الرئيسيةعريقبحث

الدب ڤوتيك


☰ جدول المحتويات


جندي بولندي مع ڤوتيك عام 1942

الدب ڤوتيك en:Wojtek (المحارب السعيد) باللغة البولندية 1942-1963 و تلفظ بالإنكليزية [ˈvɔjtɛk]، و هو الدب البني السوري أو الدب الأسمر، حيث تمَ شرائه كدب يافع في محطة همدان في أيران، ليتمَ نقلهُ من قبل ِالقواتِ البولندية وذلك بعد أن  تم انفصالها عن الاتحاد السوفيتي. و لاحقاً تم تجنيده رسمياً كجندي حاصلٍ على رتبةٍ خاصة ومن ثمَ تمت ترقيته كعريف.[1]

  ڤوتيك رافقَ الفرقة البولندية الثانية إلى إيطاليا . وكان جنباً إلى جنب مع الفيلق الثاني والعشرون  للإمدادات المدفعية خلال معركة (Monte Cassino) في إيطاليا عام 1944.

ڤوتيك كان له الدور في نقل صناديق الذخيرة، كما وتمتع لاحقاً بشهرة لزيارته رجال وجنرالات و حلفاءِ الدولة.

و بعدَ الحرب، غادر ڤوتيك الجيش البولندي وتم توفير مأوى له ليعيش بقية حياته في حديقة الحيوان في إندنبرة عاصمة اسكتلندا.

حياته

في ربيع عام 1942،  جيش آندرس الذي شُكل حديثاً انشق عن الاتحاد السوفيتي ليذهب إلى إيران برفقة الآلاف من المدنين البولنديين والذين لاحقاً وبعد عام 1939 تم ترحيلهم إلى الاتحاد السوفيتي " شرق بولندا " و في يوم الثامن من أبريل من عام 1942 عند محطة قطار همدان  التقى الجنود البولنديين بصبي كردي كان قد وجدَ "دَسيماً"  قد قُتلت أُمه من قبل الصيادين.

عندها  إحدى اللاجئين المدنيين  "إيرينا إينكا  Irena (Inka) Bokiewicz ذو الثمانية عشر عاماً وهي ابنة أخت الجنرال بولسلاو Bolesław Wieniawa-Długoszowski  و التي استلطفت الدُب كثيراً مما دفعها  بأن تقنع الملازم أناتول Anatol Tarnowiecki  لشرائه. ثم أتم ڤوتيك الثلاثة أشهر ألاحقة في مخيمٍ للاجئين البولنديين قرب طهران.

في بادئ الأمر كان الدبُ الصغير تحت رعاية إيرينا[2] و في  شهر آب" أغسطس" تم التبرع به ليكون وسيلة للنقل في الفيلق الثاني والذي لاحقاً أصبح الفيلق الثاني والعشرون للإمدادات المدفعية، وبعدها تمت تسميته من قبل الجنود بـ ڤوتيك، إن هذا اللقب هو اسم قديم في اللغة السلوفاكية و التي تعني المحارب السعيد ولا زال هذا اللقب شائعاً في بولندا.[3]

في البداية كان الدب الصغير يعاني من صعوبة في البلع لذا كانت تتم تغذيته  بالحليب المكثف بزجاجة  قديمة من الفودكا، ومن حين لأخر كان يقدم له بعضا من الفاكهة، المربى، العسل والشراب و غالبا ما كان يكافئ ببعض الجعة التي أصبحت مشروبه المفضل كما أنه كان يستمتع بتناول السجائر مع القهوة صباحاً، وأيضاً كان يشارك الجنود المأوى ما إذا كان اليل بارداً[4][5]، كثيرا ما كان يستمتع بالمصارعة مع الجنود كما أنه أيضاً تعلم كيف يلقي التحية .أصبح ڤوتيك مركز الانتباه للجنود والمدنين في آن واحد، وسرعان ما تحول ڤوتيك إلى رمزٍ لجلب الحظ لجميع الوحدات والمحطات المجاورة. ثم أنتقل المحارب السعيد مع الفيلق الثاني والعشرون إلى العراق وبعدها عبر سوريا  ثم فلسطين ومصر.[6]

الدب ڤوتيك كان يقوم بتقليد الجنود، يشرب الجعة ويمشي مع الجنود جنبا إلى جنب على على قدميه كما رآهم يفعلون. كان لڤوتيك مربٍ خاص للعناية به وسرعان ما كَبر الدب الصغير ومع الوقت وخلال معركة مونتي كاسينو أصبح وزنه 200 رطل (14 st; 91 kg).[7]

المجند ڤوتيك

[8]من مصر، تم تكليف الجيش البولندي (الفيلق الثاني) للقتال جنبا إلى جنب مع الجيش البريطاني الثامن خلال الحملة الإيطالية. ولكن حسب قوانين سفن النقل البريطانية التي كانت ستنقل الجيش إلى ايطاليا  يمنع نقل الحيوانات الأليفة، وللتحايل على ذلك القانون تم تعين ڤوتيك رسمياً كجندي خاص في الفيلق الثاني والعشرون للإمدادات المدفعية وقد تم تخصيص كل من هنريك Henryk Zacharewicz و ديميتري Dymitr Szawlugo ليقوما بالعناية به.

كجندي متطوع يحمل الهوية  ورتبة عسكرية ورقماً تسلسلياً، عاش بين الجنود الآخرين في خيمهم أو في صناديق خشبية والتي كانت تنقل بالشاحنة. خلال معركة مونتي كاسينو ساعد ڤوتيك وحدته العسكرية من خلال نقل الذخيرة عبر حمل 100 طن أي ما يعادل 45 كغ من الصناديق التي تحوي على 25 طن من القذائف المدفعية دون أن يسقط أي منها.

على الرغم من ذلك، فإن هناك ممن يختلفون على مصداقية قصة ڤوتيك وفقاً لما يقوله البعض، بيد أن الجنود البريطانيين يزعمون رؤية دبٍ يحمل صناديق الذخيرة[,[9] الدب قام بتقليد الجنود حين رأى رجلاً يحمل صندوقاً. ڤوتيك حمل صناديق عادة ما تحتاج لأربعة رجال لحملها دفعة واحدة، والتي كان يقوم بوضعها فوق الشاحنة أو فوق صناديق أخرى من الذخيرة.[10]

إن ما حصل خلال تلك المعركة أكسبت ڤوتيك الترقية لرتبة عريف، وتقديراً لڤوتيك تم وضع صورة دب يحمل الزخيرة كشعار رسمي للفيلق الثاني والعشرون.[7][6]

ڤوتيك في Winfield Aerodorme في مزرعة sunwick قرب Hurtton في Berwickshire بعد الحرب

بعد الحرب

بعد نهاية الحرب العالمية الثانية في عام 1945، تم نقل ڤوتيك إلى بروكشير في اسكتلندا  برفقة بقية الفيلق الثاني والعشرون ليتمركز لاحقاً في مطار وينفيلد في مزرعة Sunwick  قرب قرية هوتون على الحدود الاسكتلندية.

سرعان ما لقي ڤوتيك سيطاً شعبياً وسط السكان المحليين وحظي باهتمام الصحافة البولندية والاسكتلندية التي جعلت منه عضواً مشرفاً. لاحقاً تم تسريح ڤوتيك من الجيش في الخامس عشر من نوفمبر "تشرين الثاني" من عام 1947، وتم إرساله إلى حديقة الحيوان في إندنبرة عاصمة اسكتلندا، حيث أمضى فيها بقية حياته.

وبين الحين والآخر كانت الصحافة تقوم بزيارته أو بعضٍ من الجنود البولندين القدماء الذين كانوا يلقون له بالسجائر ليقوم بأكلها، كما كان في السابق حين خدمته للجيش البولندي .[11] و للأعلامِ النصيب أيضاً من قصة ڤوتيك والذي لعب دوراً في شهرتهِ لاحقاً حيث حل ضيفاً على قناة BBC  في برنامج Blue Peter  للأطفال.[12] 

رَحل ڤوتيك في ديسمبر كانون الأول من عام 1963 بعمر 21 سنة، بوزن يقارب 35 رطلاً (490 lb; 220 kg) وبطول يقارب أكثر من 6 أقدام أي (1.8ِm).[6]

الإرث

العديد من النصب التذكارية للدب الجندي وإحداها لوحة في متحف الحرب الإمبراطوري في لندن. تمثال من صنع ديفيد هاردينج في متحف Sikorski، ومنحوتة خشبية في Weelsby Woods- Grimsby.[13]

عام 2013، قرر مجلس مدينة كراكوف Kraków إقامة تمثال لڤوتيك في منتزه Jordan park. تم الكشف عنه في 18 من شهر أيار 2014، وذلك في الذكرى السبعين لمعركة مونتي كاسينو.[14][13]

عام 2013، وافق مجلس مدينة إدنبرة على إقامة تمثال برونزي لڤوتيك، أنشأه Alan Beattie Herriot ليكون نصباً في حدائق West Princes Street Gardens.[15] تم الكشف عنه في عام 2015، وهي تمثال للجندي ڤوتيك يسير جنباً إلى جنب مع زميله في الجيش البولندي بطول واحد ونصف متر أي (خمسة أقدام) و ذلك لتوثق رحلة ڤوتيك مع الجيش البولندي من مصر إلى اسكتلندا.[16][17]

عام 1947 تم سرد قصة ڤوتيك الدب الجندي خلال ثلاثة حلقات من مسلسل تلفزيوني للأطفال عبر قناة BBC مسلسل Jackanory لـ Harry Towb.

عام 2011 تم عرض فلم "الدب الذي ذهب إلى الحرب" على قناة BBC قام بسرد قصته Brian Blessed.[18]

عام 2014 قامة كاتبة الأغاني Katy Carr باطلاق فيديو موسيقي بعنوان Wojtek وذلك في الذكرة الـ 75 للغزو السوفيتي لبولندا.[19]

تم الإشارة إليه في لعبة Heart of iron IV[20] للفوز ببيضة عيد الفصح "الدب حامل المدفعية" هذا الإنجاز يكتسب عند اللعب لصالح الفريق البولندي ولدى وجود تلك القوات في حين صراعها مع القوات الإيطالية، وللسيطرة أو التحالف والسيطرة أيضاً على مقاطعة همدان في إيران و بالرغم من هذا يجب أن تحافظ على عدم الانحياز.

تمثال لڤوتيك في حديقة Prince Street

في لعبة المنجل صممت مدينة بولندا الخيالية وعرفت ب " جمهورية بولندا " و التي يمثلها شخصيتين هما " آن وڤوتيك " حيث كانت آن رفيقة للدب ڤوتيك.[21]

في سلسلة الكرتون Girls und Panzer حيث كانرمز بولندا مصدر إلهام للمدرسة وكان دباً يحمل قذيفة مدفعية كرمز للفرقة الثانية والعشرون للإمدادات المدفعية وللدب ڤوتيك.[22]

شعار لڤوتيك في Imperial War Museum

في لعبة الديجيتال الورقية عبر الإنترنت GWENT ڤوتيك كان الاسم الصوتي الدال على الدب الذي يطلب مجموعة من الأوراق في لعبة Skellige starter deck.

منحوتة لڤوتيك صنعها الفنان David Harding معروضة في المتحف البولندي و متحف Sikorski Museum
تمثال ڤوتيك في حديقة Jordan park في Kraków
شعار الفرقة الثانية و العشرون للإمدادات المدفعية البولندي[8]

مراجع

  1. Ryszka-Kurczab, Magdalena (2018). "May every lover of truth fi nd it through reading." Manners of Authenticating the Message in Sixteenth- Century Accounts of Polish Religious Disputations". Terminus. Special Issue: 105–136. doi:10.4467/20843844te.18.014.9897. ISSN 2082-0984. مؤرشف من الأصل في 17 أبريل 2020.
  2. Joshua D. (2015-01-01). Warsaw. The Jewish Metropolis. BRILL.  . مؤرشف من الأصل في 17 أبريل 2020.
  3. HOLIK, FEDERICO (2014-03-05). "NEITHER NAME, NOR NUMBER". Probing the Meaning of Quantum Mechanics. WORLD SCIENTIFIC. doi:10.1142/9789814596299_0012.  . مؤرشف من الأصل في 17 أبريل 2020.
  4. Siudmak, Wojtek. Oxford University Press. 2011-10-31. مؤرشف من الأصل في 17 أبريل 2020.
  5. New Essays by De Quincey. Princeton: Princeton University Press. 1966-12-31. صفحات 27–31.  . مؤرشف من الأصل في 17 أبريل 2020.
  6. Carol (2000-02). Stone, Lucy (13 August 1818–18 October 1893), abolitionist and woman's rights activist. Oxford University Press. مؤرشف من الأصل في 17 أبريل 2020.
  7. Joseph (2017-07-30). Paranoid Visions. Manchester University Press.  . مؤرشف من الأصل في 17 أبريل 2020.
  8. Carmen (2013-01-01). Im Netz des Königs. Verlag Ferdinand Schöningh.  . مؤرشف من الأصل في 17 أبريل 2020.
  9. "Wojtek: The Bear that Joined The Polish Army - Axis History Forum". forum.axishistory.com. مؤرشف من الأصل في 17 أبريل 202017 أبريل 2020.
  10. Wojtek the bear : Polish war hero. Edinburgh: Birlinn. 2010.  . OCLC 636917616. مؤرشف من الأصل في 17 أبريل 2020.
  11. "The Spy Who Loved Us: The Vietnam War and Pham Xuan An's Dangerous Game". The SHAFR Guide Online. مؤرشف من الأصل في 17 أبريل 202017 أبريل 2020.
  12. "Aberdeen and Temair, June Marchioness of, ((Beatrice Mary) June Gordon) (29 Dec. 1913–22 June 2009)". Who Was Who. Oxford University Press. 2007-12-01. مؤرشف من الأصل في 17 أبريل 2020.
  13. Lorenc, Magdalena (2015-09-01). "The Monument of Wojtek the Bear" or Polish Projects to Commemorate Animals Involved in World War II". Przegląd Politologiczny (3): 139. doi:10.14746/pp.2015.20.3.10. ISSN 1426-8876. مؤرشف من الأصل في 22 مايو 2020.
  14. Olszewski, Henryk (2015-03-15). "Izabela Lewandowska-Malec, Demokracje polskie. Tradycje – współczesność – oczekiwania, Księgarnia Akademicka, Kraków 2013, ss. 424". Czasopismo Prawno-Historyczne. 68 (1): 391. doi:10.14746/cph.2015.68.1.21. ISSN 0070-2471. مؤرشف من الأصل في 11 مايو 2020.
  15. Lee, David (2004). "The Sag Harbor Lions Club John Steinbeck Memorial Trust and Statue Project". Steinbeck Studies. 15 (2): 161–162. doi:10.1353/stn.2004.0040. ISSN 1551-6903. مؤرشف من الأصل في 17 أبريل 2020.
  16. Mary C. (2000-02). Lawson, Thomas (29 August 1789?–15 May 1861), surgeon general of the U.S. Army Medical Department. Oxford University Press. مؤرشف من الأصل في 17 أبريل 2020.
  17. On Glasgow and Edinburgh. Cambridge, MA and London, England: Harvard University Press.  . مؤرشف من الأصل في 17 أبريل 2020.
  18. Christina L. (2011-11-24). Victory through Harmony. Oxford University Press. صفحات 15–34.  . مؤرشف من الأصل في 17 أبريل 2020.
  19. "Cancer Vaccines - SMi's Fourth Annual Conference (September 16-17, 2015 - London, UK)". Drugs of Today. 51 (9): 569. 2015. doi:10.1358/dot.2015.51.9.2401934. ISSN 1699-3993. مؤرشف من الأصل في 17 أبريل 2020.
  20. Metallurgical Achievements. Elsevier. 1965. صفحات iv.  . مؤرشف من الأصل في 17 أبريل 2020.
  21. Alastair (1982). The Chemical Scythe. Boston, MA: Springer US. صفحات 25–68.  . مؤرشف من الأصل في 16 يونيو 2018.
  22. "Girls still lag behind boys in school enrolment". dx.doi.org. مؤرشف من الأصل في 22 مايو 202017 أبريل 2020.

موسوعات ذات صلة :