ألبانوفوبيا أو الشعور المعادي للألبان أو رهاب الألبان هو التمييز أو التحامل إزاء الألبان كمجموعة إثنية، يرد وصفه في البلدان ذات التعداد الكبير للألبان كمهاجرين، وخاصةً اليونان وإيطاليا رغم أن هذا الشعور وجد أساسًا في اليونان في فترة ما بعد الشيوعية في ألبانيا عند هروب العديد من المجرمين إلى اليونان.[1][2][3]
استخدم مصطلح مشابه يحمل نفس الدلالة هو معاداة الألبانية في العديد من المصادر على نحو مماثل مع الألبانوفوبيا، رغم أن أوجه التشابه و/أو الاختلافات غير محددة.[4]
المصطلح المعاكس له هو الألبانوفيليا (أُلفة الألبان).
أصوله وأشكاله
صاغت آنا ترياندافيليدو مصطلح «ألبانوفوبيا» في تقرير تحليلي بعنوان العنصرية والتنوع الثقافي في وسائل الإعلام المنشور عام 2002. ولكن، يعود أول استخدام مسجل لهذا المصطلح إلى عام 1982 في مجلة ذا ساوث سلاف، المجلد 8، بواسطة المؤلف الألباني أرشي بيبا. مثّل تقرير ترياندافيليدو المهاجرين الألبان في اليونان وتبعها باحثون آخرون مثل كاريوتيس في اليونان وماي في إيطاليا. استخدمت الصيغة الموصلة «ألبانو-فوبيا» في بعض المراجع (بما في ذلك تقرير ترياندافيليدو)، بنفس المعنى على ما يبدو.[5][6]
ما يزال العديد من المؤلفين مثل ترياندافيليدو وباناك وكاريوتيس يعتبرون أن الصور النمطية الألبانية التي تشكلت وسط تأسيس دولة ألبانية مستقلة، والصور النمطية التي تشكلت نتيجة الهجرات الجماعية من ألبانيا وكوسوفو خلال الثمانينيات والتسعينيات، هي رهاب الألبان ومعاداة الألبان، رغم أنها قد تختلف عن بعضها البعض.
يشير الألبانوفوبيا إلى مجموعة واسعة من المفاهيم التي يمكن تجميعها تقريبًا في فئتين رئيسيتين:
- رهاب الألبان بوصفه رهاب الأجانب - يشير إلى الصور النمطية في البلدان التي يعيش فيها عدد كبير من المهاجرين الألبان مثل اليونان وإيطاليا وسويسرا وألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة.
- رهاب الألبان بوصفه نزعة قومية - يشير إلى الصور النمطية في البلدان التي لديها نزاعات نشطة مع العرق الألباني في المنطقة، ومعظمها من الدول اليوغوسلافية السابقة (مقدونيا الشمالية، صربيا، الجبل الأسود). والفئة الثانية أكثر ميلًا للارتباط بمصطلح معاداة الألبانية.
اليونان
كانت الصورة النمطية للألبان عند البعض في اليونان باعتبارهم مجرمين ومنحطين موضوع دراسة أجراها اتحاد هلسنكي الدولي لحقوق الإنسان (آي إتش إف إتش آر) والمركز الأوروبي لرصد العنصرية وكراهية الأجانب (إي يو إم سي) عام 2001. اعتبرت الدارسة أنه ما يزال هناك تحامل وسوء معاملة للألبان في اليونان. ووفقًا لبيان صادر عن اتحاد هلسنكي الدولي لحقوق الإنسان عام 2002، فإن الألبان هم أكثر المجموعات الإثنية في اليونان الذين يقتلهم مسؤولو إنفاذ القانون اليونانيون. بالإضافة إلى ذلك، اعتبر المركز الأوروبي لرصد العنصرية وكراهية الأجانب الألبان الإثنيين أهدافًا رئيسية للعنصرية. ووجد المركز الأوروبي لرصد العنصرية وكراهية الأجانب أن المهاجرين الألبان غير الشرعيين «يتعرضون لتمييز خطير في التوظيف، خاصةً بدفع الأجور واشتراكات الضمان الاجتماعي». غالبًا ما يسمي اليونانيون الألبان و/أو يدعونهم بازدراء باسم «الأتراك»، الممثل في التعبير «توركالفانوي». يُصنف الألبان في اليونان بأنهم «متوحشون»، في حين يعتبر اليونانيون أنفسهم «متحضرين».[7][8][9][10][11]
تُعتبر وسائل الإعلام اليونانية مسؤولة إلى حد كبير عن البناء الاجتماعي للقوالب النمطية السلبية بتمثليها المجحف للألبان وللإجرام الألباني (انظر المافيا الألبانية)، خلافًا للاعتقاد السائد بأن المجتمع اليوناني ليس كارهًا للأجانب ولا عنصري.[12]
في مارس 2010، خلال إستعراض عسكري رسمي في أثينا، هتف الجنود اليونانيون «إنهم سكوبيون، إنهم ألبان، سنصنع من جلودهم ملابس جديدة ». ردت وزارة الحماية المدنية في اليونان على ذلك بتوقيف ضابط خفر السواحل الذي كان مسؤولًا عن وحدة الإستعراض، وتعهدت باتخاذ إجراءات صارمة ضد أعضاء الفرقة.[13]
إيطاليا
يرتبط الألبانوفوبيا في إيطاليا أساسًا بالمهاجرين الألبان، ولا سيما الشباب البالغين، الذين يُنظر إليهم نمطيًا كمجرمين وتجار مخدرات ومغتصبين. توفر وسائل الإعلام الإيطالية الكثير من المساحة والاهتمام بالجرائم التي يرتكبها الألبان الإثنيون، حتى تلك المفترضة فقط.[14][14][15]
الجبل الأسود
بحلول عام 1942، أصبحت مدينة بار موطناً للعديد من الصرب وغيرهم من اللاجئين الذين أُرغموا على الفرار من كوسوفو والهروب من العنف الذي مارسته الوحدات الألبانية. انضم العديد من هؤلاء إلى القوات الحزبية وشاركوا في أنشطتها في بار.[16]
كان الضحايا مجندين ألبان من كوسوفو، ضغط عليهم الحزبيون اليوغوسلاف للخدمة. جمع هؤلاء الرجال لاحقًا في بريزرين وساروا على الأقدام في ثلاثة أرتال إلى بار، حيث كان من المفترض أن يتلقوا تدريبات قصيرة ويرسلوا بعدها إلى الجبهة. تقدمت المسيرة في سلاسل الجبال الوعرة في كوسوفو والجبل الأسود للوصول إلى وجهتها. ذكر السكان المحليون أن هؤلاء الرجال، الذين ساروا مسافة كبيرة، كانوا «مرهقين» و«بؤساء» عند وصولهم. جُمع لاحقًا رتل الرجال هذا الذي امتد بضعة كيلومترات في باركسو بوليي. وفي مرحلة ما، في بوليي، هاجم ألباني من الرتل أحد الضباط اليوغوسلاف، بوزا دابانوفيتشا، وقتلته. وبعد ذلك بقليل ألقى شخص من الرتل قنبلة مهربة على قائد اللواء. خلق هذا حالة من الذعر بين الحزبيين. أطلق الحراس المراقبون للمجندين النار على الحشد فقتلوا العديد ودفعوا الناجين إلى الفرار إلى الجبال المحيطة. وفي حالة أخرى، جُمع عدة مئات من الألبان في نفق، بالقرب من بار، ثم أُغلق عليهم ما أدى إلى اختناق جميع المحاصرين داخل النفق.[17]
قدرت المصادر اليوغوسلافية عدد الضحايا بـ 400 ضحية بينما رفعت المصادر الألبانية عدد القتلى إلى 2000 ضحية في بار لوحدها. وفقًا للمؤرخ الكرواتي ليوبيكا شتيفان، قتل البارتيزان 1600 ألباني في بار في 1 أبريل بعد حادثة وقعت عند نافورة. وهناك روايات تدعي أن صبية صغار كانوا من بين الضحايا. أشارت مصادر أخرى إلى أن عملية القتل بدأت على الطريق دون سبب واضح، ودعمت ذلك شهادة زوي ثيميلي في محاكمته عام 1949. كان ثيميلي متعاونًا عمل كمسؤول مهم في سيغوريمي، الشرطة السرية الألبانية الشيوعية. بعد المذبحة، غطى النظام الشيوعي اليوغوسلافي الموقع على الفور بالإسمنت وبنى مطارًا فوق المقبرة الجماعية.[18][19][20][21][22]
مقدونيا الشمالية
تصاعدت حدة التوترات العرقية في مقدونيا الشمالية منذ انتهاء الصراع المسلح عام 2001، هاجم جيش التحرير الوطني الألباني الإثنية قوات الأمن في مقدونيا الشمالية لضمان المزيد من الحقوق والحكم الذاتي للأقلية الألبانية الإثنية.
اتُهمت أكاديمية العلوم والفنون المقدونية بالألبانوفوبيا عام 2009 بعد نشرها لأول موسوعة لها، التي زعمت فيها أن التسمية المحلية الألبانية «شقيبتار» تعني «الجبليين» واستخدمتها شعوب البلقان الأخرى أساسًا لوصف الألبان، لكن عندما استخدمها في اللغات السلافية الجنوبية، اعتبرها المجتمع الألباني اسمًا مهينًا. وزعمت الموسوعة أيضًا أن الألبان استقروا المنطقة في القرن السادس عشر. توقف توزيع الموسوعة بعد سلسلة من الاحتجاجات العامة.[23][24][25]
في 12 أبريل 2012 ، قُتل خمسة مدنيين من أصل مقدوني بالرصاص على أيدي إثنيين ألبان حسب المزاعم، في هجوم عُرف باسم جرائم بحيرة سميلكوفتشي. في 16 أبريل 2012، في أعقاب الهجوم، نظم المقدونيون الإثنيون مظاهرة معادية للألبان في إسكوبية حيث سُجل المشاركون وهم يهتفون «الشقيبتار الجيد هو الشقيبتار الميت» و«غرف الغاز للشقيبتار».[26]
وفي 1 مارس 2013 في إسكوبية، احتج حشد من المقدونيين الإثنين على قرار تعيين طلعت شافري، سياسي ألباني الإثنية، وزيرًا للدفاع، أصبحت الاحتجاجات عنيفة عندما بدأ الحشد في إلقاء الحجارة ومهاجمة المارة الألبان وضباط الشرطة على حد سواء. أفادت الشرطة بإصابة ثلاث مدنيين وخمسة ضباط شرطة وإلحاق أضرار كبيرة بالممتلكات الخاصة، رغم إفادة مستشفى المدينة بمعالجة خمسة رجال ألبان مصابين بجروح خطيرة، دخل اثنان منهم وحدة العناية المركزة. أحرق جزء من الحشد العلم الألباني أثناء هذا الاحتجاج.[27]
في الذكرى 108 لمؤتمر ماناستير، تعرض متحف الأبجدية الألبانية في بيتولا للتخريب، وحُطمت النوافذ والأبواب. وضع ملصق يحمل عبارة «الموت للألبان» مع رسم أسد يقطع رؤوس النسر الألباني ذي الرأسين على الأبواب الأمامية للمتحف. بعد أسبوع واحد من هذا الحادث، وفي يوم إعلان الاستقلال الألباني، وضعت رسومات تحمل نفس رسائل الأسبوع السابق على مديرية حديقة بيلستر الوطنية.[28][29]
مقالات ذات صلة
مراجع
- By Russell King, Nicola Mai, Out of Albania: from crisis migration to social inclusion in Italy, pp 114 نسخة محفوظة 5 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
- Georgios Karyotis, Irregular Migration in Greece, pp. 9 نسخة محفوظة 9 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
- By Russell King, Nicola Mai, Out of Albania: from crisis migration to social inclusion in Italy, pp 21 نسخة محفوظة 5 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
- By Michael Mandelbaum, The new European diasporas: national minorities and conflict in Eastern Europe, 234 نسخة محفوظة 17 فبراير 2017 على موقع واي باك مشين.
- The South Slav journal, Volume 8 page 21, Arshi Pipa (1982). نسخة محفوظة 5 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
- By Anna Triandafyllidou, Racism and Cultural Diversity In the Mass Media, Robert Schuman Centre, European University Institute, pp. 149 نسخة محفوظة 27 فبراير 2012 على موقع واي باك مشين.
- United Nations High Commissioner for Refugees. "Refworld - Greece: Treatment of ethnic Albanians". Refworld. مؤرشف من الأصل في 10 أكتوبر 201209 مايو 2015.
- (EUMC Nov. 2001, 25, 38 n. 85)
- Millas, Iraklis (2006). "Tourkokratia: History and the image of Turks in Greek literature." South European Society & Politics. 11. (1): 50. "The 'timeless' existence of the Other (and the interrelation of the Self with this Other) is secured by the name used to define him or her. Greeks often name as 'Turks' various states and groups—such as the Seljuks, the Ottomans, even the Albanians (Turkalvanoi)".
- Megalommatis, M. Cosmas (1994). Turkish-Greek Relations and the Balkans: A Historian's Evaluation of Today's Problems. Cyprus Foundation. p. 28. "Muslim Albanians have been called "Turkalvanoi" in Greek, and this is pejorative."
- Nitsiakos, Vassilis (2010). On the border: Transborder mobility, ethnic groups and boundaries along the Albanian-Greek frontier. LIT Verlag. p. 65. "The few exchanges also bear the imprint of the above structural asymmetry and reflect the level of development of the two countries. While mainly agricultural and dairy products (drugs and weapons are a separate chapter) flow in from Albania, mostly uncontrollably, from Greece to Albania we have, in addition to money, a flow of a great gamut of material goods and products, from simple items of everyday use and consumption, to electrical equipment and cars. One may say that, whereas Albanian products represent "nature", Greek ones represent "civilization", a dichotomy that characterises the differences of the two groups from the point of view of the Greeks: Albanians are classified as "savage", while Greeks as "civilized", a fact that expresses, of course, the general racist attitude of the Greeks."
- Diversity and equality for Europe Annual Report 2000. European Monitoring Centre of Racism and Xenophobia, p. 38 نسخة محفوظة 1 أكتوبر 2011 على موقع واي باك مشين.
- "Greek soldiers chant anti-Turkish-Albanian slogans at military parade - Balkans - Worldbulletin News". World Bulletin. مؤرشف من الأصل في 6 يناير 202009 مايو 2015.
- King, Russell; Mai, Nicola (2009). "Italophilia meets Albanophobia: Paradoxes of asymmetric assimilation and identity processes among Albanian immigrants in Italy". Ethnic and Racial Studies (Submitted manuscript). 32: 117–138. doi:10.1080/01419870802245034. مؤرشف من الأصل في 8 أكتوبر 2018.
- King, Russell; Mai, Nicola (2008). Out of Albania. . مؤرشف من الأصل في 9 أبريل 202009 مايو 2015.
- "Željko Milović-DRUGI SVJETSKI RAT". Montenengrina Digitalna Biblioteka. مؤرشف من الأصل في 12 مايو 2019.
- Miranda Vickers. The Albanians: A Modern History. I.B.Tauris. مؤرشف من الأصل في 5 يناير 2020.
- "Massive Grave of Albanian Victims of Tivari Massacre uncovered". Albanian Telegraphic Agency. 19 September 1996. مؤرشف من الأصل في 13 نوفمبر 201831 أغسطس 2012.
- Ljubica Štefan (1999). Mitovi i zatajena povijest. K. Krešimir. . مؤرشف من الأصل في 5 يناير 2020.
- Bytyci, Enver (2015). Coercive Diplomacy of NATO in Kosovo. Newcastle upon Tyne: Cambridge Scholars Publishing. صفحة 12. .
- Fevziu, Blendi (2016-02-01). Enver Hoxha: The Iron Fist of Albania (باللغة الإنجليزية). London: I.B.Tauris. . مؤرشف من الأصل في 7 يناير 2020.
- Pearson, Owen (2004). Albania in the Twentieth Century, A History: Volume III: Albania as Dictatorship and Democracy, 1945-99. London: I.B.Tauris. صفحة 343. .
- "B92 - News - Macedonian encyclopedia pulled from shelves". B92. مؤرشف من الأصل في 13 ديسمبر 201309 مايو 2015.
- Rashidi, Nazim. "Dënohet Enciklopedia maqedonase". BBC. مؤرشف من الأصل في 19 ديسمبر 201528 نوفمبر 2012.
- "Macedonian Encyclopedia Sparks Balkan Ethnic Row". RadioFreeEurope/RadioLiberty. مؤرشف من الأصل في 4 مارس 201609 مايو 2015.
- Përleshje mes policisë dhe protestuesve në Shkup. YouTube. 16 April 2012. مؤرشف من الأصل في 18 يوليو 201409 مايو 2015.
- "Приведени неколкумина учесници во инцидентот пред Влада". Puls 24. مؤرشف من الأصل في 2 مارس 20132 مارس 2013.
- "ХУЛИГАНИ ГО ДЕМОЛИРАА МУЗЕЈОТ НА АЛБАНСКАТА АЗБУКА". 21TV. مؤرشف من الأصل في 23 نوفمبر 201622 نوفمبر 2016.
- "KËRCËNIM NË FESTËN E FLAMURIT 'VDEKJE SHQIPTARËVE". TV-21. مؤرشف من الأصل في 28 نوفمبر 201628 نوفمبر 2016.