الرئيسيةعريقبحث

احتلال إسطنبول (1918 - 1923م)


☰ جدول المحتويات


تم احتلال إسطنبول عاصمة الخلافة العثمانية من قبل قوات المملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا  منذ 13 نوفمبر 1918 إلى غاية 4 أكتوبر 1923م[1] تم تنفيذه بموجب اتفاقيات هدنة مودروس، التي أدت إلى تقسيم الإمبراطورية العثمانية بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى. دخلت القوات الفرنسية أولا إلى المدينة في 12 نوفمبر 1918 ، تلتها القوات البريطانية في اليوم التالي. هبطت القوات الإيطالية في حي قره كوي يوم 7 فبراير 1919.[2]

احتلال إسطنبول
جزء من الحرب العالمية الأولى 
British occupation troops marching in Beyoglu.jpg
 
بداية 13 نوفمبر 1918 
نهاية 4 أكتوبر 1923 
الموقع القسطنطينية 

احتلت قوات الحلفاء المدينة وأنشأت إدارة عسكرية في ديسمبر 1918م، وكان أول احتلال منذ فتح القسطنطينية عام 1453م. مر الاحتلال بمرحلتين: الاحتلال الأول التي حدث وفقًا للهدنة واستمر حتى 16 مارس 1920م، بعده تمددت فترة الاحتلال بموجب معاهدة سيفر ، والتي لحقتها معاهدة لوزان الموقعة في 2 يوليو 1923م. تسبب الاحتلال اليوناني لهذه المدينة وأزمير في تعبئة الحركة الوطنية التركية ونشوب حرب الاستقلال التركية. وغادرت آخر قوات الحلفاء المدينة في 4 أكتوبر 1923م وكان أول دخول لقوات الحركة الوطنية التركية في 6 أكتوبر 1923م.

شهد عام 1918 أول تغيّرٍ يطرأ على المدينة منذ سقوط القسطنطينية عام 1453. حفّز سقوطها، جنبًا إلى جنب مع احتلال إزمير، تأسيس الحركة الوطنية التركية، مما مهّد إلى اندلاع حرب الاستقلال التركية. [3]

خلفية الأحداث

قدّر العثمانيون أن عدد سكان القسطنطينية في عام 1920 كان يتراوح بين 800 ألف و1.2 مليون نسمة، بعد أن جمعوا الإحصاءات السكانية من مختلف الهيئات الدينية. إن الشك في الأرقام يعكس عدم إحصاء لاجئي الحرب والخلافات حول حدود المدينة. نصفهم أو أقل كانوا من المسلمين، ومعظم ما تبقّى من الروم الأرثوذكس والأرمن الأرثوذكس واليهود؛ إذ كان هناك عددٌ كبير من سكان أوروبا الغربية قبل الحرب. [4]

شرعية الاحتلال

تشير هدنة مودروس الموقّعة في 30 أكتوبر 1918، التي أنهت المشاركة العثمانية في الحرب العالمية الأولى، إلى احتلال حصن البوسفور وحصن الدردنيل. في ذلك اليوم، صرّح سومرست غوف كالثورب، المُوقّع البريطاني، بموقف الوفاق الثلاثي الذين لم يكن لديهم أي نية لتفكيك الحكومة أو وضعها تحت الاحتلال العسكري من خلال «احتلال القسطنطينية».[5] هذا الوعد اللفظي وعدم ذكر احتلال القسطنطينية في الهدنة لم يغيّر واقع الإمبراطورية العثمانية. يصف الأدميرال سومرست غوف كالثورب الموقف البريطاني على أنه «ليس له أي فضلٍ على أي تركي على الإطلاق ولم يبشر بأي أملٍ لهم».[6] عاد الطرف العثماني إلى العاصمة حاملًا رسالةً شخصية من كالثورب، موجّهة إلى حسين رؤوف أورباي، وعد فيها بالنيابة عن الحكومة البريطانية باستخدام القوات البريطانية والفرنسية فقط في احتلال تحصينات المضيق. ويمكن السماح لعددٍ صغير من القوات العثمانية بالبقاء في المناطق المحتلّة كرمزٍ للسيادة. [7]

موقف السلطان

وفقًا للسير هوراس رومبولد، بارونيت التاسع، السفير البريطاني في القسطنطينية (1920-1924)، لم يستوعب السلطان محمد السادس الفكر الكمالي أبدًا، ولم يقبل المنظور الوطني للحركة التركية الوطنية. لم يدرك أبدًا أهمية الأحداث العسكرية والسياسية بعد هدنة مودروس، وفشِل في إدراك أن تقسيم الإمبراطورية العثمانية كان انعكاسًا لاحتجازه. فبالنسبة له، كان هو ودائرته المقرّبة هم من يشكّل الأتراك ويمثّلهم. كانت هناك مجموعة من الأتراك الأصيلين الذين كانوا مخلصين ويعملون على إنقاذ الإمبراطورية مقابل أي ثمن. وبناءً على أنشطتهم الفردية على الأرجح، وقَعَ بعض الثوار الأتراك داخل/خارج تعريف السلطان للتركي. وفقًا لرامبولد أيضًا، ادّعى السلطان أن مصطفى كمال كان ثوريًا مقدونيًا من أصلٍ لم يجرِ التحقّق منه، وأن بكر سامي بك قندح كان أوسيتيًا وأن ثوريين آخرين كانوا من الألبان والشركس الناطقين بالتركية، وإلخ. علاوةً على ذلك، أكّد رامبولد أن السلطان كان يعتقد أن المقاومة ضد الحلفاء بالدعم المتوفّر لدى البلاشفة سيُذيق تركيا نفس مصير جمهورية أذربيجان الديمقراطية، التي أصبحت جمهورية أذربيجان الاشتراكية السوفييتية. واتّخذت الإيديولوجية الكامنة وراء تصوّر السلطان للأحداث مسارًا مختلفًا تمامًا.

في السنوات التالية، ذهب أنور باشا إلى موسكو ولاحقًا إلى آسيا الوسطى، حيث كانت نيته النهائية استعادة السلطة (ضد الحلفاء) باستخدام البلاشفة من خلال تنظيم اتحاد الجمعيات الثورية الإسلامية وحزبٍ من المجالس الشعبية. لم تفسح الحركة الوطنية التركية المجال أمام البلاشفة، بل عقدت السلام مع الحلفاء. قُتل أنور باشا أثناء محاربته للجيش الأحمر. ألغت إصلاحات أتاتورك الخلافة ولم تنقذ حركة الخلافة الخليفة العثماني.

الإدارة العسكرية

لم ينتظر الحلفاء توقيع معاهدة سلام للمطالبة بالأراضي العثمانية. دخل لواءٌ فرنسي القسطنطينية في 12 نوفمبر 1918 بعد 13 يومًا فقط من توقيع هدنة مودروس. دخلت أولى القوّات البريطانية المدينة في 13 نوفمبر 1918. احتلّت قوات الحلفاء أجزاءً من القسطنطينية وشكّلت إدارةً عسكرية للحلفاء في أوائل ديسمبر 1918.

رست كتيبة إيطالية قوامها 19 ضابطًا و740 جنديًا على رصيف غلطة في 7 فبراير 1919. بعد ذلك بيومٍ واحد انضمّ إليهم 283 كارابينييري (قوات الدرك الوطني الإيطالية) بقيادة العقيد بالدوينو كابريني. تولى الكارابينييري مهام الشرطة.

دخل الجنرال الفرنسي فرانش دي إسبري المدينة على صهوة جواده بقيادة اثنين من جنوده في 8 فبراير 1919. يُقال إن هذا كان يهدف إلى محاكاة دخول محمد الثاني (محمد الفاتح) في عام 1453 بعد سقوط القسطنطينية، والدلالة على أن السيادة العثمانية على المدينة الإمبراطورية قد ولّت.

قَسّمت اللجنة المدينة إلى 3 مناطق لأسبابٍ مرتبطة بإدارة الشرطة: ستامبول (المدينة القديمة) أُوكِلت إلى الفرنسيين في 10 فبراير 1919، بيرا-غلطة إلى البريطانيين وقاضي كوي وسكوتاري (أُسكُدار) إلى الإيطاليين.

سومرست كالثورب، ديسمبر 1918 – أغسطس 1919

عُيِّن المفوّض السامي الأدميرال سومرست غوف كالثورب كمستشارٍ عسكري للقسطنطينية بعد الهدنة. كانت مهمّته الأولى اعتقال ما بين 160 و200 شخصٍ من حكومة أحمد توفيق باشا في يناير 1919.[8] أُرسِل ثلاثون إلى مالطا (المنفيون في مالطا) من بين هذه المجموعة.

سلطة التأسيس

أقدم البريطانيون على اعتقال عددٍ من أعضاء المؤسّسة القديمة واحتجزوهم في مالطا، بانتظار محاكمتهم بتُهمة ارتكاب جرائم مزعومة خلال الحرب العالمية الأولى. وكان كالثورب يضمّ فقط الأعضاء الأتراك في حكومة توفيق باشا والشخصيات العسكرية/السياسية. أراد إيصال رسالةٍ مفادها أن الاحتلال العسكري كان ساريًا وأن عدم الامتثال سينتهي بفرض عقوبةٍ قاسية. لم يجرِ تقاسم منصبه مع شركاء آخرين. وكان ردّ الحكومة الفرنسية على هؤلاء المتهمين أنه «تمييزٌ للإساءة للمسلمين الأتراك في حين لم يجرِ القبض على المجرمين البلغاريين والنمساويين والألمان حينها أو التعرّض لهم».[9] ومع ذلك، فهمت الحكومة والسلطان الرسالة. أُبلِغ الحلفاء بأن الإمبراطورية العثمانية كانت تمتثل بجهازها الكامل لقوات الاحتلال في فبراير 1919. أرادت اللجنة التحقيق في أي مصدر صراع (بما في ذلك المسائل الأرمنية)، بطريقة يمكن للحكومات المحايدة فيها أن تلحق بها مشرفين قانونيين. نصّت مراسلات كالثورب لوزارة الخارجية على ما يلي: «الإجراء المتّخذة أجل الاعتقالات كان مرضيًا للغاية، وأعتقد أنه أخاف لجنة الاتحاد والترقّي في القسطنطينية». [10]

مراجع

  1. "6 Ekim İstanbul'un Kurtuluşu". Sözcü. 6 أكتوبر 2017. مؤرشف من الأصل في 4 يونيو 2019.
  2. "Missioni all'estero:1918 – 1923. In Turchia: da Costantinopoli all'Anatolia" (باللغة الإيطالية). Arma dei Carabinieri. مؤرشف من الأصل في 06 مايو 201408 نوفمبر 2012.
  3. "Turkey". Encyclopaedia Britannica. مؤرشف من الأصل في 10 مايو 202012 يوليو 2018.
  4. Clarence Richard Johnson Constantinople To-day; Or, The Pathfinder Survey of Constantinople; a Study in Oriental Social Life, Clarence Johnson, ed. (New York: Macmillan, 1922) p. 164ff.
  5. Criss, Bilge, Constantinople under Allied Occupation 1918–1923, (1999) p. 1.
  6. Simsir BDOA, 1:6.
  7. Yakn Tarihimiz, Vol. 2, p. 49.
  8. Public Record Office, Foreign Office 371/4172/13694
  9. Public Record Office, Foreign Office, 371/4172/28138
  10. Public Record Office, Foreign Office, 371/4172/23004

موسوعات ذات صلة :