الرئيسيةعريقبحث

اعتلال نفسي


☰ جدول المحتويات


شخصية معتلة نفسيًا ويسمى أيضًا بالسيكوبات (Psychopathy)‏ هي باختصار أكثر الشخصيات تعقيداً وصعوبة في التعرف على صاحبها، حيث أن المعتل نفسياً يجيد تمثيل دور إنسان عاقل كما أن لهُ القدرة في التأثير بالآخرين والتلاعب بأفكارهم، ويتلذذ بإلحاق الأذى بمن هم في محيطهِ وخاصة إذا ما كان زوجاً أو زوجة، وهو عذب الكلام، يعطي وعوداً كثيرة، ولا يفي منها بشيء؛ عند مقابلته ربما تبهرك لطافته وقدرته على استيعاب من أمامه بمرونته في التعامل وشهامته الظاهرية المؤقتة ووعوده البراقة؛ ولكن حين تعامله لفترة كافية أو تتحرى حوله من أحد مقربيه عن تاريخهِ تجد حياته شديدة الاضطراب ومليئة بتجارب الفشل والتخبط والأفعال اللا أخلاقية.[1][2][3] المعتل نفسياً غالباً ما يكون مُستغلاً للمرأة بكل صور الاستغلال جسدياً ومادياً، وكثير الوعود قليل التنفيذ لها، ويكثر الكذب، وقد يصل سلوكه إلى ارتكاب جرائم ومنها جرائم جنائية في الحالات المُضطربة.

كثيرا ما يتعهد ويعد ويخلف، هي شخصية لا يهمها إلا نفسها وملذاتها فقط وتشعر بأنها محور الكون، وبعضهم ينتهي بهِ الأمر إلى السجون وبعضهم يصل أحياناً إلى أدوار قيادية في المجتمع نظراً لأنانيتهم المفرطة وطموحهم المحطِّم لكل القيم والعقبات والتقاليد والصداقات في سبيل الوصول لمرادهِ، هذا الشخص هو من انعدم الضمير لديه فولع بالأنا (الهو) الشهوانية حسب أفكار فرويد، ونفى الضمير (الأنا العليا) ، فهو لا يحمل في طياتهِ كثيراً من الأخلاقيات أو العرف من الدين أو الضمير أو أي حسيب، وبالتالي فإن مؤشر المحصلة سوف يكون دائماً في حالة من الميل المستمر نحو الغرائز ونحو تحقيق ما تصبو إليهِ النفس وحتى دون الشعور بالذنب أو التأنيب الإنساني إذا ما وقع في منطقة الخطأ ويرى الاطباء أن 25% من المجرمين والمخالفين هما نتاج الشخصية السيكوباتية، والإحصائات العلمية توضح أن من نصف بالمائة إلى واحد بالمائة من سكان العالم يحملون صفات وجينات وراثية تؤدي إلى السيكوباتية، وتختلف درجة وشدة الاعتلال النفسي في الاشخاص المصابين حسب درجة ذكاء الشخص والبيئة والتعليم.

ملامح الشخصية المعتلة نفسيًا

الشخصية السيكوباتية: مثلها مثل باقي أنواع الشخصيات المختلفة تبدأ ملامحها في الظهور منذ الصغر، فنرى الطفل السيكوباتي منذ نعومة أظافرهِ يكذب ويحتال ويوقع بين الأطفال ويسعى إلى المشاجرة والعنف والإيذاء حتى نحو الحيوانات الأليفة، وشيئا فشيئا يكبر هذا الإنسان وتزداد لديهِ هذه الصفات ترسخاً بحيث يصبح الكذب لديهِ شيئاً ثابتاً في حياتهِ ونمطاً في سلوكهِ حتى وان كان لا يعود عليهِ بأي فائدة أو يحميه من العقاب فهو يكذب لمجرد الكذب، ويسرق من الأشياء البسيطة إلى العظيمة وينافق وينتهك حقوق الآخرين ويسعى لإيذاء الذين من حولهِ حتى يفسح الطريق لنفسه ويرضي غرائزه ونزعاته وفوق ذلك فهو لا يشعر بالذنب تجاه أي فعل يقوم بهِ أو أي ضرر يلحق بالآخرين لأنه يعيش في هذه الدنيا بمنطق أنا فقط ومن بعدي ليحل الطوفان.

قائمة كلسكي

وضع العالم (كلسكي) ست عشر خاصية اعتبرها أهم السمات للشخصية السيكوباتية:

  1. جاذبية ظاهرية ومستوى جيد من الذكاء.
  2. غياب الاوهام والعلامات الأخرى الدالة على التفكير اللاعقلاني.
  3. غياب "التوتر" او اي من مظاهر العصاب
  4. عدم الموثوقية.
  5. انعدام الصدق والإخلاص.
  6. انعدام الندم والخجل.
  7. سلوك مضاد للمجتمع.
  8. قدرة ضعيفة على الحكم وعدم القدرة على التعلم من التجارب.
  9. تمركز مرضي حول الذات والعجز عن الشعور بالحب.
  10. انخفاض عام في معظم الاستجابات الوجدانية الرئيسية.
  11. فقر الاستبصار.
  12. انخفاض الاستجابة لعلاقات الشخصية العامة.
  13. ظهور سلوكيات غريبة سلوكيات غير قابلة للتعليل عند شرب الكحول او احياناً من دونها.
  14. غياب او ندرة محاولات الانتحار .
  15. عدم الاهتمام بالحياة الجنسية فهي ليست ذات اهمية كبيرة من وجهة نظرهم.
  16. العجز عن اتباع خطة حياتية محددة.

أسباب نشوء الشخصية المعتلة نفسيًا

في الأساس يعتبر العلماء أن عامل الوراثة هو الأساس، حيث تنتقل الصبغات الوراثية بالجينات من الاباء إلى الأبناء، كما يوجد نظريات تحيل الحالة إلى خلل في الهرمونات والجهاز العصبي.

أنواع الشخصية المعتلة نفسيًا

المعتل المتقلب العاجز

وهو كثير الشبه بالشخصية العاجزة ولكنه يزيد عليها الأنانية المفرطة، فهو لا يستقر على عمل، ويتخلل أعماله المشاجرات والمشاحنات، وقد تتعدد زوجاته دون أن يتحمل أي مسؤولية لرعايتهم، أو الإخلاص لأحد غير نفسه ولذته، وعلى الرغم من الحماس والعاطفة التي يظهرها إلا أنها سرعان ما تتبخر مع قضاء مراده.

المعتل العدواني المتقلب الانفعال

وهو أقل شيوعاً من النوع الأول وأكثر منهُ سوءاً، لأنه قد يدوس على كل شيء في سبيل تحقيق ما يريد، بما في ذلك القتل، ولا يهمهُ مصائب الآخرين أبداً ما دام بعيداً عنها، ولهُ ذكاء خاص يتحايل بهِ، وقد ينجح بعض هؤلاء في الوصول إلى بعض المناصب القيادية الكبيرة نظراً لانتهازيتهم وذكائهم المفرط الذي لا يعبأ بأي خلق ولا يتورع عن أي عمل يوصلهُ لما يريد.

مقالات ذات صلة

مراجع

  1. Current Conceptions of Psychopathic PersonalityG. E. Partridge, The American Journal of Psychiatry. 1930 July ; 1(87):53-99 نسخة محفوظة 04 نوفمبر 2013 على موقع واي باك مشين.
  2. Harris, Grant T.; Rice, Marnie E.; Quinsey, Vernon L. (1994). "Psychopathy as a taxon: Evidence that psychopaths are a discrete class". Journal of Consulting and Clinical Psychology. 62 (2): 387–97. doi:10.1037/0022-006X.62.2.387. PMID 8201078.
  3. Dadds, Mark; et al. (2010). "Learning to 'talk the talk': the relationship of psychopathic traits to deficits in empathy across childhood". The Journal of Child Psychology and Psychiatry. 50 (5): 599–606. doi:10.1111/j.1469-7610.2008.02058.x.

موسوعات ذات صلة :