الحسين خان الأول الأكبر بن منصور بيک بن زهير بيک بن ظاهر بن علي سلوز الطلوي القلائي السلورزي (السلاحورزي) الفيلي العباسي العلوي الهاشمي.
مؤسس عائلة ولاة لرستان التي حكمت تحت الوصاية المباشرة لشاهات بلاد فارس المتعاقبين منذ عام 1598م وأول حُكام لرُستان بعد سقوط آخر حكام الاتابكة بني خورشيد (الأتابك شاهوردي خان) عام 1598م.
الحسين خان الأول الأكبر | |
---|---|
معلومات شخصية | |
مواطنة | إيران |
خان لورستان | |
الحسين خان الأول الأكبر والي پشتكوه | |
السابق | شاهوردي خان (آخر حكام الاتابكة بني خورشيد) |
ولاية العهد | الأمير محمد شاه ويردي خان |
فترة الحكم | من 1598م إلى 1633م |
اللاحق | محمد شاه ويردي خان الأول |
اللقب | الأكبر
والي البر والبحر خان لرستان |
حياته | |
مكان الوفاة | مدينة خرم آباد |
الأب | منصور بيگ |
الأم | شاه غفران بنت جيهانكير شاه أتابك |
الأبناء | محمد شاه ويردي خان
أحمد منوجهر خان |
خانات لورستان |
شخصيته
كان الحسين خان الأول الأكبر ذو شخصية عظيمة[1] وكان كذلك أنوفاً، شديد الاعتزاز بنفسه.[2]
عائلته وتأسيس حكومة الولاة
ينحدر الحسين خان من عشيرة سليورزي (سلاحورزي) الشهيرة في لرُستان وكان والد الحسين خان (منصور بيك بن زهير) رئيس تلك العشيرة، لذلك كان له موقع مهم بين أعيان مدينة خرم أباد (عاصمة إقليم لورستان)، وكان كذلك يملك أراضي وأملاك عديدة، هذا مما جعله يتقرب من بلاط الحاكم الأتابكي محمدي بك أتابك بن جيهانكير شاه أتابك. فتزوج منصور بيك من شقيقة هذا الحاكم (الأميرة غُفران شاه بنت جيهانكير شاه أتابك) فولد الحسين خان الأول، لذلك يعتبر الحسين خان وأحفاده منحدرين من الحاكم جيهانكير أتابك والد محمدي بيك أتابك (الاتابك الـ22 من سلالة شجاع الدين خورشيد) من جهة والدة الحسين خان.[3]
ترعرع الحسين بيك في خرم آباد وأخذ منصب والده في قيادة عشيرته وكذلك في بلاط أقاربه الأتابكة كأحد أعيان بلاد اللور، ومن ثم تقرب أكثر من حاشية أبن خاله الاتابك الخورشيدي الأخير (شاهوردي خان بن محمدي بك أتابك بن جيهانكير شاه أتابك)، فأصبح من مرافقيّ الأتابك.
وكذلك تقرب الحسين بيك من بلاط الشاه عباس الأول وأصبح فيما بعد من أهم قادة جيشه، عكس قريبه الأتابك الذي أصبح أكثر عداوة لحكومة أصفهان غير مُبالي بأيعازات الشاه، مما تسبب بنقمة الشاه على الأتابك وحاشيته بمرور الوقت. فأرسل الشاه عباس الأول عام 1598م سريتان عسكريتان إلى العاصمة خرم أباد؛ السرية الأولى كانت بقيادة القائد (قنبر بيك استاجلو) أما الثانية فكانت بقيادة القائد (الله ويردي خان) وكلاهما كانوا تحت قيادة الحسين بيك بن منصور بيك، حيث توجهوا لإنهاء حكم الأتابك وتسليمه للشاه. فهرب الأتابك شاهوردي خان غرباً إلى إيلام، وأتخذ من قلعة (چنكوله) في مهران والمطلة على ضفاف نهر (سيمرة) مركز دفاعي له. لم تدم فترة طويلة حتى وصل أحد سرايا جيش الشاه (سرية القائد الله ويردي خان) إلى القلعة حيث قام القائد بمحاصرتها من كل الجوانب، وجرت معركة طويلة بين جيش الشاه وأتباع الأتابك بالأسلحة النارية والنبال. إنتهت تلك المعركة بانتهاء ذخيرة قوات الأتابك شاهوردي خان، فسلم القلعة ونفسه لجيش الشاه، فتم إرساله إلى الشاه عباس الأول والذي كان يقضي وقته في أحد مناطق صيمرة القريبة، فأمر بإعدامه هناك شهر ربيع الأول 1006ھ/1598م. إنتهت بذلك دولة اللور الأتابكة بني خورشيد بعد حكم دام 426 عام (منذ تأسيسها على يد شجاع الدين خورشيد أتابك عام 570ھ/1184م وإلى العام 1006ھ/1598م، عام مقتل شاهوردي خان). لذلك نستطيع القول أن كل ما حدث بين القريبين (حسين خان وشاهوردي خان) هو عبارة عن انقلاب عسكري داخل الأسرة الحاكمة كما حصل في العديد من الدول والإمارات عبر التأريخ.
توليه الحكم وزواجه
بعد تخلص الشاه عباس الأول من حكومة الأتابكة الخورشيديين قام بتنظيم أمور إقليم لورستان وقام كذلك بمنح الحسين بيك بن منصور بيك والذي أصبح أحد أهم قادة حكومة الشاه لقب (الخان) بدلاً من (بيك) فأصبح أسمه (الحسين خان الأول)، وكذلك تم منحه فيما بعد وكجائزة لأعماله لقب (بزرک) والذي يعني بالفارسية العظيم أو الأكبر.
وفي نفس العام (1598م) تم تنصيب الحسين خان الأول خاناً على لورستان بمرسوم شاهنشاهي، وكمقابل لجهود الحسين خان كذلك ووفاءاً بوعده للخان، منح الشاه عباس الأول حق توريث الحكم للحسين خان الأول، فأصبح الحكم يورث من الأب إلى أكبر الأبناء (أو أكبر أفراد العائلة الحاكمة في بعض الأحيان).
وخلال هذه الفترة أيضاً قام الحسين خان الأول بالزواج من بنت الأتابك شاهوردي خان بن مُحمدي[4]
عصيان الأمير (قيصر خامه بيدل)
بعد فترة من عودة الشاه عباس الأول إلى عاصمته أصفهان ووصول الحسين خان الأول الأكبر للحكم، قام أحد أمراء المقاطعات اللرية (الأمير قيصر خامه بيدل) بجمع الأعوان والأتباع حوله، وأعلن التمرد ضد الخان الحسين الأول (خان لورستان) ومن شِدة هذا التمرد كاد الأمير قيصر أن يأتي على حكم الحسين خان الأول تماماً؛ لولا أن الحسين خان الأول سارع بطلب النجدة الفورية من الشاه عباس الأول في الوقت المناسب، لذلك قام الشاه عباس بنفسه بقيادة جيشه منطلقاً من أصفهان إلى خرم آباد غرباً، وذلك لنصرة عامله على المنطقة ولكن حين وصول الشاه إلى خرم آباد وجد أن الأمير قيصر خامه بيدل قد ترك المنطقة طوعاً وهرب منها ومعه قرابة ألف عائلة من مؤيديه واستقر في منطقة تلال حمرين والتي كانت تابعة لحكومة الباب العالي آنذاك (الدولة العثمانية). لذلك وبعد هذه الحادثة قام الشاه عباس الأول بجمع الشخصيات المهمة والمتنفذة في المنطقة وهددهم بإبادة عوائلهم ومصادرة جميع أموالهم وتخريب وحرق قراهم؛ أن تحركوا ضد عامله وواليه على لورستان (الحسين خان الأول) ولم ينصاعوا لأوامره. لذلك أدرك زعماء العشائر والأعيان تهديد الشاه لهم وتثبيت أركان حكم عامله في المنطقة، فسادت كلمة الحسين خان في أرجاء أقاليم لورستان وبشتكوه رغبة أو رهبة.
هجوم الجيش العثماني بقيادة اوزون أحمد آغا ولقب (والي البر والبحر)
قام كل من (قاسم سلطان افشار) وحاكم مقاطعة هرسين (شاهقلي سلطان) بإبلاغ الوالي الحسين خان الأول الأكبر بزحف القائد العثماني (اوزون أحمد آغا) على رأس 12000 مقاتل انكشاري بغية الهجوم على المنطقة الغربية لإيران (أقاليم اللور) لذلك قام الخان حسين الأول بتجهيز حملة عسكرية مكونة من 5000 مقاتل لطرد الجيش العثماني؛ وفي أثناء سير جيش الخان بالطريق التحق بالجيش اللوري 3000 مقاتل من المحاربين السابقين؛ فأصبح العدد الإجمالي لجيش الخان 8000 مقاتل، بعدها اشتبك الجيشان غرب لورستان (قرب الحدود العراقية الإيرانية) ولخبرة الحسين خان الأول وحنكته العسكرية تمكن من الالتفاف حول الجيش العثماني ومن ثم أسر القائد اوزون احمد آغا نفسه. ورغم قلة أعداد جيش الخان مقارنةً بالجيش العثماني، إلا أن الانتصار كان حليف الحسين خان حيث تم قتل وتأسير أعداد كبيرة من جنود الجيش العثماني، ثم فر ما تبقى منهم إلى داخل الحدود العثمانية غرباً.
بعد اقتياد الأسرى إلى العاصمة اللورية خرم أباد، تم تكبيل القائد اوزون احمد آغا بالحديد وإرساله إلى الشاه عباس الأول؛ الذي سر كثيراً بانتصار الوالي الحسين خان فأكرمه بالهدايا التقديرية، ولقبه بلقب (والي البر والبحر).[5][6][7]
الهجوم على قلعة (هلوخان)
بطلب من الشاه عام 1603م/1012ھ، تحرك الخان الحسين الأول على رأس جيشه متجهاً إلى كردستان لقتل (هلوخان)؛ الذي أصبح يطالب بالحكم لنفسه والاستقلال تماماً عن حكومة الشاه عباس الأول.
وصل الحسين خان الأول الأكبر بعد فترة إلى قلعة هلوخان فضرب حصاراً عليها، وأصبح يقوم بحملات متكررة محاولاً اقتحامها، لكن بعد ثلاثة أيام من تلك الحملات عجز جيش الخان من دخول القلعة لمتانتها وصلابة المدافعين عنها، فرجع الحسين خان الأول على رأس جيشه إلى لورستان بعد أن خسر تلك المعركة.
دعم الحسين خان لحكومة الشاه
ظل الحسين خان الأول وفياً لدولة الشاه كما أستمر أحفاده الخانات على ذلك (حتى استقل عنهم سابع الخانات علي مردان خان بعد سقوط حكومتهم وتسليمهم لورستان للدولة العثمانية، مما جعل الخان يستقل عن حكمهم الذي سقط بعد فترة وجيزة)، حيث كان الحسين خان الأول الأكبر يشارك الشاه عباس الأول في كل طلعاته وحروبه وليس ذلك فحسب؛ بل أخذ يؤازره في مشاريعه الداخلية، وبالأخص عندما أراد الشاه إيصال الماء من منطقة (كوهرنك) إلى مدينة أصفهان؛ فقد شارك الحسين خان في هذا المشروع الكبير إلى جانب والي ولاية همدان (صفي قلي خان) ووالي ولاية فارس (أمام قلي خان) بالإضافة إلى زعيم البختياريين (جيهانگير خان البختياري).
وفاته
ظل الحسين خان الأول يحكم إقليم لورستان حتى وفاته، حيث توفي عام 1633م/1043ھ في عاصمته خرم آباد، وتم دفنه في مقبرة (شاهنشاهي) التي كانت خاصة بعائلة الاتابكة الخورشيديين، والتي تبعد عن مدينة خرم آباد اليوم 20 كيلومتر جنوباً.
خلفه بالحكم أبنه الكبير الأمير محمد شاه ويردي خان الأول، وبمرسوم شاهنشاهي صدر من الشاه عباس الأول.
المصادر
- كتاب الفيليون، الكاتب نجم سلمان مهدي الفيلي، الفصل الثاني / ص34 _ ص35
- مخطوط قديم للماليمان، ص14 / ص12
- كتاب نظرة على ايلام، الكاتب ايرج افشار سيستاني / ص70
- تأريخ العراق بين احتلالين، الكاتب عباس العزاوي، الجزء الأول / ص200 ، ص240 ، ص251
- ساكي علي محمد، كتاب جغرافية وتأريخ لورستان / ص288 _ ص289
- ميراخوند (تأريخ روضة الصفا) : جزء2 / ص358
- تحفة ناصرية، ميرزا شكر الله / ص28
- كتاب تاريخ الكورد الفيليون وآفاق المستقبل الشيخ زكي جعفر / الفصل السابع / ص237 _ ص238
مراجع
- كتاب أربعة قرون من تاريخ العراق الحديث، المستر ستيفن هيمسلي لونكريك، المفتش الإداري السابق في الحكومة العراقية/ص64
- كتاب الفيليون، الكاتب نجم سلمان مهدي الفيلي، ص28
- كتاب تاريخ عالم آراى عباسي، تأليف أسكندر بيك منشي (كاتب الشاه عباس الأول الصفوي وأحد مرافقيه)
- كتاب تأريخ عباسي (رزنامة مُلا جلال)، تأليف الملا جلال الدين محمد اليزدي الفلكي (من أفراد حاشية الشاه عباس الأول ومنجمه الخاص)، ص160
- سامي علي محمد، كتاب تاريخ وجغرافية لورستان، ص289 _ ص288
- ميراخوند : تأريخ روضة الصفا، ج2، ص358
- كتاب الفيليون لنجم سلمان مهدي الفيلي، ص35
المناصب السياسية | ||
---|---|---|
سبقه شاهوردي خان (آخر حكام الاتابكة بني خورشيد) |
خان لورستان
1598م-1633م |
تبعه محمد شاه ويردي خان الأول |