يشير اعتقال أمريكا للدبلوماسيين الإيرانيين في أربيل إلى حادثة اعتقال خمسة دبلوماسيين إيرانيين في مكتب التمثيل الإيراني في أربيل، كردستان العراق. حيث في ساعة مبكرة من صباح 11 يناير 2007 شنت القوات الأمريكية غارة مفاجئة علی مكتب التمثيل الإيراني بمدينة أربيل.[1] ويُزعم بان الهدف كان اعتقال اثنين من كبار المسؤولين الإيرانيين ولكن بدلا من ذلك تم القبض على خمسة دبلوماسيين.[2][3]
إعتقال أمريكا للدبلوماسيين الإيرانيين في اربيل | |||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|
معلومات عامة | |||||||
| |||||||
ملاحظات | |||||||
تم الافراج عن المحتجزين على مرحلتين. الاولى بعد عشرة اشهر من احتجازهم والثاني بعد سنتين ونصف السنة تقريبا |
وقد ادعت الحكومة الأمريكية بأن المكتب كان يستخدم من قبل الحرس الثوري الإيراني كمقر محلي. لكن اكد كل من مسؤولي إيران وكردستان أن هؤلاء الأشخاص كانت لهم مهمة دبلوماسية.[4][5][6] ولم يقدم الجيش الاميركي اي دليل ليثبت اتهامات ضدهم.[7]
في نهاية المطاف، تم إطلاق سراح اثنين من هؤلاء الدبلوماسيين بعد 305 يوما في 9 نوفمبر 2007، فيما تم الإفراج عن الثلاثة الاخرين بعد حوالي 30 شهرًا في 9 يوليو 2009.[8]
الغارة
وفقًا للمسؤولين الإيرانيين، في ساعة مبكرة من صباح 11 يناير هبطت خمس مروحيات أمريكية على سطح مكتب التمثيل الإيراني بمدينة أربيل. ودخل الجنود الأمريكيون المبنى واحتلوا المكتب بعد نزع سلاح الحراس. وقعت الغارة بين الساعة 3 و 5 صباحًا وتم خلالها احتجاز خمسة أشخاص.[9][5] وقال اثنان من كبار المسؤولين الأكراد المحليين إن القوات الأمريكية صادرت أيضا أجهزة الكمبيوتر والوثائق من المكتب.[10]
في تقرير، أكده لاحقًا مسعود البرزاني رئيس حكومة إقليم كردستان،[11] كتبته ذي إندبندنت أن بدلاً من الأسرى الحاليين، كانت الولايات المتحدة تأمل في القبض على نائب رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، محمد جعفري، ورئيس المخابرات في الحرس الثوري الإيراني، الجنرال منوشهر فروزنده، اللذان كانا في زيارة رسمية للعراق بهدف تحسين التعاون الثنائي في مجال الأمن، وهما التقيا خلالها بالرئيس العراقي آنذاك جلال طالباني. وصرح بارزاني: "لقد جاء الوفد إلى هنا علانية. وقد عرض لقاءهم مع الرئيس ومعي على شاشات التلفزيون. وقد جاء الأمريكيون لاحتجاز هذا الوفد، وليس الأشخاص الذين كانوا في المكتب. لكنهم جاءوا إلى المكان الخطأ في في الوقت الخطأ ".[3][4] وقيل أيضًا إن القوات الأمريكية حاولت احتجاز أشخاص في مطار أربيل في نفس اليوم، لكن القوات الكردية تدخلت. و قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري: كانت هناك مواجهة تقريبًا بين القوات الأمريكية والكردية في المطار، لكن "تم تجنب المذبحة في اللحظة الأخيرة".[5]
وقعت الغارة بعد ساعات من إعلان الرئيس الأمريكي جورج بوش في خطاب إلى الأمّة أن "إيران تقدم دعماً مادياً للهجمات على القوات الأمريكية."[3]
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تعتقل فيها الولايات المتحدة أعضاء الحرس الثوري (حسب زعمها) في العراق. وقبل بضعة أسابيع من هذا الحادث، في 29 ديسمبر/ كانون الأول، أطلقت القوات الأمريكية في العراق سراح عدة أشخاص إيرانيين وهي تزعم بانهم اعضاء الحرس الثوري الإيراني وكانت اعتقلتهم في 21 ديسمبر في بغداد بزعم انهم كانوا يقومون بتهريب أسلحة.[12][13]
ردود الفعل
استنكر مسعود برزاني اعتقال أمريكا للدبلوماسيين الإيرانيين وطالب بالإفراج السريع عنهم.[14][15] قيل إن الحكومة الكردستانية لم تكن على علم بالخطط الأمريكية لاقتحام مكتب التمثيل الإيراني ولم تكن تعرف الغرض من هذه العملية. فبعد مداهمة المكتب، توجهت القوات الأمريكية إلى منطقة عنكاوا التي تستضيف الشركات الأجنبية وممثلي الدول. وبحسب ما ورد حاصرت قوات الأمن التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني ثلاث مركبات عسكرية أمريكية لمنعهم من القيام بمزيد من الإجراءات.[16]
في طهران، استدعت إيران سفيري العراق وسويسرا (التي تمثل المصالح الأمريكية في إيران) بشأن غارة المكتب.[16] وقال محمد علي حسيني، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، للراديو الحكومي إن الغارة كانت ضد القانون الدبلوماسي لأن وجود هؤلاء الموظفين الإيرانيين في أربيل كان قانونيا. وقال حسيني إن عمل قوات التحالف يعكس استمرار الضغط على إيران ويهدف "خلق التوتر" بين العراق وجيرانه.[17]
ووصف الأمين العام للأمم المتحدة الحادث بأنه "نزاعات بين الدول الفردية". وقال متحدث باسم الأمم المتحدة: "لقد تركنا الأمر لبلدان معنية للعمل على حلها فيما بينهم ... وفي النهاية، يعود الأمر إلى أعضاء مجلس الأمن أنفسهم كي يحددوا كيفية تنفيذ القرارات".[18]
في 10 مارس في اجتماع للمبعوثين في بغداد، أثار الوفد الإيراني قضية الإيرانيين الخمسة المحتجزين. وقال المتحدث الأمريكي إن العراق طلب من الجانب الأمريكي التحقيق في ملابسات الاعتقال. وقالت إيران ان العراق أكد على أنه سيتم إطلاق سراح الخمسة بحلول 21 مارس، عند بداية العام الإيراني الجديد.[19]
ويزعم البعض أن التوتر الدبلوماسي المتزايد الناجم عن هذا الحادث دفع إيران إلى احتجاز 15 من افراد البحرية الملكية البريطانية في مياه الخليج بعد شهرين.[3]
الإفراج عن المعتقلين
في 9 نوفمبر 2007، أطلقت الولايات المتحدة سراح اثنين من المعتقلين (بعد 305 يومًا) وهم : موسى شكيني وحميدرضا عسكري بالإضافة إلى 7 مواطنين إيرانيين آخرين الذين تم القبض عليهم لفترات تتراوح بين ثلاثة أشهر وثلاث سنوات. [20]
في 9 يوليو 2009م تم الإفراج عن باقي المعتقلين وهم عباس حاتمي كساوند ومجيد قائمي حيدري وباقر غبيشاوي بعد احتجازهم سنتين ونصف السنة، بالإضافة إلى دبلوماسيين اخرين. قامت القوات الاميركية بتسليم هؤلاء الخمسة إلى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، وبعد لقاءهم معه تم تسليمهم إلى السفارة الإيرانية.[8][21]
مقالات ذات صلة
مراجع
- Letter dated 19 January 2007 from the Chargé d’affaires a.i. of the Permanent Mission of the Islamic Republic of Iran to the United Nations addressed to the Secretary-General ( كتاب إلكتروني PDF ), الأمم المتحدة, 22 January 2007, A/61/706–S/2007/28, مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 3 مارس 2016,05 مايو 2008
- Robin Wright (June 21, 2007). "U.S. Refuses to Free 5 Captured Iranians Until at Least October". واشنطن بوست. مؤرشف من الأصل في 22 فبراير 201805 مايو 2008.
- باتريك كوكبورن (2007-04-03). "The botched US raid that led to the hostage crisis". ذي إندبندنت. London. مؤرشف من الأصل في 06 أبريل 200703 أبريل 2007.
- "Kurdish leader: US sought to capture Iranian Revolutionary Guard officials in Irbil raid". International Herald Tribune. 2007-04-06. مؤرشف من الأصل في 16 أكتوبر 200707 أبريل 2007.
- Robin Wright and Nancy Trejos (2007-01-12). "U.S. Troops Raid 2 Iranian Targets in Iraq, Detain 5 People". واشنطن بوست. مؤرشف من الأصل في 12 أكتوبر 201807 أبريل 2007.
- "US raids Iranian consulate in Iraq". ireland.com. 2007-01-11. مؤرشف من الأصل في 10 ديسمبر 201905 مايو 2008.
- تعتيم أميركي على مصير الإيرانيين المعتقلين في العراق، Middle East Online، 2007/04/05. نسخة محفوظة 16 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
- "Iranians held in Iraq since 2007 released". CNN. مؤرشف من الأصل في 11 أكتوبر 201715 يوليو 2017.
- "Page not found - NewsWire.co.nz"15 يوليو 2017.
- "Iraqi officials say multinational forces detained Iranian staffers from Tehran's consulate". York Dispatch. مؤرشف من الأصل في 05 فبراير 201215 يوليو 2017.
- Kurd: U.S. Sought Other Iranians in Raid, الغارديان, April 7, 2007 نسخة محفوظة 7 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
- IndiaDaily - تصفح: نسخة محفوظة 2011-05-18 على موقع واي باك مشين.
- "US frees detained Iran diplomats". بي بي سي. 29 December 2006. مؤرشف من الأصل في 12 يونيو 201805 مايو 2008.
- "بارزاني و دستور محاصره نظاميان آمريكا براي آزادي سريع ديپلماتهاي ايران". مؤرشف من الأصل في 29 أكتوبر 200715 يوليو 2017.
- "Latest news from around the world / The Guardian" en (باللغة الإنجليزية). London. مؤرشف من الأصل في 10 ديسمبر 201912 فبراير 2020.
- "WordPress › Error". مؤرشف من الأصل في 08 ديسمبر 201215 يوليو 2017.
- "U.S. Detains 6 Iranians in Irbil Raid - Forbes.com" en. مؤرشف من الأصل في 17 يناير 200712 فبراير 2020.
- US silent on detained Iranians, Asia Times, 31 March 2007 نسخة محفوظة 12 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- Mideast security talks face delay, فاينانشال تايمز, 28 March 2007 نسخة محفوظة 7 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
- "US releases nine Iranians in Iraq". بي بي سي. 9 November 2007. مؤرشف من الأصل في 10 ديسمبر 201905 مايو 2008.
- الافراج عن الدبلوماسيين الايرانيين المحتجزين لدى الاحتلال الامريكي في العراق، وكالة أبنا، يونيو ١٦, ٢٠٠٩. نسخة محفوظة 18 أبريل 2019 على موقع واي باك مشين.