الرئيسيةعريقبحث

ابن الشبل البغدادي

شاعر عراقي

☰ جدول المحتويات


هذه المقالة عن شبل. لتصفح عناوين مشابهة، انظر شبل (توضيح).

ابن الشبل البغدادي، (وُلِد عام 401 هـ في حيّ الحريم الطاهري بِبغداد، العراق - وتُوفيّ 20 محرم، 473 هـ في بغداد، العراق)، هُوّ أديب وشاعر وفيلسوف وطبيب وفقيه ولغوي وفلكي عباسي.

ابن الشبل البغدادي
معلومات شخصية
الميلاد 401 هـ
حيّ الحريم الطاهري، بغداد، العراق
الوفاة 20 محرم، 473 هـ
بغداد، العراق
مكان الدفن مقبرة دار حرب
الإقامة بغداد
مواطنة  العراق
العرق عربي
الديانة الإسلام
والدان الأب: الحسين بن عبد اللّه وقيل: عبدالله بن أحمد
منصب
الحياة العملية
المهنة أديب، شاعر، فيلسوف، طبيب، فقيه، لغوي

اسمه ونسبه

ذكر أغلب من أّرخ له أنّ اسمه هُوّ أبو عليّ محمّد بن الحسين بن عبد الله بن أحمد بن يوسف بن الشبل بن أُسامة البغداديّ[1][2]، بينما سمّاه ابن أبي أصيبعة أبو علي الحسين بن عبد اللّه بن يوسف بن شبل، أما الصفدي فقد قال بعد أن ذكر الاسم الأول: «وزعم بعضهم أنه الحسين بن عبد الله [3].»

مولده ونشأته

وُلِد ابن الشبل البغدادي في حيّ الحريم الطاهري بِبغداد عام 401 هـ حسبما ذكر ياقوت الحموي وابن النجار[4]. نشأ في بغداد وتعلّم على يد علماؤها وكان مِما درسه على أيديهم الطب والفقه والفلك والشعر والأدب والنحو والصرف والفلسفة [5].

ما جاء عنه

نبغ في كُلٍ من طب العيون واللغة العربية والفلسفة والفلك والشعر والفقه[6]، وأبرز ما اشتهر به هُوّ شِعره وحكمته وقد كان دائماً محط ثناء عند المؤرخين إذ قال فيه ابن أبي أصيبعة صاحب كِتاب عيون الأنباء في طبقات الأطباء بعدما ذكر شيئاً من طبه:

«كان حكيمًا فيلسوفاً، ومتكلمًا فاضلاً، وأديبًا بارعاً، وشاعرًا مجيداً.»

وقال فيه علي الباخرزي المُعاصر له:

وبِبغداد ابن شبلها الخادر في قصباتهاوابن نحريرها النحرير بين شُعرائها [7]


ويقول ياقوت الحموي:

«كان متميّزاً بالحكمة والفلسفة، خبيراً بصناعة الطب، أديباً فاضلاً، وشاعراً مجيداً [8]

أما ابن النجار فيقول في ترجمته:

«وهو أحد المجوّدين مِن الشعراء [9]

ويقول القفطي:

«أحد الشعراء المجوّدين، وكان قيماً بصناعة الشعر، انتشر ديوانه وشعره في الأقطار [10]

وقال ابن خلكان:

«وهو أحد شعراء العراق المجيدين المتأخرين [11]

ويقول عنه ابن أخ السلطان صلاح الدين الأيوبي وهو الملك والجغرافي والمؤرخ تقي الدين عمر الأيوبي في كِتابه أخبار الملوك ونزهة الممالك والمملوك في طبقات الشعراء:

«كان شاعراً مفلقاً، مجيداً محسناً [12].»

أما الصفدي فقد وصفه في ترجمته بِالشاعر الحكيم وقال واصِفاً شعرهـ:

«وشعره جيّد كثير، وقد عدّه ابن أبي أصيبعة في جملة الأطبّاء [13].»

كما يُعّد ابن الشبل البغدادي مِن ظرّاف وندماء بغداد المشهورين على الرغم من علوّ منزلته ورفعة قدره إذ كان على علاقات وديّة طيّبة مع كبار رجالات عصره وأعيانه، وخاصّةً ابن قراوش، ومحمّد بن الحسين، ودبيس بن صدقة، ومعتمد الدولة بن جهير، وغيرهم مشاهير العِلم والحُكم في بغداد [14].

شِعره وديوانه

لعل أكثر ما برز به ابن الشبل بعد طب العيون هُوّ الشِعر، كان الغالب على شِعره هُوّ الحِكم والمواعظ والتدبر، وكان غالباً ما يقتبس جُملاً وعبارات من القرآن ويستعمل في شِعره الكثير من الأساليب القرآنيَّة وهذا زاد مِن بيان وطلاوة قصائده[15][16].

له ديواناً شهيراً كان أول من ذكره ابن النجار في القرن السابع الهجري ثُمّ تبعه في ذلك القفطي ومن بعدهم ذكره أيضاً الذهبي وصلاح الدين الصفدي[17]. ولكن هذا الديوان فُقِد وضاع كما ضاعت أكثر أشعار وقصائد ابن الشبل مرور السنوات والدهور، ولم يصل لنا في العصر الحالي إلا عشرين قصيدة من قصائد ابن الشبل الكثيرة، وقد قام ابن أبي أصيبعة بجمع أغلب قصائده الموجودة اليوم.

أشهر قصائده الباقية هيّ قصيدة بلاغية تحكي عن الحكمة وقد نُسِبت إلى ابن سينا وذلك خلط من الناس لأنّ ابن الشبل يتشارك الكثير مع ابن سينا فكنيته "أبو علي" نفس كنية ابن سينا واسم والده ابن الشبل نفس اسم والد ابن سينا وأيضاً هناك من زعم أن ابن الشبل اسمه الحسين بن عبد الله وهذا اسم ابن سينا الحقيقي، كُلّ ذلك ساهم في نسبة القصيدة إلى ابن سينا وهي في واقع الأمر ليست كذلك.

وهذه القصيدة هي:

بربك أيها الفلك المدارأقصد ذا المسير أم اضطرار
مدارك قل لنا في أي شيءففي أفهامنا منك ابتهار
وفيك نرى الفضاء وهل فضاءسوى هذا الفضاء به تدار
وعندك ترفع الأرواح أم هلمع الأجساد يدركها البوار
وموج ذا المجرة أم فرندعلى لجج الدروع له أوار
وفيك الشمس رافعة شعاعاًبأجنحة قوادمها قصار
وطوقٌ في النجوم من اللياليهلالك أم يد فيها سوار
وشهب ذا الخواطف أم ذبالعليها المرخ يقدح والعفار
وترصيع نجومك أم حبابتؤلف بينه اللجج الغزار
تمد رقومها ليلاً وتطوىنهاراً مثل ما طوى الإزار
فكم بصقالها صدي البراياوما يصدى لها أبداً غرار
تباري ثم تخنس راجعاتوتكنس مثل ما كنس الصوار
فبينا الشرق يقدمها صعوداًتلقاها من الغرب انحدار
على ذا ما مضى وعليه يمضيصوالُ مني وآجال قصار
وأيام تعرفنا مداهالها أنفاسنا أبداً شفار
ودهر ينثر الأعمار نثراًكما للغصن بالورد انتثار
ودنيا كلما وضعت جنيناًغذاه من نوائبها ظؤار
هي العشواء ما خبطت هشيمهي العجماء ما جرحت جبار
فمن يوم بلا أمس ليومبغير غد إليه بنا يسار
ومن نفسين في أخذ وردلروع المرء في الجسم انتشار
وكم من بعد ما ألفت نفوسحسوماً عن مجاثمها تطار
ألم تك بالجوارح آنساتفكم بالقرب عاد لها نفار
فإن يك آدم أشقى بنيهبذنب ماله منه اعتذار
ولم ينفعه بالأسماء علموما نفع السجود ولا الجوار
فاخرج ثم أهبط ثم أوديفترب الساقيات له شعار
فأدركه بعلم اللّه فيهمن الكلمات للذنب اغتفار
ولكن بعد غفران وعفويُعَيَّر ما تلا ليلاً نهار
لقد بلغ العدو بنا مناهوحل بآدم وبنا الصغار
وتهنا ضائعين كقوم موسىولا عجل أضل ولا خوار
فيا لك أكلة ما زال منهاعلينا نقمة وعليه عار
تُعاقب في الظهور وما ولدناويُذبح في حشا الأم الحوار
وننتظر الرزايا والبلاياوبعد فبالوعيد لنا انتظار
ونخرج كارهين كما دخلناخروج الضب أحوجه الوجار
فماذا الامتنان على وجودلغير الموجدين به الخيار
وكانت أنعما لو أن كوناًنخير قبله أو نستشار
أهذا الداء ليس له دواءوهذا الكسر ليس له انجبار
تحير فيه كل دقيق فهموليس لعمق جرحهم انسبار
إذا التكوير غال الشمس عناوغال كواكب الليل انتثار
وبدلنا بهذي الأرض أرضاًوطوح بالسموات انفطار
وأذهلت المراضعُ عن بنيهالحيرتها وعطلت العشار
وغشى البدر من فرق وذعرخسوف للتوعد لا سرار
وسيرت الجبال فكن كثباًمهيلات وسجرت البحار
فأين ثبات ذي الألباب مناوأين مع الرجوم لنا اصطبار
وأين عقول ذي الإفهام ممايراد بنا وأين الاعتبار
وأين يغيب لب كان فيناضياؤك من سناه مستعار
وما أرض عصته ولا سماءفَفيم يغول أنجمها انكدار
وقد وافته طائعة وكانتدخاناً ما لفاتره شرار
قضاها سبعة والأرض مهداًدحاها فهي للأموات دار
فما لسمو ما أعلا انتهاءولا لسمو ما أرسى قرار
ولكن كل ذا التهويل فيهلذي الألباب وعظ وازدجار [18]

يقول ابن أبي أصيبعة عن هذه القصيدة:

" هذه القصيدة من جيد شعره، وهي تدل على قوة اطلاع في العلوم الحكمية والأسرار الإلهية "

—كتاب عيون الأنباء في طبقات الأطباء

وعِندما تُوفيّ أحمد بن الحُسين أخ ابن الشبل قال يرثيه:

غاية الحزن والسرور انقضاءما لحى من بعد ميت بقاء
لا لبيد بأربد مات حزنًاوسلت عن شقيقها الخنساء
مثل ما في التراب يبلى فالحزن يبلى من بعده والبكاء
غير أن الأموات زالوا وأبقواغصصًا لا يسيغه الأحياء
إنما نحن بين ظفر ونابمن خطوب أسودهن ضِراء
نتمنى وفي المنى قصر العمرفنغدو بما نسر نساء
صحة المرء للسقام طريقوطريق الفناء هذا البقاء
بالذي نغتذي نموت ونحياأقتل الداء للنفوس الدواء
ما لقينا من غدر دنيا فلا كانتولا كان أخذها والعطاء
راجع جودها عليها فمهمايهب الصبح يسترد المساء
ليت شعري حلمًا تمر بنا الأيامأم ليس تعقل الأشياء
من فساد يجنيه للعالم الكونفما للنفوس منه اتقاء
قبّح اللّه لذة لأذانانالها الأمهات والآباء
نحن لولا الوجود لم نألم الفقدفإيجادنا علينا بلاء
وقليلًا ما تصحب المهجة الجسمففيهم الأسى وفيم العناء
ولقد أيد الإله عقولًاحجة العود عندها الإبداء
غير دعوى قوم على الميت شيئًاأنكرته الجلود والأعضاء
وإذا كان في العيان خلافكيف بالغيب يستبين الخفاء
ما دهانا من يوم أحمد إلاظلمات ولا استبان ضياء
يا أخي عاد بعدك الماء سماوسمومًا ذاك النسيم الرخاء
والدموع الغزار عادت من الأنفاسنارًا تثيرها الصعداء
وأعدّ الحياة عذرًا وإن كانتحياة يرضى بها الأعداء
أين تلك الخلال والحزمأين العزم أين السناء أين البهاء
كيف أودى النعيم من ذلكالظل وشيكًا وزال ذاك الغناء
أين ما كنت تنتضي من لسانفي مقام للمواضي انتضاء
كيف أرجو شفاء وما بيدون سكناي في ثراك شفاء
أين ذاك الرواج والمنطق المونقأين الحياء أين الإباء
إن محا حسنك التراب فما للدمعيومًا من صحن خدي انمحاء
أو تبن لم يبن قديم ودادأو تمت لم يمت عليك الثناء
شطر نفسي دفنت والشطر باقيتمنى ومن مناه الفناء
إن تكن قدمته أيدي المنايافإلى السابقين تمضي البطاء
يدرك الموت كل حي ولوأخفته عنه في برجها الجوزاء
ليت شعري وللبلى كل ذيالخلق بماذا تميز الأنبياء
موت ذا العالم المفضل بالنطقوذا السارح البهيم سواء
لا غوي لفقده تبسم الأرضولا للتقي تبكي السماء
كم مصابيح أوجه أطفأتهاتحت أطباق رمسها البيداء
كم بدور وكم شموس وكمأطواد حلم أمسى عليها العفاء
كما محا غرة الكواكب صبحثم حطت ضياءها الظلماء
إنما الناس قادم إثر ماضٍبدء قوم للآخرين انتهاء[19]

وفاته

حسبما ذكر القفطي نقلاً عن ابن المارستانية تُوفيّ بِيوم السبت 20 محرم، 473 هـ في بغداد، العراق، ودُفِن يوم الأحد في مقبرة دار حرب، وقال الذهبي أنّ عُمره حينئذٍ 72 عاماً [20].

وصلات خارجية

مراجع

  1. الأنساب: أبو سعد عبدالكريم بن محمّد بن منصور السمعاني التميميّ (ت: 562 هـ)، تحقيق محمّد عوّامة، بيروت: مطبعة محمّد هاشم الكتبي، ط1، 1976 م.
  2. الأنساب المتفقة: محمّد بن طاهر بن القيسراني (ت: 507 هـ).
  3. ترجمة عن ابن الشبل البغدادي وبعض قصائده، وصل لهذا المسار في 29 ديسمبر 2014. نسخة محفوظة 13 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
  4. الأعلام: خير الدّين الزّركلي، بيروت: دار العلم للملايين، ط8، 1989 م.
  5. ابن الشبل البغدادي، موسوعة الشعراء، تاريخ الولوج: 29 ديسمبر 2014. نسخة محفوظة 14 سبتمبر 2013 على موقع واي باك مشين.
  6. البداية والنهاية في التاريخ: ابن كثير، بيروت: مكتبة المعارف، ط2، 1990 م.
  7. كتاب دمية القصر وعصرة أهل العصر: عليّ بن الحسن بن عليّ الباخرزي467 هـ)، تحقيق محمد التونجي، دمشق، ط1، 1971 م.
  8. كتاب معجم الأدباء: ياقوت بن عبد الله الحموي626 هـ)، تحقيق إحسان عبّاس، بيروت: دار الغرب الإسلامي، ط1، 1993 م.
  9. كتاب المستفاد من ذيل تاريخ بغداد: محمّد بن محمود بن الحسن بن النجّار643 هـ)، تحقيق قيصر أبو فرح، بيروت: دار الكتب العلميّة، ط2، 1971 م.
  10. أبو الحسن القفطي: أنباه الرواة على أنباء النحاة، تحقيق محمد أبو الفضل، دار الکتب المصرية، القاهرة، 1950 م.
  11. وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان: أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن خلّكان681 هـ)، تحقيق إحسان عباس، بيروت: دار صادر، ط1، 1973 م.
  12. أخبار الملوك ونزهة الممالك والمملوك في طبقات الشعراء: محمد بن تقي الدين عمر الأيّوبي (ت: 617 هـ)، مخطوط في مكتبة جامعة مؤتة، رقم 2406.
  13. كتاب الغيث المسجّم في شرح لاميّة العجم: صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي864 هـبيروت: دار الكتب العلميّة، ط2، 1990 م.
  14. أبو الحسن القفطي: المحمدون من الشعراء، تحقيق حسن معمري، الرياض، داراليمامة للبحث والترجمة والنشر، 1970 م.
  15. حلبة الكميت في الأدب والنّوادر: محمّد بن الحسن النّواجي، مطبعة إدارة الوطن 1299 هـ.
  16. شرح الفصيح: لابن ناقيا البغداديّ، رسالة ماجستير على الآلة الكاتبة، القاهرة، جامعة القاهرة، 1974 م.
  17. جمهرة أشعار العرب: أبو زيد محمّد بن أبي الخطاب القرشي، القاهرة: دار نهضة مصر للطبع والنشر، ط1.
  18. قصيدة: بربك أيها الفلك المدار، عربي-أدب، تاريخ الولوج: 29 ديسمبر 2014.
  19. قصيدة: غاية الحزن والسرور انقضاء ما لحى من بعد ميت بقاء، عربي-أدب، تاريخ الولوج: 29 ديسمبر 2014.
  20. ابْنُ الشِّبْلِ، كِتاب سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي، تحقيق شعيب الأرناؤوط، بيروت: مؤسسة الرسالة، ط1، 1984، تاريخ الولوج: 29 ديسمبر 2014. "نسخة مؤرشفة". Archived from the original on 7 أبريل 20207 أبريل 2020.

موسوعات ذات صلة :