الرئيسيةعريقبحث

الحرب الإنجليزية الإسبانية (1585–1604)


☰ جدول المحتويات


حرب إنجلترا وإسبانيا وقعت بين عام 1588م وعام 1604 م وكان نشوب تلك الحرب أمرا متوقعا وذلك لاختلاف المذاهب والأيدولوجيات والأهداف البعيدة.[2][3][4]

الحرب الأنجلو-إسبانية
جزء من حرب الثمانين عاما 
Spanish Armada.jpg
هزيمة الارمادا الإسبانية، 8 أغسطس 1588
بواسطة فيليبس جيمس دي لوثيربورغ
معلومات عامة
المتحاربون
Flag of Cross of Burgundy.svg الإمبراطورية الإسبانية

التحالف الكاثوليكي الفرنسي
O'Neill Clan.png التحالف الأيرلندي
فرسان مالطة فرسان القديس يوحنا

 مملكة إنجلترا

 المحافظات المتحدة
مملكة فرنسا مملكة فرنسا
البرتغال البرتغاليين الموالين لدير كراتو
قوات هوغنوت الفرنسية

القادة
أحد لوحات الحرب من متحف لندن

إسبانيا

كانت إسبانيا ضمن إمبراطورية كبرى في عهد الإمبراطور شارل الخامس ضمت كل من الإمبراطورية والأراضي المنخفضة وجنوب إيطاليا وإسبانيا ومستعمرات إسبانيا فيما وراء البحار وظل هذا الأمر قائما حتى تنازل الإمبراطور شارل الخامس في عام 1556م عن الملك وانتقل العرش إلى كل من ابنه فيليب وأخيه فرديناند وقسمت تلك المملكة الواسعة بينهما فكان نصيب أخيه فرديناند حكم الإمبراطورية أما ابنه فيليب فقد حكم إسبانيا وإيطاليا والأراضي المنخفضة والمستعمرات. وكانت إسبانيا ولا زالت أكبر معاقل الكاثوليكية ونصير لها على امتداد التاريخ ووقفت في وجه الإصلاح الديني البروتيستانتي بمذاهبه بشراسة، وكان أهم وسائلها محاكم التفتيش التي روعت وأذلت ناصية حركة الإصلاح البروتستانتي.وكان الملك فيليب الثاني نفسه كاثوليكيا متعصبا كارها ومنتقما من فكر الإصلاح وزعماءؤه، تزوج فيليب الثاني من الملكة ماري تيودور ملكة إنجلترا والتي حكمت قبل أختها إليزابيث، واستغل الملك الإسباني هذا الزواج أكبر استغلال في كثلكة (تحويل إلى الكاثوليكية) زوجته ملكة إنجلترا ومناطق الشمال الإنجليزي كما استعان بقوة إنجلترا في مواجهة كثير من مشاكله الحربية والاقتصادية وامتلكت إسبانيا قوة عسكرية برية وبحرية وتمرست علي القتال في كافة ممالك إسبانيا وإمبراطوريتها الواسعة حتى أصبحت البحرية الإسبانية قوة ضاربة سيطرت على البحر المتوسط وكذلك المحيط الأطلسي وقامت بأعمال الكشوف الجغرافية. واعتمد هذا الأسطول الإسباني علي وحدات واطئة تعمل بالمجاديف وتلتحم تلك الوحدات مباشرة مع البحرية المضادة وتستخدم في ذلك الأسلحة البيضاء وكانت تلك الوحدات تعمل في البحر المتوسط الذي حققت فيه إنجازا كبيرا، وبالرغم من اتساع مملكة إسبانيا فإن مواردها كانت محدودة واعتمدت بشكل كبير علي مواردها من الأراضي المنخفضة.

إنجلترا

الملكة إليزابيث

بعد انتهاء حكم الملكة مارى توليت أختها إليزابيث عرش بريطانيا عام 1588م، الملكة إليزابيث الأولى كانت بروتستانتية حكيمة ومتزنة وقوية تقدر الحرية وتسعى لاستقلال وقوة بلادها اقتصاديا وعسكريا وترغب في رقي وتطور شعبها بعيدا عن أي سيادة أو تدخل خارجي، كما كانت تعلم مدى كراهية الإنجليز لحكم اختها ماري لارتباطها بالزواج بأجنبي هو فيليب الثاني ملك إسبانيا ومن ثم فإنها لم تغامر بالزواج من ملك أو أمير أجنبي حتى تكون قريبة ومحبوبة من الشعب وظلت بدون زواج طيلة حياتها وإن حاصرتها ظلال الشك التي ألقت شائعات حول علاقاتها غير الشرعية حيث قيل أنها كانت عشيقة لأحد رجال البحر الإنجليز هو فرنسيس دريك، ولكن لم يكن ذلك بالأمر الخطير بالنسبة للإنجليز المهم أن إليزابيث حافظت علي استقلال بلادها وعملت علي تقوية اقتصاد شعبها ورفاهيته، من ناحية العقيدة اعتنقت إليزابيث البروتستانتية وتحمست لها وعملت على جعل بريطانيا بروتستانتية ولكن عقيدتها لم يشبها التعصب والانتقام فلم تحرق أحد من خصومها كما أنها لم تعتبر أن اعتناق مذاهب أخرى أمرا خطيرا بل كان هناك توفيق ومرونة في المذاهب لاقى قبولا من الإنجليز ومع ذلك فقد سعت لإحلال البروتستانتية مكان الكاثوليكية في شمال إنجلترا فأرسلت جيشا إنجليزيا إلى اسكتلندا هزم الجيش الفرنسي الكاثوليكي المعسكر هناك ومهد السبيل لدعاة البروتستانتية لنشر مذهبهم وفكرهم بالتدريج.

اتجهت بعد ذلك لفتح الطريق أمام إنجلترا لدخول عالم التجارة وبالتالي ركوب البحر وتحقيق المكاسب وظهر في ذلك رجال بحرية أقوياء من الإنجليز كانت لهم جهودهم الفردية بتأييد وتشجيع من الملكة ولما زاد النشاط التجاري الإنجليزى وقويت شوكتهم وتمرسوا وتسلحوا على فنون الملاحة والحرب، كان لابد من حدوث مواجهة بين البحرية الإنجليزية الناشئة والإسبانية المتمرسة، هذه المنافسة بدأت في ميدان التجارة والتوزيع ثم بعد ذلك في ميدان القتال.

المنافسة التجارية بين إسبانيا وإنجلترا

أخذت المنافسة بين إسبانيا وإنجلترا في بدايتها طابعا دينيا بين المذهب البروتستانتي في إنجلترا والكاثوليكي في إسبانيا التي كانت تحرص على نشره بالقوة في كافة أرجاء الأرض إلا أن الحقيقة أثبتت أن المنافسة الدينية أخذت تضعف ليحل محلها المنافسة التجارية الاقتصادية ستكون هي الأصل لنشوب الحرب بين الدولتين، كانت إنجلترا قد قطعت شوطا كبيرا في عهد إليزابيث في تقوية جيشها البري وأسطولها البحري، كما أعطت حرية العمل لرجال البحر في أعالي البحار ب المحيط الأطلسي والبحر المتوسط وعلى كافة السواحل وأصبحت البحرية الإنجليزية أكثر قوة لتنافس البحرية الإسبانية التي وإن كانت كبيرة العدد إلا أنها ثقيلة الحركة ضعيفة في تسليحها وفنون قتال رجالها مع عزيمتهم وإصرارهم. وكان شعور رجال البحرية الإنجليزية شعورا معاديا لإسبانيا ورجال بحريتها حاقدين عليهم. وكان غضب الإنجليز من البابا الذي قسم أعالي البحار بين إسبانيا والبرتغال لتكون حكرا عليهم ورأوا أن ذلك ظلم وقسوة من البابا. مما أدى للصدام بين رجال البحرية الإنجليزية والإسبانية حيث كانت إسبانيا هي البادئة في الصراع وبشكل يمثل قمة الغدر الإسباني ذلك أن رجل البحر القرصان فرنسيس دريك كان قد لجأ مع زميله الإنجليزي جون هوكنز إلى أحد الشواطيء هربا من عاصفة مدمرة فلحق به أسطول إسباني من ثلاثة عشر قطعة بحرية يحمل الحاكم العام الإسباني علي المكسيك، وكانت البداية تبادل احاديث عادية إلا أن الإسبان أطلقوا فجأة النيران الكثيفة علي البحرية الإنجليزية المكونة من خمس سفن فقط فأغرقوا ثلاثة منها ونجا القرصان دريك وزميله هوكنز من القتل بأعجوبة وكانت تلك الحادثة عام 1567م علي أحد الشواطئ التابعة لإسبانيا. جعل هذا الحادث من القبطان ديريك يزداد إصرارا لمواجهة البحرية الإسبانية وظل طوال ثمانية وعشرين عاما من رجال البحر الأقوياء يهاجم السفن الإسبانية والبرتغالية في أعالي البحار وحوض البحر المتوسط وينزل بهم الخسائر ويحصد الغنائم ولبطولاته المتعددة وخدمته للبلاد فإن الملكة إليزابيث كانت شديدة الإعجاب ببطولاته فنصبته فارسا في مسناء وتفورد ومنذ ذلك الوقت توطدت العلاقة بينهما وجعلت بريطانيا تشجع هؤلاء الفرسان لتقدر علي منافسة إسبانيا ويتطور الأمر إلى نشوب الحرب بين الدولتين.

حوادث الحرب وتطوراتها

أسطول أرمادا.متحف لندن

استعد فيليب الثاني ملك إسبانيا لحرب إنجلترا وكان هو البادئ فيها، فجهز أسطوله الكبير الذي يعرف بالأرمادا وهي تتكون من قسمين الأول سفن الأرمادا الواطئة التي تعتمد على الاشتباك المباشر مع سفن الأعداء والقسم الثاني السفن الكبيرة الثقيلة الحركة ضعيفة التسليح وتسمى الغلايين. واتجهت سفن الأرمادا نحو شواطئ إنجلترا لعزل الملكة إليزابيث وتعيين ابنها فيليب الثاني مكانها وقد زين أعوان الملك فيليب له الخيال الواسع المبني على الوهم فأقنعوه بضعف إنجلترا والملكة وأن المعركة لن تستغرق وقتا طويلا لينتصر الإسبان.

والحقيقة أن إنجلترا كانت أقوى من ذلك تماما بجيشها ورجال بحريتها كما ذكرنا قبلا، وأثبت الواقع العملي ذلك، فمع المواجهة الأولى نجد أن البحرية الإسبانية تنهار أمام نظيرتها الإنجليزية التي كانت خفيفة الحركة وأقدر علي المناورة ومجهزة بتسليح قوي وقوة الرجال. وقد جاءت العواصف والظروف الطبيعية القادمة من بحر الشمال لتأتي علي البقية الباقية من البحرية الإسبانية كما تحطمت أساطيل إسبانيا الكبيرة "الغلايين" بفضل مهارة وشجاعة البحرية البريطانية. وبالرغم من الانتصار الإنجليزي الساحق علي ما كان يسمى الأرمادا الإسبانية عام 1588م إلا أن المعارك بين البلدين ظلت مستمرة وإن خفت بالتدريج مع ظهور تفوق إنجلترا إلى أن انتهت تلك المعارك نهائيا عام 1604م وهو نفس عام توقيع الصلح بين البلدين.

مراجع

  1. Hiram Morgan, ‘Teaching the Armada: An Introduction to the Anglo-Spanish War, 1585-1604’, History Ireland, Vol. 14, No. 5 (Sep.–Oct., 2006), p. 43.
  2. Fritze, Ronald H; Robison, William B (1996). Historical Dictionary of Stuart England, 1603-1689. Greenwood Publishing Group. صفحة 310.  . مؤرشف من الأصل في 9 يناير 2020.
  3. Rowse, A. L (1973). The Expansion of Elizabethan England. Cardinal Books. صفحة 413.  .
  4. The Jamestown Project - تصفح: نسخة محفوظة 20 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.

وصلات خارجية

موسوعات ذات صلة :