الحرب الهندية الشمالية الغربية (Northwest Indian War) (1795-1785)، والتي تعرف أيضًا باسم حرب أوهايو، أو حرب السلحفاة الصغيرة وبأسماء أخرى، هي حرب دارت ما بين الولايات المتحدة وحلف يضم العديد من قبائل الهنود الأمريكيين للسيطرة على الإقليم الشمالي الغربي.[1] وقعت هذه الحرب بعد قرون من الصراع على هذا الإقليم بين قبائل الهنود في المقام الأول، ثم بين التحالفات المتغيرة بين هذه القبائل والقوى الأوروبية التي تشمل: فرنسا, وبريطانيا العظمى ومستعمراتهم.
الحرب الهندية الشمالية الغربية | |||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|
جزء من الحروب الهندية الأمريكية | |||||||
رسم لمفاوضات معاهدة غرينفيل، رسمها أحد ضباط أنتوني واين.
| |||||||
معلومات عامة | |||||||
| |||||||
المتحاربون | |||||||
الولايات المتحدة تشيكاساو تشوكتاو |
الكونفدرالية الغربية بريطانيا العظمى | ||||||
القادة | |||||||
جورج واشنطن يوشيا هارمر آرثر كلير انتوني واين جيمس ويلكنسون |
الكسندر مكيلوب بلو جاكيت ليتل تيرتل بوكونجالاس ايجوشاوا | ||||||
القوة | |||||||
4,000 ميليشيات الاستعمار | 2,000 جنود بريطانيين 10,000 محارب هندي | ||||||
الخسائر | |||||||
1,221 قتيل 458 جريح |
1,000+ قتيل جرحى غير معروفين |
وبموجب اتفاقية باريس (1783)، التي أنهت الحرب الأمريكية الثورية تنازلت بريطانيا العظمى للولايات المتحدة عن "السيطرة" على الإقليم الشمالي الغربي، والتي احتلها العديد من القبائل الهندية الأمريكية. وبالرغم من إبرام الاتفاقية، احتفظ البريطانيون بحصونهم وسياساتهم هناك والتي قدمت الدعم للهنود في الأقاليم الشمالية الغربية. وقد أمر الرئيس جورج واشنطن الجيش الأمريكي بوقف الخصومة بين الهنود والمستوطنين وفرض السيادة الأمريكية على الإقليم. وقد عانى الجيش الأمريكي، والذي تكون من مجندين غير مدربين مدعومين برجال المليشيات غير المدربين بصورة متساوية، لسلسلة من الهزائم الكبيرة بما تضمن حملة هرمر (1790) وهزيمة سانت كلير (1791) والتي أعادت أصداء الانتصارات الهندية. وقد شهدت المعارك مقتل نحو 1000 فرد من الجنود الأمريكيين ورجال المليشيات بالإضافة لتعرض القوات الأمريكية لمزيد من الخسائر بما يفوق خسائر خصومهم.
وبعد كارثة سانت كلير، أمر واشنطن بطل الثورة الأمريكية الجنرال "المجنون" أنتوني واين بتنظيم قوات مقاتلة مناسبة وتدريبهم. وقد تولى واين قيادة الفيلق الأمريكي الجديد في فترة متأخرة من سنة 1793، حيث قاد جنوده لانتصار حاسم في معركة فولن تيمبرز سنة 1794، مما دفع القبائل الهندية المهزومة للتخلي عن الكثير من الأراضي بما في ذلك أوهايو الموجودة حاليًا بموجب اتفاقية جرينفيل سنة 1795.
الخلفية
حروب بيفر (فترة 1650)
كانت قد حدثت معارك حول السيطرة على الأراضي الواقعة شرق نهر المسيسيبي وجنوب البحيرات العظمى استمرت لقرون قبل تشكيل الحكومة الأمريكية. وفي سنة 1200 ميلاديًا تقريبًا، وبعد سنوات من الحروب الضارية، دفعت غزوات الإيروكواس الآتية من الجهة الشمالية العديد من قبائل الأمريكيين الأصليين خارج وادي أوهايو. وشملت القبائل التي دُفعت إلى خارج المنطقة الأوساج، وكاو, وبونكا وغيرها من القبائل التي تتحدث اللغات السيووية. وخلال القرون اللاحقة، هاجرت هذه الشعوب إلى ما اُعتبرت فيما بعد أراضيهم التقليدية بغرب نهر الميسيسبي في الوقت الذي كان فيه أول اتصال بأوروبا. وقد دفعت هذه القبائل بدورها الأمم الأخرى الهندية، مثل قبيلة كادو، إلى ناحية أبعد باتجاه الغرب.
وفي سنة 1680، وقف المستكشف الفرنسي صمويل دو شامبلان إلى جانب هنود الهيورون الذين يعيشون على طول ساحل نهر سانت لورانس ضد شعب لونجهاوس (الإيروكواس) الذين يعيشون فيما يعرف الآن بولاية نيويورك الشمالية والغربية. وقد أدى ذلك إلى عداء دائم من الإيروكواس تجاه الفرنسيين مما دفعهم للوقوف إلى جانب الهولنديين من تجار الفرو الذين توجّهوا إلى نهر هدسون سنة 1626 تقريبًا، حيث قدّم الهولنديون أسعارًا أفضل من الفرنسيين وباعوا الأسلحة النارية, والبلطات والسكاكين إلى الإيروكواس في مقابل الفرو.
وبواسطة هذه الأسلحة الأكثر تعقيدًا من أسلحة العصر الحديدي، قضى الإيروكواس تقريبًا على الهيورون وجميع الهنود المقيمين في المنطقة الغربية في دولة أوهايو خلال حروب بيفر والتي بدأت في فترة 1650. وكان الأمريكيون الأصليون يتنافسون على أراضي الصيد من أجل تجارة الفرو. بينما كانت القبائل الغربية قد أُضعفت أيضًا نتيجة أوبئة الأمراض الأوروبية المعدية والذين لم يكونوا قد اكتسبوا مناعة لمقاومتها. ولقد أدى استعمال الإيروكواس للأسلحة الحديثة إلى جعل الحروب أكثر فتكًا. حيث اعتبر المؤرخون أن حروب بيفر أحد الصراعات الأكثر دموية في تاريخ أمريكا الشمالية.
وبعد تحقيقهم للنصر، وسّع الإيروكواس أراضيهم بحق الغلبة. وقد أعاد عدد القبائل التي دفعت الجزية إليهم ترتيب خريطة القبائل بشرق أمريكا الشمالية. وقد تم القضاء على العديد من التحالفات الكبيرة، متضمنة الشعب المحايد، وقبيلة إري، وساسكويهانوك. وقد دفع الإيروكواس العديد من القبائل الأخرى إلى المناطق الواقعة عند نهر المسيسيبي أو الواقعة على ناحيته الأخرى. وقد أدى هذا واقعيًا إلى فراغ دولة أوهايو؛ حيث فرّت القبائل المهزومة ناحية الغرب هاربة من مقاتلي الإيروكواس. وبعد عودة الإيروكواس إلى نيويورك والشمال الشرقي، تركوا الإقليم الشمالي الغربي وكنتاكي وأوهايو غير مأهولةٍ بالسكان؛ حيث كانت القرى مهجورة غالبًا. وأعلنوا أن جميع أراضي وادي أوهايو أراضي صيد خاصة بهم دون غيرهم.
المراجع
- "معلومات عن الحرب الهندية الشمالية الغربية على موقع id.loc.gov". id.loc.gov. مؤرشف من الأصل في 11 ديسمبر 2019.
قراءات إضافية
- Dowd, Gregory Evans. A Spirited Resistance: The North American Indian Struggle for Unity, 1745-1815. Baltimore and London: Johns Hopkins University, 1992.
- Jennings, Francis. The Founders of America. New York: Norton, 1993.
- Skaggs, David Curtis and Larry L. Nelson, eds. The Sixty Years' War for the Great Lakes, 1754-1814. East Lansing: Michigan State University Press, 2001. .
- Sugden, John. Blue Jacket: Warrior of the Shawnees. Lincoln and London: University of Nebraska Press, 2000.
- Sword, Wiley. President Washington's Indian War: The Struggle for the Old Northwest, 1790-1795. Norman and London: University of Oklahoma Press, 1985.
- White, Richard. The Middle Ground: Indians, Empires, and Republics in the Great Lakes Region, 1650-1815. Cambridge University Press, 1991.