الرئيسيةعريقبحث

التعذيب في جهاز أمن الدولة المصري


ما حقيقة حالات التعذيب في سجون مصر؟

هل فعلا أصبح التعذيب منهجيا من قبل قوات الامن المصرية كما تزعم منظمات حقوقية مثل منظمة هيومن رايتس ووتش،وتقارير عن وسائل إعلام و محاميين وشهود عيان... ؟
هل ثمة ما يثبت مصداقية مثل هذه التقارير و الشهادات حول التعذيب في مصر؟
هل هناك ما يبرر استهداف مصر كما تدعي وزارة الخارجية المصرية؟


هذا ما سنتطرق فيه في هذا المقال و الذي يجمع بعض الآراء حول هذا الموضوع.



 موزاييك صورة تخيلية


تقرير "هيومان رايتس ووتش"

حسب منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان في تقرير [المصدر-1] لها يقع في 63 صفحة قالت فيه: ان قوات الأمن والشرطة في مصر تمارسة تعذيبا واسع النطاق ومنهجيا ضد المعتقلين السياسيين بشكل روتيني، باستخدام اساليب مثل الضرب والصعق بالكهرباء وحتى الاغتصاب أحيانا.
وأورد التقرير تفاصيل حول الأساليب المعتمدة في التعذيب زعمت أن قوات الأمن وعناصر وضباط الأمن الوطني التابع لوزارة الداخلية تستخدمها "لحمل المشتبه بهم على الاعتراف أو الإفصاح عن معلومات، أو لمعاقبتهم".
اعتمدت المنظمة في مضمون تقريرها على مقابلات أجرتها مع "20 معتقلا سابقا تعرضوا للتعذيب بين عامي 2014 و2016، فضلا عن محامي الدفاع وحقوقيين مصريين. كما اطلعت على عشرات التقارير حول التعذيب، أصدرتها منظمات حقوقية ووسائل إعلام.

شهادات

ذكر العديد من المعتقلين السابقين من قبل جهاز مباحث أمن الدولة المصري حدوث تجاوزات شديدة بحقهم.

وقد ألف المعتقل السياسي السابق أحمد رائف كتاب سماه البوابة السوداء يذكر فيه كيف كان يعذب هو ومن اعتقل معه من نشطاء الإخوان المسلمين وذكر عدة أساليب وصفها بالوحشية تستخدم لتعذيب السجناء وذكر كيف كان يقتل السجناء ويدفنوا في صحراء مدينة نصر إبان حكم عبد الناصر ويكتب بجانب اسمه في الدفاتر هارب[4].

كما اتهمت حركة حماس جهاز أمن الدولة بقتل يوسف أبو زهري شقيق القيادي في حركة حماس سامي أبو زهري، وقالت أنه مات نتيجة للتعذيب الشديد وأصدرت عائلة أبو زهري بيانا قالت فيه: «تعرض للتعذيب على أيدي جهاز أمن الدولة في مقره بمدينة نصر باستخدام الكهرباء و الضرب والتعذيب، وهو ما أدى إلى فقدانه لبصره بشكل شبه كامل» وقالت ان كل التحقيقات معه تدور حول أخيه سامي، ونشرت عائلته صور لجثة أبو زهري تدل على وجود أثار تعذيب على جسده وقالت العائلة أنها ستقاضي الأمن المصري قضائيا في مصر والمحاكم الدولية، بينما قال الأمن المصري أن وفاة أبو زهري كانت نتيجة لمرضه الشديد[5]

وفي مقال على موقع منظمة الأصوات العالمية (globalvoices) [المصدر] أن الكثير من المدونين المصريين تعرضو للاعتقال من قبل أمن الدولة فى مناسبات مختلفة ولأسباب مختلفة – حقيقية أو وهمية – و استند المقال على ما كتب في مدونة واحده مصرية - wa7damasrya.blogspot.com [3] التي قامت بعمل مقابلات مع العديد من المدونين، وكتبت عن أساليب التعذيب والحيل النفسية التى تعرض لها المدونين فى مقر أمن الدولة بمدينة نصر.

و من أمثلة ما ذكرته المدونة wa7damasrya:

وصفها لمقر مباحث أمن الدولة بمدينة نصر: هو مبنى مباحث أمن الدولة الرئيسي في صحراء القاهرة بمدينة نصر، الحي السادس، وبالقرب من المدينة الجامعية بجامعة الأزهر، هذا المبنى المخيف ذو الأسوار العالية المحصنة التي شهدت تصفية وتعذيب وانتهاك لحقوق الإنسان
ووصفت سجانيه في وحشيتهم انهم يفوقون كل السفاحين الذين عرفو.وانه المكان الذي عذب فيه أعتى عتاة تنظيم القاعدة طبقا لروايات ضباط أمن الدولة أنفسهم لضحاياهم، إنه عاصمة جنهم كما أطلق عليه محمد الدريني رئيس جمعية آل البيت في كتابه الممنوع "عاصمة جهنم" بعد أن تعرض الدريني في هذا المكان للتعذيب لمدة أربعين يوما عام 2004، وإنه "المقبرة" كما أطلق عليه محمد عادل المدون الذي تم اعتقاله أواخر عام 2008 على إثر زيارة له لغزة.
وذكر محمد عادل احد المعتقلين فيه انه يوجد به 22 مكتب للتحقيق.ويعتقد محمد أن مقر أمن الدولة هو مكان متسع جداً تم بناءه بدءاً من طابقين منحدرين عن مستوى الأرض ثم ترتفع مبانيه لأعلى مستوى الأرض وأن المكان يحوى عدة مباني يتم فيها التحقيق والتعذيب حيث كان عادل يسمع لأصوات تعذيب آخرون تأتي من النافذة التي كان يجلس بجوارها في الطرقة

وتضيف المدونة:
"ينتقل إلى هذا المقر "الإسلاميون" أو من لهم علاقة بقضايا تتعلق بالإسلاميين وقضايا الإرهاب وأيضا كل المعتقلين في أمور تتعلق بغزة وحماس، وكان لكل معتقل رقم ينادى به بدلاً من اسمه، وكان يقال لهم أنهم ليسوا بني آدميين بل أرقام."
وكان اللقاء الأول مع عبد المنعم محمود وهو أحد مدونى الإخوان المسلمين:
"محمود كان رقمه 25، تم اعتقاله وتعذيبه بالمقبرة عام 2003 لمدة 13 يوم. وذكر عبد المنعم أنه وآخرون تم اقتيادهم إلى هذا المكان معصوبي الأعين، كما كان يتم تقيدهم من الخلف لساعات ووجوههم للحائط، وقد قيل لهم أن هذا المكان قد تم تعذيب أعضاء تنظيم القاعدة به"
اللقاء الثانى كان مع المدون محمد عادل:
"وكان رقمه 15 وقد استطاع أن يحدد شكل المكان الذي كان فيه. فقد كان محمد يجلس طيلة فترة وجوده تقريباً بمقر مدينة نصر ل17 يوما بطرقة طويلة على شكل حرف “ل”، ولم يكن مسموحاً لأحد بالكلام.. وبعد ترحيل محمد مع آخرون استطاع التعرف على من كانوا معه بمقر أمن الدولة بمدينة نصر، وكان منهم جرحى لحركة حماس تم اعتقالهم أثناء تلقيهم العلاج في القاهرة إبان الهجوم الإسرائيلي على غزه أوائل عام 2009"
ثم تحدثت "واحدة مصرية" مع أبو عمر المصرى:
مكث أسامة نصر والمعروف بأبو عمر المصري لشهور داخل زنزانته التي كما وصفها: انها لا تتعدي مساحتها (2م × 1.25 م)، وليس بها فتحات تهوية،

تعرض أسامة نصر للتعذيب داخل مقر أمن الدولة بمدينة نصر وكما ورد بمذكراته عن هذا المكان أنه كان معصوب الأعين طول الوقت.وذكر أشكال التعذيب التي تعرض لها على لسانه مايلي:

  • أ – التعليق، الرأس لأسفل والقدمين لأعلى معلقتان في حبل، ويبدأ الصعق بالعصى الكهربائية في كل جسدي وبخاصة أعضائي التناسلية، أو بربط سلك في جسدي يتم توصيله بجهاز كهربائي وصعق الجسد، والضرب بالعصي وأسلاك الكهرباء.
  • ب – عصر الخصيتين باليد بشدة، وقرص الثديين كذلك.
  • ج – فرد الذراع الأيمن وربطه في باب حديدي كبير (مشبك) أو على تصميم خشبي يُعرف (بالعروسة)، وكذلك الحال مع الذراع الأيسر، وربط القدمين مع فتحهما بشدة وإبعادهما عن بعضهما، أو ربط اليدين مقيدتين من الخلف في باب حديدي، أو ربطهما مقيدتان لأعلى، ثم الصعق بالصدمات الكهربائية والضرب بالعصي وأسلاك الكهرباء.
  • د – التمدد على الأرض مقيد القدمين ومقيد اليدين من الخلف، والتعذيب والصعق بالكهرباء.
  • هـ - التمدد على مرتبة مبللة بالماء ومتصلة بجهاز كهربائي، وأنا مقيد اليدين من الخلف، وكذلك القدمين، ويجلس شخص بكرسي بين كتفي، وشخص آخر بكرسي بين قدماي المقيدتين، والسبب في ذلك شدة الكهرباء التي تقفز بالإنسان إلى الأعلى أثناء التعذيب.
  • و – الصفع على الوجه، وكذلك الضرب بقبضة اليدين

رد وزارة الخارجية المصرية

وفي ردها على اتهامات "هيومان رايتس ووتش" انتقدت وزارة الخارجية المصرية مضمون التقرير. واعتبره المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم الوزارة "حلقة جديدة من حلقات الاستهداف والتشويه المتعمد من قبل منظمة لا تخفى أجندتها السياسية وتوجهاتها المنحازة على أحد والتي تعبر عن توجهات الدول والجهات التي تمولها."
وأضاف ان التقرير استند الى شهود مجهولي الهوية وهم في أغلب الحالات أشخاص كانوا منخرطين في عمليات إرهابية ولديهم رغبة في تشويه صورة الأوضاع علاوة على أنهم معروفون بمعاداتهم للدولة وتوجهاتها.
وكانت الحكومة المصرية قد أقرت بوجود حالات تعذيب "فردية" في السنوات القليلة الماضية وتمت محاكمة وأصدار عدة أحكام ضد عدد من رجال الشرطة والأمن بتهم ارتكاب جرائم قتل في حق معتقلين أثناء فترة الاستنطاق.

مراجع

مقالات ذات صلة :