من نيل استقلالها أبداً، ولكن ما يجهله الكثيرون حول لاسكارينا بوبولينا أنها كانت من أصول ألبانية.

إعلان الاستقلال

وفي غضون عام تمكن الثوار من إحكام قبضتهم على بيلوبونيز تحت قيادة ثيودوروس كولوكوترونيس، وفي شهر كانون الثاني/يناير عام 1822 أعلنوا استقلال اليونان وتم انتخاب أليكساندروس مافروكورداتوس رئيساً للبلاد.

وبعد أربعة أشهر بتاريخ 26 نيسان/أبريل هاجم اليونانيون أثينا ففر الأتراك المقيمين فيها إلى الأكروبوليس، وفي شهر آب/أغسطس وصلت قوة عثمانية لتنجدهم ولكن الثوار تمكنوا من محاصرتها في شهر حزيران/يونيو، وبعد أن وعدوا الأتراك المحاصرين بتأمين ممر آمن لهم قام اليونانيون بقتلهم.

حاول بعدها العثمانيون غزوا شبه جزيرة بيلوبونيز عدة مرات بين عامي 1822 و1824 ولكن جميع محاولاتهم كانت تبوءُ بالفشل.

الحرب الأهلية

بدأت الخلافات الداخلية تتفاقم في صفوف الثوار مما حال دون تمكنهم من بسط سيطرتهم على باقي الأراضي اليونانية وأيضاً من إحكام سلطتهم على شبه جزيرة بيلوبونيز. وفي عام 1823 تحولت تلك الخلافات لحرب أهلية فيما بين اليونانيين أنفسهم، فمن جهة كان هناك ثيودوروس كولوكوترونيس ورجاله، ومن جهة أخرى جيوروجيوس كونتوريوتيس وأنصاره وقد كان هذا الأخير رأس الحكومة التي شكلت في كانون الثاني/يناير عام 1822، ولكنه أجبر على الفرار إلى جزية هيدرا في شهر كانون الأول/ديسمبر من نفس العام.

وبعد نشوب حربٍ أهلية ثانية عام 1824 ثبت كونتوريوتيس بقوة مركزه قائداً لليونانيين، ولكن وصول القوات المصرية بقيادة إبراهيم باشا لمساعدة الأتراك عام 1825 شكل خطراً كبيراً على حكومة كونتوربوتيس وعلى الثورة بأكملها.

الفلهيلينية

الشاعر البريطاني لورد بايرون كان من الفلهيلينيين الذين حاربوا في سبيل استقلال اليونان

الفلهيلينية أو "محبة الإغريق" هي حركة ظهرت في بعض المدن الأوروبية في القرن التاسع عشر بين مثقفين وأدباء وشعراء آمنوا بحق الشعب اليوناني بالحرية والتحرر من قبضة الاحتلال العثماني، وكان من بين أبرز رواد هذه الحركة الشاعر البريطاني لورد بايرون. حيث اعتنق بايرون قضية اليونانيين وأثر في الكثيرين في سبيل خدمتها بل أنه قام بنفسه بحمل السلاح والانخراط في صفوف الثوار، كما أنضم أيضاً للفيلهيلينيين العديد من الأرستقراطيين الأوربيين والأثرياء الأمريكان.

قام هؤلاء بتقديم الكفاح اليوناني ضد العثمانيين للعالم كحرب بين المُثل العليا لليونان العريقة وبين الأتراك القساة، الذين غزوا وقمعوا أحفاد بيركلس وسقراط وأفلاطون. وقام العديد من الفلهيلينيين بالسير على خطا بايرون بالانضمام للثورة، وأصبحوا فيها قادة وأبطال شعبيين. حارب بعضهم بحماس في سبيل النهوض بيونانٍ حديثة، في حين أصيب الكثير منهم بخيبة أمل عندما اكتشفوا الجانب المظلم لقسم من سادة الحرب اليونانيين والذين كان همهم الأول مجدهم الشخصي وجمع النقود، فقد كانوا في حقيقة الأمر مجموعة من القراصنة وقطاع الطرق إلا أنهم صوروا في الأساطير الشعبية كأبطال غيورين على تراب الوطن.

عام 1823 وصل لورد بايرون إلى ميسولونغي ليساهم في المعارك في صف المقاومة، ولكنه مات بعدها بثلاثة شهور ليس بالطريقة الرومانسية التي كان ينشدها في قصائده بل بسبب المرض.

كان لمؤلفات بايرون الأدبية ولأعمال بوجين دولاكروا الفنية الأثر الكبير على الرأي العام الأوروبي، كما أن موت لورد بايرون سبب تعاطفاً واسعاً من قبل الغربيين مع القضية اليونانية.

تدويل الحرب

علم ماني وقد كتب عليه باليونانية "النصر أو الموت"

انحصرت الحرب منذ بدايتها وحتى عام 1825 بين العثمانيين واليونانيين، ولكنها شهدت تغيراً دراماتيكياً في سير أحداثها عندما طلب السلطان محمود الثاني المساعدة من محمد علي أقوى ولاته والذي كان قد جعل من مصر قوة تنافس سلطة العثمانيين أنفسهم. استجاب محمد علي لطلب محمود الثاني وأرسل أسطوله البحري بقيادة ابنه إبراهيم باشا لقمع الثورة اليونانية وفي نفسه الرغبة بأن يحصل في مقابل ذلك على حكم الشام كجائزة له من السلطان.

التدخل المصري

تحت إمرة إبراهيم باشا، باشرت القوات المصرية بغزو اليونان؛ حيث حطت سفنهم في ميثوني وأسقطت مدينة كالاماتا وسوتها مع الأرض، ومع كل التشويش والفوضى التي عمت في المعسكر اليوناني تمكن الجيش المصري من وضع يده على بيلوبونيز، وبعد مقاومة اليونانيين سقطت ميسولونغي أمام جيشه في نيسان/أبريل 1826، بعد ذلك حاول إبراهيم باشا اجتياح نافبليو ولكنه لم يتمكن من نيل مبتغاه فيها، في غضون ذلك كانت القوات المصرية قد تمكنت من اكتساح الريف اليوناني، عندها حول إبراهيم باشا انتباهه للمكان الوحيد الذي كان لا يزال حراً في شبه جزيرة المورة (البيلوبونيز) وهو شبه جزيرة ماني.

القائد المصري إبراهيم باشا قائد حملة محمد علي على اليونان

قام إبراهيم باشا بإرسال مبعوث منه لأهالي ماني يطالبهم بالاستسلام والخضوع لمشيئة السلطان، وإن رفضوا فإنه سيقوم بتدمير أرضهم، ولكن بدلاً من الاستسلام أرسل المانويين له جوابهم التالي:

من يونانيي ماني وبقية اليونانيين المقيمين فيها إلى إبراهيم باشا. لقد تلقينا رسالتك التي حاولت فيها بث الرعب والخوف في نفوسنا قائلاً إنه إن لم نستسلم لك فسوف تقوم بقتل المانويين ونهب ماني، من أجل هذا فها نحن هاهنا ننتظرك وننتظر جيشك. نحن سكان ماني نوقع وننتظرك.


حاول إبراهيم باشا غزو ماني من جهة الشمال الشرقي قرب ألميرو بتاريخ 21 حزيران/يونيو 1826، ولكنه أجبر على التوقف أمام التحصينات المنيعة التي كانت تنتظره في فيرجاس. وهكذا تمكن جيش ماني المؤلف من 2000 مانوي و500 لاجئ يوناني من أنحاء أخرى من صد قوات محمد علي التي ضمت 7000 محارب. حاول إبراهيم باشا اجتياح ماني مجدداً ولكن المانويين تمكنوا من هزيمته مرة أخرى، وقام المانويون بملاحقة جيشه حتى كالاماتا قبل أن يعودوا إلى فيرجاس. كانت تلك المعركة مكلفة جداً لإبراهيم باشا ليس فقط من حيث تكبده خسائر بشرية وصلت لألفين وخمسمائة رجل ولكن لإحباطها خطته بغزو ماني من الشمال، حاول إبراهيم باشا مراراً معاودة غزو ماني ولكنه كان يخفق في كل مرة، وكانت قواته تعاني من خسائر أكثر من تلك التي كانت تحدثها في صفوف اليونانيين.

أما الحصيلة العامة لحملة إبراهيم باشا فقد نجحت القوات المصرية في منح العثمانيين كل ما سيطرت عليه من: شبه جزيرة بيلوبونيس، وميسولونغي، وأثينا في آب/أغسطس 1826، وأكروبوليس في حزيران/يونيو 1827، وهكذا عادت معظم أجزاء اليونان لسلطة العثمانيين بفضل جيش محمد علي.

الأسطول المصري في معركة نافارين للرسام الروسي إيفان إيفازوفسكي

التدخل الأوروبي

أنقذ التدخل الدولي الثورة اليونانية، حيث كانت الدول الأوروبية الكبرى قد قررت ضرورة إقامة دولة يونانية مستقلة، فجمعت اتفاقية لندن (6 تمز/يوليو1827) بين المملكة المتحدة وروسيا وفرنسا في بعث رسالة للعثمانيين مفادها أن تلك الدول تود التدخل بشكل سلمي لتلعب دور الوسيط بين إسطنبول واليونانيين لحل هذه الأزمة.

وكعلامة لإظهار جديتهم قامت كل من بريطانيا وفرنسا وروسيا بإرسال أساطيل حربية قرب سواحل اليونان، ولكن العثمانيون رفضوا التدخل الأجنبي فيما اعتبروه شأن داخلي للسلطنة العثمانية، فقامت أساطيل الحلفاء بتدمير الأسطول المصري والعثماني في خليج نافارين في ما عُرف بمعركة نافارين بتاريخ 20 تشرين الأول/أكتوبر 1827، ومن الممكن اليوم رؤية بقايا السفن الحربية في قاع الخليج. ومع أن معركة نافارين سببت العجز للقوات العثمانية إلا أن الحرب استمرت بعدها، وتعقدت أمورها مع نشوب الحرب الروسية التركية بين عامي (1828 و1829).

فترة ما بعد الحرب وتأسيس المملكة اليونانية

تشكل الدولة اليونانية منذ قيام المملكة عام 1832 وحتى عام 1947

عام 1828 انتخبت الجمعية الوطنية في ترويزين الكونت إيوانيس كابوديسترياس من كورفو كأول حاكم لليونان بعد أن أخرج الجيش المصري-التركي بشكل دائم من شبه جزيرة بيلوبونيس، وكان اليونانيون قد أعلنوا دولتهم كجمهورية.

ولكن في وقت لاحق وُقِّع اتفاق يوناني-تركي محسوم من قبل القوى الأوروبية يقر بقيام مملكة اليونان المستقلة تحت حماية أوروبية وذلك بموافقة السلطان العثماني. وقع ذلك الاتفاق بتاريخ 21 تموز/يوليو 1832 بحضور المبعوث البريطاني السير سترادفورد كانينغ وممثلي بقية الدول الكبرى وسمي (معاهدة القسطنطينية)، خطت بموجب هذه المعاهدة حدود المملكة اليونانية مع السلطنة العثمانية، حيث امتدت الحدود الشمالية كخط وهمي من آرتا إلى فولوس، وأعيد التأكيد عليها في بروتوكول لندن بتاريخ 30 آب/أغسطس 1832 الذي وُضِعَ من قبل الدول العظمى وصُدِّقَ فيه على ترتيب القسطنطينية. ودفع للأتراك مبلغ 40.000.000 ليرة عثمانية كتعويض لهم عن خسارة الأرض اليونانية.

ملك اليونان

بتاريخ 31 آذار/مارس 1833 انسحبت القوات التركية من المواقع التي احتلتها في الأكروبوليس. وبعد أربع سنين من انتخابه كرئيس للجمهورية اغتيل الرئيس كابوديسترياس في مدينة نافبليو العاصمة الجديدة للبلاد.

بعد مضي عام على ذلك اختارت كل من بريطانيا وفرنسا وروسيا الأمير أوتو ابن لودفيغ الأول ملك بافاريا ليكون أول ملك على اليونان، وكان لا يزال حينها في السابعة عشر من عمره.

عام 1834 انتقلت العاصمة إلى أثينا والتي كانت حينها مدينة لعشرة آلاف نسمة، وفي عام 1837 افتتحت جامعة أثينا. أجبر الملك أوتو من قبل العسكر على قبول دستور للمملكة عام 1843. وفي عام 1862 خلعه الجيش عن العرش ونفي مع زوجته أميليا ليستبدل في العام التالي بأمير دانمركي هو كريستيان ويليام فرديناند أدولفوس جورج، الذي أصبح جورج الأول ملك اليونان. وفي عام 1864 تخلت بريطانيا عن الجزر الأيونية لصالح المملكة اليونانية.

مصادر

  1. Caroline Finkel Osman's Dream p.17
  2. Woodhouse, A Story of Modern Greece, 'The Dark Age of Greece (1453–1800)', p. 113, Faber and Faber (1968)
  • الموسوعة البريطانية - Encyclopædia Britannica/War of Greek Independence
  • History of Greece/The Greek Revolution of 1821
  • Kassis, Mani's History", 39.
  • Paroulakis (2000), p. 125.
  • Kassis, Mani's History", 40.
  • Adanir, Fikret (2006). "Semi-autonomous Provincial Forces in the Balkans and Anatolia". In Fleet, Kate; Faroqhi, Suraiya; Kasaba, Reşat (المحررون). The Cambridge History of Turkey. 3. Cambridge University Press.  .
  • Batalas, Achilles (2003). "Send a Thief to Catch a Thief: State-building and the Employment of Irregular Military Formations in Mid-Nineteenth-Century Greece". In Diane E. Davis; Anthony W. Pereira (المحررون). Irregular Armed Forces and Their Role in Politics and State Formation. Cambridge University Press.  .
  • Barker, Philip W. (2008). "Greece". Religious Nationalism in Modern Europe. Taylor & Francis.  .
  • Bisaha, Nancy (2006). "Byzantium and Greek Refugees". Creating East and West. University of Pennsylvania Press.  .
  • Booras, Harris J. (1934). Hellenic Independence and America's Contribution to the Cause. Tuttle. ASIN B-002-2FSTL-I.
  • Bowman, Steven (2004). "The Jews in Greece" ( كتاب إلكتروني PDF ). In Ehrlich, Leonard H.; Bolozky, Shmuel; Rothstein, Robert A.; Schwartz, Murray; Berkovitz, Jay R.; Young, James E. (المحررون). Textures and Meanings: Thirty Years of Judaic Studies at the University of Massachusetts Amherst. University of Massachusetts Amherst.
  • Brewer, David (2003). The Greek War of Independence: The Struggle for Freedom from Ottoman Oppression and the Birth of the Modern Greek Nation. Overlook Press.  .
  • Bridge, F.R.; Bullen, Roger (2005). "Every Nation for Itself". The Great Powers and the European States System 1814–1914. I.B. Tauris.  .
  • Brown, L. Carl (1984). International Politics and the Middle East: Old Rules, Dangerous Game. I.B.Tauris.  .
  • Clogg, Richard (2002) [1992]. A Concise History of Greece (الطبعة Second). Cambridge, UK: Cambridge University Press.  .
  • Dakin, Douglas (1973). The Greek struggle for independence, 1821–1833. University of California Press.  .
  • Dakin, Douglas. "The Origins of the Greek Revolution of 1821." History 37.131 (1952): 228-235. online
  • Clogg, Richard (May 1972). "Review, The Great Church in Captivity:A study of the Patriarchate of Constantinople from the Eve of the turkish Conquest to the Greek War of Independence". Middle Eastern Studies. 8 (2): 247–257. doi:10.1080/00263207208700210.
  • Detorakis, Theocharis (1988). "Η Τουρκοκρατία στην Κρήτη ("Turkish rule in Crete")". In Panagiotakis, Nikolaos M. (المحرر). Crete, History and Civilization (باللغة اليونانية). II. Vikelea Library, Association of Regional Associations of Regional Municipalities. صفحات 333–436.
  • Dodsley, James (1833). Annual Register. University of California. صفحة 910.
  • Frazee, Charles A. (1969). "The Year of Revolution 1821". The Orthodox Church and Independent Greece. CUP Archive.
  • Georgiades–Arnakis, G. (September 1952). "The Greek Church of Constantinople and the Ottoman Empire". The Journal of Modern History. 24 (3): 235–250. doi:10.1086/237518. JSTOR 1875481.
  • Goldstein, Erik (1992). Wars and Peace Treaties, 1816–1991: 1816–1991. Routledge.  .
  • Grenet, Mathieu (2016). La fabrique communautaire. Les Grecs à Venise, Livourne et Marseille, 1770-1840. École française d'Athènes and École française de Rome.  .
  • Hitchins, Keith (1996). "The Beginnings of a Modern State". The Romanians, 1774–1866. Clarendon Press.  .
  • Howarth, David (1976). The Greek Adventure. Atheneum.  .
  • Jelavich, Barbara (1983). History of the Balkans, 18th and 19th centuries. New York: Cambridge University Press.  .
  • Kassis, Kyriakos (1979). Mani's History. Athens: Presoft.
  • Koliopoulos, John S. (1987). Brigands with a Cause: Brigandage and Irredentism in Modern Greece, 1821–1912. Clarendon.  .
  • Koliopoulos, John S.; Veremis, Thanos M. (2004). "A Regime to Suit the Nation". Greece: the Modern Sequel. C. Hurst & Co. Publishers.  .
  • Krimbas, Costas B. (2005). "Greek Auditors in the Courses of Jean Lamarck". The Historical Review. 2: 153–159. مؤرشف من الأصل في 23 يوليو 2011.
  • Mazower, Mark (2004). Salonica, City of Ghosts: Christians, Muslims and Jews, 1430–1950. London: HarperCollins.  .
  • McGregor, Andrew James (2006). "Egypt in the Greek Revolution". A Military History of Modern Egypt. Greenwood Publishing Group.  .
  • Miller, William (1966). "The War of Greek Independence". The Ottoman Empire and Its Successors. Routledge.  .
  • Miller, Marion S. "A 'Liberal International'? Perspectives on Comparative Approaches to the Revolutions in Spain, Italy, and Greece in the 1820s." Mediterranean Studies 2 (1990): 61-67. online
  • Milton, John; Diekhoff, John Siemon (1965). Milton on himself. Cohen & West. صفحة 267. OCLC 359509.
  • Panagiotopoulos, Vassilis, المحرر (2003). History of Modern Hellenism (باللغة اليونانية). III. Athens: Ellinika Grammata.  .
  • Papageorgiou, Stephanos P. "The First Year of Freedom". pp. 53–72.
  • Theodoridis, Georgios K. "A Modern State". pp. 125–142.
  • Tzakis, Dionysis "The Military Events (1822–1824)". pp. 73–102.
  • Paparrigopoulos, Constantine; Karolidis, Pavlos (1925). History of the Hellenic Nation. Athens: Eleftheroudakis.
  • Pizanias, Petros (2011). The Greek revolution of 1821 : a European event.  .
  • Rivlin, Brancha (1988). The Holocaust in Greece. Keterpress Enterprises Jerusalem.
  • Roy, Christian (2005). "Annunciation". Traditional Festivals. ABC-CLIO.  .
  • St. Clair, William (2008). That Greece Might Still Be Free – The Philhellenes in the War of Independence (الطبعة 2nd Edition 2009). Open Book Publishers. doi:10.11647/OBP.0001.  .
  • Stavrianos, L.S. (2000). "Age of Nationalism 1815–1878". The Balkans since 1453. C. Hurst & Co. Publishers.  .
  • Sayyid-Marsot, Afaf Lutfi (1984). "Expansion to what End". Egypt in the Reign of Muhammad Ali. Cambridge University Press.  .
  • Stoianovich, Traian (1960). "The Conquering Balkan Orthodox Merchant". The Journal of Economic History. Cambridge University Press. 20 (2): 234–313. doi:10.1017/S0022050700110447.
  • Svoronos, Nikos (2004). "The Ideology of the Organization and of the Survival of the Nation". The Greek Nation. Polis.  .
  • Svoronos, Nikos G. (1999) [first edition 1972 in French]. History of Modern Greece (باللغة اليونانية). تُرجم بواسطة Aikaterini Asdracha (الطبعة 2007). Athens: Themelio.  .
  • Topping, Peter (June 1961). "Greek Historical Writing on the Period 1453–1914". The Journal of Modern History. 33 (2): 157–173. doi:10.1086/238781.
  • Trudgill, Peter (2000). "Greece and European Turkey". In Barbour, Stephen; Carmichael, Cathie (المحررون). Language and Nationalism in Europe. 3. Oxford University Press.  .
  • Troyat, Henri (1984). Alexander of Russia. St Edmundsbury Press.  .
  • Vacalopoulos, Apostolos E. (1973). History of Macedonia, 1354–1833 (translated by P. Megann). Zeno Publishers.  .
  • Vakalopoulos, Apostolos E. (1974). Ιστορία του νέου ελληνισμού, Τόμος Α′: Αρχές και διαμόρφωσή του (Έκδοση Β′) (باللغة اليونانية). Thessaloniki.
  • Vakalopoulos, Apostolos E. (1976). Ιστορία του νέου ελληνισμού, Τόμος B′: Οι ιστορικές βάσεις της νεοελληνικής κοινωνίας και οικονομίας (Έκδοση Β′) (باللغة اليونانية). Thessaloniki.
  • Vakalopoulos, Apostolos E. (1968). Ιστορία του νέου ελληνισμού, Τόμος Γ′: Τουρκοκρατία 1453–1669 - Οι αγώνες για την πίστη και την ελευθερία (Έκδοση Β′) (باللغة اليونانية). Thessaloniki.
  • Vakalopoulos, Apostolos E. (1973). Ιστορία του νέου ελληνισμού, Τόμος Δ′: Τουρκοκρατία 1669–1812 - Η οικονομική άνοδος και ο φωτισμός του γένους (Έκδοση Β′) (باللغة اليونانية). Thessaloniki.
  • Vakalopoulos, Apostolos E. (1980). Ιστορία του νέου ελληνισμού, Τόμος Ε′: Η Μεγάλη Ελληνική Επανάσταση (1821–1829) - Οι προϋποθέσεις και οι βάσεις της, 1813–1822 (باللغة اليونانية). Thessaloniki.
  • Vakalopoulos, Apostolos E. (1982). Ιστορία του νέου ελληνισμού, Τόμος ΣΤ′: Η Μεγάλη Ελληνική Επανάσταση (1821–1829) - Η εσωτερική κρίση (1822–1825) (باللغة اليونانية). Thessaloniki.
  • Vakalopoulos, Apostolos E. (1986). Ιστορία του νέου ελληνισμού, Τόμος Ζ′: Η Μεγάλη Ελληνική Επανάσταση (1821–1829) - Ο αφρικανικός σιμούν, ή η επιδρομή του Ιμπραήμ στην Ελλάδα (1825–1828) (باللغة اليونانية). Thessaloniki.
  • Vakalopoulos, Apostolos E. (1988). Ιστορία του νέου ελληνισμού, Τόμος Η′: Η Μεγάλη Ελληνική Επανάσταση (1821–1829) - Ιωάννης Καποδίστριας, ή η επώδυνη γένεση του νεοελληνικού κράτους (1828–27 Σεπτ. 1831) (باللغة اليونانية). Thessaloniki: Emm. Sfakianakis & Sons.
  • Vacalopoulos, Apostolos E. (1975). The Greek Nation, 1453–1669: the Cultural and Economic Background of Modern Greek Society. Rutgers University Press.  .
  • Verzijl, Jan Hendrik Willem (1968). International Law in Historical Perspective. VI. Martinus Nijhoff Publishers.  .

وصلات خارجية

موسوعات ذات صلة :