الرئيسيةعريقبحث

أمين يكن


☰ جدول المحتويات


(أمين بن عبد الرحمن يكن)، (1937-16 ديسمبر1999) من أعلام جماعة الإخوان المسلمين في سورية وقادتها البارزين، نائب المراقب العام للجماعة، وقعت على عاتقه قيادة الجماعة في سورية خلال الفترة الممتدة من عام 1963 ولغاية عام 1975، تعرض للملاحقة والاعتقال والاغتراب خلال حياته السياسية، لعب دوراً هاماً في محاولات التهدئة بين النظام السوري و الإخوان المسلمين في سورية في نهاية السبعينيات و في نهاية التسعينات من القرن العشرين، ونجم عن وساطته إطلاق سراح عدد كبير جداً من المعتقلين السياسيين من جماعة الإخوان المسلمين ومن عناصر الطليعة المقاتلة للإخوان المسلمين، تم اغتياله من قبل جهة مجهولة.

أمين يكن
معلومات شخصية
تاريخ الميلاد سنة 1937 
تاريخ الوفاة سنة 1999 (61–62 سنة) 
الحزب الإخوان المسلمون في سوريا 

الشيخ الشهيد أمين يكن (أبو عابد)(*)

توطئة

إن المتابع لتاريخ الإخوان المسلمين في سورية خلال الفترة الممتدة من عام1963إلى عام 1975التي تسلّم في بدايتها قيادة الجماعة الأستاذ عصام العطار "حفظه الله" ثم غادر سورية بعد مدةٍ وجيزة واستقر في ألمانيا، وانتهت بتسليم القيادة للأستاذ عدنان سعد الدين "رحمه الله"، يجد أن الجماعة خلال هذه الفترة قد انتظمت وكبرت وازداد أعضاؤها واتسعت دائرة نشاطها على الرغم من كل ظروف الحظر والملاحقة والتضييق عليها، وكان تنظيمهايتطور لولبياً في حركة مبصرة، ويتقدم من موقع إلى آخر وفق رؤية تستهدف بناء الفرد المسلم، والأسرة المسلمة، والمجتمع المسلم. ويجد أن هناك من كان يقود الجماعة خلال هذه المرحلة السرّية ويعمل على بنائها بناءً قوياً متماسكاً خلال ما يزيد على عقد من الزمن، وصفه بعض الأوفياء المخلصين من رجال الجماعة أنه (كان يعمل لوحده سراً عمل كتيبةٍ من الرجال الأشداء)(30).. وقال فيه أحد الإخوة الأبرار أنه (لاذ بالصمت.. وعمل بصمت.. وحبّب إلى غيره الصمت)(17)..وأنه (لم يكن شغوفاً بالمنصب والسلطة بل شغفه بالتأسيس ورفع البناء، وكان يعتقد أن زيادة سطر في سوية البناء تستحق الكثير من التضحية والجهد، وكان رحمه الله كثير التحذير من الأعمال الانفعالية، وردود الفعل العاطفية)(1)..وأنه (وضع الأسس المتينة والراسخة لتنظيم إسلامي قوي الدعائم، واضح الأهداف محدد الأساليب والآليات، وقداستطاع خلال عشر سنوات، مع إخوانه، أن يبني تنظيماً قوياً في ظروف شديدة القسوة يخيّم فيها الاستبدادعلى القطرمن أدناه إلى أقصاه)(1)..وقال فيه أحد قادة الجماعة أنه (رجلٌ فحلٌ من فحول جماعة الإخوان، كان صادقاً وشجاعاً وصريحاً..)(27) .. وشهد فيه أحد أعلام الجماعة (أشهد وقدكَتَبَ الله لي أن أعاصركل قادة الجماعة وكل مراقبيها العامين حتى اليوم من عام2010،وأن أتعاون معهم، وأن أكون قريباً منهم، بدءاً من شيخنا السباعي"رضوان الله عليه" أشهد أن الأخ أباعابد كان قائداً مميَّــــــزاً..قادالعمل في سورية بكفاءةٍ عالية، وعقليةٍ منظَّمة مبدعة..تابعَ وبكفاءة عالية قيادة الجماعة في أخطر المراحل وفي مواجهة أخطر التحديات)(3)..إنه الشيخ الشهيد أمين يكن "رحمه الله تعالى"..

نشأته وسماته الشخصية

ولد الشيخ الشهيد (أبو عابد) أمين بن عبد الرحمن يكن عام 1937في مدينة حلب في سورية من أسرة حلبية عريقة، ونسبة (يكن) تؤكد أن أسرته على صلة قرابة وثيقة بالسلاطين العثمانيين. كانت ولادته ونشأته في قناق (قصر) آل يكن في حي باب النصر قرب المدرسة العثمانية في حلب، وهي مدرسة كبيرة وشهيرة أنشأهاجدّه الوزير عثمان باشا يكن (والي دمشق ثم حلب ثم مصر وأخيراً مشيخة الحرم المكّي) وتعدّ أوقافها من أضخم الأوقاف الإسلامية في سورية.(1)(26) نشأ وترعرع في كنف عائلة ثرية والتحق بمعهد حلب العلمي(الكلّية الأميركية) ورغم ذلك التزم بالسلوك الإسلامي وانتسب للحركة الإسلامية، كان مؤثراً بزملائه مقرباً من أساتذته، واستطاع إقناع الإدراة أن تخصّص مكان لمسجد في المدرسة، كما استطاع أن يقنع مديرية المعارف باستبدال كتاب التاريخ الذي اكتشف فيه ورود فقرة باللغة الإنكليزية تقول أن "فلسطين هي الموطن الأصلي لليهود"، مما يدل على وعيه السياسي منذ صغره، تابع دراسته الجامعية في كلية الحقوق بجامعة دمشق.(19)(25) أورد الأستاذ محمد فاروق البطل تحت عنوان (من ذكرياتي مع الأخ القائد الشهيد أمين يكن):"أنه كان شاباً جميل الطلعة، حلو البسمة، بادي الرجولة، فارساً، حصيفاً، صاحب حجة ورأي، قوي الشخصية، يملك حقاً مقوِمات القيادة، ملتزِماً بالإسلام بكل صرامة، لم يكن على استعداد أن يساوم عليه، حتى لمن كان أقرب الناس إليه...وأشهد أن التزامه بالإسلام خُلُقاً وسلوكاً ودعوةً وحركةً جاء في وقت مبكر من حياته مذ كان يافع الصبا"(3)

انتسابه إلى جماعة الإخوان المسلمين

انتسب الشاب أمين يكن منذ فتوته الأولى، ستة عشر عاماً، إلى جماعة الإخوان المسلمين، وانخرط في العمل الدعوي على جميع المحاور، وقدّمه تميّزه بالجدية والحزم والذكاء على المستويين التنظيمي والعام إلى مواقع متقدمة في الجماعة وجمع حوله ثلّة متميزة من الشباب الواعي من أبناء المدينة وأبناء الريف شكلت نواة لتكتلٍ إخوانيٍ في غاية التنظيم.(1)(25)

موقفه من الوحدة مع مصر

كان موقفه وموقف قيادات الجماعة مؤيداً لقيام الوحدة مع مصر ووافقوا على حلّ الجماعة لقيام الوحدة، واقترح البعض أن يقوم الإخوان السوريين بالتهليل والاحتفال مع المحتفلين بقدوم عبد الناصر، وهذا ما رفضه أمين يكن بكل وضوح قائلاً (نحن مع الوحدة، ولكن لم تجفّ بعدْ دماء إخواننا في مصر حتى نهلل ونحتفل بقدوم عبد الناصر!) وهذا يعبّر عن مدى شعوره بآلام إخوانه في مصر، كما أن الأستاذ أمين يكن حافظ على صلته ولقاءاته مع أفراد الجماعة في إطار اجتماعي شخصي بعيد عن الإطار التنظيمي خلال فترة الوحدة خوفاً منه على تفرق لُحمة الجماعة.(23)

نجاحه في انتخابات الاتحاد القومي

شارك المرحوم أمين يكن في عهد الوحدة بانتخابات الاتحاد القومي عام 1958، وله من العمر واحد وعشرون عاماً، ونجح فيها ليكون أصغر شاب ينجح في انتخابات عامة، مزاحماً بذلك الكثير من الشخصيات السياسية والاجتماعية. ولقد ساعده على هذا النجاح انتماؤه الإسلامي، حيث كانت الحركة الإسلامية في حلب ذات ثقل نوعي إضافةً إلى تميزه ونبوغه وموقع أسرته الاجتماعي.(1)

تسلّمه أمانة سر مجلس الشورى ثم رئاسة مركز حلب للجماعة

لما تميّز به الشاب أمين يكن من وعي وحُسن تدبير، وما يحمله من صفات شخصية، ولاندماجه التام مع القيادات والقواعد في الجماعة، فقد تم انتخابه لعضوية مجلس شورى الجماعة في سورية، وتسلّم أمانة سرّ هذا المجلس الذي يعتبر المجلس الأهم في بنية الجماعة والناظم لإيقاع النشاط الحركي لها.ثم ما لبث أن تسلّم رئاسة مركز حلب للجماعة وهو المركز الأكبر على مستوى القطر، وبدأ الإعداد والتنظيم فازدادت أعداد المنتسبين للجماعة بشكل ملفت تلك الفترة و بإشراف مباشر منه.(25) أورد الأستاذ محمد فاروق البطل في معرض ما نشره عن تلك الفترة تحت عنوان (تحية الوفاء): "فالفضل بعد الله يعود إلى الأخ الحبيب، القائد الشهيد، الفقيد الغالي الأستاذ أبي عابد أمين يكن رحمه الله تعالى وأجزل مثوبته، فقد كان أعرَفَ بالرجال مني، كان ذكياً نابهاً، صاحب فَراسة، بعيد النظر، يسبُر أغوار إخوانه، ويكتشف مواهبهم وطاقاتهم، ويَسنُدُ كل مهمة لِمَن يعتقد أنه أهل لها، بحكم مسؤوليته عن مركز حلب... وبحُسْن ظنه بي... أوكل إليَّ إدارة دورة الموجهين أوائل السبعينات.. كان الأخ أبو عابد طيَّب الله ثراه هو الذي يرشح لي عناصر الدورة مِمَّن ينتقيهم بقوة فراسته، وبُعدِ نظره، وإحاطته علماً بكفاءات إخوانه الشباب. وقد أسعدني بترشيح مجموعة من الإخوة الشباب، أذكر منهم: الأخ الأستاذ زهير سالم أبو الطيب، والأخ د.المكانسي، والأخ العالم الشهيد الشيخ عثمان جمال، والأخ الشهيد الأستاذ مهتدي كسحة، والأخ المهندس محمد نور سويد، والأخ الأستاذ عبد السلام قاوجي، والأخ الدكتور عبد المنان علو، والأخ البروفيسور الدكتور محمود نحاس وغيرهم كثير... رحم الله مَن مضى منهم إلى ربه شهيداً عزيزاً، وحفظ الله مَن بقي.."(2)>

تسلّم الأستاذ أمين يكن زمام قيادة الجماعة من 1963-1975

بعد انقلاب الثامن من آذار عام 1963، واستلام حزب البعث السلطة وإعلان الحرب على جميع القوى السياسية المخالفة، وبشكل أخص القوى الإسلامية، توجهت جماعة الإخوان المسلمين إلى إعادة تنظيم صفوف أبنائها على أسس جديدة تتلاءم مع طبيعة المرحلة. وقد أدت سياسات القمع تلك إلى انسحاب الكثير من القيادات التقليدية إلى الظل، ليحتل المواقع المتقدمة قيادات شابة. وقد كان المرحوم أمين من هذه القيادات حيث وصل إلى موقع نائب المراقب العام بما ناله من ثقة وإعجاب قيادات الجماعة، وعلى رأسهم الشيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله، الذي كان يرى فيه انموذجاً للداعية العامل، ويضع فيه قدراً كبيراً من الثقة. بدأ المرحوم أمين مع حداثة السن يضع الأسس المتينة والراسخة لتنظيم إسلامي قوي الدعائم، واضح الأهداف محدد الأساليب والآليات. وقد استطاع خلال عشر سنوات، مع إخوانه، أن يبني تنظيماً قوياً في ظروف شديدة القسوة يخيّم فيها الاستبداد على القطر من أدناه إلى أقصاه. كان المرحوم (أمين) نائباً للمراقب العام للجماعة، وقد اضطر المراقب العام بسبب الظروف السياسية المشار إليها، وبسبب استهدافه وسائر القيادات السياسية التقليدية إلى مغادرة القطر إلى لبنان ومن ثم إلى ألمانيا حيث استقر هناك، وكان لهذا الوضع الاستثنائي دور في إلقاء كامل العبء على كاهل الشاب الذي احتل موقع نائب المراقب العام، وقام بحقه خير قيام.(1)

دوره في الانتقال من العمل المعوّم إلى المنظّم في أقسى المراحل السريّة

بينّ الأستاذ زهير سالم في معرض كتابته عن الأستاذ أمين يكن في تلك المرحلة "أن دراسة تجربة البناء التنظيمي في جماعة الإخوان المسلمين خلال عشر سنوات من الفترة 1963 - 1973، تشير إلى عمق التخطيط وحسن الإدارة والوعي المبصر الذي كان يتمتع به أبو عابد رحمه الله تعالى، فإذا كان الشيخ مصطفى السباعي رحمه الله تعالى، قد أسس الجماعة مع الرعيل الأول في الأربعينات في مناخ حرّ ومفتوح فإن ما قام به أبو عابد مع إخوانه منذ1963هوإعادة تأسيس بالمعنى الدقيق للكلمة".(1) وأضاف:"أنه في فترة الانفصال كانت مرحلة للعمل المعوّم الذي يعتمد على الجماهير العريضة، فكانت الجماعة تثبت وجودها بقوة من خلال تيارها العريض في الشارع السوري، وبقوة شخصياتها القيادية، التي كانت تصول وتجول في الساحة بقواها الذاتية، وبقواعدها الجماهيرية، دون أن يكون للجماعة بناء تنظيمي حقيقي مترابط على النحو الذي أنجزه فيما بعد المرحوم أمين فيما عرف بالمرحلة السرية. وكانت المرحلة السرية كما كان المرحوم أمين يكن يؤكد في جميع لقاءاته مع الكوادر الإخوانية ضرورةً اقتضتها الظروف الطارئة، وليست مرحلة طبيعية في مسيرة الحياة الدعوية، كما فهم البعض أخذاً من ابتداء الرسول صلى الله عليه وسلم عهده بمرحلة سرية !!"(1) وعن هذه المرحلة (التنظيمية السرّية التي قادها الأستاذ أمين يكن) كتب الأستاذ محمد فاروق البطل: وكان الذي فعله الأخ أبوعابد تنفيذاً لهذه المهمة أنه كان يلتقي وجوه أعضاء المركز والناشطين فيهم، يلتقي كل واحد منهم على انفراد، يسأله عمَّن يرشحه من إخوانه لقيادة العمل في هذه المرحلة السرية، ثم يسأله عن عمل الأخ المرشح، وعن صفاته ومؤهلاته، ويلتقي شخصاً بعد آخر على هذا النحو... وفي النهاية يختار للإدارة، بعدموافقة المكتب التنفيذي، مَن توفرت فيه الكفاءات القيادية من خلال شهادات الأكثرية مِمَّن التقاهم أو سألهم، طبعاً لجأ الأخ أبوعابد لهذه الطريقة ضرورة، حيث لم يكن من الممكن إجراء الانتخابات في تلك المرحلة السريَّة الخطيرة. وأشهد أن هذه الطريقة الحكيمة حافظت على وحدة المركز و أمْنِه، ووفَّرت قيادات شابة وجديدة، وذات كفاءة عالية وغير مكشوفة. وعلى مستوى مركز حلب أشهد أنني و رغم أنني كنت مِمَّن استُشير، وكنتُ عضواً في الإدارة السابقة، وعضواً في مجلس الشورى -كماقدمت- مضت سنوات وأنا لا أعرف مَن هو المسؤول؟ أومن هي الإدارة المختارة والقائمة بالعمل؟. لكنني كنت أشعر أن العمل منتظِم، والنشاط منضبِط، وأدعو لإخواني بالتوفيق في ظهرالغيب، كنت أتعامل معهم من خلال البريد المنضبِط وارداً و صادراً.. هذا الذي فعله الأخ أبوعابد مجتهِداً في تحقيق الصالح العام، وحفظ أمن الجماعة، و تجديد فعالياتها!!!"(4) وهذا ما أكّد عليه الأستاذ زهير سالم عن تلك المرحلة بقوله أن" المرحوم أمين يكن استطاع مع بقية إخوانه، وبروح الفريق الفاعل، أن يبنوا تنظيماً قوياً متماسكاً على أسس شرعية و علمية و إدارية دقيقة، وكان هذا التنظيم رغم سريته يفرض نفسه على الساحة السورية، كان مسبار قوته التجارب الانتخابية، و (الهَبّات) الشعبية التي كانت تقوم بين الحين والآخر للاحتجاج على بعض التصرفات الشاذة التي كانت تقدم عليها السلطة، فيعلن الإضراب العام أكثر من مرة في المدن السورية الكبرى بتوجيه الجماعة و نداءاتها لأبناء الشعب السوري الذي لم يجبن يوماً عن الانتصار لدينه وعقيدته ووطنه !!" وتابع: "أنه في هذه الفترة (التي يقودها المرحوم أ مين يكن) كان التنظيم يتطور لولبياً في حركة مبصرة، و يتقدم من موقع إلى آخر وفق رؤية تستهدف بناء الفرد المسلم، والأسرة المسلمة، والمجتمع المسلم. فلم يكن المرحوم أمين شغوفاً (بالمنصب) و(السلطة) بل شغفه بالتأسيس ورفعا لبناء، وكان يعتقدأن زيادة سطر في سوية البناء تستحق الكثير من التضحية و الجهد، وكان رحمه الله كثير التحذير من الأعمال الانفعالية، وردود الفعل العاطفية، التي تتمظهر بمظهر القوة أحياناً وهي إلى النزق وقلة الصبر أقرب".(1)

إعادة تشكيل الإدارات بالاعتماد على الشباب

وعن هذا الجانب كتب الأستاذ محمد فاروق البطل: "أسمح لنفسي من باب التأريخ أن أذكر بعض المواقف التي تشهد للأخ أمين برجاحة العقل، وسداد التفكير، وبُعْد النظر، والحكمة في إدارة الأمور، مع جرأة نادرة، وشجاعة فائقة.. ومنها تشكيل الإدارات في مختلف مدن سورية.. لقد كان من الحكمة بمكان أن يفكر الأخ أبو عابد بإعادة تشكيل الإدارات تجديداً لها، وإدخالاً لعنصر الشباب، ذلك أنه في المرحلة السرية التي اضطرت الجماعة للجوء إليها، لم يكن مناسباً أن يكون على رأس الإدارات الإخوة المشهورون، والمعلَنون، لكونهم مكشوفين، تسهل مراقبتهم ومحاصرتهم واختراقهم.(4)

الخلاف وانقسام الجماعة

من أهم أسباب الخلاف الذي حصل بين الأستاذ أمين يكن والأستاذ عصام العطار هو مغادرة الأستاذ العطار لسورية عام 1963 بعد تسميته مراقباً عاماً بفترة وجيزة في ظروف أحوج ما تكون فيها الجماعة للمراقب العام، واصطحب معه كامل ملفّات الجماعة، وفسّر البعض موقف الأستاذ العطار أن طبيعته الشعبوية لاتنسجم مع المرحلة السرية التي تمر بها الجماعة، ومن أسباب الخلاف أيضاً موافقة الأستاذ العطار على دخول الجماعة في العمل المسلح دون الرجوع لرأي القادة على الأرض في سورية وعلى رأسهم الأستاذ يكن الذي رفض هذا الأمر بشكل قاطع.(23)(25) وقال الأستاذ عدنان سعد الدين أن بعض الإخوان قد أخذ على الأستاذ عصام بما فيه أعضاء المكتب التنفيذي الذي كان رئيساً له، أنه يتجاوز المؤسسات الاخوانية لقيادة شعبية يكون هو على رأسها.(27) ويعتبر الشيخ سعيد حوى أن هذا الانقسام قد جاء على خلفية الخلاف على عدة مسائل منها: مسألة السرّية والعلنية للجماعة، وما موقف الجماعة من مسألة تسليح الجماعة وتدريب كوادرها عسكرياً، وأخيراً حصل خلافٌ بين المراقب العام الأخ عصام العطّار الذي يعيش في ألمانيا ونائبه الأخ أمين يكن الموجود في حلب حول الفكرة التي طرحها الشيخ مروان حديد وقبِلها العطّار وهي موضوع مشاركة التنظيم السوري في معسكرات فتح الفدائية في الأردن والتي رفضها الأخ أمين يكن جملةً وتفصيلاً.(14)

اعتقاله عام 1969

في عام 1969، اعتقل المرحوم أمين في حلب، نتيجة انكشاف حلقة من حلقات التنظيم في مدينة إدلب.. وقادت التحقيقات أجهزة الأمن إلى رأس التنظيم المرحوم أمين يكن. في المعتقل لاقى المرحوم من التعذيب، ما نسأل الله سبحانه وتعالى أن يكتبه في صفحات حسناته، وكان من الممكن لو ضعف، أن يفدي نفسه بالاعتراف على بعض إخوانه، وكان اعترافه سيمثل انهياراً كاملاً للتنظيم في حينها إذ كانت جميع الأوراق بيده، ولكنه صبر صبر الرجال، حتى يئس المحققون الذين أمعنوا في تعذيبه، من أن يحصلوا منه على شيء، فخرج من السجن ليعود إلى موقعه في قيادة الجماعة بهمة عالية وروح متسامية.(1) وهذا ما أكد عليه عبد الغني سعداوي (محافظ حلب حينها) في معرض حديثه عن الأستاذ أمين يكن أن سبعة من خيرة الضباط والمحققين في الشعبة السياسية قد تفرّغوا للتحقيق معه فور اعتقاله ولعدة أشهر فلم يستطيعوا أن يحصلوا منه على أي معلومة تفيدهم.(7)

ملاحقته ونجاته سنة 1973

ومما كتبه الأستاذ محمد فاروق البطل عن هذه الحادثة: "كان الأخ أبو عابد مستودع أسرار الجماعة ومعلوماتها، وتشكيلاتها، وكان يعلم أنه لو فوجئ باعتقال أو تفتيش من قبل أجهزة الأمن التي كانت ترصد حركاته، وتراقب كل داخل عليه، وتتابعه في كل خطوة، لتكشفت أسرار ومعلومات وأسماء، لذلك كان دائم الحذر واليقظة والاحتياط...وفعلاً تعرضت الجماعة لهزة أخرى عندما انكشفت فيها بعض القيادات هذه المرة في مدينة دمشق، وقادت التحقيقات إلى أبي عابد مرة أخرى.. فدوهم بيته وأطلقوا عليه الرصاص لقتله فلم يتمكنوا منه ويشاء الله سبحانه أن يقع على سياج حديدي ذي سهام، فاخترقت لحمه ونزف دمه فذهب في جنح الليل لأحد إخوانه الأطباء الجراحين، وسرعان ما نقله إلى مستشفى خاص ليعالَج بشكل سري، بعيداً عن أعين المخابرات، لقد استطاع بجرأته أن يفلت من الاعتقال وينجو من محاولة اغتياله أثناء ملاحقته بالشجاعة الفائقة التي منحه الله إياها، وبالفروسية النشطة التي اكتسبها، وبالخوف على الجماعة التي يحمل مسؤوليتها آنئذ، ولكن الله سلَّمه وسلَّم الجماعة، وصان أمنها وأمن شبابها، ولعل الله سبحانه قد ادَّخر له بقية من العمر ليخدم الجماعة من جديد، وينهض بالمسؤولية من جديد، وكان ذلك بالفعل حين تحقق شيء من الانفراج والإفراج عن المئات من الإخوان المعتقلين".(4) توارى أبو عابد لفترة طويلة، كان خلالها يمارس مسؤولياته على خير وجه.. كما كان يتابع المعركة الانتخابية لمجلس الشعب السوري وهو متواري عن الأنظار لدعم الوجوه الإسلامية التي تخوض هذه الانتخابات وفي مقدمتهم الدكتور إبراهيم السلقيني.. وكان يعيش حالة من تضييق الخناق عليه من الأجهزة الأمنية ومداهمات شبه يومية لبيوت أقربائه وأصحابه بحثاً عنه.. فهو من المطلوبين الأوائل للسلطة التي حكمت عليه بالإعدام لقيادته جماعة الإخوان المسلمين المحظورة ولما له من دور في امتداد الجماعة تنظيمياً في جميع أنحاء سورية.(23)(16)

مغادرته سورية وحياته في المهجر

اضطر أبو عابد أخيراً أن يغادر سورية.. وكانت مغادرته في غاية الخطورة في وقت كانت القبضة الأمنية على أشدّها.. ولكن قيّض الله له مجموعة من الشباب المخلصين رافقوه وأعانوه على ذلك عن طريق لبنان وبعون مباشر من الداعية فتحي يكن مؤسس الجماعة الإسلامية في لبنان وأمينها العام.(23) وهذه محنته الأخرى في ديار الغربة في لبنان حيث لا عمل، ولا مورد، ولا أسرة، تاركاً وراءه أمه وزوجته وأولاده الصغار، ومزرعته التي هي مصدر عيشه وعيش أسرته... وأثقلته الديون وعانى آلام الغربة والعزلة والقلق، لكن بقيت الجماعة في قلبه وعقله واهتمامه.(4) كان يزوره في بيته في لبنان الشيخ عبد الفتاح أبو غدة والدكتور محمد علي الهاشمي والأستاذ عادل كنعان والأستاذ فوزي حمد وغيرهم، كما كان هناك زيارات متبادلة مع الدكتور ناظم القدسي والأستاذ رشدي كيخيا لما تربطه بهما من علاقات قديمة، وكذلك مع قيادات الجماعة الإسلامية في لبنان وغيرهم من روّاد الحركات الإسلامية في فلسطين ومصر والأردن والعراق والسودان لما تربطه بهم من علاقات تنظيمية قديمة على مستوى العالم العربي..(24) في عام 1975وبعد فترة من الملاحقة والاغتراب آثر الأخ أمين يكن الابتعاد عن الساحة السياسية والسعي للعودة إلى سورية، فدعى كل من الأستاذ عبد الفتاح أبو غدة والأستاذ عادل كنعان والأستاذ فوزي حمد والأستاذ عدنان سعد الدين والدكتور الهاشمي وغيرهم من قيادات الجماعة إلى بيته في بيروت لاختيار مراقب عام للجماعة لتعذر استمراره بقيادة الجماعة داخل سورية كونه أصبح معروفاً للسلطة، ورتب الأمور ليستلم الأستاذ عبد الفتاح أبو غدة موقع المراقب العام للجماعة، إلا أن الأستاذ أبو غدة اعتذر في اللحظة الأخيرة رغبةً منه بالتفرغ للأعمال العلمية والتأليف فتسلّم القيادة الأستاذ عدنان سعد الدين.(24)(27)

عودته إلى سورية

في أواخر عام 1976 وبالتنسيق التام مع القيادات الإخوانية، عاد أبو عابد سراً إلى سورية وتوارى عن الأنظار وبدأ السعي لإغلاق ملفّه لدى السلطة ودفع بالأعيان من أقرباءه وأصدقائه للتوسط لدى القيادة السورية لإجراء تسوية لوضعه على اعتباره قرر أن يعتزل العمل السياسي، فتم الوعد بالموافقة شريطة وضعه قيد الإقامة الجبرية، ودرس ملفّه الرئيس حافظ الأسد شخصياً ثم أصدر قرار العفو الذي وعد به شريطة اعتزاله العمل السياسي، وعاد أبو عابد إلى حلب وسط احتفاء شعبي كبير في حلب وريفها دام قرابة الشهر.. وقد وفي المرحوم بشرط عودته فلم يتسلم أي موقع تنظيمي مباشر أو غير مباشر، ولكن ظلت عينه على البناء الذي أشرف على بنائه، وقلبه يخفق بحب إخوانه ودعوته.(23)(27)

رفضه تورط الجماعة في العنف والعمل المسلح

لقدحصّن المرحوم أمين يكن و من معه من قيادات الصف الأول الجماعةَ خلال عقد و أكثر، بما كانوا يتمتعون به من بصيرة و حزم و رؤية سياسية بعيدة المدى، في مواجهة دعوات جانبية كان يحملها أشخاص يعيشون على الهامش و يحاولون زج الجماعة في معارك لم تكن قطّ من رؤيتها و لا من منهجها منذ تأسست على يد الدكتور السباعي رحمه الله.(1) و حول هذا الجانب بيّن الأستاذ محمد فاروق البطل أنه حين اشتد ظلم البعث، وتمادى الطغيان اندفع البعض في إعلان الجهاد، واستنفار الشباب للتدريب و الاستعداد، كان للجماعة موقف راشد، وعارض الأخ أبوعابد أمين يكن، في رأيي إن هذا الموقف يشهد للأخ أبي عابد برجاحة العقل، وبعد النظر، وعمق التفكير، وشدة الغيرة على مستقبل الجماعة وسلامتها، والخوف على أبنائها مِن أن يُستدرَجوا لمعركة غير متكافئة، ولعمل ليس من منهج الجماعة، ولامِن خطتها، ولامِن فكرها، ولم يسبق في تاريخها أن فعلت مثله إلا جهاداً في أرض فلسطين في مواجهة الغزاة من اليهود و المستعمرين.(4) و لقد أصبح هذا لأمر معروفا لقادة الأجهزة الأمنية حق المعرفة، خصوصا بعد اعتقال "حسني عابو" الرجل الثاني في "الطليعة المقاتلة"، واعترافه بعد الاعتقال بأن الأستاذ "أمين يكن" قد رفض رفضاً قاطعاً لتلك الأفكار عندما عرضها عليه بعض أفراد الطليعة عقب عودته إلى حلب عام 1976.(9) وكانت وجهة نظر الأستاذ أمين حول رفض العنف والعمل المسلح نابعةً من إيمانه بالحوار وقناعته التامة بعدم جدواه بين أبناء الوطن وبأن اللجوء للعنف سيكون ذريعةً للأنظمة الحاكمة ولأعداء الإسلام من الغرب والشرق يبررون بها قيامهم بالعنف المضاد واعتقال وتشريد وقتل الشباب المسلم.(23)

أحداث الثمانينات في سورية

وقعت الجماعة في الفخّ الذي نُصب لها، بانجرارها إلى أعمال العنف التي بدأت فردية منذ عام1975، ثم انتقلت إلى جماعية في عام1979، ونتيجة لإرهاب السلطة واستفزازاتها الدائمة للمشاعر الإسلامية، حيث أعلنت السلطة بعد عملية المدفعية التي نفذها مجموعة من الشباب بإشراف ضابط حزبي، الحرب على الجماعة وأفرادها في الداخل والخارج، في بيان رسمي أصدره وزير الداخلية عدنان دباغ آنذاك، ولم ينفع في دفع التهمة عن الجماعة أنها أصدرت بياناً رسمياً أعلنت فيه عدم علاقتها بالعملية الأليمة.(1) كان هذا الحادث بمثابة الصدمة للمرحوم أمين يكن، وكان يرقب هذه الأحداث بعين دامعة وقلب كسير، ولا يفتأ يرسل الرسائل الشفوية لمن عرف من إخوانه ليخلي الساحة، ويغادر البلد، ناصحاً بعدم التورط في أعمال العنف أو الاستسلام للاعتقال.(1) كانت المغادرة هي نصيحته التي ادّخرها لكثير ممن يثق به من الإخوان استبقاءً وإشفاقاً، فقد كان يقرأ بعين بصيرته نتائج الأحداث وتداعياتها.(1)

قيامه بالوساطة بين الحكومة السورية والجماعة في بداية الثمانينات

وبعد أن استطارت نار العنف، واشتد أوارها، وكثر ضحاياها من أبناء الشعب السوري.. توجهت النية الرسمية ممثلة في شخص الرئيس حافظ الأسد إلى البحث عن مخرج يضع حداً لدوامة العنف، ويقي البلد مخاطر فتنة لن تكون أبداً في مصلحة الوطن.(1) وكان المرحوم أمين يكن هو الشخص الأول المؤهل لهذه المهمة، فهو في عين السلطة القيادي البارز المعتدل في جماعة الإخوان المسلمين الذي كان له الدور الكبير في بناء التنظيم وامتداده ولقناعتهم بأنه مؤثر جداً ومسموع الكلمة ويحظى باحترام رجالات الجماعة على امتداد سورية وخارجها ومعروف بإيمانه بالحوار البنّاء ورفضه لجميع أشكال العنف بين أبناء الوطن... وهو من القادة الأبرار للجماعة في عين أقطابها وعلمائها ورجالاتها، أضف إلى أنه رجل المهام الصعبة، ولا يمكن أن يفرّط بحقوق الجماعة وأهدافها وبنائها الذي كان له فيه باع طويل.(23) وتحمّل الشيخ أمين المسؤولية بأمانة وقوة، ولعب دور الوسيط الناصح والمشفق، فكانت لقاءاته تتم مباشرة مع الرئيس حافظ الأسد من جهة ومع قيادة الجماعة من جهة أخرى، مما أدى إلى حالة من التوافق قادت إلى إطلاق سراح المئات من أعضاء التنظيم الإخواني وقياداته، في توجّه حقيقي لحل الأزمة، وتدارك ما فات، والعودة باللحمة الوطنية إلى واقعها المنشود.(1) وعن هذه المرحلة كتب الأستاذ محمد فاروق البطل: "أنه من واقع غَيْرة الأخ أبي عابد على الجماعة التي تعب في بنائها، ولها في عنقه بيعة، وله معها تاريخ عريق، عمل جاهداً لإيقاف المذبحة في أوائل الثمانينات، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وقد آتاه الله من الشجاعة، وقوة الشخصية، والثقة بالنفس، ما جعله يلتقي الرئيس حافظ الأسد لمفاتحته في الحل، والبحث معه في سُبُل حل أزمة البلد. ومَن يعرفْ حافظ أسد يُدرِك أي جرأةٍ نادرة، وأي شجاعةٍ فائقة، كان عليها الأخ أبو عابد رحمه الله تعالى؟؟ وللأخ القارئ الكريم أن ينشئ التصور التالي: حافظ أسد في قمة سلطته، وفي قمة ديكتاتوريته وتسلّطه، ملك أوراق الحكم، ومفاصل الحكم، ورجال الحكم، بقبضة فولاذية، وكما لم يملِكْها أي رئيس قطّ سابق أو لاحق!! في مقابل أخٍ فردٍ أعزل، مجردٍ من أي سلطة أو قوة، ليس له أي دعم إلّا من الله، يستند إلى جماعةٍ ضعيفة، مُحارَبة مضطَهدَة مشرَّدة، توزَّعت شبابَها السجون والمقابر والمنافي، يريد أن ينتزع من هذا الرئيس القوي المستبد قراراً بحلّ الأزمة عبر المفاوضات، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.. أقول: لولا أن الأخ الكريم أبا عابد قد ملك من إيمانه بالله، ويقينه بتأييده، ورضائه بقضائه وقدره، ولولا أن الله منحه الثقة بالنفس، وأعطاه قوة الحُجّة، وقوة الشخصية، لما ملك الجرأة والشجاعة أن يحاور حافظ أسد، ولمدة أربع ساعات متواصلة..ثم إن الأخ أمين يكن رحمه الله تعالى لو لم يكن حكيماً دقيقاً في تصرفه، حذِراً من أي خطأ، لكان يمكن أن تجرَّه النتائج إلى مالا تُحمَد عقباه، ولكن الله سلَّمه ووفَّقه، وبفضل الله أولاً، وبما يعلمه سبحانه من صدق الأخ أمين وإخلاصه له، وحبّه لدعوته، وحرصه على جماعته، نجح في مهمته وتمَّ التوصل إلى قرار بين الرجلين لحلّ الأزمة عبر التفاوض.... سافر الأخ الشهيد أبو عابد إلى الأردن والسعودية للقاء إخوتنا المسؤولين، فوافقوا... ثم صدر قرار الإفراج عن أعداد كبيرة من المعتقلين جَعَلَ الله ذلك في ميزان حسنات الأخ القائد الشهيد أمين يكن وأسكنه الله فسيح جناته.(5)

إجهاض مبادرة الوساطة والمصالحة

وفي هذا السياق بيّن الأستاذ علي صدر الدين البيانوني أن الإخوان قد استجابوا لهذه المبادرة، وأبدوا استعدادهم للحوار وبدأت الإفراجات فعلاً، وتحدّث الرئيس حافظ الأسد في 8 آذار، ووصف جماعة الإخوان المسلمين أنها جماعة صالحة وطنية، وأن قلّة قليلة حملت السلاح وبدأت الإفراجات فعلاً، لكن فجأةً توقفت في منتصف شهر آذار عام 1980م وبدأت اعتقالات من جديد، وبدأ تمشيط المدن ومحاصرتها من جديد فتوقفت هذه المبادرة.(12) إذ كان ثمة رجال نافذون في بنية النظام ينظرون بريبة إلى جهود المرحوم أمين، ويرفضون البحث عن مخرج للأزمة الوطنية، فقد كانوا يرون في (القمع الثوري) الوسيلة الأجدى لحل المشكلة.. وكانوا يرددون بأن الفرصة قد حانت لاستئصال التيار الإسلامي من سورية فلا يجوز أن تضيع، وبالتالي فقد اندفعت فصائل خاصة تابعة لشخصيات معروفة لتنفيذ سياسة الأرض المحروقة في محافظات حماة وحلب وإدلب.(1) ويقال أن "رفعت الأسد" أفشل المبادرة، عندما أعدم حسني عابو وعدداً من إخوانه، ذكر ذلك أكثر من مسؤول في النظام بعد أن طرد "رفعت" من الحكم.(6)(8) وقد نجحت وساطة الأستاذ أمين يكن بإطلاق سراح المعتقلين، وتخفيف حدة التوتر في البلد، وبدأ الناس يتكلمون عن عودة السلم الأهلي إلى سورية، لكن أطرافاً أمنيةً في السلطة أجهضت الوساطة، التي كان مقدراً لها أن تئد الفتنة في المهد، ولتدخل سورية، بعد ذلك، في نفقٍ مظلم، لم تستطع الخروج منه، وحتى الآن.(10) ولو أن هذا الاتفاق قد تم تطبيقه لكان جنّب سورية كل الويلات التي عصفت بها، وقد تم إجهاض هذا الاتفاق من قبل الجناح الاستئصالي في السلطة، فقامت أجهزة الأمن في 31 آذار باعتقالات واسعة.(13) إن الإنصاف يقتضينا في هذا المقام أن نشير إلى أن بعض أصحاب الغلواء في الشارع السوري وممن لايرتبطون تنظيماً بالجماعة بذلوا هم أيضاً جهودهم لتخريب حالة التوافق..وبادروا إلى القيام بأعمال استفزازية لقطع الطريق على المتوافقين.(1)علماً أن الإخوان لم يفرّطوا بمبادئهم ولا بسمعة جماعتهم عندما دخلوا في هذهالمفاوضات مع النظام.(11) وهكذا وبدون سابق إنذار، بدا أن التوافق الذي كان في طور الإنجاز قد تلاشى، وبدأت السلطات تخوض حرباً دمويةً لا ترقب في مواطن إلاً ولا ذمة، لتنتهي وساطة المرحوم أمين يكن.(1)

لمحات من ما بعد الأحداث

استطاع الأستاذ أمين يكن أن يفرض احترامه على القيادة الرسمية السورية وأن تستمر علاقته الوثيقة بقيادات جماعة الإخوان المسلمين في سورية و خارجها لما حباه به الله من فكرٍ ثاقب ومواقف وطنية جريئة و مفهوم وسطي أوجب احترام و تقدير كلا الجانبين. كان لا يفوّت فرصة لمساعدة من يقصده من إخوانه و عائلاتهم لمعالجة قضاياهم العالقة لدى الدولة. وكان يحاول أن يتدخل في كل قضية سلبية يشعر ضرورة معالجتها، فكان يتوسط لدى الرئيس حافظ الأسد شخصياً أو يتوسط لدى المعنيين في القضايا المفصلية، وعلى سبيل المثال نذكر دوره الكبير في إطلاق سراح مزيدٍ من المعتقلين، وعودة الكثير من المطلوبين المهجّرين، ومنح جوازات السفر لكثير من الإخوان وعائلاتهم، وقضية نزع حجاب الطالبات في المدارس، وقضية إعادة المدرّسين و المدرّسات إلى سلك التدريس بعد نقلهم لدوائر غير تعليمية، و كذلك قضية جمعية الإمام المرتضى التي تدخّل لدى الرئيس لتقليص نشاطها بما يقلل الفتنة بين العشائر، وغيرها من القضايا الوطنية و الإنسانية التي غالباً ماكان يلقى فيها الاستجابة.. جعلها الله له في صحائف أعماله.(23)(16)(7) استقبل أبو عابد رحمة الله عليه في داره بمدينة حلب الآلاف من الزوار الذين تقاطروا للسلام على الشيخ عبد الفتاح أبو غدة، كما تمكّن من استرداد دار الشيخ التي احتلها أحد الضباط، و كذلك أقام للشيخ مجلس عزاء لائق في جامع الغزالي بحلب إذ لا يخفى على أحد القدر الكبير من المحبة والتقدير و الإلفة التي يتبادلها الأستاذ أمين يكن مع الشيخ عبد الفتاح أبو غدة طيلة حياتهما رحمهما الله.(28) (29)

مبادرته الشخصية لردم الهوة ورأب الصدع عام 1997

وتمضي السنون والأيام ليتحرك الأخ أبو عابد من جديد، بمسعاه الحميد باحثاً عن حلّ مشرِّف... وبدافعٍ وطنيٍ صادقٍ نابعٍ عن إحساس عميق بضرورة معالجة أوضاع إخوانه المعتقلين والمهجّرين والمطلوبين عاد المرحوم أمين يكن للقيام بمبادرة جديدة للمّ الشمل الوطني عام 1997بمحاولة منه لإجراء مصالحةٍ وطنيةٍ شاملة.. وتقدّم المرحوم في مسعاه وقام بأكثر من لقاء مع قيادة الجماعة وكوادرها، وشخصياتها العامة خارج سورية عندما ذهب إلى عمّان والرياض وجدة، وقابل القيادة، وكنت معهم (أي الأستاذ محمد فاروق البطل)، وعرض عليهم اقتراحاته فوافقوه وشجعوه، وعاد إلى دمشق، ليخبر المسؤولين بموافقة الجماعة على الدخول في حلقة جديدة من المفاوضات، فقالوا له: هذه الموافقة تحمل رأي فريق في الجماعة، لابدَّ أن تأتي بالموافقة من الطرف الآخر، يعنون مجموعة الأخ عدنان سعد الدين رحمه الله تعالى، عاد الأخ أبو عابد إلى عمّان، والتقى إخوة هذا الفريق، فكانت الموافقة أيضاً، ثم التقى الفريقين مجتمعين، وكان الإجماع على تفويضه في حلٍ كريم بعد أن نجح في ترتيب الأمور باتجاه إبرام هذه المصالحة بعد أن حصل على تفويض خطي من مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين في سورية للقيام بمشروع المصالحة مع الحكومة السورية. وعاد إلى دمشق ليخبر المسؤولين السوريين بالقرار، ولكن وفي اللحظة الأخيرة أيضاً كان هناك من السلطة من انقلب على المبادرة، وطوى صفحتها ولأسباب لم تزل غامضة حتى الآن!!!(5)

اغتياله رحمه الله على يد عصابةٍ مجرمة

وفي يوم الخميس الواقع في التاسع من رمضان 1420، المصادف 16 كانون الأول 1999، استشهد المرحوم أمين يكن في عملية اغتيال آثمة جبانة على يد عصابة مسلّحة من الكفرة المجرمين، نَصَبَتْ له كميناً قُبيل الإفطار ببضع دقائق.شيّعهأهالي حلب بجنازة مهيبة، ودفن في مرقد عائلة آل يكن في جامع العثمانية و عُقد مجلس العزاء في جامع الغزالي بحلب وفي مزرعته ترحين، كما عقدت مجالس العزاء وصلاة الغائب في الأردن و العراق و فلسطين و الكويت و مصر و السعودية وتركيا.. و أقام له الداعية فتحي يكن مجلس عزاء في طرابلس حضره كبار الشخصيات في لبنان والعالم العربي.(25)(24) لازال يكتنف ظروف استشهاده الكثير من الغموض، لقي ربه وهو صائم ورزقه الله الشهادة التي طالما كان ينشدها، ويقدِّر كثيرون أن الأخ الشهيد دفع ثمن مبادئه النبيلة، وأن الأمر لا يبعد عن الوساطة التي قام بها، والمواقف التي التزم بها...(23)(5)(15) لقد عاش (أمين يكن) بقلبه وروحه وعقله الإسلام ودعوته، وظلّت أواصر الأخوة الحقيقية تربطه بإخوانه رغم بعده الظاهر عنهم، وكان إذا ذكر مصاب أخ أو مدينة ذرفت عيناه وتهدّج صوته. كان مع شخصيته الإدارية والتنظيمية والدعوية شخصية شعبية عامة لها حضورها القوي وسط رجال العشائر حيث كان هناك من الشخصيات المحبوبة المسموعة الكلمة، كما كان محضر خير في إصلاح ذات البين بين رجال المنطقة وينال احترام الجميع وتقديرهم. رحم الله أمين يكن الشاب الداعية الذي آثر الالتحاق بالجماعة عن التمتع بمباهج الثروة التي كان بإمكانه أن يتمتع بها لو ظل في كنف والده، ولاسيما في أيام شبابه الأولى، ولكنه سعى لله والدار الآخرة، فعاش في شبابه معتمداً على ذاته في ظروف صعبة مقتدياً في ذلك بسابقه الصحابي الجليل مصعب بن عمير. كان آخر العهد بالشهيد أمين يكن: التعقلَ والحذرَ والعملَ وأن يكون المسلم على مستوى العصر الذي يعيش، وكانت جنازته يوماً مشهوداً من أيام الشهباء، يوماً يكرر ما قاله الإمام أحمد: قولوا لأصحاب البدع بيننا وبينكم الجنائز.(1)

ما قيل وكتب عن الشيخ الشهيد أمين يكن بعد استشهاده

الدكتور محمد علي الهاشمي- تحت عنوان (في ذمة الله.. أبو عابد)

فجعت الحركة الإسلامية في سورية بفقد أحد قادتها البارزين أمين يكن "أبو عابد" في عملية اغتيال غادرة، قام بها مجهولون من خصومه وأعدائه المجرمين.. ولقد كان لهذا الاغتيال الآثم رنة أسى ولوعة، أحسّها كل من عرف أمين يكن عن قرب، وما كان يتحلى به - يرحمه الله- من خصال الرجولة والمروءة والشجاعة، والنجدة، وفعل الخير. نشأ أمين يكن في أحضان عائلة كبيرة من عوائل حلب، المعروفة بالوجاهة والغنى والنفوذ، وكان مسلكه ومسيرته في الحياة على النقيض من شباب تلك العائلات الكبيرة، ففي الوقت الذي انصرف فيه معظم أولئك الشباب إلى اللهو والمجون وانتهاب اللذات، كان الشاب أمين يكن يغشى المساجد، ومجالس الذكر، والعبادة، والتوجيه، فنشأ متديناً ملتزماً بآداب الإسلام وأخلاقه، مع أنه كان أحد طلاب الكلية الأمريكية في حلب التي عرف معظم طلابها بالتحلل من أخلاقيات الدين، وقد أهّله اتجاهه هذا نحو التدين ألى أن يكون من أبناء الحركة الإسلامية الذين كانوا ذلك الحين ملء السمع والبصر في مدينة حلب. وبلغ مرتبة القيادة في هذه الحركة بعد أن اشتد عوده ونضجت شخصيته، وعمل فيها بجد وإخلاص وتفانٍ، بعيداً عن العنف والفوضى والتسيب والارتجال، في ظروف اتسمت بصعوبات جمة، صبر فيها على لأواء المحن، ودخل السجن وعذب فيه تعذيباً شديداً... ثم لوحق وغادر البلاد ثم اعتزل العمل التنظيمي في الإخوان وعاد إلى حلب سنة 1976 وانصرف إلى عمله في قريته. ولكنه لم ينس دعوته وإخوانه، ولا سيما في فترات الكرب والضيق والأزمات الشداد، فقد قام بوساطات عدة بين النظام الحاكم في سورية والإخوان، كان آخرها سنة 1997، ووقف نفسه ووقته لحل مشكلات إخوانه وأسرهم وأولادهم. والتوسط لهم لتسهيل أمورهم، وقد علمت أنه كان قبل اغتياله بيوم واحد يطالب المسؤولين بحل مشكلة الإخوان، وعودتهم إلى بلادهم، في إطار مصالحة وطنية، تغسل الصدور، وتعيد الإلفة إلى النفوس، والوحدة إلى الصفوف. وقدّر له إخوانه هذا الدور الكبير الذي يقوم به في الوساطات المستمرة، وإسعاف العائلات المضيّق عليها، ومسارعته إلى تقديم العون اللازم لها، ولذلك وقع نبأ اغتياله على نفوسهم وقع الصاعقة، فبكته العيون والقلوب، وافتتحت الدور لاستقبال المعزين فيه في شتى الأقطار، وشهدت حلب في تشييع جنازته واستقبال المعزين فيه من إقبال الجماهير ما لم تشهده إلا في جنازات الزعماء الكبار المجاهدين. رحمك الله يا أبا عابد، كنت رجلاً حين عزّ الرجال، وبطلاً حين قلّ الأبطال، وأباً رحيماً لكل ولد يطلب منك العون، وأخاً معيناً لكل زوجة ابتعدت عن بيتها، وزوجها، وأولادها، تمدّ لهؤلاء جميعاً يد النجدة والغوث والعون، في وقت يتهيب كثيرون من مدّها للمحتاجين الملهوفين. لكأن الله أحبّ أن يكافئك على أعمال الخير التي قدمتها للمحاويج والمعذّبين، فكتب لك أن تختم حياتك بالشهادة، وكنت تطلب من الله أن يرزقك الشهادة، وها أنت ذا تنعم في جوار ربك، إن شاء الله مع الصدّيقين والشهداء. إن العين لتدمع، وإن القلب ليخشع، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنّا على فراقك يا أبا عابد لمحزونون، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.

الأستاذ زهير سالم-وتحت عنوان (الشهباء تودع واحداً من خيرة أبنائها)

سلام عليك أبا عابد.. سلام عليك أيها المجاهد الصامت.. سلام عليك يا من لذت بالصمت، وعملت بصمت، وحببت إلى غيرك الصمت.. سلام عليك.. من إخوة درب، مازالو ينتظرون، يسألون الله الثبات على الأمر، و العزيمة على الرشد، تملأ أعينهم الدمعة، و تفجع قلوبهم اللوعة، ولا يقولون إلا ما يرضى ربهم: إنا لله و إنا إليه راجعون، و إنا على فراقك يا أبا عابد لمحزونون. سلام على الحكمة التي اختزنتها في قلبك و فكرك، فكانت تضبط حركتك إيقاعاً منظماً، يبعد الوهن، ويسدّ المنافذ على الشيطان. سلام على الحلم والأناة اللذين بهما أعليت في الشهباء البنيان، ما أنبتَتَّ يوماً و لا أحببت المنبتين، ولا تسرعت ولا أحببت المتسرعين ولا تلهفت على أمر من أمور الدنيا ولا تعجلت شأنا من شؤونها، سلام عليك - أخي أمين يكن - شاباً يافعاً تفاصل برفق من أجل دعوتك أقرب الناس إليك، وتحتمل في سبيل ذلك ما تعجز عنه همم الرجل المجربين. سلام عليك داعيةً نشطاً تتابع بنفسك كل صغير و كبير من أمور اخوانك، و أمور دعوتك.. سلام عليك جبلاً شامخاً تصمد بإباء في أعماق الزنازين وتحت سياط الجلادين تحمي ببعض لحمك أسرار دعوتك متفدي بروحك إخوانك.. فما يحصل منك الطغاة رغم قسوتهم كثيراً أو قليلاً. سلام عليك وهمّ المفجوعين من أبناء دعوتك يسهر ليلك ويضني نهارك ويملأ عينك بدموع تجدها إن شاء الله في ميزان حسناتك. سلام عليك داعيةً وسطاً تقول التي هي أحسن وتدعو للتي هي أحسن وتدفع بالتي هي أحسن. وبعدُ يا أبا عابد كيف كانت عاجل بشراك؟ وهل استطاعت الشهباء أن توفيك يوم وداعك بعض حقك؟ الشهباء التي خرجت بشيبها وشبابها و بكل أطفالها لوداعك، لأنك كنت بالنسبة إليها الرمز، وكانت الجماعة التي تمثل بالنسبة إليها الأمل. ألم يقل إمام المحن الأول في تاريخ هذه الأمة، الإمام أحمد، قولوا لأصحاب البدع: بيننا و بينكم الجنائز؟ ألم يقل أحد سلاطين الدنيا و قد أطل على جنازة العز بن عبد السلام رحمه الله: الآن استقر لي ملك مصر، لو نازعني هذا الرجل الملك لنزعه مني؟ ترى ماذا قالت جنازتك في حلب الشهباء يا أبا عابد؟ أما لإخوانك و لمحبيك، فقد قالت الكثير، مما لا يدخل في إطار لغة، و لا يحيط به كلام بليغ. أما للآخرين فماذا عساها تقول؟ هل قالت ما قالته جنازة العز بن عبد السلام لحاكم مصر؟ ولكن ربما يكون الفرق أن أبا عابد لم يكن فرداً، و إنما كان رمزاً، كان جماعةً شارك في بنائها و إعلاء شأنها. هل قالت لهم جنازة أبي عابد ما مكانة هذه الجماعة عند أبناء الشهباء، و ما حجم الحب لهذه الدعوة؟ و ما عمق الولاء لهذا الدين؟ هل دعتهم جنازتك إلى مراجعة حساباتهم؟ هل وضعت على رأس أولوياتهم أن يعيدوا تثبيت أقدامهم على أرض الوطن، وأن يتشابكوا مع أبنائه لأن الثبات على الأرض أقوى ألف مرة من التعلق بحبال الوهم سواء كانت أمريكية أو صهيونية. هل وعظتهم جنازتك - وكفى بالموت واعظا - و أنت تشيع بالقلوب و الدموع، فتساءلوا بماذا غداً سيعيشون ؟ رحلت يا أبا عابد و في صدرك أمل، و في حلقك غصة، و في نفسك إرادة.. إرادة إشاعة الحب والخير و المعروف في ربوع وطنك، و خرجت جماهير الشهباء أجمع لتبارك أملك، و تدعم إرادتك، وتدعم من خلالك إلى إشاعة الحب و الخير و المعروف بين الناس. فسلام عليك أبا عابد في الآخرين و الأولين، وسلام عليك إلى يوم الدين.

الأستاذ محمد فاروق البطل-كتب(من ذكرياتي مع الأخ القائد الشهيد أمين يكن)

" مضى الرجل إلى ربه، وأضرع إليه سبحانه أن يتقبَّله في عداد الشهداء، أشهد وقد كَتَبَ الله لي أن أعاصر كل قادة الجماعة وكل مراقبيها العامين حتى اليوم من عام 2010، وأن أتعاون معهم، وأن أكون قريباً منهم، بدءاً من شيخنا السباعي رضوان الله عليه، أشهد أن الأخ أبا عابد كان قائداً مميَّزاً، قاد العمل في سورية بكفاءة عالية، وعقلية منظمة مبدعة، وبتفرغ كامل، وبمتابعة مستمرة، بعد أن هجر دنياه... تابعَ وبكفاءة عالية قيادة الجماعة في أخطر المراحل وفي مواجهة أخطر التحديات. استمر على ولائه للجماعة والتزامه بمنهجها، منذ أن دخل مدرسة الإخوان أوائل الخمسينات، وحتى رحل عن هذه الدنيا الغرور شهيداً بإذن الله تعالى".

الداعية فتحي يكن – كلمة رثاء في مجلس عزاء الشهيد أمين يكن في لبنان

(من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر، وما بدّلوا تبديلا).. إن العين لتدمع وأن القلب ليخشع وإنا على فراقك يا أبا عابد لمحزونون.. أيها الإخوة الكرام.. أيها الأحبة.. أيها القادمون من لبنان وخارج لبنان.. يا أحباب أبي عابد.. إن جَمْعنا اليوم هو جَمْع المحبة والوفاء لأخينا الشيخ الشهيد أمين يكن.. إن الوفاء لرجل مجاهد مثلك يا أبا عابد لا تفيه العبارت ولا تكافئه الكلمات وعزاؤنا فيك يا أخي أنك لقيت ربك شهيداً صائماً ثابتاً على دربه متمسكاً بحبل رضاه.. ولا يسعنا إلا أن نقول ما يرضي ربنا.. إنا لله وإنا إليه راجعون. نحن لا نرثيك يا أبا عابد إنما نرثي أنفسنا، فقد قمت بواجبك خير قيام وأدّيت ما يرضي ربك خير الأداء ولقيتَ ربك على أحسن ما يكون اللقاء بين الله وعباده.. لقيته بعد حياة ملؤها الخير والعطاء للإسلام ودعوته.. حياة ملؤها الخير والعطاء للمصابين والمحتاجين.. لقد أوقفت نفسك لخدمة رسالة ألزمتَ بها نفسك.. رسالة الأتقياء الأنقياء المجاهدين الذين لا يخافون في الله لومة لائم.. لقد تمنيتَ الشهادة في سبيل الله.. ودارت بك الأيام.. عشت قسوة السجون فلم تلن لك عزيمة.. وذقت مرارة الملاحقة والغربة فلم تتراجع قيد شعرة عن مسيرتك في خدمة رسالة الإسلام.. وهل يمكن لرب العزة أن ينساك.. لا وعزته وجلاله.. لقد رزقك الشهادة على يد زمرة من الكفرة الفاسقين.. وأبى الله إلا أن يلقاك شهيداً وأنت مظلوم صائم في ليلة الجمعة في العشر الأوائل من رمضان.. عشر الرحمة.. ومن منا لا يتمنّى لنفسه هذه الخاتمة.. هنيئاً لك لقاء ربك يا أبا عابد وأنت على هذه الحال التي يعجز المرء عن إحصاء فضائلها.. لقد فقدك أهلك وأصحابك ومحبوك في وقت هم أحوج ما يكونون فيه إليك.. فقدوا رجلاً في وقتٍ عزّ فيه الرجال.. جريئاً في الحق.. صلباً في مواجهة الظلم.. تكللك رجاحة العقل وسعة الصدر والصبر على الشدائد.. نقول لصحب أبي عابد وأحبابه أن سيروا على ما سار عليه، سيروا على درب الصبر على الدعوة المباركة بما يحيط بها من مصاعب دون أن يبالي بمحنة أو ابتلاء. أسأل الله تعالى أن يسدّد خطانا ويجعل لنا من سيرة أبي عابد أسوة حسنة وأن يحسن ختامنا كما أحسن ختامه وأن يسكنه فسيح جناته ويلحقه بالأنبياء والصدّيقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً. اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده، واغفر لنا وله.. والسلام عليك يا أخي الحبيب القريب الحسيب النسيب أبا عابد ورحمة الله وبركاته.. وندعو الله متضرعين أن يجمعنا وإياكم في ظلّ عرشه تبارك وتعالى إنه على كل شيء قدير.

الأستاذ زهير سالم-تحت عنوان (الشيخ أمين يكن..الداعية الذي اغتيل مراراً)

مرّت بنا منذ أيام الذكرى الخامسة لرحيل الداعية المجاهد (أمين يكن) رحمه الله تعالى، وتزامنت تلك الذكرى مع إعلان جماعة الإخوان المسلمين لمشروعها السياسي لسورية المستقبل، وكم كان يهنؤنا أن يكون (أبو عابد) رحمه الله تعالى بين ظهرانينا يستقبل بواكير ثمر طالما سقى غرسه ورعاه. لقد مثل الشيخ أمين يكن منذ ريعان شبابه إلى أن اختاره الله إلى جواره شهيداً، نحسبه ولا نزكي على الله أحد، انموذج الداعية المتفتح القوي بلا ضعف، والصلب بلا قسوة، والحكيم مع الجرأة والثبات والصمود. كانت تجربته الأولى في أقبية المخابرات شاقة، وكان يمكن للشواهد التي بين أيدي المحققين أن تهد البنيان التنظيمي لجماعة الإخوان كافة، ولكن المرحوم اعتصم بالله فعصمه بالصبر على صنوف الأذى والعذاب الذي لحق به، مما لا يصبر على مثله إلا الأقلون، ثبت أبو عابد وصبر فحمى اخوانه وجماعته وفداهم بما لاقى من عذاب. وأعقب ذلك بعد الإفراج عنه عمليات مطاردة متلاحقة أدت إلى انسحاب الأخ أمين من الساحة السورية ليعيش بعيداً لبعض الوقت، ثم لتتاح له من جديد فرصة العودة المشروطة بمجانبة العمل التنظيمي داخل بلده. كانت تلك عملية الاغتيال الأولى التي نفذت ضد الشهيد (أبو عابد).. والتي كانت لها انعكاساتها السلبية فيما بعد على الوطن بأسره. ذلك أن المفتونين بفتون القوة والسلطة لم تبلغ بهم رؤيتهم أن يتصوروا ثمرات إقصاء القيادات المجربة المستبصرة الحكيمة!! فقد كان إقصاء الشيخ أمين رحمه الله تعالى الوصلة المتممة لحلقة إقصاء قيادات الجماعة والذي بدأت منذ الستينات بإقصاء الأستاذ عصام العطار حفظه الله ، وبعده الشيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله، وكل الطبقة التي كانت تقود العمل الإسلامي على الصعيدين الشعبي والتنظيمي، الفكري والسياسي والاجتماعي. ثم كانت عملية الاغتيال الثانية التي نفذت على شخص الداعية أمين يكن في مطلع الثمانينات، ابان تفجر الأحداث الدامية على الساحة الوطنية، عندما استطاع من خلال جهد مخلص ودؤوب أن يضع ركائز مصالحة حقيقية، كان يمكن أن توفر على الوطن بكل فئاته الكثير من الآلام والمعاناة، كما كان من الممكن أن تؤسس لمستقبل وطني أكثر إشراقاً. ففي الوقت الذي أثمرت فيه تلك الجهود إطلاق سراح المئات من المعتقلين كمدخل إلى تاريخ سياسي واجتماعي جديد حاول الشهيد أن يؤسس له؛ سارعت يد الطيش التي كانت تعيث فساداً على الساحة السورية بتوجيه طلقة قاتلة لجهود الشيخ أمين، ومصادرة كل جهوده الخيرة لمصلحة مشروع تدميري كان يهدف إلى الانفراد بالوطن وسحق كل خير فيه. وئد مشروع المصالحة وانطوى الواقع الوطني على جرح نازف، وانكفأ الشيخ رحمه الله تعالى إلى عزلته يبكي أبناء وطنه بحرقة وانفعال. سألته بعد أعوام طالت عن بعض ما كان.. فاغرورقت عيناه، بل أجهش بالبكاء. وقال: حسبك، سل عما شئت إلا عن هذا. كانت الرحمة في قلبه للمصاب الكبير فوق طاقته وقدرته. وإنما يرحم الله من عباده الرحماء، فرحم الله أبا عابد وأحسن مثوبته. وكان الاغتيال الثالث، يوم تحمل همَّ مبادرة وطنية في التسعينات، كلف بها من أعلى المتسويات، بل من الشخص الأول في سورية مباشرة، عُهد إليه وهو الرجل المجرب في المهام الصعبة، أن يتوفر على وضع أساس لمصالحة وطنية تعيد الوئام إلى الصف الوطني، تردم الهوة، وتجسر الفجوة. وسارع الشيخ أمين يكن رحمه الله تعالى بنفسية القائد والأب في وقت معاً يحمل عبء المهمة على صعوبتها. فحل وارتحل، والتقى مع كل صاحب شأن ورأي، وشرَّح ووضح، وأشار ونصح حتى ظن أنه أحكم الأساس، عاجلته يد الغرور للمرة الثالثة بوأد مسعاه، وقيل له كما فعل معه من قبل، انتهت المهمة، فلا تتعب نفسك بعد الآن!! قتلٌ حقيقي أن يقتل الأمل في نفس الإنسان، الأمل في ماذا؟! ليس في دنيا يصيبها، وإنما في إحياء نفوس ذابت في الزنازين قهراً، وأخرى ملأها اليأس انتظاراً للوالد أو الولد أو الزوج. كانت تلك عملية اغتيال ثالثة تلقاها الداعية المجاهد بدمعة صامتة: غفرانك ربي لقد حاولت. وكان الاغتيال الرابع للشيخ أمين تلك الفعلة الأثيمة المنكرة التي نفذتها يد تلفعت بالجريمة، وغلفت بواعثها بضباب كثيف لا يمنع من طرح السؤال: هل دفع الشيخ أمين حياته ثمن ماضيه الدعوي الإسلامي؟! وثمن حرقته الوطنية وحرصه على أن تعود الوحدة الوطنية في سورية إلى أفقها الوضاء؟! أو ثمن جهده الدائب الذي لم ينقطع في خدمة دينه ومجتمعه؟! تساؤلات كثيرة لاتزال حائرة دون جواب!! قُتل الشيخ أمين، رحمه الله تعالى، نال المجرمون من جسده، وحلقت روحه الطاهرة إلى بارئها.. ولكن النقمة على الداعية المجاهد لم تنقطع بموته، رغم أن الموت، كما يقال عنه، دافن الأحقاد؛ فماتزال محاولات أهل الريب والحقد تجهد للنيل من مكانة الشيخ رحمه الله تعالى ومن ماضيه وجهاده. اغتيال خامس تنقص أصحابه العفة وكرامة الرجال، وإنما هم في ذلك: كناطح صخرة يوماً ليوهنها فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل وهل كان أبو عابد إلا بحراً يضيع في لجته كل ما يلقى فيه؟! رحم الله الشيخ أمين وأجزل ثوابه وتقبله عنده في الصالحين. وكم كنا نتمنى يا أبا عابد أن تكون بين ظهرانينا لتستقبل المشروع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين. هذا المشروع الذي مددته وأنت في رحاب ربك ببعض مدادك يوم غرست ويوم سقيت.

الأستاذ عدنان سعد الدين قال في معرض شهادته على العصر

" كان أمين يكن رجلٌ فحلٌ من فحول جماعة الإخوان، كان صادقاً وشجاعاً وصريحاً..."

الشاعر الحلبي الأستاذ محمد سمّاني رثاه بقصيدته (مرثية الشهيد أمين يكن)

التقى الشاعر بالشهيد أبي عابد قبل استشهاده ، فأثّر فيه تأثيراً كبيراً، وملك عليه إحساسه ومشاعره بذكائه الجمّ، وفطنته الفريدة وعلمه الغزير فكانت هذه القصيدة المطَّرزة بكنيته وأسمه ولقبه:

مرثّية الشيخ الشهيد "أمين يكن"

أمينٌ للرجولةِ والـوفاءِ.....رســـولٌ للمحّبــةِ والإخاءِ
بنفسي موقـفٌ فردٌ يتيمٌ.....غنيٌّ بالنبَّـالةِ والذّكاء
وَعَتْ أضلاعُـــه علماً غزيراً.....كأزهارِ الرّيـاضِ بلا مراءِ
عيـونُــهُ راصـدٌ فــذٌ خبيرٌ.....بأجواءِ الظّــواهرِ والخفَاءِ
أبٌ بــرٌّ، ذكيُّ السمْعِ جدّاً.....ويطفئُ صمتُه نـارَ الدَّهاءِ
بــهِ أَرَجٌ منِ الأطيابِ تــزكو.....ثماراً للشهامــةِ والإباءِ
دَهَتْه عصابةٌ غدْراً مساءً.....فـويلٌ للجُنـاةِ من السماءِ
أيعــرفُ قاتلــوه بأنَّ سهماً.....أصابَ-فحاذِروا-قلْبَ الوفاءِ
مَشَتْ في الناسِ سيرتُه فغصّت....قلــوبٌ بالنحيبِ وبالبُكاءِ
يهــونُ الخطْبُ إنْ طالت لعمري.....يدُ الحقِّ رقـــابَ الأدنيـاءِ
نصونُ تُراثَــه بالعينِ لمـّا.....تــؤدِّبُ أمتي نسْلَ الإمـاءِ
يعيشُ الــدّهْرَ ما عاشَ الوفـاءُ.....يكلّلُ بالســنا هامَ الفِداءِ
كشذْوِ العطرِ ما قامت ورودٌ.....وشهْــدِ النحلِ تريـاقِ الـدّواءِ
نَــأَيْتَ بجسمكَ الأرضيِّ عنّا.....وروحُـكَ في العُــلاَ رحْب الثَّواءِ

المراجع

(*)- مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والإستراتيجية - http://asharqalarabi.org.uk/markaz/r-16122012.pdf
1-زهير سالم – مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية – رجال من الشرق - أمين يكن.http://www.asharqalarabi.org.uk/center/rijal-amin2.htm
2-محمد فاروق البطل - مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية – مشاركات - تحية وفاء للقائد الشهيد أبي عابد أمين يكن(1/4).
http://www.asharqalarabi.org.uk/mu-sa1/b-mushacat-4467.htm
3-محمد فاروق البطل - مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية – مشاركات - من ذكرياتي مع الأخ القائد الشهيد أمين يكن (2/4).
http://www.asharqalarabi.org.uk/mu-sa1/b-mushacat-4470.htm
4-محمد فاروق البطل - مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية – مشاركات - من ذكرياتي مع الأخ القائد الشهيد أمين يكن (3/4).
http://www.asharqalarabi.org.uk/mu-sa1/b-mushacat-4476.htm
5-محمد فاروق البطل - مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية – مشاركات - من ذكرياتي مع الأخ القائد الشهيد أمين يكن (4/4).
http://www.asharqalarabi.org.uk/mu-sa1/b-mushacat-4483.htm
6-الطاهر إبراهيم - هل يمكن شطب الإسلاميين من المعادلة!.... ولمصلحة من؟ - مركز دمشق للدراسات النظرية والحقوق المدنية.http://www.mokarabat.com/s2269.htm
7-نقلاً عن الأستاذ المحامي محمد علي زين العابدين – حلب في 10/2/2003- (من أصدقاء الأستاذ أمين يكن).
8-عدنان سعد الدين – الإخوان المسلمين في سورية (1977-1983) - مذكرات وذكريات.http://www.ikhwanwiki.com/index.php
9-الطاهر إبراهيم - الإخوان المسلمون في سورية.... رؤية من الداخل ( 1 من 2)http://www.mokarabat.com/s598.htm
10-الطاهر إبراهيم - أوراق من دفاتر المخابرات..http://www.mokarabat.com/s4351.htm
11-الطاهر إبراهيم - إذا كان هناك من ينتظر!.. فليس لدى النظام السوري شيء يعطيه.
http://www.new-lebanese.com/News/Taher-Ibrahem/Taher-Ibrahem74.htm
12-علي صدر الدين البيانوني – لقاء على قناة الجزبرة - المستقبل السياسي للإخوان المسلمين في سوريا.
http://www.aljazeera.net/programs/pages/cc15512c-e1de-4227-9002-f367a150868e
13-الطاهر إبراهيم - الإخوان المسلمون في سورية نظرة عن قرب.http://wwwjoncom-jon.blogspot.com/2012_01_01_archive.html
14-سعيد حوّى - هذه تجربتي و هذه شهادتي.
http://www.ikhwan.net/forum/showthread.php?81776-%C3%D3%C6%E1%C9-%DA%E4-%C5%CE%E6%C7%E4-%D3%E6%D1%ED%C7
15-فاروق طيفور - مجلة الوطن العربي http://www.ikhwanonline.com/new/Article.aspx?ArtID-9519&SecID-0
16-نقلاً عن الدكتور إبراهيم محمد السلقيني – حلب في 6/3/2008 – (من علماء حلب القريبين من الأستاذ أمين يكن).
17- زهير سالم - الشهباء تودع واحداً من خيرة أبنائها. مجلة المجتمع العدد 1383 تاريخ 4/1/2000.
18- فتحي يكن – طرابلس، لبنان- كلمة رثاء للشهيد أمين يكن في مجلس العزاء في لبنان تاريخ 1/1/2000.
19- محمد علي الهاشمي – في ذمة الله.. أبو عابد.مجلة المجتمع – العدد 1382 تاريخ 28/12/1999.
20- زهير سالم - رؤية - الشيخ أمين يكن: الداعية الذي اغتيل مراراً.http://www.asharqalarabi.org.uk/r-m/b-ruiah-69.htm
21- محمد سماني - قصيدة "مرثية الشهيد أمين يكن".
22- نقلاً عن الصيدلي أحمد بنقسلي – حلب في 28/4/2002 - (المسؤول عن الأسرة الإخوانية عند انتساب الأستاذ أمين يكن للجماعة).
23- نقلاً عن الأستاذ فاتح حبابا – حلب في 18/4/2002- (من رجالات الإخوان المسلمين القدامى القريبين من الأستاذ أمين يكن).
24- نقلاً عن الأستاذ فيصل مولوي – بيروت في 6/6/2004 - (أمين عام الجماعة الإسلامية في لبنان).
25- نقلاً عن الأستاذ عدنان بدر سعيد – الرياض في 18/2/2001- (من رجالات الإخوان المسلمين القدامى القريبين من الأستاذ أمين يكن).
26- عامر رشيد مبيض – مئة أوائل في حلب.
27- عدنان سعد الدين – الجزء الثاني و الجزء السادس – شاهد على العصر – قناة الجزيرة الفضائية.
http://www.aljazeera.net/programs/pages/459a4293-3cb3-416f-807e-adf12943b945<br
http://www.aljazeera.net/programs/pages/53ef773d-9e48-4606-aa8d-d5ee8d9cab52
28- نقلاً عن الشيخ مجاهد شعبان – حلب في 2/3/2000 – (من علماء حلب القريبين من الأستاذ أمين يكن ).
29- موقع الشيخ عبد الفتاح أبو غدة.http://aboghodda.com/Biography-AR.htm
30- نقلاً عن الشيخ حسن عبد الحميد خضر – الباب في 11/1/2000- (من رجالات الإخوان المسلمين القريبين من الأستاذ أمين يكن).

وصلات خارجية

موسوعات ذات صلة :