الرئيسيةعريقبحث

اضطهاد الصرب في دولة كرواتيا المستقلة


☰ جدول المحتويات


اضطهاد الصرب في دولة كرواتيا المستقلة، والمعروف أيضًا باسم الإبادة الجماعية للصرب (في الصربية:Геноцид над Србима/ Genocid nad Srbima)، هو عبارة عن ممارسات شملت الإبادة، والترحيل، والتحول الديني القسري لمئات الآلاف من الصرب. كان المسؤول عن ذلك سياسات الإبادة الجماعية لنظام الأوستاشا (الحركة الثورية الكرواتية) في دولة كرواتيا المستقلة بين عامي 1941 و1945 خلال الحرب العالمية الثانية، إذ قتل نظام الأوستاشا بشكل منهجي نحو 300-500 ألف صربي، توفي منهم نحو 52 ألف شخص في معسكر ياسينوفاتش للاعتقال -وفقًا للتقديرات الحالية.

الضحايا وعدد القتلى

قُدِّمَت أعداد مختلفة لخسائر الحرب الكلية خلال الحرب وخلال فترة سيطرة تيتو على يوغسلافيا، كذلك تختلف تقديرات مراكز إحياء ذكرى الهولوكوست. وبحسب المؤرخ ريوري يأومانز، فإن أكثر التقديرات تحفظًا تُحَدِّد الحد الأدنى بنحو 300000 وربما يصل العدد حتى نحو 500000 صربي قُتِل على يد فرق موت الأوستاشا، أو أعدم أو لقي حتفه في معسكرات الاعتقال.[1]

قال توماسفيتش بأنه من المستحيل تحديد العدد الدقيق للضحايا في يوغوسلافيا، وتقول سابرينا ب. رامت أنّ عدد القتلى الصرب لا يقل عن 300000 شخص "ذبح على يد الأوستاشا"، ويُقَدِّر الديموغرافي بوغولجوب كوجوفيتش -مؤلف أهم الدراسات عن ضحايا الحرب العالمية الثانية في يوغسلافيا- العدد بين 370 و 410000 صربي لقي حتفه في دولة كرواتيا المستقلة، ولا يزال عدد الضحايا في معسكر ياسينوفاتش للاعتقال موضع جدل، لكن التقديرات الحالية تشير إلى أنّ العدد يقارب 100 ألف، نصفهم تقريبًا من الصرب. [2]

شكلت ممارسات نظام الأوستاشا الوحشية في صربيا وفي نظر الصرب إبادة جماعية، كما اعتبرها بعض الكتاب الغربيين واليهود إبادة جماعية أيضًا، وعند عدم تسميتهم ذلك صراحةً بالإبادة، فإنهم غالبًا ما يصفون ممارسات الأوستاشا بأنها إبادية، كذلك وصف ر. ليمكين السياسات الهنغارية والبلغارية ضد الصرب بأنها إبادية.[3]

كان التعصّب الكاثوليكي في قلب سياسة الأوستاشا، وهذا عنى أنّ العديد من الصرب في دولة كرواتيا المستقلة أُعطُوا الخيار بالتحول إلى الكاثوليكية أو مواجهة الترحيل إلى معسكر اعتقال، وبذلك واجه الصرب الذين رفضوا التخلي عن الإيمان المسيحي الأرثوذكسي الموت في معسكرات الاعتقال في جميع أنحاء دولة كرواتيا المستقلة -لا سيما في معسكر ياسينوفاتش للاعتقال. [4]

اعتبرت الكنيسة الأرثوذكسية الصربية -في فترة ما بعد الحرب- أنّ الضحايا الصرب لهذه الإبادة الجماعية كانوا شهداءً، ولذلك تحتفل الكنيسة الأرثوذكسية الصربية بالشهداء المقدسين الجدد لمعسكر ياسينوفاتش في 13 أيلول/سبتمبر.[5][6][7][8][9][10][11][12][13][14]

التبعات

توارى معظم الأوستاشا المتبقين بعد الحرب العالمية الثانية عن الأنظار، أو فرّوا إلى دول مثل أستراليا وكندا والولايات المتحدة وألمانيا، بمساعدة المناصرين ورجال الدين الكاثوليك الروم.

لم تستخدم الحكومة اليوغوسلافية الشيوعية مخيم ياسينوفاتش كما حدث مع معسكرات الاعتقال الأوروبية الأخرى، وعلى الأرجح هذا بسبب العلاقات بين الصرب والكرواتيين،[15] فقد حاولت حكومة تيتو أن تدع الجروح تتعافى، وأن تصيغ مبدأ "الأخوة والوحدة" بين الشعوب. دُعي تيتو نفسه إلى ياسينوفاتش ومرّ بها عدة مرات، لكنه لم يزور الموقع.[16]

سبل الهروب والإرهاب والاغتيالات

هرب العديد من زعماء الأوستاشا بعد تحرير الجيش الوطني ليوغسلافيا، ولجأوا إلى الكلية البابوية الكاثوليكية في سانت جيروم بالقرب من الفاتيكان، حيث وجّه الكاهن الكاثوليكي وأحد أفراد الأوستاشا كرونوسلاف دراغانوفيتش الفارين من سانت جيروم، كما ساعدت وزارة الخارجية وفرقة مكافحة التجسس الأمريكيتين مجرمي الحرب على الفرار،[17] وساعدت دراغانوفيتش أيضًا (الذي عمل فيما بعد لصالح المخابرات الأمريكية) في إرسال أفراد الأوستاشا إلى الخارج. لجأ العديد من المسؤولين عن القتل الجماعي في دولة كرواتيا المستقلة إلى أمريكا الجنوبية والبرتغال وإسبانيا والولايات المتحدة.[17] اغتيل لوبوريتش في إسبانيا عام 1969 من قبل عناصر إدارة أمن الدولة اليوغوسلافية؛ عاش أرتوكوفيتش في إيرلندا وكاليفورنيا حتى تم تسليمه في عام 1986، وتوفي لأسباب طبيعية في السجن؛ عاش دينكو ساكيتش وزوجته ندى في الأرجنتين حتى تم تسليمه في عام 1998،[17] مات دينكو في السجن بينما أفرج عن زوجته. قام دراغانوفيتش أيضًا بترتيب رحلة كلاوس باربي -أحد عناصر الجستابو.[17]

مجرمو الحرب البارزون

  • آنتي بافليتش (1889-1959): اختبأ المؤسس والزعيم الأعلى للأوستاشا في إيطاليا والأرجنتين وشيلي وإسبانيا، ونجا من محاولات الاغتيال.
  • أندريا أرتوكوفيتش (1899-1988): توفي وزير الداخلية الكرواتي تحت الوصاية الكرواتية.
  • سلافكو كفيراتنيك (1878-1947): أُعدِم القائد العام للقوات المسلحة للأوستاشا من قبل السلطات اليوغوسلافية.
  • ديدو كفاتيرنيك (1910-1962): توفي زعيم الشرطة السرية للأوستاشا -وابن سلافكو- في حادث سيارة في الأرجنتين.
  • يوري فرانسيتش (1912-1942): توفي قائد الفيلق الأسود -الذي أمر بمجازر الصرب في البوسنة- عند إسقاط جيش التحرير الوطني اليوغوسلافي الطائرة التي كان على متنها.
  • ماكس لوبوريتش (1914-1969): قُتِل قائد كتائب دفاع الأوستاشا ومسؤول معسكر ياسينوفاتش في إسبانيا مع تورط زميل له في ذلك.
  • ميليه بوداك (1889-1945): أعدم السياسي الكرواتي والإيديولوجي الكبير للأوستاشا بسبب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في 7 حزيران/يونيو 1945.
  • دينكو ساكيتش (1921-2008): هرب قائد ياسينوفاتش إلى الأرجنتين، لكنه سُلِّم لتحاكمه السلطات الكرواتية في عام 1999، حيث عوقب بالسجن لمدة 20 سنة –مات خلال سنين السجن.
  • ندى ساكيتش: حرس مخيم ياسينوفاتش وشقيقة ماكس لوبوريتش وزوجة دينكو، نجت من العقاب لأن الأرجنتين رفضت تسليمها.
  • توميسلاف فيليبوفيتش مايستوروفيتش (1915-1946): اعتقل البارتيزان الراهب الفرانسيسكاني وقائد معسكر ياسينوفاتش سيئ السمعة والمعروف باسم "شقيق الشيطان" لساديته وقسوته، ليُحاكم ويُعدَم عام 1946.
  • بيتار برزيكا (1917-؟): الراهب الفرانسيسكاني الذي فاز في مسابقة في 29 آب/أغسطس عام 1942 بعد قطع رقاب 1360 سجين في معسكر ياسينوفاتش، وقد كان مصيره بعد الحرب غير معروف.

المراجع

  1. Yeomans 2013، صفحة 18.
  2. Tomasevich 2001، صفحة 719.
  3. Pavlowitch 2008، صفحة 34.
  4. Rapaić 1999, Krestić 1998, SANU 1995, Kurdulija 1993, Bulajić 1992, Kljakić 1991
  5. McCormick 2014, McCormick 2008
  6. Yeomans 2013، صفحة 5.
  7. Levy 2011.
  8. Lemkin 2008، صفحات 259–264.
  9. Mojzes 2008، صفحة 154.
  10. Rivelli 1999.
  11. Paris 1961.
  12. Samuel Totten; William S. Parsons (2004). Century of Genocide: Critical Essays and Eyewitness Accounts. Routledge. صفحة 422.  . مؤرشف من الأصل في 20 ديسمبر 2019. The Independent State of Croatia willingly cooperated with the Nazi “Final Solution” against Jews and Gypsies, but went beyond it, launching a campaign of genocide against Serbs in “greater Croatia.” The Ustasha, like the Nazis whom they emulated, established concentration camps and death camps.
  13. Michael Lees (1992). The Serbian Genocide 1941-1945. Serbian Orthodox Diocese of Western America. مؤرشف من الأصل في 16 ديسمبر 2019.
  14. John Pollard (30 October 2014). The Papacy in the Age of Totalitarianism, 1914-1958. OUP Oxford. صفحات 407–.  . مؤرشف من الأصل في 20 ديسمبر 2019.
  15. Mojzes 2011، صفحة 47.
  16. Bulajić 2001، صفحة 67.
  17. Levy 2011، صفحة 72.

موسوعات ذات صلة :