يعتبر اللّعب من ضروريات إكساب اللغة الثانية؛ فهو مهم جداً لتنمية العقل والفكر، من خلاله يتم تحقيق التنمية والمحصلة اللّفظية والثقافية، والمكتسبون يلعبون لأن اللّعب فيه متعة وسرعة في فهم المعلومة، كما أنّه أيضاً عنصر مهم من عناصر تنمية مهارات المكتسب خصوصاً في اللغة والتفكير والتنظيم. ويشكّل الآن منهج الألعاب اللّغوية حيزاً كبيراً ومهمّا في العملية التعليمة لما يقدّمه من فوائد تعود بالنّفع على المتعلّم .
الألعاب اللغوية وسيلة جيّدة استفادت منها برامج تعليم اللغات، وأثبتت تطبيقاتها نتائج ايجابية في كثير من البلاد التي تهتم بتطوير نظم تعليم لغاتها، والألعاب اللغوية من أفضل الوسائل التي تساعد كثيرا من الطلاب على معالجة اللغة في إطارها الكامل في الحوارات و المحادثات و القراءة والتعبير المكتوب، كما أن الألعاب اللغوية هي من التقنيات الحديثة في تعليم اللغة الأجنبية وتساعد الطلاب في التمكّن على اللغة المكتسبة، والغوص في مكنوناتها.
ولعلّ أساتذة كلية السلطان قابوس لم يغفلوا هذا المنهج في تدريسهم للغة العربية للناطقين بغيرها إذا أيقنوا أنّ الألعاب اللّغوية من الأمور المهمّة معرفتها لمن يقوم بتعليم اللغة الأجنبية، فقد شرعوا أثناء وضع خططهم أنْ يكون اللّعب جزءاً لا يتجزأ عن باقي الأنشطة التي تنفّذ داخل الكلية، والتي من شأنها إثراء الحصيلة اللغوية لدى الطلّاب واستمتاعهم في تلقّي روح اللّغة العربية، وفي السطور القادمة سأتحدّث عن مفهوم الألعاب اللغوية، وأهدافها، وعناصرها، وشروطها، وأنواعها المختلفة التي يمكن استعمالها في تعليم المهارات اللغوية الرئيسية (مهارة الاستماع والكلام والقراءة والكتابة). مفهوم الألعاب اللغوية "Language Games "
اللّعب هو حركة أو سلسلة من الحركات يقصد بها التسلية، أو ما نعمله باختيارنا في وقت الفراغ، أو هو أيّ سلوك يقوم به الفرد بدون غاية عملية مسبقة، وهناك تعريف آخر للعب فهو “نشاط موجه Directed أو غير موجه Free من أجل تحقيق المتعة والتسلية، ويستغلُّ عادةً ليسهم في تنمية السلوك والشخصية بأبعادها المختلفة العقلية الجسمية والوجدانية، أما تعريف اللعبة التربوية فهي نشاط منظّم منطقياً في ضوء مجموعة قوانين اللعب حيث يتفاعل طالبان أو أكثر لتحقيق أهداف محددة وواضحة أي أن يعد التنافس والحظ عاملان مهمان في عملية تفاعل الطلّاب مع المواد التدريسية، والألعاب الّلغوية هي عبارة عن مسابقة في المعارف اللغوية أي هي نشاط يتمّ بين الطلاب – متعاونين أو متنافسين – للوصول إلى غايتهم في إطار القواعد الموضوعة.
أهداف الألعاب اللغوية "Objectives of language games" إنّ أهداف الألعاب اللغوية متعددة، منها : 1- أن يربط الطلاب بين تعلم اللغة الأجنبية ( اللغة العربية) وبين التسلية. 2- يساعد في تنمية القدرات العقلية. 3- مكافأة تفوق الطلاب في اللغة العربية. 4- توثيق العلاقة بين الطلاب ذوي الأصول المختلفة والذين يربطهم اهتمامهم بمعرفة و استخدام اللغة العربية. 5- تشجيع ودعم مواد و أنشطة ثقافية باللغة العربية. 6- تساعد الألعاب اللغوية في إشراك الحواس الخمس في عملية التدريس. 7- اكتساب روح العمل الجماعي ضمن الفريق. 8- اكتشاف القدرات الذاتية. 9- تساعد المدرس على إنشاء نصوص تكون اللغة فيها نافعة وذات معنى. 10- تولد لدى الطلاب الرغبة في المشاركة والإسهام، والتفاعل مع الآخرين. وإذا كان تعلم اللّغة الثانية عملاً شاقًّا في بعض الأحيان فإنّ الألعاب اللغوية من أفضل الوسائل التي تساعد كثيرًا من الطلاب على مواصلة الجهد في الفهم وفي التدريب الآلي المكثف للتمكّن من استعمال اللغة الجديدة، وللتنمية المتواصلة لمهاراتها المختلفة كما أنها تخفف من رتابة الدروس وجفافها.
عناصر الألعاب اللغوية "Elements of language games" تتألف عناصر اللعبة اللغوية من الآتي : مجموعة من الطلّاب، ومكان اللّعب، والزمان الذي يقام في اللعبة، والقوانين التي تحكم اللّعب، لا نستطيع أن نبدأ لعبة لغوية دون شرح طريقة إجرائها، فإذا تعذّر على الطلاب فهم الشرح باللغة العربية فلا بأس في هذه الحالة من استخدام لغتهم، فالألعاب ليست أنشطة استجمامية تهدف إلى الترفية والتسلية فقط بل هي أنشطة صمّمت لتحقيق أهداف تعليمية حيث يتم توظيف الميل الفطري للعب عند الطلّاب والمقرون بالمتعة في إحداث تعلم فاعل معزز بالرغبة والحماس والاهتمام.
شروط الألعاب اللغوية "Terms of language games" ومن شروط الألعاب اللغوية : 1– اختيار ألعاب لها أهداف تربوية محددة وفي الوقت نفسه تكون مثيرة وممتعة. 2- أن تكون قواعد اللعبة سهلة وواضحة وغير معقدة. 3- أن تكون اللعبة مناسبة لخبرات وقدرات وميول الطلاب في أي مرحلة. 4- أن يكون دور الطالب واضحاً ومحدداً في اللعبة. 5- أن يشعر الطالب أثناء ممارسة اللعبة بالحرية والاستقلالية في اللعب. 6- مدى اتصال الألعاب بالأهداف التدريسية التي يسعى المدرس لتحقيقها. 7- أن تساعد هذه الألعاب المدرس على تشخيص مدى نمو الطالب من اكتساب الخبرات المطلوبة والتعرف إلى أماكن الضعف في تحصيله ثم تزويده بالخبرات المناسبة التي تعالج ذلك. وعند ناصف مصطفى، تجري الألعاب داخل فصول اللغة بثلاثة معايير (شروط) رئيسية : 1- أن تضيف الألعاب إلى الدرس متعة و تنوّعا. 2- أن تزيد من فهم الطلاب للغة الجديدة. 3- أن تشجع الطلاب على استخدام اللغة الجديدة.
أنواع الألعاب اللغوية ""Kinds of language games للألعاب اللغوية أنواعاً عديدة ومتنوعة في جانب التدريبات وهي متدرجة ومتتابعة حسب مستويات الطلاب وأعمارهم، فهناك توجد ألعاب بسيطة في المضمون والأسلوب تقدم لمستوى المبتدئين، وهناك ألعاب متعددة في المضمون والمحتوى وسهلة في الأسلوب والأداء تصلح لتدريب المتقدمين في اللغة، وهكذا تتنوع الألعاب اللغوية، وتندرج حسب مستويات وقدرات الطلاب، هذه الألعاب تعالج كل المهارات اللغوية الأساسية من الاستماع والكلام والقراءة والكتابة. إن الألعاب اللغوية تنقسم إلى أنواع متعددة، فمن تقسيماتها تبعاً للمهارات اللغوية الأساسية وهي الألعاب الشفهية وألعاب القراءة والألعاب الكتابية، ومن جانب آخر، هناك أسلوب آخر في تصنيف الألعاب من حيث طبيعتها العامة وروحها، فمثلا ألعاب صحيح والخطاء – الذاكرة – السؤال والجواب – الألعاب النفسية – الألعاب المتنوعة، منها: اللعب التمثيلي الدرامي، اللعب الفني التعبيري، اللعب التركيبي البنائي، اللعب الاجتماعي، اللعب الثقافي التدريسي. الألعاب الشفهية
في تعليم اللغة يدرس الناس اللغة بالاستعمال، وغالبا ما يكون التركيز على المشافهة في بدء برامج تعليم اللغة، ويستمر النشاط الشفهي بعد ذلك حتى نهاية الدراسة.
والاستفادة من الألعاب الشفهية في هذا المجال من تعليم اللغة، بديل عن التكرار الممل، وتخفيف من رتابة الدروس، وتوفير لفرص عديدة للاستماع والكلام في مواقف حية وممتعة، تجعل الطلاب أكثر تفاعلا مع ما يدرسونه, وأشد تجاوباً لهذا النوع من النشاط، فلا يمكننا أن نغفل ما للاستماع والكلام من دور رئيسي في إدارة الألعاب وإجرائها سواء من جانب المدرس أم من جانب الطالب. ومن أهم الألعاب الشفهية ألعاب “التعرّف” و “استمع و نفّذ” و ألعاب ” السلسلة” و “الموازنات” و ” السؤال والجواب”، “تكلم بالأسئلة “، “ماذا تفعل؟”،”ماذا تقول؟”، “أخبر جارك ؟”، “تعبير الصور”، “الكلام لتعويد عبارات خاصة”،”قوة الملاحظة/قوة الذاكرة البصرية”.
ألعاب القراءة إنّ تعلّم القراءة في أيّة لغة يعتبر إنجازاً هامًّا بل اكتشاف جديد، هناك مشكلة لدى الطلاب الذين تعودوا القراءة من اليسار إلى اليمين، لأن هذه الطريقة التي يقرؤون بها لغتهم الأم، لذا فالطلاب يحتاجون إلى ألعاب “ما قبل القراءة”، حتى يدرك البعض المقصود بالقراءة، ويدرب الآخرون على الاتجاه من اليمين إلى اليسار. ومن أهم المواد ما قبل القراءة هي : القصة المصورة، التي يمكن فهمها بتتبع مجموعة صور من اليمين إلى اليسار حتى أسفل الصفحة، ويمكننا حصر أهم أنواع الألعاب التي تعالج مشكلات القراءة فيما يلي : 1- ألعاب التعرف على الحروف والكلمة والجملة. 2- ألعاب التدريب على القراءة من اليمين إلى اليسار. 3- العاب التدريب على قراءة كلمة أو عبارة أو نص قصير. 4- ألعاب التعرف على أخطاء القراءة وتصحيحها. 5- ألعاب التدريب على استيعاب مفردات أو عبارة قصيرة أو نص قصير. كما أنّ هناك ألعاب أخرى من الألعاب اللغوية يناسب استعمالها لإتقان مهارة القراءة، وهي :”اختبر معلوماتك”، “تكوين الجمل”، “الأفعال والظرف”، ” القصة القصيرة”، “التعرف على معنى المفردات”. الألعاب الكتابية يواجه الطلاب بعض الصعوبات في الكتابة؛ لذلك كان من المهم معرفة كتابة الحروف ووصلها في كلمات وإلى معرفة الطريقة الصحيحة لكتابة الحرف وإمكان وصله بما بعده أم لا، وما يحتاج منه إلى النقط وما لا يحتاج. تعتبر الألعاب الكتابية متدرجة من الألعاب البسيطة التي يكمل فيها الطالب حرفا ناقصا في كلمة أو يعيد ترتيب حروف لتكوين كلمة، أو يكتب أسماء لصور يشاهدها، أو يكمل كلمة ناقصة في جملة، أو يعيد ترتيب كلمات لتكوين جملة مفهومة إلى كتابة عبارات أو أوامر أو أمثال أو رسالة يسمعها من زملائه، أو كتابة وصف لصورة أو أشياء في الطبيعة، أو كتابة قصة من مشاهدة صور مسلسلة، أو تسجيل الاختلافات الدقيقة بين صورتين متشابهين.