الرئيسيةعريقبحث

الإبادة الجماعية الكمبودية


☰ جدول المحتويات


تمّ تنفيذ الإبادة الجماعيّة الكمبوديّة من قبل نظام الخمير الحمر تحت قيادة بول بوت، مما تسبب في خسارة عدد السكان بين 1.671 و1.871 مليون شخص بين عامي 1975 و1979، أو 21 إلى 24 في المائة من سكان كمبوديا عام 1975.[1] أراد الخمير الحمر تحويل البلاد إلى جمهوريّة زراعيّة اشتراكيّة، متأسسة على السياسات الماويّة المتطرّفة[2][3][4]. في عام 1976، غير الخمير الحمر اسم البلاد إلى كمبوتشيا الديمقراطيّة. ومن أجل تحقيق أهدافهم، قام الخمير الحمر بتفريغ المدن وإجبار الكمبوديين على الانتقال إلى معسكرات العمل في الريف، حيث سادت عمليّات الإعدام الجماعيّة والسخرة والإساءات الجسديّة وسوء التغذية والأمراض. أدّى ذلك إلى وفاة ما يقرب من 25% من إجمالي سكّان كمبوديا[5][6]. مرّ نحو 20.000 شخص عبر مركز (Tuol Sleng) المعروف أيضاً بـ(سجن الأمن S-21) وهو أحد السجون الـ196 التي يديرها الخمير الحمر[7][8]، ولم يبق سوى 7 منها فقط[9]. تم أخذ المعارضة إلى ميادين القتل، حيث تمّ إعدامهم (في كثير من الأحيان عن طريق الألغام من أجل توفير الرصاص) ودفنوا في مقابر جماعيّة. كان اختطاف الأطفال وتلقينهم أمراً واسع الانتشار، وتمّ إقناع العديد منهم أو إرغامهم على ارتكاب الفظائع[10]. تسبّبت الإبادة الجماعيّة في تدفّق آخر للاجئين، وكثير منهم هربوا إلى فيتنام المجاورة أو تايلاند[11]. أنهى الغزو الفيتنامي لكمبوديا تلك الإبادات الجماعيّة بعد هزيمة الخمير الحمر في عام 1979.[12]

وفي 2 كانون الثاني من عام 2001، أنشأت الحكومة الكمبوديّة "محكمة الخمير الحمر" لمحاكمة أعضاء قيادة الخمير الحمر المسؤولين عن الإبادة الجماعيّة في كمبوديا. بدأت المحاكمات في 17 شباط من عام 2009. في 7 آب من عام 2014، أدين نون تشيا وخيو سامفان وحكم عليهما بالسجن مدى الحياة بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانيّة أثناء الإبادة الجماعيّة. منذ عام 2009، قام مركز توثيق المنظمّات غير الحكومية الكمبودية في كمبوديا بتخطيط نحو 23.745 مقبرة جماعيّة تحتوي على ما يقارب 1.3 مليون جثّة مشتبه بأنهم من ضحايا الإعدام. يعتقد أن الإعدام المباشر يمثّل حوالي 60% من إجمالي عدد القتلى خلال الإبادة الجماعيّة[14]، مع سقوط ضحايا آخرين من الجوع أو المرض.

السكان المستهدفون

اعتاد نظام الخمير الحمر على اعتقال وإعدام كل من يشتبه بصلاته بالحكومة الكمبوديّة السابقة أو الحكومات الأجنبيّة، فضلاً عن المهنيين والمثقفين والرهبة البوذيين والأقليّات العرقيّة. ونتيجةً لذلك، وصف الصحفيون والمؤرخون ويليام برانيجين وبول بوت على سبيل المثال بأن كلاً منهم هو "طاغية إبادة جماعية". وصف عالم الاجتماع البريطاني مارتن شو الإبادة الجماعيّة الكمبوديّة بأنها "أوضح إبادة جماعيّة في حقبة الحرب الباردة"[13]. وأدّت محاولة تطهير المجتمع الكمبودي على أسس عرقيّة واجتماعيّة وسياسيّة إلى تطهير القيادة العسكريّة والسياسيّة السابقة في كمبوديا، إلى جانب قادة الأعمال والصحفيين والطلاب والأطباء والمحامين.[14]

كما استهدف أيضاً الفيتناميين الإثنيين والعرقيين التايلانديين والعرقيين الصينيين والتشام العرقيين والمسيحيين الكمبوديين وغيرهم من الأقليّات. قام الخمير الحمر بنقل الأقليّات بالقوّة وحظر استخدام لغات الأقليات. بموجب المرسوم، حظّر الخمير الحمر وجود أكثر من 20 مجموعة من الأقليّات، والتي تشكّل 15% من سكّان البلاد.[15]

استعمال الأطفال

استغلّ الخمير الحمر آلاف الأطفال المحرومين والمجنّدين في أوائل مراهقتهم لارتكاب القتل الجماعي والفظائع الأخرى أثناء وبعد الإبادة الجماعيّة[[10]. تمّ تعليم الأطفال الذين تم تلقينهم من أجل الانصياع لأي أمر بدون تردد أو تشكيك[10]. وواصلت المنظمّة استخدام الأطفال على نطاق واسع حتّى عام 1998 على الأقل، وكثيراً ما كانوا يجنّدونهم قسراً.[16] خلال هذه الفترة، تم نشر الأطفال بشكل رئيسي في مهام دعم غير مدفوعة الأجر، مثل حاملين للذخيرة، وأيضاً كمقاتلين[16]. وقد فرّ العديد من الأطفال من الخمير الحمر دون وسيلة لإطعام أنفسهم، وكانوا يعتقدون أن الانضمام إلى القوّات الحكوميّة من شأنها أن تبقيهم على قيد الحياة، على الرغم من أن القادة المحليين كثيراً ما كانوا يحرمونهم من أجورهم.[16]

الإنكار

قبل بضعة أشهر من وفاته في 15 نيسان [17]1998، تم إجراء مقابلة مع بول لوت من قبل نايت ثاير. وخلال المقابلة، ذكر أنّه كان لديه ضمير واضح ونفى أن يكون مسؤولاً عن الإبادات الجماعيّة. وأكّد بول بوت "أنّه جاء ليقوم بالكفاح، وليس لقتل الناس". وفقاً لأليكس ألفاريز، فإن بول بوت "يصوّر نفسه على أنّه شخص مساء فهمه ويساء إليه بشكل غير عادل"[18] . في عام 2013، أصدر رئيس الوزراء الكمبودي هون سين تشريعاً يحظّر إنكار الإبادة الجماعيّة الكمبوديّة وغيرها من جرائم الحرب التي ارتكبها الخمير الحمر. تم تمرير التشريع على الرغم من تصريحات زعيم المعارضة كيم سوخا، وهو نائب رئيس حزب الإنقاذ الوطني الكمبودي. وذكر سوخا أن المعروضات في متحف تيول سيلينغ للإبادة الجماعيّة ملفّقة وأن القطع الأثريّة قد تم تزويرها على يد الفيتناميين بعد غزوهم في عام 1979. وقد زعم حزب سوخا أن تعليقاته تم إخراجها من السياق.[19]

معرض صور

  • Koluchaya prov.jpg
  • Museum phnom pen genoc.jpg
  • Kazarma museum.jpg
  • Museum fash gen.jpg
  • Genocide museum.jpg
  • Genocide phnom.jpg

المراجع

  1. Ben Kiernan. The Demography of Genocide in Southeast Asia. The Death Tolls in Cambodia, 1975-79,and East Timor, 1975-80. Critical Asian Studies, 35:4 (2003), 585-597.
  2. Jackson, Karl D (1989). Cambodia, 1975–1978: Rendezvous with Death. Princeton University Press. صفحة 219.  . نسخة محفوظة 17 فبراير 2019 على موقع واي باك مشين.
  3. Ervin Staub. The roots of evil: the origins of genocide and other group violence. مطبعة جامعة كامبريدج, 1989. p. 202 - تصفح: نسخة محفوظة 17 فبراير 2019 على موقع واي باك مشين.
  4. David Chandler & Ben Kiernan, المحرر (1983). Revolution and its Aftermath. New Haven.
  5. Etcheson 2005، صفحة 119.
  6. Heuveline 1998، صفحات 49-65.
  7. Locard, Henri (March 2005). "State Violence in Democratic Kampuchea (1975–1979) and Retribution (1979–2004)". European Review of History. 12 (1): 121–143. CiteSeerX . doi:10.1080/13507480500047811. Since 1979, the so-called Pol Pot regime has been equated to Hitler and the Nazis. This is why the word 'genocide' (associated with Nazism) has been used for the first time in a distinctly Communist regime by the invading Vietnamese to distance themselves from a government they had overturned. This 'revisionism' was expressed in several ways. The Khmer Rouge were said to have killed 3.3 million, some 1.3 million more people than they had in fact killed. There was one abominable state prison, S–21, now the Tuol Sleng Genocide Museum. In fact, there were more than 150 on the same model, at least one per district.
  8. "Mapping the Killing Fields". Documentation Center of Cambodia. مؤرشف من الأصل في 26 مارس 201606 يونيو 2018. Through interviews and physical exploration, DC-Cam identified 19,733 mass burial pits, 196 prisons that operated during the Democratic Kampuchea (DK) period, and 81 memorials constructed by survivors of the DK regime.
  9. Kiernan, Ben (2014). The Pol Pot Regime: Race, Power, and Genocide in Cambodia Under the Khmer Rouge, 1975–79. Yale University Press. صفحة 464.  . مؤرشف من الأصل في 11 يوليو 2014. Like all but seven of the twenty thousand Tuol Sleng prisoners, she was murdered anyway.
  10. Southerland, D (2006-07-20). "Cambodia Diary 6: Child Soldiers — Driven by Fear and Hate". مؤرشف من الأصل في 27 مارس 201928 مارس 2018.
  11. State of the World's Refugees, 2000 United Nations High Commissioner for Refugees, p. 92; accessed 21 January 2019 نسخة محفوظة 17 فبراير 2019 على موقع واي باك مشين.
  12. Mayersan 2013، صفحة 182.
  13. Theory of the Global State: Globality as Unfinished Revolution by مارتن شو, مطبعة جامعة كامبريدج, 2000, pp 141, (ردمك )
  14. Alvarez 2001، صفحة 12.
  15. Gellately, Robert; Kiernan, Ben (2003). The Specter of Genocide: Mass Murder in Historical Perspective. مطبعة جامعة كامبريدج. صفحات 313–314.
  16. Coalition to Stop the Use of Child Soldiers (2001). "Global Report on Child Soldiers". child-soldiers.org. مؤرشف من الأصل في 25 مايو 201916 مايو 2018.
  17. Chan 2004، صفحة 256.
  18. Alvarez 2001، صفحة 56.
  19. Buncombe 2013.

موسوعات ذات صلة :