الرئيسيةعريقبحث

ابن هشام الأنصاري

من أئمة النحو العربي

☰ جدول المحتويات


ابن هشام الأنصاري هو أبو محمد عبد الله جمال الدين بن يوسف بن أحمد بن عبد الله بن هشام الأنصاري المصري من (708 هـ - 761 هـ) (1309م - 1360م). وهو من أئمة النحو العربي، فاق أقرانه شهرةً وشأى من تقدمه من النحويين وأعيا من أتى بعده. لا يشق لهُ غبار في سعة الاطلاع وحسن العبارة وجمال التعليل، صالح ورع. لزم الشهاب عبد اللطيف بن المرحل وتلا على ابن السراج وسمع على أبي حيان الأندلسي ديوان زهير بن أبي سلمى، ولم يلازمه، ولا قرأ عليه غيره. وحضر دروس تاج الدين التبريزي وقرأ على تاج الدين الفاكهاني شرح الإشارة له إلا الورقة الأخيرة. وحدث عن ابن جماعة بالشاطبية، وتفقه على المذهب الشافعي ثم تحنبل فحفظ مختصر الخرقي قبيل وفاته بخمس سنين.[1] تخرج به جماعة من أهل مصر وغيرهم وتصدر لنفع الطالبين وانفرد بالفوائد الغريبة والمباحث الدقيقة، وكانت له ملكة يتمكن بها من إيصال المعلومة وتفهيم الطلبة. وكان متواضعاً دمث الخلق شديد الشفقة رقيق القلب.

ابن هشام الأنصاري
معلومات شخصية
اسم الولادة عبد الله
الاسم الكامل جمال الدين يوسف بن أحمد بن عبد الله
الميلاد 708 هـ
مصر
تاريخ الوفاة 761 هـ
مواطنة  الدولة المملوكية
الجنسية مملوكي
العرق العرب
الديانة الإسلام
المذهب الفقهي شافعي حنبلي
الحياة العملية
كنية جمال الدين
اللقب أبو محمد
مؤلفاته شرح شذور الذهب ، شرح قطر الندى وبل الصدى ، مغني اللبيب عن كتب الأعاريب المسائل السفرية
المهنة كاتب،  ولغوي،  ونحوي 
اللغات العربية 
الاهتمامات النحو
📖 مؤلف:ابن هشام الأنصاري

مولده و نشأته

ولد العلامة الشيخ، أبو محمد عبد الله جمال الدين بن أحمد بن عبد الله بن هشام الأنصاري بالقاهرة في ذي القعدة، سنة ثمان وسبعمائة من الهجرة[2]، الموافق سنة / 1309/ من الميلاد. ومن ثم ترعرع فيها، وشب محبا للعلم والعلماء، فأخذ عن الكثيرين منهم، ولازم بعضا من الأدباء والفضلاء.

شيوخه

ذكر صاحب الدرر الكامنة[3] أن ابن هشام لزم عددًا من فحول عصره، وتلقى العلم على أيدي علماء زمانه، وتتلمذ لهم، ومنهم ابن السراج3[4]، وأبو حيان[5]، والتاج التبريزي[6]، والتاج الفاكهاني[7]، والشهاب بن المرحل[8]، وابن جماعة[9]، وغيرهم.

منزلته العلمية

أتقن ابن هشامِِ العربية، وتخصص بالنحو وكان يملك فيه عبقرية، حتى فاق أقرانه وشيوخه ومعاصريه، وكان لكتابيه:«مغني اللبيب عن كتب الأعاريب» ، و«أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك». صدى في النفوس، ونال بهما منزلة لدى العلماء والأدباء«فاشتهر في حياته، وأقبل الناس عليه» [10] غير أن شهرته لم تكن محصورة في مصر وحدها، بل تعدتها إلى المشرق والمغرب، حيث ذكر صاحب الدرر الكامنة نقلا عن ابن خلدون قوله:«ما زلنا ونحن بالمغرب نسمع أنه ظهر بمصر عالم بالعربية، يقال له: ابن هشام، أنحى من سيبويه» [11] كان ابن هشام، يتمتع بذكاء خارق، وذاكرة قوية، حيث استطاع أن يجمع عدة علوم، وأن يبرز فيها، وهو«المتفرد بالفوائد الغريبة، والمباحث الدقيقة، والاستدراكات العجيبة، والتحقيق البارع، والاطلاع المفرط، والاقتدار على التصرف في الكلام، والملكة التي كان يتمكن من التعبير بها عن مقصوده بما يريد مسهبا وموجوزا[12]، وما يدلنا على مدى فطنته، وقوة حافظته حتى أواخر حياته، أنه حفظ مختصر الخرقي في دون أربعة أشهر قبل موته بخمس سنين[13].

تدينه وخلقه

ابن هشام عالم ورِع، لم يتهم باعتقاده، ولا بتدينه، ولا بسلوكه، وهو شافعي المذهب، وتحنبل في أواخر حياته[14]، وهذا يدل على أنه كان متعمقا في كلا المذهبين. صفته وأخلاقه: كان ابن هشام يمتاز«بالتواضع والبر والشفقة ودماثة الخلق ورقة القلب» [15] فضلًا عن دينه، وعفته، وحسن سيرته، واستقامته، وكان إلى ذلك صبورا في طلب العلم مداوِما عليه حتى آخر حياته-كما أشرنا- ومن شعره في الصبر:

ومن يصطبرْ للعلم يظفرْ بنيلِهِ ... ومن يخطبِ الحسناءَ يصبرْ على البذلِ

ومن لا يذل النفس في طلب العُلا ... يسيرًا يَعِشْ دهرًا طويلًا أَخَا ذُل[15]

مصنفاته

الصفحة الأولى من مخطوط لأحد مؤلفاته في النحو عنوانه (شرح قطر الندى وبل الصدى)

وفاته

توفي ابن هشام -رحمه الله تعالى- ليلة الجمعة في الخامس من ذي القعدة سنة إحدى وستين وسبعمائة من الهجرة، الموافق سنة 1360 من الميلاد،[16] ورثاه ابن نباتة بقوله:

سقى ابن هشام في الثرى نوء رحمةيجر على مثواه ذيل غمام
سأروي له من سيرة المدح مسندًافما زِلْتُ أروي سيرة ابن هشام.[17]


قالوا عنه

«ما زلنا ونحن بالمغرب نسمع أنه ظهر بمصر عالم بالعربية ، يقال له: ابن هشام ، أنحى من سيبويه

وقال عنه مرة أخرى:

«إن ابن هشام على علم يشهد بعلو قدره في صناعة النحو وكان ينحو في طريقته منحاة أهل الموصل الذين اقتفوا أثر ابن جني واتبعوا مصطلح تعليمه، فأتى من ذلك بأمر عجيب دال على قوة ملكته واطلاعه.»
«تفرّد ابن هشام بالفوائد الغريبة والمباحث الدقيقة والاستدراكات العجيبة والتحقق البالغ والاطلاع المفرط .. مع التواضع والبرّ والشفقة ودماثة الخلق ورقة القلب.»

مراجع

  1. ترجمة ابن هشام نسخة محفوظة 24 فبراير 2015 على موقع واي باك مشين.
  2. بغية الوعاة، للسيوطي. تحقيق محمد أبي الفضل إبراهيم "ط: 2. بيروت: دار الفكر، "1399-1979 م"، 2: 68.
  3. الدرر الكامنة، لابن حجر "حيدر آباد، 1348 هـ"، 2: 308-310.
  4. ابن السراج: محمد بن أحمد، أبو عبد الله السراج الدمشقي، مقرئ نحوي، ولد سنة 668هـ، ومات سنة 743هـ. بغية الوعاة: 1/ 20
  5. أبو حيان: محمد بن يوسف، أثير الدين الغرناطي، نحوي عصره، ولغويه، ومحدثه، وأديبه، له البحر المحيط في التفسير، والمدبح في التصريف وغيرهما. مات سنة 745هـ. بغية الوعاة: 280-283".
  6. التبريزي: علي بن عبد الله الأردبيلي التبريزي، عالم ورع وأحد الأئمة الجامعين لأصناف العلوم. مات سنة 746هـ. المصدر نفسه: 2/ 171.
  7. التاج الفاكهاني: عمر بن علي بن سالم بن صدقة اللخمي الإسكندراني، له شرح العمدة، والإشارة في النحو وغيرهما. مات سنة 731هـ. المصدر نفسه 2: 221، والدرر الكامنة: 3/ 178.
  8. الشهاب بن المرحل: عبد اللطيف بن عبد العزيز، ولم يذكر له صاحب البغية ترجمة وافية. البغية 2/ 541.
  9. ذكر صاحب البغية، في ترجمتة لابن هشام، أنه "حدث عن ابن جماعة بالشاطبية"، والذين سموا بهذا الاسم كُثر، ولعل المقصود بالذكر هنا بدر الدين محمد المتوفى سنة 733هـ، والذي كان يشغل منصب قاضي قضاة دمشق، ثم مصر في أيامه.
  10. بغية الوعاة: 2/ 68
  11. الدرر الكامنة: 2/ 308-310
  12. البغية: 2/ 69
  13. المصدر نفسه.
  14. البغية
  15. بغية الوعاة: 2/ 69
  16. بغية الوعاة
  17. المصدر نفسه

مقالات ذات صلة

موسوعات ذات صلة :