الرئيسيةعريقبحث

الأثر البيئي لجائحة فيروس كورونا 2019-20


☰ جدول المحتويات


تظهر الصور من مرصد ناسا للأرض انخفاضًا حادًا في التلوث في ووهان ، الصين ، عند مقارنة مستويات ثاني أكسيد النيتروجين في أوائل عام 2019 (أعلى) وأوائل 2020 (أسفل). [1] .[1]


أثرت جائحة فيروس كورونا 2019-20 على البيئة والمناخ بشكل ملموس في جوانب عدة؛ فأدى التقلص الحاد في سفر وتنقل الأفراد والنشاطات الاجتماعية والتجارية [2] إلى انخفاض مستوى تلوث الهواء في العديد من المناطق. في الصين ، أسفرت عمليات الإغلاق وإجراءات أخرى عن انخفاض بنسبة 25 في المائة من انبعاثات الكربون ، [3] والتي قدر أحد علماء أنظمة الأرض أنها ربما قد أنقذت ما لا يقل عن 77000 كائن حي على مدى شهرين. [4] وعلى الرغم من ذلك ، فإن التفشي عرقل جهود دبلوماسية بيئية ، بما في ذلك التسبب في تأجيل مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي لعام 2020 ، [5] ومن المتوقع أن تؤدي التداعيات الاقتصادية منه إلى إبطاء الاستثمار في تكنولوجيات الطاقة الخضراء. [6]

الخلفية

حتى عام 2020 ، تسببت الزيادة في كمية غازات الدفيئة التي تم إنتاجها منذ بداية عصر التصنيع في ارتفاع متوسط درجات الحرارة العالمية على الأرض ، مما تسبب في آثار عديدة بما في ذلك ذوبان الأنهار الجليدية وارتفاع مستويات سطح البحر. [7][8] في أشكال متعددة ، تسبب النشاط البشري في التدهور البيئي. تأثير من صنع البشر بالكامل.

قبل جائحة كوفيد-19 ، تضمنت التدابير التي كان من المتوقع التوصية بها للسلطات الصحية في حالة الجائحة ، الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي. [9]

بشكل مستقل ، وقبل جائحة كوفيد-19 أيضًا ، جادل الباحثون بأن انخفاض النشاط الاقتصادي سيساعد على تقليل الاحتباس الحراري العالمي وتلوث الهواء والبحار ، مما يسمح للبيئة بالازدهار ببطء. [10][11]

تلوث الهواء

تظهر بيانات تروبومي مستويات ثاني أكسيد النيتروجين في الصين في بداية عام 2020. صورة من. Earth Observatory.

بسبب تأثير تفشي فيروس كورونا على السفر والصناعة ، شهدت العديد من المناطق انخفاضًا في تلوث الهواء.[12] يمكن أن يقلل الحد من تلوث الهواء من مخاطر تغير المناخ و كوفيد-19 على حد سواء [13] ولكن ليس من الواضح حتى الآن أنواع تلوث الهواء (إن وجدت) التي تمثل مخاطر مشتركة لكل من تغير المناخ و كوفيد-19. أفاد مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف أن طرق احتواء انتشار فيروس كورونا ، مثل الحجر الصحي وحظر السفر ، أدت إلى انخفاض انبعاثات الكربون بنسبة 25٪ في الصين. [3][4] في الشهر الأول من عمليات الإغلاق ، أنتجت الصين ما يقرب من 200 مليون طن متري أقل من ثاني أكسيد الكربون مقارنة بالفترة نفسها من عام 2019 ، بسبب الانخفاض في كل من الحركة الجوية وتكرير النفط واستهلاك الفحم. [4] قدّر أحد علماء أنظمة الأرض أن هذا الانخفاض ربما أنقذ ما لا يقل عن 77000 كائن حي. [4] ومع ذلك ، قالت سارة لاديسلاف من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في الولايات المتحدة الأمريكية أن الانخفاض في الانبعاثات بسبب الانكماش الاقتصادي لا ينبغي أن يعتبر مفيد ، مشيرة إلى أن محاولات الصين للعودة إلى معدلات النمو السابقة وسط الحروب التجارية وتعطل سلسلة التوريد في سوق الطاقة سوف يؤدي إلى تفاقم تأثيره البيئي. [14] بين 1 كانون الثاني و 11 آذار 2020 ، لاحظت وكالة الفضاء الأوروبية انخفاضًا ملحوظًا في انبعاثات أكسيد النيتروز من السيارات ومحطات الطاقة والمصانع في منطقة وادي بو في شمال إيطاليا ، بالتزامن مع عمليات الإغلاق في المنطقة.[15] في البندقية ، المياه في القنوات أصبحت أنقى وشهدت زيادة في وجود الأسماك والطيور المائية ؛ وأوضح مكتب عمدة البندقية أن الزيادة في نقاوة المياه ترجع إلى زيادة ترسيب الرواسب التي تعطلها حركة القوارب وذكر انخفاض تلوث الهواء على طول الممرات المائية. [16]

أدى انخفاض حركة السيارات إلى انخفاض مستويات تلوث الهواء. الصورة هي للطريق السريع A1 الفارغ في سلوفينيا في 22 آذار 2020

تراقب وكالة ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية كيفية انخفاض غازات ثاني أكسيد النيتروجين بشكل ملحوظ خلال المرحل الأولى من جائحة كوفيد-19 في الصين. فقد أدى التباطؤ الاقتصادي الناجم عن الفيروس إلى انخفاض مستويات التلوث بشكل كبير ، خاصة في مدن مثل ووهان في الصين بنسبة 25٪. [17][18] تستخدم وكالة ناسا أداة رصد الأوزون (OMI) لتحليل ومراقبة طبقة الأوزون والملوثات مثل ثاني أكسيد النيتروجين NO2 والهباء الجوي وغيرها. ساعدت هذه الأداة وكالة ناسا في معالجة وتفسير البيانات الواردة بسبب عمليات الإغلاق في جميع أنحاء العالم [19]. وفقًا لعلماء ناسا ، بدأ انخفاض تلوث ثاني أكسيد النيتروجين في ووهان في الصين وانتشر ببطء إلى بقية العالم. كان الانخفاض شديدًا للغاية أيضًا لأن الفيروس تزامن مع احتفالات السنة القمرية في الصين. بسبب المهرجان ، تغلق المصانع والشركات في الأسبوع الأخير من كانون الثاني للاحتفال بمهرجان العام القمري. [20] لم يحقق انخفاض ثاني أكسيد النيتروجين في الصين جودة هواء معيارية لما تعتبره السلطات الصحية مقبولًا. فقد بقيت ملوثات أخرى في الهواء مثل انبعاثات الهباء الجوي. [21]

البحث والتطوير

على الرغم من الانخفاض المؤقت في انبعاثات الكربون العالمية ، حذرت وكالة الطاقة الدولية من أن الاضطراب الاقتصادي الناجم عن تفشي فيروس كورونا قد يمنع أو يؤخر الشركات من الاستثمار في الطاقة الخضراء. [6][22][23] ومع ذلك ، عززت فترات الحجر الصحي الممتدة الاعتماد على سياسات العمل عن بعد. [24][25] ونتيجة للاستخدام غير المسبوق لأقنعة الوجه المصممة للإستخدام مرة واحدة، يتم رمي أعداد كبيرة منها في البيئة ، مما يزيد من العبء العالمي للنفايات البلاستيكية. [26]

أعلن المركز الأوروبي للتنبؤات الجوية متوسطة المدى (ECMWF) أن الانخفاض العالمي في رحلات الطائرات بسبب الجائحة يمكن أن يؤثر على دقة التنبؤات الجوية ، مشيرًا إلى استخدام شركات الطيران التجارية لبيانات الأرصاد الجوية للطائرات (AMDAR) كمساهمة مكملة في دقة توقعات الطقس. وتوقعت المركز أن تنخفض تغطية بيانات الأرصاد الجوية للطائرات بنسبة 65٪ أو أكثر بسبب انخفاض الرحلات التجارية. [27]

سياسة

أثر الوباء أيضًا على الدبلوماسية البيئية ودبلوماسية المناخ ، حيث تم تأجيل مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي لعام 2020 إلى عام 2021 استجابة للجائحة بعد أن تم تحويل مكان انعقاده إلى مستشفى ميداني. كان هذا المؤتمر حاسماً حيث كان من المقرر أن تقدم الدول مساهمات معززة محددة وطنياً في اتفاقية باريس ، مع طموح معزز. كما يحد الوباء من قدرات الدول ، وخاصة الدول النامية ذات القدرة المنخفضة ، على تقديم مساهمات محددة وطنيا ، بما أنها تركز على الجائحة. [5]

طرحت مجلة التايم بثلاثة مخاطر محتملة: أولاً قد تم تعطيل الاستعدادات لمؤتمر جلاسكو في تشرين الثاني 2020 المخطط لها لمتابعة اتفاقية باريس 2015 ؛ وثانيًا أن يرى الناس أن الاحتباس الحراري قضية ذات أولوية أقل من الجائحة ، مما يضعف الضغط على السياسيين ؛ وثالثًا أن الرغبة في "إعادة تشغيل" الاقتصاد العالمي ستسبب في زيادة في إنتاج غازات الاحتباس الحراري. لكن انخفاض أسعار النفط خلال فترة الركود التي تسبب بها فيروس كورونا يمكن أن يكون فرصة جيدة للتخلص من دعم الوقود الأحفوري ، وفقًا للمدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية. [28] يقول القائمون بمجمع التفكير كاربون تراكِر أنه لا ينبغي للصين أن تحفز الاقتصاد من خلال بناء محطات طاقة مخططة تعمل بالفحم ، لأن الكثير منها سيكون له تدفق نقدي سلبي وسيصبح أصولًا محاصرة.[29]

تأثير الارتداد المتوقع

تم افتراض أن الغازات المسببة للاحتباس الحراري بسبب "إعادة تشغيل" الصناعات والنقل بعد عمليات إغلاق كوفيد-19 ستكون حدث سيسهم في زيادة إنتاج غازات الدفيئة بدلاً من تقليله.

روابط خارجية

المصادر

  1. "Earth Observatory". مؤرشف من الأصل في 02 أبريل 202009 أبريل 2020.
  2. Team, The Visual and Data Journalism (28 March 2020). "Coronavirus: A visual guide to the pandemic". بي بي سي نيوز. مؤرشف من الأصل في 27 مارس 2020.
  3. Myllyvirta, Lauri (19 February 2020). "Analysis: Coronavirus has temporarily reduced China's CO2 emissions by a quarter". CarbonBrief. مؤرشف من الأصل في 04 مارس 202016 مارس 2020.
  4. McMahon, Jeff (16 March 2020). "Study: Coronavirus Lockdown Likely Saved 77,000 Lives In China Just By Reducing Pollution". فوربس (مجلة). مؤرشف من الأصل في 17 مارس 202016 مارس 2020.
  5. "Cop26 climate talks postponed to 2021 amid coronavirus pandemic". Climate Home News (باللغة الإنجليزية). 1 April 2020. مؤرشف من الأصل في 04 أبريل 202002 أبريل 2020.
  6. Newburger, Emma (13 March 2020). "Coronavirus could weaken climate change action and hit clean energy investment, researchers warn". CNBC. مؤرشف من الأصل في 15 مارس 202016 مارس 2020.
  7. "Is sea level rising?". الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي. مؤرشف من الأصل في 18 فبراير 202006 أبريل 2020.
  8. "Climate Change". منظمة ناشيونال جيوغرافيك. 2019-03-28. مؤرشف من الأصل في 31 ديسمبر 201906 أبريل 2020.
  9. Madhav, Nita; Oppenheim, Ben; Gallivan, Mark; Mulembakani, Prime; Rubin, Edward; Wolfe, Nathan (2017), Jamison, Dean T.; Gelband, Hellen; Horton, Susan; Jha, Prabhat (المحررون), "Pandemics: Risks, Impacts, and Mitigation", Disease Control Priorities: Improving Health and Reducing Poverty (الطبعة 3rd), The International Bank for Reconstruction and Development / The World Bank, doi:10.1596/978-1-4648-0527-1/pt5.ch17 (غير نشط 2020-04-13),  , PMID 30212163, مؤرشف من الأصل في 23 مارس 2020,06 أبريل 2020
  10. Kopnina, Helen; Washington, Haydn; Taylor, Bron; J Piccolo, John (2018-02-01). "Anthropocentrism: More than Just a Misunderstood Problem". Journal of Agricultural and Environmental Ethics (باللغة الإنجليزية). 31 (1): 109–127. doi:10.1007/s10806-018-9711-1. ISSN 1573-322X.
  11. Rull, Valentí (2016-09-01). "The humanized Earth system (HES)". The Holocene (باللغة الإنجليزية). 26 (9): 1513–1516. Bibcode:2016Holoc..26.1513R. doi:10.1177/0959683616640053. ISSN 0959-6836.
  12. Watts, Jonathan; Kommenda, Niko (23 March 2020). "Coronavirus pandemic leading to huge drop in air pollution". الغارديان. مؤرشف من الأصل في 04 أبريل 202004 أبريل 2020.
  13. editor, Damian Carrington Environment (2020-04-07). "Air pollution linked to far higher Covid-19 death rates, study finds". The Guardian (باللغة الإنجليزية). ISSN 0261-3077. مؤرشف من الأصل في 09 أبريل 202010 أبريل 2020.
  14. "The Global Impacts of the Coronavirus Outbreak". www.csis.org (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل في 07 أبريل 202004 أبريل 2020.
  15. Green, Matthew (13 March 2020). "Air pollution clears in northern Italy after coronavirus lockdown, satellite shows". Reuters. مؤرشف من الأصل في 16 مارس 202016 مارس 2020.
  16. Srikanth, Anagha (18 March 2020). "As Italy quarantines over coronavirus, swans appear in Venice canals, dolphins swim up playfully". The Hill. مؤرشف من الأصل في 19 مارس 202020 مارس 2020.
  17. "Airborne Nitrogen Dioxide Plummets Over China". earthobservatory.nasa.gov (باللغة الإنجليزية). 2020-02-28. مؤرشف من الأصل في 02 أبريل 202006 أبريل 2020.
  18. "Analysis: Coronavirus temporarily reduced China's CO2 emissions by a quarter". Carbon Brief (باللغة الإنجليزية). 2020-02-19. مؤرشف من الأصل في 04 مارس 202006 أبريل 2020.
  19. "NASA Aura OMI". NASA Aura. مؤرشف من الأصل في 03 مارس 2020.
  20. "Archived copy". chinesenewyear.net. مؤرشف من الأصل في 29 فبراير 202006 أبريل 2020.
  21. "Earth Matters - How the Coronavirus Is (and Is Not) Affecting the Environment". earthobservatory.nasa.gov (باللغة الإنجليزية). 2020-03-05. مؤرشف من الأصل في 06 أبريل 202006 أبريل 2020.
  22. "Text-Only NPR.org : Climate Change Push Fuels Split On Coronavirus Stimulus". NPR. مؤرشف من الأصل في 04 أبريل 202009 أبريل 2020.
  23. "Put clean energy at the heart of stimulus plans to counter the coronavirus crisis—Analysis". IEA. مؤرشف من الأصل في 02 أبريل 202009 أبريل 2020.
  24. "Commentary: Coronavirus may finally force businesses to adopt workplaces of the future". مجلة فورتشن. مؤرشف من الأصل في 05 أبريل 202009 أبريل 2020.
  25. Yaffe-Bellany, David (26 February 2020). "1,000 Workers, Go Home: Companies Act to Ward Off Coronavirus". نيويورك تايمز. مؤرشف من الأصل في 04 مارس 202009 أبريل 2020.
  26. "Discarded coronavirus masks clutter Hong Kong's beaches, trails". Hong Kong (Reuters). Reuters. 12 March 2020. مؤرشف من الأصل في 21 مارس 202021 مارس 2020.
  27. Press release (24 March 2020). "Drop in aircraft observations could have impact on weather forecasts". European Center for Medium-Range Weather Forecasts. مؤرشف من الأصل في 26 مارس 202026 مارس 2020.
  28. "Put clean energy at the heart of stimulus plans to counter the coronavirus crisis – Analysis". الوكالة الدولية للطاقة. مؤرشف من الأصل في 02 أبريل 202009 أبريل 2020.
  29. "Political decisions, economic realities: The underlying operating cashflows of coal power during COVID-19". Carbon Tracker. مؤرشف من الأصل في 12 أبريل 202008 أبريل 2020.

موسوعات ذات صلة :