الرئيسيةعريقبحث

التجديف في الإسلام


التجديف في الإسلام هو السخرية من كلام الله وآياته، والاستهزاء برسله وخاتمهم الرسول محمد، وإهانة الملائكة أو إنكار نبوة أحد الأنبياء. ذكر القرآن التجديف والاستهزاء، بيد أنّه لم يُنص فيه على أي عقوبة دنيوية للحدّ منه. ورد في الأحاديث المنسوبة للرسول محمد، حالات مختلفة، ورد فيها الاستهزاء بالرسول أو بالله أو آياته، ولم يقم الرسول بإنزال أية عقوبة ضد الذين قاموا بتلك الأفعال. وفي أحاديث أخرى، ورد معاقبة المسيئين، ومع ذلك، فقد قيل أن عقوبة الموت تجاه المستهزئين لا تنطبق إلا على حالات مُحدّدة، كالتي يتعرض فيها المجتمع المسلم (الدولة) للخيانة، مما يتسبب في إلحاق ضرر جسيم بالمجتمع، لا سيما في أوقات الحرب.

في العالم الإسلامي الحديث، تختلف القوانين المتعلقة بالاستهزاء من بلد إلى آخر، وتنص بعض البلدان على عقوبات تتألف من غرامات، أو السجن، أو الجلد، أو الإعدام.

لم يرد في تاريخ المجتمعات الإسلامية ما قبل الحداثة أخبارًا تثبت أنه كانت هناك حالات دائمة لتطبيق قوانين الاستهزاء، بل نادرًا ما كانت تُطبق تلك الأحكام على المُتهمين بالتجديف، لكن في العصر الحديث استخدمت بعض الدول والجماعات المتطرفة تهم الاستهزاء والتجديف في دعاياتها الدينية والسياسية لاكتساب الدعم الشعبي على حساب المثقفين المسلمين الليبراليين والأقليات الدينية.

القرآن

لا يقتصر الأمر على أن القرآن - وهو كتاب المسلمين الوحيد الموحى من الله على رسوله محمد - لا ينص على أي عقوبة دنيوية للحدّ من التجديف أو الاستهزاء، بل إنه في الواقع، يدعو إلى رد فعل مسالم غير عنيف،[1][2] بتوجيه المسلمين بعدم مجالسة) أولئك الذين يسخرون من الله أو رسوله أو آياته، حسبما نص القرآن في سورة النساء، في الآية 140 تحديدًا: ﴿ وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا ۝ ﴾.

الأحاديث

في الفقه الإسلامي الذي يستمد مصادره من الحديث المنسوب للرسول، استُحدِثت مجموعة متنوعة من العقوبات ضد المُجدفين، على رأسها الإعدام. تزعم المصادر في الأحاديث، أن محمد أمر بإعدام كعب بن الأشرف بعد غزوة بدر، حيث حرض كعب قريش ضد الرسول محمد، وحثهم أيضًا على السعي للانتقام من المسلمين. شخص آخر قُتِل هو سلام بن أبي الحقيق (أبو رافع)، وهو أحد الذين حزّب الأحزاب وموّنها ودعمها بالأموال ضد المسلمين في غزوة الأحزاب. كلا الرجلين - تم تأويل مقتلهما بتهمة إهانة محمد - بينما السياق التاريخي يوضح أنهما قد قتلا بسبب الخيانة العظمى، وتسببهما في حدوث فوضى في المجتمع المسلم.

في أحد الأحاديث النبوية، عن ابن عباس، قال أن رجلًا قتل جارية له، كانت دائمًا تهين النبي محمد، إلّا أن خبر مقتلها عندما وصل الرسول، هتف: «ألا أشهدوا أن دمها هدر». ويمكن من خلال هذا الحديث، معرفة أن محمد قد أدان قتلها، حتى وهي معروفة بسبه.[3] وفي حديث آخر عن محمد استخدم تعبيرًا يشير بوضوح إلى المعنى الأخير، وهو رفضه لمبدأ قتل المجدفين، حيث روى عن علي بن أبي طالب: اعتادت يهودية الاعتداء على النبي محمد، فخنقها رجل حتى ماتت، إلا أن رسول الله أعلن أنه لا يوجد أي تعويض مستحق عن دمها.[4]

المراجع

  1. Islam Without Extremes: A Muslim Case for Liberty, Mustafa Akyol, 2013 p. 285
  2. Freedom of Religion, Apostasy and Islam, 2004 pp. 38-39
  3. صحاح الاحاديث فيما اتفق عليه اهل الحديث - المجلد الثاني - رقم الحديث: 4720
  4. سنن أبي داود - رقم الحديث: 4362

موسوعات ذات صلة :