كان من نتيجة إصرار القوى الوطنية السورية على رفض قرارات مؤتمر سان ريمو أن اتخذت فرنسا قرارًا بإعداد حملة عسكرية وإرسالها إلى بيروت؛ استعدادًا لبسط حكمها على سوريا الداخلية مهما كلفها الأمر، وساعدها على الإقدام أنها ضمنت عدم معارضة الحكومة البريطانية على أعمالها في سوريا ، وكانت أخبار الحشود العسكرية على حدود المنطقة الشرقية في زحلة وقرب حلب تتوالى، ثم لم يلبث أن وجه الجنرال الجنرال غورو قائد الحملة الفرنسية الإنذار الشهير إلى الحكومة العربية بدمشق في (27 شوال 1338 هـ= 14 يوليو 1920م) يطلب فيه: قبول الانتداب الفرنسي ، وتسريح الجيش السوري، والموافقة على احتلال القوات الفرنسية لمحطات سكك الحديد في رياق وحمص وحلب وحماه.
وطلب الجنرال غورو من الملك فيصل قبول هذه الشروط جملة أو رفضها جملة ، وحدد مهلة لإنذاره تنتهي بعد أربعة أيام ، فإذا قبل الملك فيصل بهذه الشروط فعليه أن ينتهي من تنفيذها كلها قبل (15 ذي القعدة 1338هـ= 31 يوليو 1920م) عند منتصف الليل، وإذا لم يقبل فإن العاقبة لن تقع على فرنسا ، وتتحمل حكومة دمشق مسئولية ما سيقع عليها، وكذلك انذر الجنرال غورو الحوارنة بقصف منطقة حوران بالقنابل ، ودعاهم إلى تكليف الملك فيصل بمغادرة حوران ، ولما رأى الملك فيصل أن بقاءه في درعا سيسبب الخراب، والدمار للحوارنة آثر السفر، وغادر حوران بقطار خاص من شهر آب سنة1920م إلى حيفا.
ولما سمع الناس بخبر هذا الإنذار، اشتعلت حماستهم وتفجرت غضبًا، وأقبلوا على التطوع، فامتلأت بهم الثكنات العسكرية، واشتد إقبال الناس على شراء الأسلحة والذخائر، وأسرعت الأحياء في تنظيم قوات محلية للحفاظ على الأمن.