في الإسلام التقوى هي سفينة النجاة يوم القيامة وهي التزام طاعة الله وطاعة رسوله، وهي سلوك طريق النبي محمد وتكون بالتزام ما فرض الله واجتناب ما حرم الله سبحانه وتعالى، إن التقوى هي أداء الواجبات والفرائض واجتناب المحرمات، فمن التزم بها كان من أحباب الله وأحباب النبي وبحسب القرآن: ﴿إن أكرمكم عند الله أتقاكم﴾ ويقول الرسول: «إن أولى الناس يلتقون بي يوم القيامة هم المتقون من كانوا وحيث كانوا».[1][2][3]
إن الله سبحانه وتعالى يكرم عباده المتقين عند الحشر وفي مواقف القيامة، فهم لا يخافون عندما يخاف الناس ولا يحزنون عندما يحزن الناس فهم يحشرون وهم لابسون راكبون طاعمون يأتيهم رزقهم من خالقهم ومالكهم، يقول الله عز وجل: ﴿يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا﴾ ويقول تعالى: ﴿ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة﴾.
وبالتقوى ينجو الإنسان من الشدائد، وتزول الشبهات، ويجعل الله له من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، وييسر له الرزق من حيث لا يحتسب، يقول سبحانه: ﴿ومن يتق الله يجعل له مخرجا﴾﴿ويرزقه من حيث لا يحتسب﴾﴿ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا﴾.
معنى التقوى
والتقوى مأخوذة من وقى وقاية وهي أن تجعل بينك وبين عذاب الله عز وجل وقاية وهي الحاجز، وذلك بفعل الواجبات وترك المحرمات.
والتقوى درجات: أعلاها فعل الواجبات والمستحبات وترك فضول المباحات وتجنب المحرمات والشبهات والمكروهات والورع عما تخشى عذابه في الآخرة.
وأدناها فعل الواجبات وترك المحرمات مع ترك المستحبات وفعل المكروهات والتوسع في فضول المباحات وقلة الورع.
والتقوى هي الغاية من تشريع الأحكام الشرعية من فعل واجبات وترك محرمات، قال تعالى (يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون) وقال أيضا (يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) وقال أيضا (وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون) وقال أيضا (واذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظله وظنوا انه واقع بهم خذوا ما اتيناكم بقوه واذكروا ما فيه لعلكم تتقون).
امر الله للناس بالتقوى
يقول
الله تعالى:
" |
﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ۖ لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكَ ۗ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ﴾ (132)
|
" |
تعريف التقوى
يقول وقد سئل
الإمام الصادق عن تفسير التقوى فقال :
" |
أن لا يفقدك الله حيث أمرك ولا يراك حيث نهاك
|
" |
سبب التقوى وفوائدها لعباد الله
يقول قال الامام
علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
" |
أُوصيكُم ـ عبادَ الله ـ بتقوى الله؛ فإنّ تقوى اللهِ مَنْجاةٌ مِن كلِّ هَلَكة، وعِصمةٌ مِن كلِّ ضَلالة. وبتقوى الله فاز الفائزون، وظَفَر الراغبون، ونجا الهاربون، وأدرك الطالبون، وبتركِها خَسِرَ المُبْطِلون، ﴿إنّ اللهَ مَعَ الَّذينَ آتَّقَوا والَّذين هُم مُحسِنون﴾ .والآية في سورة النحل: 128.
|
" |
التقوى مابعد الموت
يقول
كميل بن زياد:
" |
خَرَجْتُ مَعَ علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، فَلَمَّا أَشْرَفَ عَلَى الْجَبَّانِ الْتَفَتَ إِلَى الْمَقْبَرَةِ ، فَقَالَ : يَا أَهْلَ الْقُبُورِ ! يَا أَهْلَ الْبَلَاءِ ! يَا أَهْلَ الْوَحْشَةِ ! مَا الْخَبَرُ عِنْدَكُمْ ؟ فَإِنَّ الْخَبَرَ عِنْدَنَا : قَدْ قُسِّمَتِ الْأَمْوَالُ ، وَأُوتِمَتِ الْأَوْلَادُ ، وَاسْتُبْدِلَ بِالْأَزْوَاجِ ، فَهَذَا الْخَبَرُ عِنْدَنَا ، فَمَا الْخَبَرُ عِنْدَكُمْ ؟
ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ ، فَقَالَ : يَا كُمَيْلُ ! لَوْ أُذِنَ لَهُمْ فِي الْجَوَابِ ، لَقَالُوا :﴿فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى﴾ سورة البقرة 197
ثُمَّ بَكَى وَقَالَ لِي :يَا كُمَيْلُ ! الْقَبْرُ صُنْدُوقُ الْعَمَلِ ، وَعِنْدَ الْمَوْتِ يَأْتِيكَ الْخَبَرُ.
|
" |
مراجع
موسوعات ذات صلة :