مقدمة
هذه الاسطورة توضح ان الاصل هو الفوضى ليأتي النظام مع الالهة، لذلك وجب احترام ممثلي الالهة على الارض ولي الامر وكهنته من رجال الدين. الامر الذي يوضح الجذور العميقة لاحترام القوانين القادمة من السماء لدى شعوب الشرق وتقديسهم لرجال الدين. كما توضح اسس مشتركة للاساطير التي يتزوج فيها الاخوة بعضهم البعض، إضافة إلى اسطورة العالم المائي قبل الخلق.
وفي مذهب التاسوع بمصر القديمة في أون مدينة الشمس بالمصرية القديمة أو بالإغريقية هليوبوليس عين شمس الحالية عن قصة الخلق نجد إله الأرض الذكر جب و إلهة السماء الأنثى نوت ملتصقان كلا بالآخر بعد أن خلقا من الإله "آتم" ونتج من التصاقهما /تزاوجهما أربعة آلهة أوزير وإست إيزيس و نبت حت( نفتيس) و ست بعدها قام الإله شو إله الهواء بالفصل بين الأرض جب والسماء نوت حيث يبدو "جب" الذكر عاريا وقد رفع "شو" من فوقه أنثاه العارية"نوت" ! وهي اسطورة تتشابه للغاية مع الاسطورة البابلية، وتذكر بفتق السماء عن الارض، بعد ان كانتا رتقا.
نص الاسطورة
في البدء لم يكن هناك إلا بحر هائج، هكذا تقول اسطورة الشعب الفرعوني المنقولة عن نون Nun من مصر القديمة. في هذا البحر كانت توجد قوى الخير والشر. قوى الخير تحوي البذرة لكل ماهو حي في حين قوى الشر كانت تقطن الحية العظيمة Apofis. ولكن في لحظة ما خرج الاله آتوم Atum من اعماق البحر رافعا معه الارض من رحم البحر. في نفس الوقت صعدت الالهة رع لتصبح شمسا. رع مع الإله آتوم انجبت طفلين هم شو آلهة الهواء والريح وتفنوت التي كانت آلهة الخصب. ولكن كلا الطفلين اختفوا، فارسل " آتوم" عينه الالهية لتبحث عن الاطفال وعندما وجدتهم بكى من الفرح لتتحول دموعه إلى البشر الاوائل. الاخوة شو وتيفوت احبوا بعضهم البعض ليتناكحوا ويحصلوا إلى أبناء توائم، لتكون الاولى آلهة السماء نوت والثاني آلهة الارض جيب، ، وذلك من اجل المحافظة عليهم بعيدين عن بعضهم البعض حتى لايرتكبوا الخطأ الذي ارتكبه والديهم بالزواج من بعضهم البعض. ومع ذلك كان فراعنة مصر يتزوجون اخواتهم في سبيل التشبه بالالهة، إذ كان سائدا ان الالهة فقط يحق لها الزواج بالاخوة.
مصادر
حمدي الراشدي اساطيرالخلق عند مختلف الاديان