البديرية هي قبيلة سودانية عربية الأصول تذكر روايتهم أنهم من جزيرة العرب من المجموعة الجعلية وهم أهل سعية وأهل دين وهاجرت القبيلة طلباً للمراعي والمياه كعادة أهل السعية وخلال فترة استقرارهم بمصر تعلم قسمٌ منهم الزراعة وامتهنها وبقي القسم الآخر على ماهو عليه أصحاب سعية ورعي. وعندما استولى الموالي على الحكم في مصر ضيقوا عليهم الخناق فنزحوا جنوباً.
- فالذين ظلوا أصحاب سعية عبروا إلى السودان وعبر وادي الملك ووادي القعب نزحوا إلى غرب السودان مناطق الأبيض وهي بمثابة الرئاسة لمناطق بارا وام بادر والنهود وفي الأبيض ومنطقة بارا تاتي في المرتبة الثانية بعد الابيض من حيث البديرية وتجمعهم أما مناطق ام بادر والنهود فهم أقلية.
- أما القسم الذي تعلم الزراعة فقد سار بمحاذاة النيل حتى وصل عاصمة مملكة النوبة دنقلا العجوز وساروا جنوباً إلى منطقة تنقسي التي كانت تسكنها مجموعات حبشية كانت تناوش ملك النوبة في فترات متقطعة ومتباعدة حسب الظروف السائدة من قوة الملك والحروب التي يخوضها وضعف الجيش أو قوته. استطاعت هذه المجموعة أن تطرد الأحباش وتسكن المنطقة.
البديرية |
---|
تنتسب القبيلة إلى بدير وهي إحدى قبائل الجعليين العباسية القرشية في السودان. ويقصد به القبائل العباسية الجعلية التي تنتمي إلى إبراهيم جعل الذي أتى إلى السودان مع والده إدريس بن قيس بعد زوال الدولة العباسية . في رواية: الشيخ خوجلي البديرية ثلاثة أقسام: شويحات ودهمشية ودويحية[1][2]
نسبهم
- ينتمون إلى العباس بن عبد المطلب -رضي الله عنه- وتسلسل نسبهم كالتالي:[3]
أولاد بدير
وتذكر الروايات أن لبدير سبعة أولاد هم:
- محمد دهمش جد الدهمشية.
- محمد جد اولاد محمد.
- موسى جد اولاد موسى
- هلال جد اولاد هلال.
- أغبش جد الغبش.
- حمد الله جد اولاد حمد الله.
- حليب جد اولاد حليب .
- بالإضافة إلى بنتين هما نعيمة جدة اولاد نعيمة، وملكة جدة أولاد ملكة.
ديارهم
منطقتهم في الولاية الشمالية بين مروي الشايقية حتي دنقلا عاصمة الشمالية وهي (جلاس) و(كورتي) و(أم بكول) و(حسين نارتي) و(منصوركتي) و(فقركتي) و(قنتي) حتي الدبة عاصمتهم وكذلك يسكنون في شمال السودان في دنقلا بين الشايقية والجوابرة، وتمتد ديارهم من دنقلا شمالا إلى الدبة جنوبا والحد بين البديرية والشايقية قرية الباسة وعاصمة البديرية العغاض، ويتواجدون في قنتي والدبة وجلاس والبركل والبرصه والغريبة وامدرق وغيرها. واستقر بعضهم في قرى ود الترابي والحليلة, وحلة النعيم وحلة حمد شمال الكاملين، كما سكنوا منطقة طابت والعمارة وأم دليبة والهلالية ورفاعة وسنجة وكسلا والقضارف وقلع النحل وشمال النيل الأبيض وشمال كردفان الأبيّض وغيرها من المناطق.[4]
ممالكهم
وكان للبديرية خمس ممالك صغيرة تابعة لسلطنة سنار أربعة بدنقلا والخامسة بكردفان في كاب بلول وهي:-
مملكة الدفار
جعل الدُفَّار هم أهل رئاسة وملك، فمملكتهم كانت ضمن الممالك الأربع التي أسسها البِديريَّة في عهد سلطنة الفونج (1504-1821م) وهي الدُفَّار، وأبكر، وتنقسي، والخندق، وتضيف بعض المخطوطات إليها مملكة الخناق ومملكة أرقو. وكانت حاضرة مملكة الدُفَّار بقرية الدُفَّار، الواقعة على الضفة الشرقية للنيل، والتي تعرف حالياً ب"جقنارتي". وفي عهد الملك ناصر بن حمد بن محمد بن صلاح بن مسوا الكبير تعرض جعل الدُفَّار إلى غزو من جيرانهم الشايقية على يد الملك جاويش الكبير،[4] أفضى إلى سقوط مملكتهم قبيل الغزو التركي المصري (1820م). وبعد ذلك الغزو نزح معظم سكان الدُفَّار إلى الضفة الغربية للنيل، حيث توجد قرى جزيرة قنتي، ومنصوركتي، وحسيناري، وأم بكول، وكورتي، وهاجر بعضهم إلى أنحاء متفرقة في وسط السودان، وشرقه، وغربه.
مملكة تنقسي
وتعتبر تنقسي امتداد لدنقلا العجوز، وهي واحدة من ممالك البديرية.
مملكة الخندق
كانت الخندق إحدى الممالك القديمة قبل الإسلام، ذلك لموقعها المتميز عن غيرها من القرى التي تجاورها شمالا وجنوبا وشرقا، تقع الخندق على الضفة الغربية للنيل حوالي 12 كيلو متر شمال القولد، وعشرة كيلو مترات جنوب أوربى و70 كيلو متر جنوب دنقلا. سبب تسمية الخندق بهذا الاسم:- تقول بعض الروايات أن العرب المسلمين الأوائل الذين دخلوا منطقة دنقلا هم الذين أطلقوا عليها اسم الخندق. عرفت الخندق بملكها فيقال: خندق بشير وجاء في موسوعة القبائل والأنساب لعون الشريف أن الملك بشير البديري ملك الخندق يقال انه سكن القلعة الحمراء وحفر الخندق حولها ليمنع غارات الشايقية والدناقلة. فهي حصينة لموقعها الطبيعي الذي يميزها توجد بها حاليا آثار القلعة الحمراء أي (القيلة قيله) بلهجة الدناقله يقال قلا (قلعة ) قيله (الحمراء ) ويقال ايضا قولوقيلا (قلوا اعلى شيء في النخلة ) يبلغ عمرها حوالي 2300 سنة ويقال أكثر من هكذا. واستمرت إلى دخول الأتراك.
مملكة أرقو
مملكة أرقو التاريخية التي نشأة في منطقة دنقلا في حوالى القرن الرابع عشر الميلادي وظلت تحكم المنطقة كمملكة مستقلة في إطار النظام اللامركزي الذي حكم السودان في ظل السلطنة الزرقاء وظلت إلى أن أنهى الغزو التركي المصري بقيادة إسماعيل باشا استقلالها كمملكة سنة 1821م ولقد نفى ملكها الأخير إلى مصر وهو الملك طمبل السابع. وبعد أن استقر الحكم التركي في السودان أعيد الملك طمبل حاكما على منطقة مملكة ارقو تحت إدارة مدير تركي وفيما بعد عندما قامت الثورة المهدية وتم تعين محمد بن الملك حمد الذي خلف آباءه في الحكم. وفي عهد الحكم الانجليزي المصري انشاة الإدارة الأهلية وقسم الحكم الأهلي إلى عموديات ونظارات وتولى أحفاد أسرة الملك تلك الإدارات وكان آخرهم قبل إلغاء الإدارة الأهلية الناظر الشيخ الزبير حمد الملك. جزيرة أرقو شمال مدينة دنقلة الحالية على مقربة من ديار المَحَس في أقصى شمال السودان، و هي جزيرة كبيرة على النيل كانت مقراً لحكم أسرة الحاكماب.
مملكة كاب بلول
نجد في القرن الثامن عشر هاجر الكثيرين من البديرية إلى كردفان ودارفور حيث كانت جماعات منهم قد استقرت من قبل منذ القرن السادس عشر وتذكرالروايات أن أحد زعمائهم المسمى بلول من بديرية كردفان زحف شمالا من أبي حراز وغزا كاجا السروج على حدود دارفور وأقام مقره في جبل بشارة طيب المسمى ( كاب بلول ) ولكن زحف المسبعات من دارفور قوض سلطانه واضطره للجوء إلى من تبقى من البديرية بكاجا وسودري وكاتول حيث امتزج البديرية بالسكان المحليين وبعضهم بدارفور في ام كدادة والفاشر ونيالا ولهم عدة عموديات . وينقسم بديرية كردفان إلى قسمين كبيرين من عدة فروع هما:
- الدهمشية . واولاد نعمة وقد تمازجوا مع جيرانهم من الجوامعة والحوازمة والنوبا ولهم قرى كثيرة جنوب غرب الابيض إضافة إلى شمال غرب كردفان وفي فصل الخريف يرعى البديرية مع الحوازمة البقارة وممن لهم صلات واشجة مع البديرية الطريفية .
- ومن البديرية بكردفان بديرية بارا ومنهم ال شداد .[5][6]
عموديات البديرية
عموديات البديرية بالشماليةلبديرية بالشمالية ثلاث عموديات وهي :-
|
عموديات البديرية بكردفانوتضم نظارة البديرية في كردفان اربعة عشرة عمودية منها ست عموديات خالصة للبديرية وثمانية عموديات مختلطة، أما العموديات الخالصة للبديرية هي : -
|
أما العموديات المختلطة فهي:-
- عمودية خورطقت، وتضم بني عمران، مناصرة، داجو، هوارة ومسلمية وعمدتهم محمد كوكو إبراهيم من الجلابة الهوارة.
- عمودية أم عشيرة شمال الأبيض، وعمدتهم محمد مهدي عركي.
- عمودية علوبة، ومعظم سكانها من قبيلة التمام مع أقلية من البديرية والبرقو البرنو والهوسا، وعمدتهم عبد الجبار إبراهيم الباشا.
- عمودية جبل أبو سنون وسكانها من الصليحاب السنانيون “نسبة لأبي سنون” ومقر العمودية دبة ناير، وعمدتهم هو خليل محمد يونس
- عمودية ألبان جديد، وتضم محس ومواليد وبديرية وبرقو وبرنو وزنار وبجا وعمدتهم عبد المنعم عبد المجيد الجعفري.
- عمودية البركة المحطة معظمهم من البرنو والبقووقليل من البديرية وعمدتهم منصور عز الدين من البرنو
- عمودية كازقيل جنوب الأبيض وتضم البديرية وداجو وبرنو وبرقو وعمدتهم ضي النور أحمد بخيت
- عمودية كوبي تقع جنوب الأبيض وتضم الداجو والسرارية والجلابة والمسبعات والحوازمة ومقر العمودية دبيكر وعمدتهم محمد عمر حمزة
الشايقية والبديرية
نجد ان هنالك تداخل وانصهار شديد بين الشايقية والبديرية حتى انها اصبحت قبيلة واحدة. والدليل على ذلك أن ثقافة وتراث وطبيعة الناس كلها متشابهه. هناك مناطق اهلها شايقية داخل مناطق البديرية وهذا يؤكد عمق التمازج بين القبيلتين كما توجد مناطق شايقية داخل مناطق البديرية.[7]
- مناطق الشايقية تبتدى من حوش الجروف بمنطقة امري شرقاً وغرباً وتنتهى عند الحجير شرقا وكورتي غرباً.
- بداية البديريه الدهمشيه الاراك شرقا وتشمل الاراك الكرفاب البرصة وام درق موطن الشاعر إسماعيل حسن وجلاس ( فوق وتحت) والنافعاب والاركى وام سدر وموره وعقبة الهو وكورى ولكن كل تلك المناطق تتبع ادارياً لمعتمدية مروى.
- الرأى المرجَّح - أن حدود منطقة الشايقيه تنتهى عند كورتى وتحديداً عند أم بكول وتبدأ منطقه البديريه من حسينارتى وحتى حدود دنقلا
خرج منهم عدد من العسكريين أصبحوا فيما بعد رؤساء للسودان كمثل إسماعيل الأزهري أول رئيس للسودان بعد الاستقلال، والرئيس المشير عبد الرحمن سوار الذهب، وكذلك الرئيس المخلوع عمر حسن أحمد البشير.[8]
المراجع
- القبائل السودانية والتمازج القومي: لمؤلفه صديق بادي
- كتاب السودان: لمؤلفه سير هارولد ماكمايل
- حسني; العباسي (2007). الأساس في أنساب بني العباس. دار القاهرة للطباعة والنشر. مؤرشف من الأصل في 08 ديسمبر 2019.
- موسوعة القبائل والأنساب في السودان: للدكتور عون الشريف قاسم.
- صحيفة أخر لحظة -البديرية الدهمشية ناس البحر والبديرية الكردفانية - تصفح: نسخة محفوظة 18 مايو 2016 على موقع واي باك مشين.
- .تاريخ وأصول العرب بالسودان-الفحل بن الفقيه الطاهر - تحقيق مهدي بن الفحل - الخرطوم 1396 هـ.
- .كتاب أحساب وأنساب مناطق مروى: للباحثة فاطمة أحمد على عمر
- bani-alabbas - تصفح: نسخة محفوظة 13 مارس 2017 على موقع واي باك مشين.
- تاريخ السودان لشقير