تشتمل العلاقة بين البوذية والعنف على أعمال العنف والعدوان التي يرتكبها البوذيون بدوافع دينية أو سياسية أو اجتماعية ثقافية، فضلًا عن العنف الذاتي الذي يمارسه الزاهدون أو يمارس لأغراض دينية. تعتبر البوذية عمومًا من بين التقاليد الدينية الأقل ارتباطًا بالعنف، ومع ذلك، في تاريخ البوذية، كانت هنالك أعمال عنف موجهة أو مدعومة أو مستوحاة من البوذيين. فيما يتعلق بتعاليم وكتابات بوذا المقدسة، تحظر البوذية العنف لحل النزاعات.[1][2][3]
أمثلة إقليمية
جنوب شرق آسيا
تايلاند
في جنوب شرق آسيا، حاذت تايلاند على العديد من الدعوات الرهبانية البوذية البارزة للعنف. في السبعينيات، جادل الرهبان البوذيون الوطنيون مثل فرا كيتيوتو بأن قتل الشيوعيين لا ينتهك أيًا من المبادئ البوذية. ظهر الجانب المسلح من البوذية التايلاندية مرة أخرى في عام 2004 عندما تجدد التمرد الإسلامي الملاوي في أقصى جنوب تايلاند. في البداية، تجاهل الرهبان البوذيون الصراع لأنهم رأوا أنه سياسي وليس دينيًا، لكنهم تبنوا في النهاية «تشكيل الهوية»، لأن الحقائق العملية تتطلب انحرافات عن المثل الدينية.[4][5]
ميانمار
في السنوات الأخيرة، شجع مجلس الدولة للسلام والتنمية (إس بي دي سي)، الذي كان النظام العسكري لبورما منذ 1988 وحتى 2011، بقوة تحويل الأقليات العرقية، في كثير من الأحيان باستخدام العنف، كجزء من حملة الاستيعاب. روج النظام لرؤية لقومية بوذية بورمية باعتبارها أيديولوجية ثقافية وسياسية لإضفاء الشرعية على حكمه المتنازع عليه، في محاولة لتحقيق التوفيق الديني بين البوذية وأيديولوجيتها الشمولية.[6]
ثورة الزعفران، وهي سلسلة من الاحتجاجات والمظاهرات الاقتصادية والسياسية التي وقعت خلال عام 2007، قادها طلاب وناشطون سياسيون، بمن فيهم النساء، وأيضًا الرهبان البوذيين، واتخذت شكل حملة للمقاومة اللاعنفية، والتي تسمى أحيانًا المقاومة المدنية.[7]
ردًا على الاحتجاجات، قُبض على عشرات المحتجين أو احتُجزوا. ابتداءً من سبتمبر 2007، قاد الاحتجاجات آلاف الرهبان البوذيين، وسُمح لهذه الاحتجاجات بالمضي قدمًا حتى تجدد الحملة الحكومية في أواخر سبتمبر 2007. قُتل ما لا يقل عن 184 محتجًا بالرصاص وتعرض الكثيرون للتعذيب. في ظل مجلس الدولة للسلام والتنمية، شن الجيش البورمي هجمات عسكرية ضد الأقليات العرقية، وارتكب أعمالًا تنتهك القانون الدولي الإنساني.[8]
أصبحت ميانمار معقلًا للعدوان البوذي، ويحفز الرهبان القوميون المتشددون مثل هذه الأعمال.[9][10][11][12] كانت أقدم منظمة مسلحة فعالة في المنطقة هي جيش كارين البوذي الديمقراطي (دي كيه بي إيه)، برئاسة الراهب البوذي يو ثوزانا، منذ عام 1992.[13] في السنوات الأخيرة، ارتبط الرهبان والأعمال الإرهابية بحركة 969 القومية، خاصة في ميانمار والدول المجاورة. بلغ العنف أعلى الدرجات في يونيو 2012، مع قتل أكثر من 200 شخص ونزوح نحو 100,000 شخص. اعتبارًا من عام 2012، ساعدت حركة «969» التي قادها الرهبان (أبرزهم ويراثو) على إنشاء حركات قومية معادية للإسلام في المنطقة، وحثت البوذيين في ميانمار على مقاطعة الخدمات والتجارات الإسلامية، مما أدى إلى اضطهاد المسلمين في بورما من قبل الغوغاء المقادين بالبوذيين. على الرغم من ذلك، لم يكن جميع الجناة من البوذيين، وكانت الدوافع اقتصادية بقدر كونها دينية. في 20 يونيو 2013، ذُكِر ويراثو على غلاف مجلة تايم بلقب «وجه الإرهاب البوذي». وفقًا لتقرير هيومن رايتس ووتش، لعبت الحكومة البورمية والسلطات المحلية دورًا رئيسيًا في النزوح القسري لأكثر من 125,000 شخص من الروهينغيا وغيرهم من المسلمين في المنطقة. يحدد التقرير كذلك الهجمات المنسقة في أكتوبر 2012 التي نفذت في مدن مختلفة من قبل المسؤولين البورميين وقادة المجتمع والرهبان البوذيين لترويع السكان ونقلهم قسرًا. يعد عنف ميكلتيلا، ولاشيو (2013)، وماندالاي (2014) أحدث أعمال العنف البوذية في بورما.[14][15][16][17][18][19][20][21][22][23]
صرح مايكل جيريسون، المؤلف للعديد من الكتب التي تنتقد بشدة التصورات السلمية التقليدية للبوذية، بأن «الرهبان البوذيين البورميين ربما لم يبدؤوا في أعمال العنف، ولكنهم استقلوا الموجة وبدأوا في التحريض أكثر». في حين أن المثل العليا للنصوص البوذية المعترف بها تروج للسلام والمسالمة، تزدهر التناقضات بين الواقع والمبادئ بسهولة في أوقات انعدام الأمن الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، مثل انتقال ميانمار الحالي إلى الديمقراطية».[24]
مع ذلك، أدان العديد من الزعماء البوذيين، بمن فيهم ثيت نات هانه، وبيكو بوذي، وشودو هارادا، والدالاي لاما وغيرهم، العنف ضد المسلمين في ميانمار ودعوا إلى السلام، ودعموا ممارسة المبادئ البوذية الجوهرية المتمثلة في عدم الإضرار والاحترام المتبادل والرحمة. قال الدالاي لاما «بوذا يعلمنا دائمًا عن المغفرة والتسامح والرحمة. إذا كانت بعض المشاعر من زاوية واحدة من عقلك تجعلك تريد أن تضرب أو تريد أن تقتل، فرجاء تذكر إيمان بوذا. نحن أتباع بوذا». قال أنه «يجب حل جميع المشكلات من خلال الحوار، من خلال الكلام. استخدام العنف قديم، ولا يحل المشكلات أبدًا».[25][26]
مونج زارني، مدافع عن الديمقراطية البورمية، وناشط في مجال حقوق الإنسان، وزميل باحث في كلية لندن للاقتصاد، كتب عن العنف في ميانمار وسريلانكا، حيث قال أنه لا يوجد مكان للأصولية في البوذية. وقال: «لا يمكن لأي بوذي أن يكون قوميًا، لا يوجد بلد للبوذيين. أقصد، لا يوجد شيء مثل «أنا» أو «مجتمعي» أو «بلدي» أو «عرقي» أو حتى «إيماني»».[27]
المراجع
- NW, 1615 L. St; Washington, Suite 800; Inquiries, DC 20036 USA202-419-4300 | Main202-419-4349 | Fax202-419-4372 | Media (2011-01-27). "The Future of the Global Muslim Population". Pew Research Center's Religion & Public Life Project (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل في 08 مارس 202013 أكتوبر 2019.
- Jerryson & Juergensmeyer 2010، صفحات 22.
- Jerryson & Juergensmeyer 2010، صفحات 24.
- Jerryson 2011، صفحات 110.
- Jerryson 2011، صفحات 182-186.
- Skidmore 2005، صفحات 120.
- Roberts & Garton Ash 2011، صفحات 354-370.
- Elaine Pearson (6 August 2008). "Burma: No Rights Reform 20 Years After Massacre | Human Rights Watch". Hrw.org. مؤرشف من الأصل في 07 نوفمبر 200813 أكتوبر 2009.
- Fuller, Thomas (20 June 2013). "Extremism Rises Among Myanmar Buddhists". The New York Times. مؤرشف من الأصل في 14 أكتوبر 2019.
- Siddiqui, Habib (21 October 2012). "Letter from America: Buddhist Terrorism – no longer a myth". Asian Tribune. مؤرشف من الأصل في 04 مارس 201631 مارس 2013.
- Fuller, Thomas (5 November 2012). "Charity Says Threats Foil Medical Aid in Myanmar". نيويورك تايمز. مؤرشف من الأصل في 29 يوليو 201801 أبريل 2012.
- "Buddhists terrorists block aid to Burma Muslims". IRIB World Service. 7 November 2012. مؤرشف من الأصل في 11 يناير 201501 أبريل 2013.
- "Terrorist Organization Profile:Democratic Karen Buddhist Army (DKBA)". The Study of Terrorism and Responses to Terrorism, the University of Maryland. 2013. مؤرشف من الأصل في 03 يناير 201401 أبريل 2013.
- "Is 'nationalism' solely to blame for Burma's latest anti-Muslim violence?". Asian Correspondent. 2013-05-30. مؤرشف من الأصل في 27 يونيو 201530 مايو 2013.
- "Fresh communal riots in Myanmar". Bangkok Post. 2013-03-25. مؤرشف من الأصل في 03 مارس 201630 مايو 2013.
- "Buddhist mobs spread fear among Myanmar's Muslims". Yahoo News. 2013-05-30. مؤرشف من الأصل في 19 نوفمبر 201830 مايو 2013.
- "Massacre in Central Burma: Muslim Students Terrorized and Killed in Meiktila". Global Research. 2013-05-26. مؤرشف من الأصل في 15 يناير 201730 مايو 2013.
- "All you can do is pray". Human Rights Watch. 2013-04-22. مؤرشف من الأصل في 05 يوليو 201530 مايو 2013.
- Hannah Beech (1 July 2013). "The Face of Buddhist Terror". Time Magazine. مؤرشف من الأصل في 28 أغسطس 2013.
- "Myanmar's '969' crusade breeds anti-Muslim malice". GlobalPost. 27 March 2013. مؤرشف من الأصل في 28 مايو 201626 يونيو 2013.
- Szep, Jason (8 April 2013). "Special Report - Buddhist monks incite Muslim killings in Myanmar". رويترز. ميكتيلا . مؤرشف من الأصل في 24 سبتمبر 201523 يونيو 2015.
- "Myanmar govt targets 'neo-Nazi' Buddhist group". The Straits Times. 2013-04-0830 مايو 2013.
- Hodal, Kate (2013-04-18). "Buddhist monk uses racism and rumours to spread hatred in Burma". Theguardian. London. مؤرشف من الأصل في 30 ديسمبر 201930 مايو 2013.
- "How to reverse Buddhism's radical turn in Southeast Asia?". IRIN. 16 July 2013. مؤرشف من الأصل في 07 يوليو 201824 يونيو 2017.
- Thích Nhất Hạnh; Bhikkhu Bodhi; A. T. Ariyaratne; Chao Khun Raja Sumedhajahn; Phra Paisal Visalo; 8th Arjia Rinpoche; Shodo Harada; Judith Simmer-Brown; Ajahn Amaro; Alan Senauke; Chân Không; Jack Kornfield; Surya Das; Zoketsu Norman Fischer; Tulku Sherdor Rinpoche; 14th Dalai Lama (10 December 2012). "Buddhist Leaders Respond To Violence Against Muslims In Myanmar". huffingtonpost.com. هافينغتون بوست. مؤرشف من الأصل في 09 أكتوبر 201719 يونيو 2015.
- Lila, Muhammad (22 April 2013). "International Dalai Lama Pleads for Myanmar Monks to End Violence Amid Damning Rights Report". إيه بي سي نيوز. دارامسالا. مؤرشف من الأصل في 08 مايو 201919 يونيو 2015.
- Anuradha Sharma Pujari; Vishal Arora (1 May 2014). "Nirvanaless: Asian Buddhism's growing fundamentalist streak". washingtonpost.com. واشنطن بوست. مؤرشف من الأصل في 26 ديسمبر 201919 يونيو 2015.